الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المواطنة..أزمة حل؟؟ أم حل الأزمة؟

حيدر مزهر يعقوب
(Hayder Al-jouranj)

2011 / 4 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لو تأملت قليلا وعدت إلى الوراء وتحديدا قبل 9/4/2003 من منا لا يذكر يوما ما انه ..كان في (تسيارة) كما يسميها العراقيون وان تلاشت عن سمعنا بعض الشيء في هذه الأيام ، وبعد تناول العشاء أو التسامر (التعلولة) يخلص الحال إلى المسير ليلا في السيارة للعودة إلى الاهل.
كان المواطن العراقي عندما تتعطل سيارته ليلا وهو عائد من قرية إلى قرية أو قضاء إلى قضاء آخر يترجل من سيارته وينظر يمين ويسار، ليطلب المساعدة من من السيارات الأخرى ، وان كان الوقت متأخرا يطلب المساعدة من اقرب بيت أو كما يسمى باللهجة العراقية ، أهل النخوة (الحمولة) بفتح الحاء، فيهرع شباب تلك الأسرة منهم من يفكر في إصلاح السيارة ومنهم من يأتي (بطاسة اللبن أو الماء البارد) ليشرب من تعطلت به السبل للوصول إلى أهله.
ترى ما الذي يدفع أبناء الوطن إلى مثل ذلك السلوك في هكذا موقف آنذاك؟ وما أشبه الليلة بالبارحة؟
يترنح احدنا فيما لو تكرر هذا الأمر في أيامنا هذه بين الخوف والقلق والمصير المجهول ....الخ وإذا خلصنا إلى أن الدافع في ذلك هو الشعور (بالمواطنة) بين أبناء البلد الواحد أو المحافظة الواحدة وحتى القرية .
فكلنا عراقيون والمواطنة لدينا مفهوم مركب من الأرض والانتماء إليها والدين والتقاليد والإرث الحضاري والتاريخي لكل مدينة بما فيها المعالم الثقافية القديمة والحديثة وكذلك اللغة وان تعددت اللغات على مستوى المدينة الصغيرة (جلولاء).
فالكردي والتركماني والعربي لا يمكن تمييزه عن غيره إلا إذا قال ( إنا كردي أو تركماني اوعربي) لان الثلاثة يجيدون الثلاث لغات ، وعندما تسأل احدهم كيف تتكلم الثلاث لغات و لك لغة واحدة سيجيب (عندما كنا صغار كنا نلعب ونذهب إلى المدرسة سوية ولا نعرف ما نحن ؟)
وبعد اليوم الذي جمع النقيضين في تسميته حسبما شاء من يسميه (يوم الاحتلال أو يوم التحرير) على أي حال كان غياب سلطة القانون مصحوبا بغياب حاجة الأمن للانسان والتي تأتي بالصدارة بعد حاجتي الأكل والشرب مما حدا بالمواطن العراقي التشبث بمؤسسات اجتماعية تعد مؤسسات ثانوية أمام سلطة القانون وهي المؤسسات الدينية والعشائرية والقومية.
فالمؤسسة الاجتماعية لها بعد اجتماعي نفسي هو توفير الانتماء للفرد ومنحه الاطمئنان والأمان داخل تلك المؤسسة على مختلف الأصعدة سواء كانت عشائرية أم دينية أم قومية.
ولعل السبب في ذلك هو عدم اكتراث السيد (بريمر) آنذاك في الإسراع بتشكيل حكومة نظامية ، وكتابة دستور جديد يحفظ ما تبقى من ماء الوجه المراق، وكأنه غارقا في قصة عشق ألهته عن كل ذي تمائم ماحوله، وكيف لا وقد اختتم كتابه (عامي في العراق) بالبيت الأتي:

استودع الله في بغداد لي قمرا........بالكرخ من فلك الأزرار مطلعهُ.

مما جعل الفرد العراقي يبحث عن مأوى يمنحه الأمن والإسناد والطمأنينة ليتمخض عن ذلك التكتل عشائريا وطائفيا وقوميا وهذا هو ما يفسر التفكير بنظرة ضيقة بين أبناء الوطن الواحد مما أدى إلى الوقوع بفخ الاحتقان القومي أو الديني، وبالتالي فأن كل طرق الاحتقان هذه أدت إلى طريق واحد طوله ثلاث ملايين أرملة وخمس مليون يتيم ، هذا إذا أردنا أن نفكر في الأموات دون الأحياء، لذلك فالمواطنة (Citizenship) هي الأزمة التي أدت إلى حل مفهوم (الدولة) وإلا لما كان انزلاق الكثير في برك الطائفية والتكتل، والتي مازالت آثارها باقية لحد الآن والتي تتضح بصورة جلية في فترات الانتخابات ، إذ يلاحظ أن الكثير من أعضاء مجالس المحافظات منبثقين عن خلفيات اجتماعية مكتسبة صفة العرق أو المذهب أو العشيرة أو الرقعة الجغرافية ، فالمرشح يمثل جماعته المرجعية بكل شيء إلا تكنوقراطيا لان هذا المفهوم أخر ما يفكر فيه الطرفين، الناخب والمنتخب.
إن السيد (بريمر) بفعلته تلك ،ذوب مفهومي (الدولة) و(المواطنة)، وبقي الجميع يبحث عن مثلث يتكون من ضلع واحد (الحكومة)، أما الضلعين الآخرين فقد فقدا بمن يشمله البيت الآتي

طف بالعراق ودع سؤالك جانبا.......ستريك أفعال اللقيط عجائبا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟