الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأسد يرحب يالمعركة

شهناز أحمد على

2011 / 4 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


لم يتفاجئ الكثير من المراقبين السياسين والمهتمين بالشأن العام في سوريا بالخطاب الذي ألقاه الرئيس السوري بشار الأسد أمام مجلس الشعب السوري إثر الاحتجاجات والمظاهرات المطالبة بالحرية التي عمت الكثير من المدن السورية .
وفقا" لمنطق حزب البعث في إلغاء الحياة السياسية في سوريا وسياساته القمعية ضد كل من يخالفه الرأي كان خطابا" يليق بالنظام السوري شكلا" ومضمونا", لكن منطق التغيرات السياسية الراهنة في الشرق الأوسط يتطلب قراءة أقل ما يقال عنها إيجابية من قبل السلطة للحركة التاريخ ومطالب الشعب السوري بكافة مكوناته العرقية والإثنية في الحرية والكرامة.
الهروب من استحقاقات السياسية لهذه ا لمرحلة المفصلية في تاريخ سوريا بحجة قديمة جديدة وجود مؤامرة على سوريا
وفتنة طائفية ستهدم الوطن, لم يهدأ من روع الشعب الحالم بالحرية. فإن كان مطالبة الشعب السوري بالحرية وإقامة نظام ديمقرطي يحفظ كرامته معركة كما جاء في الخطاب فإن هذه القراءة الخاطئ للأحداث ستضع سوريا على مفترق طرق خطرة والنظام الحاكم وحده يتحمل مسؤلية ما ستؤول اليه الأمور في المستقبل القريب.


وبالنسبة للقرارات ومسودات قوانين المنسية في دروج مكاتب القيادة القطرية للحزب البعث منذ سنين وهي قيد الدراسة
الآن فلا يحق للحزب الذي هو وحده قائد الدولة والمجتمع حسب المادة الثامنة من الدستور السوري أن يناقش مصير الشعب والوطن دون أشراك كافة مكونات المجتمع السوري, وبما يسمى بالمجلس الشعب فلا يمثل ألا نفسه وسلطة البعث لذلك القوانين التي ستشرع من خلاله ( إن تجاوزا" اقتنعنا وبالحسن النية إن الإصلاحات ستبدأ) لا مصداقية لها وستفصل على مقاس مصالحهم لا مصالح الشعب.
وإن كان هناك خوف من الفتنة الطائفية فإن النظام البعثي هو من يعمل لزرعها, آخر قرارات القيادة القطرية للحزب البعث( كما جاء في موقع الإيلاف الكتروني) تسليح منتسبيه للحفاظ على أمن المواطنين , ما هذا إلا دليل على أن شخصية الدولة الإعتبارية صهرت في الحزب القائد ففي كل دول العالم أجهزة الشرطة والأمن وظيفتها حماية المواطنين وليست ميليشيات مسلحة تابعة للحزب الحاكم.
وللشعب الكردي في سوريا تجربة مريرة مع النظام يتعلق بهذا الصدد, إبان إنتفاضة ’آذار 2004 فقد عمد إلى تسليح بعض العشائر العربية الموالية له في الجزيرة السورية والبعثيين لضرب المكونات المجتمع بعضه ببعض وفشل ولكن نجح فيما بعد في دفع بعض من مرتزقته في نهب محلات في مدينة القامشلي وحاول زرع الفتنة بين الشعب الكردي والعشائر العربية في مدينة دير الزور لكن فشل والشعب السوري لن ينجر وراء ما يدمر ذاك الموزاييك الجميل في المجتمع السوري.
السيدة بثينة شعبان المستشارة الإعلامية والسياسية للرئيس بشار الأسد نطقت تجاوزا" كلمة الكردي لكن جاء الخطاب خاليا" من التجاوزات ولم يذكر الكرد بل كان هناك إشارة مبطنة إليهم إذ جاء على لسان السيد الرئيس بإن هناك قرارات تتعلق بالوحدة الوطنية وهي قيد دراسة ويعني بذلك دراسة إمكانية إصدار قانون يعيد بموجبه الجنسية السورية إلى الآلاف من أبناء الشعب الكردي المجردين منها أثر الإحصاء الإستثنائي الذي جرى في محافظة الحسكة العام 1962

الوحدة الوطنية تتطلب رفع حالة الطوارئ تمهيدا" لإلغائه وإعادة الحياة السياسية للبلاد, إطلاق سراح جميع معتقلي الرأي وإعتراف الدستوري بالشعب الكردي وحقوقه القومية في سوريا, الوحدة الوطنية لا تقام على القمع والإضطهاد. الوحدة الوطنية تتطلب جرأة وشجاعة مستمدة من روح الشباب الحالم بالحرية للشعب والوطن.
كل الشعب السوري كان ينتظر إصلاحات حقيقية وكان هناك بصيص أمل أن يسجل التاريخ لنظام السوري موقفا" إنسانيا" قبل أن يكون سياسيا".
لكن لا أحد يستطيع كتم صوت الجموع ووقف حركة التاريخ وحق الشعوب في الحرية وكل ما نتمناه أن لا يكون الثمن إراقة دم أي سوري بدءا" من ديريك مرورا" بطرطوس ودمشق وحلب وإنتهاءا" بدرعا الحالمة ككل السوريين بغد أفضل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه