الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنلغ هيئة النزاهة

سعد تركي

2011 / 4 / 3
كتابات ساخرة


بين آونة وأخرى تثير هيئة النزاهة زوبعة إعلامية كبيرة بخصوص حجم الفساد المالي والإداري الذي ينخر جسد الدولة العراقية.. حتى ليخيل للمرء أن الأمور ستسير باتجاه الضرب على أيدي المفسدين والفاسدين المنتشرين في جميع مفاصل الدولة الذين يمارسون دور(الأرضة) في تقويض أساساتها.. بين آونة وأخرى تفتح هيئة النزاهة باباً لهواء أكثر نقاء وطهراً نستنشقه بعيداً عن نتانة الفساد التي أزكمت الأنوف وأضاعت على البلاد والعباد فرصاً ـ بعضها يمر مرّ السحاب ـ للتقدم والرفاه والأمن والنور. غير أن ما يلفت النظر في هذه الزوابع الإعلامية أنها ما منعت مفسدا ولا قطعت يد باغ ولا أقالت مرتشياً ولا سجنت سارقا ولا لاحقت مالا سُرق في وضح النهار.
مثير للضحك حد البكاء والعويل واللطم وشق الجيوب ضخامة وكثرة ملفات الفساد الكثيرة الهائلة التي تدعي هيئة النزاهة امتلاكها من دون أن تمتلك أي قدرة في إيقاف هذا النزف الهائل والمستمر للأموال، والهدم المتواصل لمؤسسات الدولة سوى أن تكون سلاحا بيد الكتل النيابية المتصارعة.. سلاح يوجهه بعضها ضد البعض الآخر يزيد من عمق الشرخ الكبير في الثقة الذي تعانيه هذه الكتل في علاقاتها مع بعضها ويُفقد ثقة الناخب بالكتلة التي انتخبها.. ناخب محبط يائس يشعر بدناءة المساومات التي تجري ـ دوماً ـ في ظلام ليل طويل عجزت إياد ادعت نظافتها عن فتح كوة لضوء شحيح!!
هيئة النزاهة ولدت ـ بفعل قانونها حيناً وتوافقات الكتل السياسية حيناً آخر ـ مشلولة عاجزة، غير قادرة على الفعل.. هيئة النزاهة ليس لها من عمل إلا تصريحات صحفية تتصدر عناوين الصحف والفضائيات.. هيئة النزاهة لا تحسن سوى لسان يتكلم لجسم فقد جميع اعضائه، ولا هدف، اللهم إلا إذا كان نكأ جراحنا وتعميق مأساتنا بزوابعها, وفي هذا نعترف أنها نجحت كثيرا وأجادت دورها بفعالية!!
ما زالت لجنة النزاهة تصارع من أجل تعديل قانون توأمها الهيئة من دون أن تصل ـ لغاية الآن ـ إلى تشريع قانون جديد لها يضمن إطلاق يدها المقيدة بسلاسل تجعل من عملها مقتصراً على إلقاء القبض على موظف أو موظفة صغيرة لا سند لهما ولا ظهر أخذا رشوة لتمشية معاملة ما، أو فضح عصابة زورت الآلاف من الشهادات الجامعية لمسؤولين حكوميين كبار من دون فضح أصحاب الشهادات المزورة.. ما زالت لجنة النزاهة تكافح ـ من دون نجاح يذكر ـ بفعل سياسات المحاصصة والتوافق وحكومة الشراكة أو المشاركة.. سياسات لم يعد لها من معنى سوى تقاسم مكاسب سلطة وثروات وطن ينزلق نحو ظلام أكثر عتمة ويتنشق مواطنوه هواءً أكثر فساداً وتلوثاً!!
نقترح إلغاء هذه الهيئة التي لم تكن قادرة على تحقيق الأهداف التي أُنشئت من أجلها، توفيرا للمال العام الذي يُنفق هدرا على هيئة يتقاضى أفرادها رواتب ضخمة تكلف موارد الدولة كثيرا, بالإضافة إلى أن المواطن المسكين سيكسب- بإلغائها- راحة البال من دون وجع الرأس والألم الذي تسببه تقاريرها, وسترتاح العملية السياسية والكتل البرلمانية من المساومات والسجالات وتبادل التهم, وأهم من كل هذا وذاك سوف نستر - بإلغائها- أنفسنا أمام العالم كما النعامة التي تدفن وجهها تحت الرمال درءاً للخطر!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الموزع الموسيقى أسامة الهندى: فخور بتعاونى مع الهضبة في 60 أ


.. الفنان محمد التاجى يتعرض لأزمة صحية ما القصة؟




.. موريتانيا.. جدل حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البلا


.. جدل في موريتانيا حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البل




.. أون سيت - لقاء مع أبطال فيلم -عالماشي- في العرض الخاص بالفيل