الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صوتُكَ الأقوى، يا عراقُ

مديح الصادق

2011 / 4 / 2
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


من أعماق الوادي



من عرَضِ الهور



وقلبِ الصحراء



أمٌّ خرساءُ تهمهمُ



على صدرِها لعبةٌ شبعتْ دمَا



تبحثُ عن صاحبِها المذبوح



بكاتمِ صوتٍ



خِصيصا من إيران



من معقلِ الأسودِ



أو من خدام بيتِ الله



لقتلِ الأطفالِ، وتشريدِ ذوي العلم



تفريقِ بُناةِ حضارته في البلدان



في محرابها القدسيِّ



سيدةِ النجاة



بين الأجسادِ، وتحتَ الأنقاض



والقاتلُ مَحمِيَّا، يخرجُ



مزهوَّا بسلام



في الجنة موعودا



بالخمر، وحور العِين، وبالولدان



والحاكم يشجبُ، يشجبُ



يهتفُ، يلعنُ، يرعدُ، يزبد



حتى قُفِلتْ أبوابُ التلفاز



ونام الفقراء



شبعوا جوعا، ووعودا من عرقوب



وأكاذيبَ مُلفَّقةً بالأطنان



أراملُ خلفَ الأبواب



وفي الطرقات



وأفواجٌ من أيتام



وهبوا لقمتهم مجانا



للسادةِ المسؤولينَ، قُرَّاءِ المقامات



ماتتْ زهراتُ حدائقنا



أصحرتْ الوديان



غار حتى قعره الفرات



دموع دجلةَ جفَّتْ



قطَّع السفاحُ اوتارَهُ، زرياب



والمتنبي نام وأغلق الأبواب



في سوق السراي



أحرق الدراويشُ الألوان



وارتدى العراقُ - رغم أنفه - السواد



غادر البصرةَ السياب



ففي بلادنا حِداد



دهاقنةٌ، ولصوصٌ



باسم الدين يحكمون



مُفسدون



غيرَ التراتيلِ، والمراثي، لا يُجيدون



وفي العراق



صناديدُ، صابرون، شِداد



عزيزا سيبقى العراق



مدحورةً من حيثُ أتتْ



تغادرُ أفواجُ الجراد



ويطوي الظلامُ شراعَهُ



زاخو غازلتْ البصرةَ



بأعذبِ الأبيات



من هوليرَ



يداعبُ الناي الرباب



وفي دار السلامِ، الحبيبةِ



بغداد



تناخى الغيارى، بساحةِ التحرير



حطَّموا الحواجزَ، والغازَ المُسيِّلَ للدموع



وكشَّفوا عوراتِ ملوكِ الساحةِ الخضراء



حتى من سكرهم أفاقوا



أرتالُ السلاطين



في كل حيٍّ سلطان



في كل بيتٍ سلطان



خسِئَ الرعاعُ



لا سيِّدَ إلا العراقُ



وليس على الأرض غيرُهُ سلطان



صاحَ الصوت



من أعماقِ الوادي



عَرَضِ الهورِ



وقلبِ الصحراءْ



هيَّا انهض، يا أنكيدو



حامورابي، بانيبال



احمل لوحَك، خطّْ الحرف



للباطل دوما جولة



والحقُّ له جولات



طهِّرْ نفسكَ في الخابورِ



وسائلْ فهْداً



سائل حازمَ، سائل صارمَ



مَنْ ذا قد ماتْ ؟



مَنْ ماتَ هُمو الأوغاد



ومَنْ ضاعَ هو الجلاَّد



أمَّا وطني



فحيَّا يبقى طولَ الآباد



وأمَا شعبي



فحُرَّا يحيا رغم الأصفاد



لا يسقطُ في الوحلِ سوى الأوغاد



وطني عَلمٌ، والوحلُ مصيرُ الأوغاد



الأول من نيسان 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا


.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا




.. الاحتلال الإسرائيلي يقصف المدنيين شرقي وغربي مدينة رفح


.. كيف تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية عرض بايدن لمقترح وقف حر




.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا