الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قدرة الانسان على التحمل

طاهر فرج الله

2011 / 4 / 3
الادب والفن


يجاهد الانسان ليحيا حياة طبيعيه ملؤها الفرح والسرور ، الا أن ظروفآ قاسية تفرض عليه اوضاعآ ضاغطه تجعله مذهولأ مشلول الارادة لا يجيد فيها التصرف الانسب ، الا ان نزعة حب الحياة وغريزة البقاء لدى الانسان تدفعانه الى تقديم التضحيات الجسام التي لا يفكر لحضة في اوضاع طبيعية على التفريط بها ، لهذا يبقى الانسان يعاني من لحضات التفريط هذه بقية سنين حياته ، حتى وان كافأه الزمن ببعض البدائل عنها ، وذلك لتمكن تلك الحضات من غرز مخالبها وانيابها فب غور النفس البشريه لتبقى مؤشراتها شاخصة واضحه في سلوكه وبعض معالم كيانه .
الا انه وبشكل عام يكون سلوكه مقبولآ يمكنه به ان يعيش او يتعايش مع المجتمع ، الا ان الضروف القاهرة التي تفرض نفسها على المجتمع لفترة قصيرة من الزمن فانه يتمكن من احالة الظاهرة الطارئه الى ظاهرة دائمه تكون حاضنة لظاهرة ادنى من التي سبقتها في العرف الاجتماعي ، فتضهر حالات من ينضر اليها من خارج الحدود يصاب بالدهشه والاستغراب ن لما اعتاد عليه من بيئه مثالية ادت الى ضهور الرقي في العادات والتقاليد لمجتعه ، لذ نشاهد البشريه تنضر بعين الاستغراب عندما تشاهد وتسمع ان مجموعة بشر من اريقيا يشربون دماء القرابين ويمضغون او يمصو ن جلودها .
والملاحض على الدوام ان المجتمعات التي تتدنى في اعرافها الاجتماعيه والتي اصبحت ظاهرة متعارف عليها هي نتيجة ضغوط وقعت عليها ، ففي الوقت الذي تشعر معضم الشعوب بالتقزز لتلك العاده ، تنضر تلك الشعوب (الافريقية) بنظرة الاستهجان والسخريه لما يعتبروه عادة طبيعية ليس من الضير ان مارستها الشعوب الاخرى في لعادها ومناسباتها الوطنيه والدينيه .
ان شرب دم الضحيه او امتصاص دم جلدها من المؤكد ناتج عن كارثه وطنية امتدت لفترة طويلة من الزمن كأن تكون حصارآ مفروضآ او جفافآ دام لسنوات طويلة اضطر الانسان في ذلك الوطن وفب تلك الفترة الحالكة الى أكل ما لا يأكل وشرب ما لا يشرب معللا النفس بالامل على ان تكون هذه الفترة القصيرة في عمر ذلك الجيل الذي لم يعتد على تلك الظاهرة ، ولكنه مارسها ليبقى على قيد الحياة وعلى ما يبدو ان المسبب لهذه الاحداث الطارئه ابى الا ان يكشر عن انيابه فترة طويلة من الزمن ليتقبل الجيل الصاعد هذه الظاهرة لتبح عرفآ يحاول التمسك بها كتقليد من تقاليه ، ويبدو ان البشريه مرت بمثل هذه الظروف القاهرة ، فاحلت الممنوع لتجعله حلالا بعد سنين عجاف ، والروايات التأريخيه تحدثنا عن بيع الاباء لالبناءهم في حالات مماثلة ويبدو ان علماء الاجتماع ارادو ات يعرفوا مدى قدرة النفس البشرية على التحمل الظروف القاهرة ، فجاءوا بقردة وابنها ووضعوهما في فرن مختبري يتميز بامكانية الرؤيا من احدى جوانبه فما ان رفعوا درجة حرارة الفرن قليلا ، حتى اسرعت قردة الام الى رفع وليدها ومن ثم اخذت تكرر قفزتها على الارضية وما ان ازدات حرارة الفرن واصبحت حارقه حتى وضعت وليدها على الارض ووقفت عليه ، على انها لن تكن تشعر بالارتياح لوضعها هذا، فقلبها يكاد يقطر دمآ في حينها ولكنها وضعت في وضع لا يسمح لها بخيارات عديده فاحسنها سئ ايضا ، ومسحة الخلاص لا وجود لها ، فاستنتج علماء الاجتماع من مجموعة تصرف الام هذه ، ان للحيوان ومن بعده الانسان طاقة للتحمل يحاول استخدامها للدفاع عن نفسه او عن عقيدة يعتقنها او عمن يحب ، وما ان تنفذ طاقته تلك حتى يبدأ بالاستسلام لشدة الضغط الواقع عليه ، على انه ا يشعر بالسعاده لانقاذ نفسه بعد فقده في مثل هذه الظورف القسرية لمن يحب او يعتنق من ايمان لفكرة و معتقد ، ولكن قيل ان اسوء الشرين قد يكون المنال الذي يرتجى ، لذا نرى البعض ممن غضب عليهم السلطان يمنون النفس بالقتل الرحيم ن الا ان ذلك السلطان يرفض رجاءهم مشددآ على جلاديع ان يقتلوه اشنع قتلة وخير مثال على ذلك اللصوص والقتلة في العهد الروماني ، اذ يامر الامبراطور بقتلهم اكلا ليكونوا وجبة طعام للاسود والنمور ، على ان ينفذ هذا الحكم على الملأ من الناس في ملعب المدينة ، عندها يقوم المشروفون على هذا النوع من الاعدام على تشحيم اجساد المحكومين (بلية الخروف)ليثيروا بها شهية الوحوش لتكون اشد فتكابهم ، وفي ذات الوقت ليغتبط الامبراطور والنيلاء ومن بعدهم الجماهير م المشاهدين فرحآ لهذه المشاهه الدمويه ، لتبث فيما بعد ثقافة العنف في صفوف العامه لتتولد جرائم تعتبر على بشاعتها بنظر الشعوب الاخرى ، جرائم اعتياديه لما شاهدوا بشاعة اشد واقعآ.
ان ما يلفت الانتياه لطبيعة الحكم هذا الذي كانت تحكم به المحاكم الرومانيه تجاه اللصوص والقتله، هو اقدام اللصوص على الجريمة على الرغم من علمهم بطبيعة الحكم الذي قديتعرضون اليه ، وهذا ان دل على شئ فانه يدل على الطبيعة القاسية التي يعيشونها والمتمثله بالفقر المتقع وعدم توفر العمل اللازم لكسب لقمة العيش لذا يمني النفس بالخلاص من لسعة عملاق الاملاق بالجريمة الكاملة، ولكنه يجد نفسه في فخ القانون الذي وضعه اسياده لحماية المنظومة التي يحكمون ليكون مصيره من موت رهيب لا يرحم (وهو الجوع) الى موت كثر بشاعة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها بالجيزة


.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها




.. الممثلة ستورمي دانييلز تدعو إلى تحويل ترمب لـ-كيس ملاكمة-


.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق




.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا