الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اجتماعات توعد أم تهديد !

نزار بيرو

2011 / 4 / 2
مواضيع وابحاث سياسية



منذ ان بدأت الاحتجاجات الجماهيرية على واقع الحال في كوردستان و استمراره للمطالبة بالإصلاح السياسي و الاجتماعي و بما ان المطالب المشروعة للجماهير كانت تصيب صميم أحزاب السلطة و وجودهم لأن الفساد الإداري و نظام الترغيب و الترهيب و المكافئة مقابل الخضوع و الإذعان كان أساس قوة و سلطة تلك الأحزاب و بما ان ما يطلبه الجماهير المنتفضة و الأحزاب المعارضة يعني القضاء على هذه الورقة الرابحة لدى أحزاب السلطة و بالتالي فقدانهم لمثل هذه القوة في التأثير، فقد حاولت أحزاب السلطة و بالأخص الحزب الديمقراطي الكوردستاني من ان تغيير من مسار المطالب المشروعة للجماهير و تشد الرأي العام الداخلي و الخارجي و كما حدث و هو الحال في كل أنظمة المنطقة التي واجهت التحدي نفسه فحاولت ان تربط ذلك بتداخلات خارجية تارة و تارة أخرى بأجندة مشبوهة، مثل سرايا القدس الإيرانية و فلول البعث كما حدث في حالتنا. وما حدث و ما شاهدناه من تصاعد إعلامي و توجيه اتهامات متبادلة و مبرهنة بوثائق بين الجماعة الإسلامية و الديمقراطي الكوردستاني، ما كانت إلا محاولة من الأخيرة من تغيير مسار الأمور و ما هو موجود في الواقع و تفجير الوضع بينها وبين الجماعة الإسلامية لشد الرأي العام الداخلي و الخارجي عن ما هو موجد من احتقان في الشارع الكوردي و مستفيدة من كون الجماعة الإسلامية تنظر إليها على إنها القوة الوحيدة التي تمثل الراديكالية الدينية في كوردستان و التي هي دائما ضمن اهتمام الدوائر الخارجية كأن تتخذ كحليف او تنظر إليها بعين الريب. الكل يعرف ان من المقاومات الإيجابية في الواقع الكوردستاني و التي هو في الأساس عبارة عن فسيفساء من الديانات و العقائد المختلفة تتمثل بروح المسامحة الدينية، و الفرد الكوردي بطبيعته ميال إلى العلمانية و يفصل الدين و الأيمان عن الحياة العامة و الحياة السياسية و مهما فعلت الأحزاب الإسلامية و الفكر الإسلامي فأنها لا تستطيع ان تكون قوة فعلية و مؤثرة في الواقع الكوردستاني و ستضل أقلية طرف سياسي، و في المقابل فأن تضخيم دور تلك الجماعات و الأحزاب الإسلامية من قبل أحزاب السلطة يعتبر ورقة خاسرة. كانت علاقة و تعامل الطرف التي تسيطر و تستحوذ على كل شيء في كوردستان و هم حزبي السلطة مع أحزاب المعارضة قبل ظهور حركة التغيير، تتحكم فيها سياسة الترهيب و الترغيب، و من مصادر موثوق بها في أحيان كثيرة كان يدفع حزبي السلطة مبالغ طائلة لتلك الأحزاب مقابل الحفاظ على استقرار ية الوضع و ترك الساحة مفتوحة للديمقراطي الكوردستاني و الإتحاد الوطني و كان ما نشاهده من اجتماعات بين رئاسة الإقليم و قيادات حزبي السلطة بصورة انفرادية مع كل طرف من تلك الأحزاب كان لا تتعدى البحث في استقرار الوضع و البحث في الجوانب المالية و ما تحتاجه تلك الأطراف و غالباً كان أي رقم يضعه تلك الأحزاب للمطالبة به لتسيير أمورهم الحزبية كان يضاعفه او يضاف إليه من قبل السلطة كهبة لترضيتهم. أما بعد ظهور حركة التغيير فقد تغيير الوضع و تغيير موازين القوى السياسية في الإقليم هذا و مع تطور الوعي السياسي للجماهير الكوردية فأصبحت أحزاب المعارضة و وعي الجماهير مصدر تهديد و قوة لا تستهان بها و تشاهد ذلك من خلال الاحتجاجات الجماهيرية على واقع الحال في كوردستان، تعامل حزبي السلطة او تعامل القوة الوحيدة و التي أصبحت تسيطر على مقاليد الأمور وهو الديمقراطي الكوردستاني و التي أحست بالخطر و قوة الشارع فسارعت تحاول و بكل الطرق مراضاة الجماهير و مراضاة أطراف المعارضة تارة بالمشاركة في الحكم و تارة أخرى بتشكيل حكومة موسعة مع إجراءات تقول إنها من خلالها سوف تغيير الوضع و تفي ما عليها و ما يجب فعلها لمراضاة مطالب الجماهير فدعت أطراف المعارضة كل على حدة لعقد اجتماعات معها و كان اخرها اجتماع الديمقراطي الكوردستاني مع حركة التغيير و الاتحاد الإسلامي و ختمت اجتماعاتها باجتماع مع الجماعة الإسلامية و يا ترى ماذا ستقدم هذه المرة أحزاب السلطة لتلك الأطراف بعد ان ولى زمن التهديد و الترغيب، و يا ترى على ماذا سوف تساوم أحزاب المعارضة مع حزبي السلطة و ان لا تقع المعارضة في الفخ و تخسر بذلك تعاطف الجماهير الكوردية، و لكن و مهما يمكن ان يحدث فأن ما حدث في كوردستان يعتبر قفزة نوعية نحو الأمام و بكل المقاييس و مهما فعلت أحزاب السلطة و أحزاب المعارضة فأن الشارع الكوردي هو من سيفوز في النهاية و المستقبل للشارع المنتفض و الذي جلهم من الشباب الواعي و المتعلم و هم أصحاب المستقبل دون منافس.

نزار بيرو
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عرب برلين والانتخابات الأوروبية؟-الأخبار


.. السودان الآن مع صلاح شرارة.. من يوقف الجرائم الوحشية ضد العُ




.. من هم المرشحون الفرنسيون للانتخابات الأوروبية؟


.. بايدن يزور فرنسا في ذكرى -إنزال نورموندي- ما الرسائل؟ ولمن؟




.. جيروزاليم بوست الإسرائيلية: -علينا قبول خطة إنهاء الحرب رغم