الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحمد بهاء الدين شعبان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: مصر الثورة : التجربة والتحديات !

أحمد بهاء الدين شعبان

2011 / 4 / 3
مقابلات و حوارات


أجرى الحوار: فواز فرحان
من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة, وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى, ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء, تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا – 42 - سيكون مع الأستاذ أحمد بهاء الدين شعبان حول: صر الثورة : التجربة والتحديات!.
 

1ــ تنبأتم في عام 2008 بحدوث ثورة في مصر وها هي تتحقق على أرض الواقع وأعتقد أنها كانت نتيجة لدراسة عكست الواقع الموضوعي للحالة الاقتصادية في مصر ، كيف ترى مسار الثورة الآن والى أين تتجه؟

على امتداد السنوات الماضية ، كان يداخلنى يقين لا ينازعه أى شك ، أن مصر مقبلة على ثورة كبرى ، وقد عبّرت عن هذا اليقين فى المئات من المقالات والندوات ، بل وحتى المظاهرات والاعتصمات ، واللقاءات التلفزيونية والمؤتمرات ، داخل مصر وخارجها ، و ضمن هذه المقالات مجموعة من الدراسات التى تناولت الواقع المصرى بالتحليل ، نشرت بعضها تباعا فى " الحوار المتمدن " ، منها مقال بعنوان " شبح الجوع يحوم فى سماء مصر المحروسة " ، نشر فى شهر مارس ( آذار ) 2008 ، انهيته بالاستشهاد بجملة من مقال لصديقى السياسى المصرى المعروف " حمدين صباحى "، ونصها : " ستنفجر مصر ... لن يبقى المواطن ، رجلا ً أو امرأة ً ، واقفاً فى طابور المذلة وامتهان الكرامة وإهدار الحقوق ، إلى الأبد .. سيخرج المذلون المهانون يوما ، أراه قريبا ً ، من الطــابور إلى الانفجــار ، وعندها لــن يصـدّ الجـيـاع فى انفــجارهــم أحد : لا الرئيس ، ولا الوريث ، ولا أحمد عز [ الملياردير ، وصاحب أكبر احتكارات حديد البناء ، وأمين تنظيم الحزب الوطنى ، ورجله القوى ! ] ، ولا " الأغلبية " البرلمانية ، ولا المحليات المزورة ، ولا صحف النفاق ، ولا الحزب الوهمى ( الحاكم ) ، ولا الحكومة الفاشلة .. لا سلطة ، ولا قوة ، ولا أمن مركزى ، ولا قوات خاصة ، ولا حرس جمهورى ، ولا جيش !! ... سيأتى الطوفان ... ويجرف كل شئ ! " .

والحقيقة أن هذا الموقف لم يكن رجما بالغيب ، ولا قراءة عشوائية لطالع البلاد ، وإنما كان موقفا مبنيا على تحليل اجتماعى ـ سياسى صارم لمجمل الأوضاع السياسية والاقتصادية فى مصر : ( وضع علاقات الإنتاج ، والملكية ، والتناقضات الطبقية ، والفقر ، والبطالة ، ومعدلات التضخم ، والديون ، ونمط الإنتاج ... إلخ )، ، على امتداد العقود الأربعة الماضية ، وبشكل أكثر تحديدا ، فى العشر سنوات الأخيرة ، ولقراءة معمّقة لأزمة النظام الرأسمالى المصرى ، المباركى ، التابع ، فى ظل تأثره المباشر بتداعيات الأزمة الرأسمالية العالمية الآخذة فى التنامى ، والتى تبدو فى جوانب منها عديدة ، عصيّة على الحل .
وقد صدرت هذه الدراسات ، منذ أيام ، فى كتاب ، بعنوان " صراع الطبقات فى مصر المعاصرة "

وقد دفعت هذه القراءة ، مجموعة من السياسيين الأصدقاء ، من مختلف الاتجاهات السياسية ، (كنت من بينهم ) ، ينتمون جميعا إلى الجيل الذى يُعرف فى مصر باسم " جيل السبعينيات " ، والذى كان له
بصمة كبيرة فى السياسة المصرية المعاصرة ، إلى السعى من أجل التدخل لتحويل مجريات الجهد الوطنى لقطاعات مهمة من الكوادر السياسية النشطة ، من التركيز شبه الكامل ، على أنشطة مساندة الشعب الفلسطينى ، والشعب العراقى ، والاحتجاج على العدوان اللصهيونى ـ الأمريكى ، وغيرها من الأنشطة المهمة التى استغرقتنا آنذاك ، إلى التوجه لمواجهة النظام الحاكم ، ومواجهة سياساته الداخلية الإجرامية ، لا تنصلا من المواقف ضد الكيان الصهيونى والإمبريالية ، وإنما بعد أن تبين لنا أن جهدنا الضخم فى هذا المجال لم يُفض إلى نتائج ملموسة ، تغير معادلات الصراع فعليا ، وتقدم للأشقاء دعما استراتيجيا حقيقيا ، لا مجرد تعاطف وجدانى محدود الأثر ، بل اكتشفنا أن السلطة المصرية كانت قد ارتاحت إلى استنزاف جهود النخبة السياسية المصرية ، فى لعن الإمبريالية والصهيونية ، وجمع أطنان من الأدوية والأغذية لنقلها إلى أشقائنا فى فلسطين أو العراق ( تحت الحصار والحرب) ، ما دام الأمر بعيدا عن التعاطى مع القهر الذى يثقل كاهل شعبنا ، وعن عمليات النهب الداخلى ، ومجمل السياسات التى عصفت بالمواطن المصرى وقصمت ظهره ، وحولت مصر الكبيرة إلى قزم تابع لأمريكا وذيل للكيان الصهيونى .. وقد كان من نتيجة هذا التوجه أن تأسست " حركة كفايه " ، التى لعبت دورا معترفا به ، فى كسر حاجز الخوف ، والنزول إلى الشارع فى تحدٍ واضح لأجهزة القمع الشرسة ، وفى رفع سقف المطالب الشعبية إلى حدود المطالبة بتغيير رأس النظام ومنع توريث السلطة ، كما فتحت "حركة كفايه" الأبواب لإطلاق حركة احتجاج سياسى واسع ، ثم شعبى وعمالى كبيرة ( شارك فيها مئات الآلاف من العمال ، وبعضها شهد صدامات دامية مع قوات القمع سقط فيها العديد من الشهداء ، مثل انتفاضة عمال شركات الغزل وانسيج فى المحلة الكبرى ، عام 2008) ، ، وقد لعب الشباب دورا مهما فى هذه الهبّات ، وبما مهد للانفجار الكبير ، فى يناير 2011 . .

وها قد حدثت الثورة التى تراكمت عناصرها فى رحم الأرض المصرية ، على امتداد ثلث القرن الماضى ، منذ تم إجهاض ثورة الخبز الشعبية العارمة ، فى 18و19 يناير ( كانون الثانى) عام 1977، التى وصمها الرئيس الأسبق " أنور السادات " باسم " انتفاضة الحرامية " لكراهيته العميقة لها ، وفيها خرج الملايين من المصريين احتجاجا على رفع أسعار السلع الأساسية ، لكى يصطدموا بقوات الأمن بصورة غير مسبوقة .

لكن هذه الثورة الفريدة التى قدمت إنموذجا جديدا للثورة الشعبية المعاصرة ، ليست ثورة مكتملة ، بل ولم تحقق ، حتى الآن ، برنامجها الثورى ، والذى عبّرت عنه فى شعاراتها المحددة : " الشعب يريد إسقاط النظام " ـ " مدنية ( أى الدولة ) ... مدنية ... لا دينية ، ولا عسكرية ) ـ ( خبز ... حرية ... عدالة اجتماعية ) ، بل والأخطر أن الثورة تتعرض اليوم لتهديدات عديدة ، مرجعها التالى :

(1) بدأت شرارة الثورة ، بمبادرة مجموعات كبيرة من نشطاء الإنترنت ، ومواقع الفيس بوك ، والمدونات ، وغيرها من أشكال التعبئة والحشد والتنظيم ( الافتراضى ) ، وفى الواقع ، تحولت الدعوة للمشاركة فى مظاهرات يوم 25 يناير ، إلى ثورة شعبية فعلية بانضمام الملايين من المواطنين إلى دعوة الشباب للتظاهر ، خاصة بعد أن رأوا إجرام النظام فى مواجهة الشباب بعنفه وعدوانيتة ، ومن هنا فهذه الثورة تمت بلا قيادة فعلية ، ولم ينظمها حزب سياسى أو مجموعة أحزاب ، يشكلون قيادة محددة ، تخطط للثورة ، وتوجهها ، ويمكن التفاوض معها ، وإنما هناك جماعات متعددة ، أتمت تشكيل " ائتلاف شباب الثورة " للتنسيق فيما بينهم ، وهو ائتلاف مفتوح يقوده شباب متحمس ، لكن خبرته محدودة بألاعيب السياسة ، ودهاء الطبقات الحاكمة وتآمراتها للدفاع عن مصالحها ! .

(2) ورغم نجاح الثورة ، فإنها لم تصل إلى السلطة بعد ! .

لقد نجحت فى إزاحة رأس النظام المتسلط الفاسد ، ( حسنى مبارك ونجله وبعض رموز نظامه ) ، لكنها لم تقوض الطبقة الحاكمة ، ولا قبضت على أعنة الحكم ، ولم تقم بتصفية مراكزهيمنة الطبقة القديمة فى حزبها الساقط (الحزب الوطنى الديموقراطى ! ) ، وفى جماعات رجال الأعمال الذين نهبوا الثروة الوطنية على مدار العقود الأربعة الماضية ، ولا زالت الفلول الإجرامية لـ " جهاز مباحث أمن الدولة " ، الذى أحال حياة المصريين إلى جحيم ، حرّة تعيث فى الأرض فسادا ، ولازالت أبواق النظام السابق موجودة فى جهاز الإعلام الرسمى ، رغم تغيير جلدها بادعاء التواؤم مع الثورة ... وكل هذه العناصر وغيرها تهدد مسار الثورة ، وتبطئ من وتيرة إنجازاتها ، وتعوق محاولاتها لتحقيق أهدافها ، بل وتهدد بمخاطر أكبر على الثورة ذاتها .

(3) وحين تهاوى النظام السابق ، وفى غياب القوة الثورية الشعبية المنظمة ، تقدمت القوات المسلحة المصرية ( عبر " المجلس العسكرى الأعلى " ) للقبض على زمام الأمور ، وقد لقى هذا التصرف ترحيبا شعبيا بحكم تاريخ الجيش المصرى الوطنى ، وسمعته الشعبية ، التاريخية ، الطيبة ، وتعيش مصر الآن مرحلة انتقالية تحت حكم الجيش ، وهو الذى يصدر القرارات السيادية ، ويحدد مسار البلاد حتى يتم تسليم السلطة إلى المدنيين ، عقب إجراء انتخابات مجلسى الشعب والشورى ، وانتخاب رئيس الجمهورية القادم ، وجمعية تأسيسية لوضع الدستور الجديد للبلاد ، وهو ما يقتضى بقاء الجيش على رأس السلطة لنحو عام قادم .
(4) ومن أخطر الظواهر التى ترتبت على الثورة ، بظروفها السابق الإشارة إليها ، الدور الخطير الذى تلعبه التيارات الإسلامية الآن ، وهى ممثلة فى جماعة " الأخوان المسلمون " وانشقاقاتها ، وتلاوينها ، والتيارات الجهادية ( التى أفرج عن قياداتها مؤخرا ) ، والتيارات السلفية ( التى تربت فى حضن جهاز الأمن وكانت تستخدم ، دائما لنشر ثقافة الإذعان ، والرضا بالمقسوم، والخضوع للحاكم) .

وقد اتحدت هذه التيارات ـ على تناقضاتها ـ بعد الثورة ، فى محاولة لاقتناص مغانمها ، وللانقضاض على الحكم ، تحت ستار ديمقراطية الأغلبية ، مستفيدين من قوة عددية تصاعدت فى العقود الماضية ، فى ظل تجريف السياسة والوعى طوال حكم نظام مبارك ، ومن قوة مادية هائلة ، مصدرها دعم غير محدود على مدى عقود من دول الخليج النفطية ، وخاصة السعودية وقطر، فى ظل أزمة اقتصادية ضخمة وممتدة ، مع تواجد طبيعى للثقافة الدينية التقليدية ، وانتشار للغيبيات ، وارتفاع لنسبة الأمية ، فى مناطق الريف وأعلى صعيد مصر ، حيث يتعاظم تأثير هذه التيارات .

ورغم كل ما تقدم ، فإن زخم الثورة وضغط الملايين فى الشارع دفع ، ويدفع ، إلى الضغط على " المجلس العسكرى " لا تخاذ خطوات وراء خطوات لصالح الثورة ، وسلاح الجماهير الأساسى هو" المظاهرات المليونية " التى تحتل الشوارع ، وبالذات وسط المدينة ، كلما تأزمت الأمور ، ولفرض إرادة الشعب ، وإيصال صوته .


2ــ هل ترى الفرصة سانحة أمام عودة اليسار المصري الى دورهِ الطبيعي في الساحة السياسية المصرية بعد الثورة من خلال تحالف يساري واسع او حتى حزب موحد؟ أم أن هناك عوائق تقف بالضد من تحقيق هذهِ الفرصة ؟ وما هي ابرز التغييرات التي جرت في أحزابه ومنظماته بعد التغيير؟


أجهض عنف السلطة الانتفاضة الشعبية فى 18و19يناير 1977 ، التى أسلفنا الإشارة لها ، وقامت السلطة بسحق اليسار المصرى والحركة الشيوعية ، وتدمير المنظمات الشيوعية الوليدة ، التى لم يشتد عودها ، بعد اتهامها بالتحريض علي الانتفاضة ( كان لى الشرف بأن أكون أحد المتهمين فى هذه القضية ) ، وتفاقمت الأوضاع بعد سفر السادات للقدس المحتلة ، وتوقيعه لاتفاقية " كامب ديفيد" ، حتى كان اغتياله يوم 6 اكتوبر 1981 ، على يد متطرفين إسلاميين ، ثم فرضت حالة الطواريء ( لازالت مستمرة حتى الآن ) ، وسنت قوانين تجرّم العمل السياسى المعارض بكل أشكاله ، واليسارى على وجه التحديد ! .

وتواكب ذلك مع صعود متزامن لحركة الإسلام السياسى ، مستفيدة من الفراغ الناجم عن هزيمة النظام الناصرى والفكر القومى ، وتراجع مصداقيته بعد هزيمة 1967، ومن لجوء السلطة الساداتية للتحالف معه فى مواجهة اليسار والشيوعيين ، داخل الجامعات المصرية ، وخارجها ، ومع صعود الحقبة النفطية التى تركت بصماتها ، الأيديولوجية والمالية ، على الملايين من المصريين ، الذين عملوا فى خليج النفط ، وعادوا إلى مصر المتمدينة ، حاملين أفكارا محافظة ، وأموالا لا حد لها ، كانت الظهير الذى احتضن ومول ودعم ، صعود الإسلام السياسى ، فضلا عن الدعم المباشر وغير المباشر من الأنظمة اليمينية العربية ، وعلى رأسها المملكة السعودية ، والدعم الأمريكى والغربى المفتوح ، بعد اشتراك ما أصبح يطلق عليهم "الأفغان المصريين" ، ضمن المجهود الحربى الأمريكى / السعودى/ الباكستانى / المصرى ( الساداتى ) ، فى الحرب الموجهة ضد "الاتحاد السوفيتى" السابق ، فى أفغانستان ، تحت شعارات إسلامية مُزيّفة !.


لقد خرج اليسار المصرى بعامة ، والحركة الشيوعية ، بصفة خاصة ، من عقد السبعينات ، بقوى منهكة ، وإرادة مشتتة ، وأوصال ممزقة ، وهجرت أعداد غفيرة منهم العمل النضالى ، يأسا وإحباطا ، فيما صادر الحديث باسم اليسار " حزب التجمع " ورمزه " رفعت السعيد " ، فقدما أنموذجا مشوها ليسار خانع للسلطة ، يبرر لها أفعالها ، ويُستخدم أداة لمواجهة " الأخوان " بعد أن بدأ صعودهم ، مستفيدين من شهر العسل الممتد مع النظام ، يقلق السلطة ، ويثير مخاوفها .

وقد أسهم اليسار المصرى ، كأفراد وتجمعات محدودة فى جميع الأنشطة المعارضة لنظام مبارك ، كحركة " كفايه " ، التى شاركت فى تأسيسها ، وغيرها ، لكنه افتقد ، دوما البناء التنظيمى المستقل ، الذى يمنحه القدرة على التأثير والقيادة ، رغم عِظم تضحياته وجهده الفائق ، الأمر الذى بدد الكثير من جهوده ، وعظـّم من استفادة القوى الأخرى ، الدينية والليبرالية ، من الزخم الذى حدث ، وكان اليسار طرفا أصيلا فى صنعه ، دون أن يستفيد منه ! .

ورغم كل شيئ فالفرصة التاريخية الآن ، مفتوحة ، أمام اليسار للخروج من أزمته ، والانخراط فى عملية البناء والنمو ، فهناك طلب شعبى متزايد على العمل السياسى ، وهناك نهوض جماهيرى واسع ، واحتدام شديد للصراعات الاجتماعية والسياسية ، وهناك أرض مصرية عطشى لليسار ودوره الغائب ، فى الدفاع عن حقوق الطبقات الشعبية ، والمصالح الوطنية العليا .

والآن ، بعد الثورة نشطت جهود يسارية متعددة لتجاوز هذا الوضع السلبى ، وبناء التنظيم المستقل . وهناك عدة مبادرات بدأت العمل فى هذا السياق ، منها مبادرة العديد من كوادر يسارية، وبعضهم من أعضاء " حزب التجمع " السابقين ، الذين حاولوا إصلاحه ، دون جدوى ، فغادروه ، وانضموا إلى الشكل الذى أعلن تحت اسم " ائتلاف القوى الشعبية " ، واشترك مع رفاق آخرين فى تأسيس " الحزب الاشتراكى المصرى " ، فضلا عن وجود منظمات " تروتسكية " منها "الاشتراكيين الثوريين " و" التجديد الاشتراكى " ، و" حزب العمال الديموقراطى " ، وبين أغلب هذه المجموعات علاقات نضال قديمة ، وتنسيق مستمر ، وحوارات من أجل البحث عن أفضل السبل لتوحيد الجهود .

وهناك توافق عام بين الجميع على أن نسعى مخلصين للتنسيق العالى بين جميع هذه المحاولات ، ويدور حوار متصل بينها فى ساحات النضال الحقيقى ، وفى معارك الشوارع ، ودفاعا عن حقوق العمال والفلاحين والطبقات الفقيرة فى المجتمع ، وهو ما يحقق شرط أساسى لكى تكون الوحدة المتوخاة وحدة حقيقية ، يُعَمِدُها النضال المشترك ، ويحميها الانصهار بين الكوادر المناضلة فى أنشطة الكفاح ، وحتى لا تكون وحدة شكلية ، تتم تحت وطأة الظروف الضاغطة ، ثم ينفرط عقدها بعد حين ، وهذه هى خبرة تاريخ اليسار المصرى ، وربما العربى ، الذى لم تصمد له وحدة ، لأنها ـ على الأرجح ـ تمت كلها فى الغرف المغلقة ، بعيدا عن ميادين الكفاح الفعلى .


3ــ لعبت المرأة المصرية دوراً ثورياً بارزاً في تفاصيل ثورة 25 يناير 2011 وكل من شاهد الأحداث شعر بصعوبة التمييز في الأدوار بين المرأة والرجل ، هل تتخوّف على دور المرأة المصرية بعد الثورة ؟ أم أنها رسّخت أقدامها من اجل مجتمع مدني خالي من التمييز ؟


كان مشهد المرأة المصرية ، خلال وقائع الثورة مبهجا إلى حد كبير . ومرجع ذلك يعود إلى إدراك أن مساهمتها الكبيرة فى الثورة ، جاءت برغم الحرب الضارية التى تعرضت لها ، وتعرض لها دورها ، فى المجتمع ، على مدار العقود الماضية ، وبالأخص منذ هـُزم مشروع مصر ، النهضوى ، التحررى ، فى عصر عبد الناصر ، وعلى إثر الصعود الكبير للقوى والتيارات الإسلامية ، عقب هزيمة عام 1967 .

ارتبط صعود التيارات الإسلامية فى مصر ، بإشاعة منظور متخلف للمرأة ، وكذلك لدورها ، ولوضعها فى علاقات الإنتاج القائمة ، ونـُظر إليها باعتبارها مصدرا لمتعة الرجل ، وآلة لاستيلاد الذرّية ، لا شريكا متكافئا مع الرجل فى معارك الوعى والبناء ، ووصل الأمر إلى قيام شباب الجماعات الإسلامية ، والأخوان ، بالفصل القصرى بين الجنسين ، داخل مدرجات الكليات الجامعية ، بعد عقود من اكتساب المرأة لحقوقها الاجتماعية والسياسية فى المجتمع ، ومع العلم أن المرأة نالت الحق فى شغل منصب الوزيرة منذ أكثر من من نصف قرن ! .

ومن هنا فبمشاركة المرأة المصرية فى الثورة ، تسترد حقا استلب منها ، نتيجة ً للموجة الرجعية العاتية ، التى ضربت مصر والمنطقة ، حاملة نظرة دونية للمرأة ، طفت على السطح بتأثير الثقافة السائدة فى دول الخليج النفطية ، التى دفعت سياسات السادات بعشرات ، الملايين من المصريين إلى السفر إليها طلبا للرزق ، فى أول الهجرات الكبيرة للمصريين ، المرتبطين ، تاريخيا ، بأرضهم ووطنهم ! .

والواقع أن المرأة المصرية ، رغم كل ما تقدم ، كانت شريكا للرجل فى كل المعارك السياسية والاجتماعية والثقافية ، طوال العقين الأخيرين ، ولكن على مستوى أقل ، غير أن المرأة العاملة ، بالذات ، لعبت دورا متعاظما فى النضالات الطبقية ، التى تصاعدت وتيرتها فى السنوات الأخيرة ، وفى إضرابات مدينة " المحلة الكبرى " الصناعية ، الشهيرة ، عام 2008 ، والتى كانت إحدى المحطات الفارقة التى مهدت للثورة ، لعبت العاملات دورا كبيرا ، ورياديا ، فى تفجير الهبّة ، وحمايتها ، وتقديم الدعم اللوجيستى لآلاف من العمال المضربين ، وكان الشعار الداوى : " الرجالة فين ... الستات أهم ! " ، بمثابة النداء الذى حفز العمال الذكور للانتفاض ، وفى موقع مجلسى الوزراء والشعب والشورى ، الذى احتله المعتصمون ( من العمال والعاملين ) ، قبيل الثورة ، ورفضوا مغادرته إلا بالاستجابة لمطالبهم ، كان للمرأة دورا ملحوظا فى هذه الفترات الهامة ، التى كانت إحدى مراحل التمهيد لثورة 25 يناير .

وعلى ما تقدم ، فأجدنى متفائلا بأن المرأة المصرية ، التى استأنفت رحلة تطورها التاريخى المعطلة عبر اشتراكها اللافت فى معارك الثورة، سيكون صعبا للغاية إعادتها إلى " المخزن " ، أو " المعتقل " ، الذى أجبرت على البقاء فيه طوال المرحلة الماضية ، بل على العكس ، فأنا مطمئن أنها ستطور دورها ، إلى المشاركة الإيجالبية والفعالة فى تأسيس مصر الجديدة المأمولة .


  4-  الثورات التي حدثت في عالمنا العربي في الآونة الأخيرة يصفها البعض بإنتفاضات عادية ضد عصابات في السلطة ، هل تتفق مع هذا الرأي أم أنها ثورات حقيقية إنبثقت نتيجة للصراع الطبقي في هذهِ البلدان وتأثيرات العولمة على الطبقات الفقيرة ؟ وفي ضوء ذلك كيف تقيم افاق الحركة العمالية والنقابية المصرية؟

من الخطأ النظر إلى الانفجارات الهائلة التى زلزلت العالم العربى ، مؤخرا، باعتبارها مجرد انتفاضات عادية ، فلا يمكن ، سواء بتحليل مساحة الانتشار، أو بقياس درجة العنف ، أو بالنتائج ( رغم أنها لازالت فى البدايات الأولى ) ، إلا أن نرى اختلافها الكبير ، عما سبق ... فبالمقارنة ، على سبيل المثال ، مع أكبر الانتفاضات الشعبية المصرية ، يومى 18و19 يناير ، نجد فروقا هائلة لصالح الثورة الأخيرة ، وفى ليبيا ، مثلا ، أتخذ الصراع أبعادا أخطر ، استدعى صداما بالغ العنف بين الشعب والنظام .

ربما ما يدفع إلى هذا اللبس ، هو الطبيعة المستحدثة ، نسبيا ، لهذه الثورات " النيوكلاسيكية " ، إذا جاز التعبير ! .
فهى ثورات شعبية ، كما حدث فى الكثير من نماذج الثورات الماضية ، لكنها تختلف عنها فى الكثير من سماتها الرئيسية ، وهو ما يجب أن يسعى علماء السياسة ، للنوصل إليه ، فى تحليلاتهم لها ! .

فكما نعلم من تاريخ الثورات فى العالم ، أن نماذجها الكلاسيكية ، المعروفة ، اتبعت عدة موديلات أصبحت مشهورة ، ومن أهمها :

(1) : نموذج الثورة الطبقية ( البروليتارية )، وفيها يتولى " الحزب القائد " ذو الطبيعة الطبقية ، العمل على تنظيم وقيادة الطبقة التى يستهدف إعدادها للثورة : الطبقة العاملة ، فى الثورة البلشفية الروسية ، عام 1917 ، وطبقة الفلاحين فى الصين ، بعد ذلك ، وفى نماذج أخرى ناجحة ، وأخرى فاشلة ، كان هذا هو الطريق المعروف ، والنهج المعتمد ! .

(2) : وهناك نموذج الانقلاب العسكرى ، الذى يتحول إلى "ثورة" ، بموجب التأييد الشعبلى الذى يلقاه ، وأبرز أمثلتها ثورة 23 يوليو 1952 ، فى مصر ، أو حتى نموذج الثورة المسلحة فى كوبا ، التى بموجبها استولت " الطليعة الثورية " ، أو " عصابات " من الثوريين المسلحين ، على السلطة ، وحولها الدعم الجماهيرى ، إلى ثورة لا زالت ممتدة حتى الأن .

وقد تعمم نموذج الانقلاب العسكرى الذى تحول إلى ثورة فى دول العالم الثالث ، وفى منطقتنا ، حتى لا تكاد تفلت منه دولة ، مشكلا أغلب "دول الاستقلال" ، بعد انتهاء عصر الاستعمار ! ، ثم ما لبثت هذه النظم ( الوطنية ) ، فى أغلبها الأعم [ باستثناءات محدودة ] ، أن سامت شعوبها العذاب ، وهو ما دفع هذه الشعوب للثورة عليه ، بعد أن شاخت على كراسى الحكم ، ونخرها الفساد من كل جانب ! ، وتحولت إلى نظم استبدادية وجب رحيلها.

ربما ما يربك البعض ، أن هذه الثورات الجديدة ، أتت بعيدا عن " الكتالوج " المعتمد ، أومن خارج " النموذج " المتعارف عليه ، والذى درسناه طويلا ، وحفظنا تفاصيله ! .

لكن أليست الماركسية التى علمتنا دائما أن " شجرة الحياة دائمة الاخضرار" ، وهى التى أوجبت على الثورى الحقيقى أن يكون أشد التصاقا بالواقع ، وأقدر على قراءة معطياته ، وتطوير مواقفه بحسب ما تعطيه هذه القراءة من مؤشرات !؟.

فى غياب الطبقة العاملة المنظمة ، والحزب القوى القائد للثورة ، تحركت فـئات الشباب ، فى مصر ، مثلا ، واستخدمت أحدث معطيات العصر : شبكات الإنترنت ، و" الفيس بوك " ، و" التويتر " والمدونات ، واستطاعت أن تفاجئ الجميع ، بتنظيم الدعوة للتظاهر ، يوم 25 يناير 2011 ، وهى التى أطلقت شرارة ما حدث .

وفاجأت هذه الدعوة أساسا أعتى وأشرس جهاز أمنى فى المنطقة ، يراقب حتى " دبّة النملة " ، لكن لأنه كان ـ فى النهاية ـ جهازا تقليديا ، رغم كل إمكاناته، ركّز جهده على مراقبة الكيانات الحزبية المعروفة ، والأشكال المعادية التقليدية ، التى اعتاد على التعامل معها طوال العقود المنصرمة ، لم يدرك أن واقعا جديدا يتشكل بعيدا عن إدراك " بصاصيه " ، وأن أدوات جديدة للعمل تتخلق لا يكاد يدرى شيئا عن قدراتها ... فسقط ، ومن قبله سقط القادة التقليديون للأشكال السياسية البائسة القائمة ، بعد أن شاخوا على مقاعدهم ، من نوعية " رفعت السعيد " ، الذى اكتفى بوصف هؤلاء الشباب باعتبارهم " شوية عيال لاسعين " ، ( أى مجموعة أطفال تافهين أو مجانين أو ماشابه ! ) .

لكنى أتمنى على كل الرفاق أن يعكفوا على دراسة هذا النمط الجديد من الثورات الشعبية ، التى تبدو بلا قيادة واحدة معترف بها ومنظمة ، وحتى بلا برنامج محدد بدقة ، لكنها تتجذر يوميا فى الواقع ، بفعل دخول الجماهير الغفيرة إلى ساحة الصراع ، وفى مقدمتها الطبقات الأكثر راديكالية ، وممثليها السياسيين ، فتمنحها ، يوما بعد يوم ، إصرارا أشد ، وعمقا أكبر .

فالثورة المصرية بدأت بدعوة لمظاهرة ، يوم عيد الشرطة ، لإبراز التناقض بين تاريخ هذا الجهاز الوطنى ، وحاضره المقيت ، حيث يُحتفل بيوم 25 يناير ، كذكرى لمعركة بطولية دارت بين الشرطة المصرية وجنود الاحتلال البريطانى عام 1951 ، ولكن مع التصدى الهمجى من قوات الأمن لتظاهرة الشباب السلمية ، انطلق هدير الشباب ، ومن انضم إليهم من الجماهير ، المستفزة من العدوانية والضراوة التى قوبلت بها المظاهرات الشبابية ، وارتفع سقف الشعار الحاكم للمواجهة ، إلى " الشعب يريد إسقاط مبارك " ، ثم إلى سقف أعلى : " الشعب يريد إسقاط النظام " ، ثم بالدعوة للاعتصام حتى تنفيذ هذه المطالب ، ومع كل خطوة تصعيد لعنف النظام ، كانت سقف مطالب الثائرين يرتفع ، ويحقق مكسبا أعظم ، على النحو الذى شاهده العالم أجمع ! .

بل أنى أعتقد أن هذا النمط من الثورات قد يكون الإسهامة الأكبر لشعوبنا العربية ، فى تاريخ ثورات شعوب العالم ، وعلى اليسار الحقيقى ألا يتأخر أبدا فى التفاعل مع إرهاصاتها ، والارتباط الحميم بها ، ومساعدتها على النجاح فى مواجهة أعدائها ... والأكثر أهمية ، فى الاستفادة من تفجراتها لتجديد دمائه ، والانفتاح العقلى والتنظيمى على شبابها ، وعلى العالم الجديد للتكنولوجيا الحديثة واستخداماتها النضالية ! .



أما فيما يخص الحركة العمالية والنقابية المصرية ، فمن الضرورى الإشارة إلى أن حركتيهما ، قد استولت عليها السلطة الرسمية ( الناصرية ـ الساداتية ـ المباركية ) ، وجندتهما لخدمة السلطان وللتسبيح بحمده ، وللسيطرة على الطبقة العاملة المصرية ، وضمان خضوعها للسلطة ! ، مستخدمة فى ذلك بعضا من النقابيين العملاء ، الذين انحصرت مهمتهم فى منع أى حركة ثورية عمالية ، وإجهاض أى تحرك نقابى أو سياسى للطبقة العاملة ، مقابل امتيازات ومزايا ، وتغاض عن سرقات ، ومظاهر واضحة للتكسب والفساد ... إلخ .

وقد تصاعدت وتيرة النقمة على هذا النوع من المرتزقة النقابيين ، وعلى اشكالهم البيروقراطية التابعة للنظام ، خاصة مع ازدياد تدهور أوضاع العمال المصريين ، بعد تنفيذ سياسات " التكييف الهيكلى " و " الخصخصة " و " التحرير الاقتصادى " ، وباقى حزمة السياسات الاقتصادية " النيوليبرالية " ، التى أدت إلى الإفقار الرهيب للطبقة العاملة والفلاحين وصغار المستخدمين ، بل وحتى لقطاعات من الطبقة الوسطى ( المستورة ، حسب التعبير المصرى الدارج ) .

دفع هذا الوضع إلى انطلاق الدعوة لتأسيس نقابات مستقلة للطبقة العاملة والعاملين والمستخدمين ، فتكونت " النقابة المستقلة للعاملين فى الضرائب العقارية " كأول نقابة مستقلة ، ثم سرعان ما انفتح المجال أمام العشرات من النقابات المستقلة ، تحت التأسيس ، لكى تدشن أكبر حركة خروج جماعى على بيروقراطية التنظيم النقابى ، وأوسع مسعى نحو بناء الحركة النقابية الجديدة ، المستقلة عن البنيان البيروقراطى التسلطى للنظام ، والتى لا تدين بالولاء إلا للطبقة العاملة وأهدافها ، وحسب .

ولا شك أن مناخ الثورة أتى بدفعة جبارة إلى هذا التوجه ، الذى ينتظر من خلاله ، أن تولد مجددا حركة نقابية عمالية جديدة ، أكثر ثورية وارتباطا بقواعدها العمالية الحقيقية ، وتعبيرا عن أشواقها لتحقيق التقدم الاجتماعى والسياسى .



5 ــ تحاول القوى الكبرى في صراعها إستقطاب جماعة الإخوان المسلمين والغرب يريد توجه اسلامي معتدل منهم على غرار النموذج التركي حتى يسمح بتوليهم مقاليد الحكم ، هل تعتقد بأن الشعب المصري سيسمح للإسلام السياسي بقطف ثمار ثورتهم أم أنهم سيمضون نحو ديمقراطية علمانية حديثة ؟ .


أشرت فى الإجابة على السؤال الأول [ فقرة (4) ] ، إلى جانب من الإجابة على هذا التساؤل ، وأكمل فأشير إلى أن :
1ـ البيئة الدينية المحافظة ، التى ارتبطت تاريخيا بثقافة المجتمعات الزراعية ، والنهرية الرتيبة بالذات ، هى بيئة مواتية للدعاية الدينية .

2ـ التيارات الإسلامية ، وفى مقدمتها جماعة الأخوان المسلمين ، والتى يمتد تاريخها بلا انقطاع من عام 1927 وحتى الآن ، هى الأقوى تنظيما ، والأكثر من ناحية العدد ، والأكبر ( بما لا يقارن ) من ناحية الإمكانات المالية ، وقد قدمت لها الدول العربية المحافظة ، مساعدات سياسية ومادية ضخمة ، وتوج هذاعلاقة تاريخية وطيدة بين السعودية وجماعة الأخوان ، حيث جمعهما كراهية "جمال عبد الناصر " ومساره التحررى ، واستمر التعاون طوال حكم السادات ، ولفترة طويلة فلى ظل مبارك ! .

3ـ جاء انهيار المشروع القومى بمدد ضخم للتيارات الأصولية ، التى كانت تخوض صراعا داميا مع النظام الناصرى ، واعتبرت هزيمته عام 1967 نصرا لها من الله على من وسمته بالكفر ! ، وبدأ بحدوثها طورا جديدا من أطوار حركتها التى تستهدف : " أسلمة مصر " ، وجعلها دولة إسلامية يخضع الجميع فيها لشروط وفروض هذه الدولة .

4ـ تعاونت سلطة الرئيس السادات مع " الأخوان المسلمين " ، فى مواجهة خصومه من الشيوعيين واليساريين ، فى الجامعات المصرية وخارجها ، ودام " شهر العسل " ، طويلا ، خاصة مع دخول الولايات المتحدة على الخط ، وبدء تنفيذ خطة نقل كميات كبيرة من الأفراد المصريين إلى باكستان لتدريبهم عسكريا ، ثم إلى أفغانستان لمقاتلة القوات السوفيتية ، أواخر السبعينيات الماضية ، وقد مولت الأسرة الحاكمة السعودية هذه العملية ، ورعتها المخابرات الأمريكية ، وهذا أمر ثابت وموثق .

5ـ مع تطور أوضاع الأخوان ، وسعيهم للسيطرة على مجلس الشعب ، والمواقع الرخوة فى النقابات المهنية الأساسية ( أطباء ـ مهندسين ، محامين ... إلخ ) ، انزعجت السلطة السابقة من خطورة المنافسة ، وسعت إلى تحييد تأثيرهم عن طريق تملق الشعور الدينى الشعبى والإسلاميين من ناحية ، وإلى اللعب بسلاح الدين ، لعزل الأخوان ، ولنشر الزعم بأن السلطة هى راعية الدين من ناحية أخرى ، كما تبنت بعضا من " مشايخ السلطان " ، من الجماعات السلفية ، فتحت لهم الأبواب ، وساعدت على تحقيق الانتشار الواسع لهم ، لتبنيهم خطاب غير معادى للسلطة ، وسمحت لهم بمساحات واسعة ، عبر الفضائيات والإذاعات والمطبوعات ، التى انتشرت فى العقود الأخيرة ، للتأثير المباشر على المجتمع ، الذى يخضع للأمية ، والفقر ، والثقافة التواكلية والفكر المحافظ ، وبالذات فى مناطق الأرياف الفلاحية ، و" الصعيد الجوانى " ، حيث القطاع الأكثر محافظة وتأخرا .

5ـ مع انطلاقة الثورة تحفظت جماعة الأخوان فى البداية ، حتى تأكدت من نجاحها فشاركت فيها ، وخلال تطورها قبلت دعوة النظام للتحاور مع نائب الرئيس السابق ، عمر سليمان ، ثم تراجعت لما لمست الاستياء العام ، وداخل صفوفها من هذه الخطوة ، وبعد رحيل مبارك تواصلت مع " المجلس العسكرى الأعلى" ، ثم كانت الهيئة السياسية الوحيدة الممثلة فى لجنة إعداد التعديلات الدستورية ، التى رأسها القاضى ذى الميول الإسلامية ، الأستاذ طارق البشرى ! .

6ـ بنهاية أحداث الثورة ، يوم تنحى مبارك ( 11 فبراير 2011) ، انفك الاصطفاف التكتيكى الذى جمع كل أطياف القوى السياسية : اليسارية والقومية والليبرالية والإسلامية ، فى مواجهة الديكتاتورية ، ومع الاستفتاء الذى تم على تعديلات دستورية طفيفة ، أم دستور جديد كامل عكس الشرعية الثورية الجديدة ، انحازت جماعة الأخوان ، كعادتها ضد حركة الثورة ، ووقفوا فى مواجهة كل أنصار الدولة المدنية والمجتمع المدنى والديموقراطية والمواطنة .

وجندت جماعة الأخوان ـ مع غيرها من التيارات الجهادية والسلفية ـ المساجد والدعاة ، لحض جموع " المسلمين " على رفض المطالبة بالدستور الجديد ، بحجة أن المطالبة به خروج على الشرع (!) ، وتمكين المسيحيين من حكم البلاد ! ، وتم تكفير المطالبين بدستور يليق بالثورة ويعكس إرادة الشعب ، بزعم أنهم يريدون إلغاء المادة الثانية من الدستور ، التى بثها السادات ( قبيل اغتياله ) بين ثنايا دستور عام 1971، واستفتى الشعب عليها ، مع مادة أخرى تتيح للرئيس الحكم لـ " مدد " غير محددة (!) ، وهى تقول بأن الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع ، بعد أن كانت الشريعة الإسلامية مصدرا رئيسيا للتشريع ، فى الدستور السابق ! .

7ـ واكب هذه التطورات سلسلة من التحركات الخطيرة ، استهدفت ترويع المجتمع بإشاعة الفوضى والذعر فى البلاد ،عن طريق إطلاق المجرمين من السجون ، والدفع بالبلطجية لممارسة الإجرام عيانا بيانا ، فى ظل الانسحاب الخطير لقوات الأمن من الشوارع ، وبدأ السلفيون فى إثارة الأحقاد الطائفية ، فثلموا آذان أحد المسيحيين فى مدينة قنا ، وقتلوا مواطن لم يؤد الصلاة ! ، وطاردوا فتيات غير محجبات ، وهددوا المجتمع بالويل والثبور ، وبطرد من طالب بالدستور الجديد خارج البلاد ، وبدا تنسيقهم واضحا مع الأخوان ( أعداء الأمس ! ) ، فى تصريحات قيادييهم بأنهم سيدعمون الأخوان فى انتخابات مجلس الشعب القادم ، وطالبوهم للتنافس عل انتخابات الرئاسة التالية !.

8ـ مع تباطؤ إجراءات المجلس العسكرى ، والوزارة الجديدة ، فى مواجهة رموز النظام الفاسد السابق ، وناهبى المال العام ، ومفسدى الحياة السياسية ، نظمت قوى الثورة مظاهرة حاشدة بميدان التحرير ، يوم الجمعة 2 أبريل الماضى ، سميت " جمعة إنقاذ الثورة " مما يحاك ضدها من مؤامرات ، رفضت جماعة الأخوان المشاركة فيها
، إعلانا كاملا عن انفصالها عن مشروع الثورة ، وتواطؤها الواضح لحساب مصالحها الضيقة ، ومصالح الفصائل المتاجرة بالدين ، التى تهدد وحدة الوطن ومستقبل الثورة .

9ـ فى غضون ذلك أطلق مسؤلون أمريكيون أكثر من تصريح ، لايعارضون فيه مشاركة الأخوان فى الحكم ، ويثنون فيه على التغير فى مواقفها ، والتى كان أبرزها إعلان الدكتور عصام العريان ، أحد أبرز رموزها ، عن أن جماعة الأخوان لا تعارض فى استمرار اتفاقية الصلح مع إسرائيل ، اتفاقية " كامب ديفيد " ، لطمئنة الولايات المتحدة والغرب ، على ألا داع للتخوف إذا ما وصلت للسلطة ! .

10ـ تستعد الجماعة لخوض انتخابات مجلس الشعب ومجلس الشورى ، والجمعية التأسيسية للدستور الجديد وانتخابات الرئاسة ، وكلها ستتم فى خلال بضعة أشهر قليلة قادمة ، فى ظل إصدار السلطة الحاكمة ( وبمباركة الأخوان ) ، قوانين صارمة تـُجرِّم التظاهر والاعتصام ، وتفرض عدد خمسة آلاف عضو ، كشرط أوّلى ، تعجيزى ، لتكوين أى حزب جديد !، وبما يعنى أن التيارات الإسلامية ، وفى مقدمتها جماعة الأخوان ، مع فلول الحزب الوطنى ( حزب سلطة مبارك ، والذى لم يحل حتى الآن ! ) ، والذى يعيد تجميع صفوفه ، ويملك ـ مثله مثل الأخوان ـ إمكانات مادية هائلة ، سُرقت من قوت الشعب ، سيسعيان لاقتسام السلطة القادمة ، كما كانا يتصرعان عليها فى الماضى !!! .

11ـ وبمقارنة سريعة يبدو " حزب العدالة والتنمية " التركى ، أكثر انفتاحا وتطورا وقبولا بآليات الصراع الديموقراطى ، من جماعة الأخوان ( التى ترفض ترشيح المرأة أو المسيحى لمنصب رئيس الدولة ، وتطالب فى برنامجها بلجنة رقابة على البرلمان والدولة مكونة من مشايخ الجماعة لها الحل والربط ! ) ، وطبعا لا يمكن مقارنة الوضع فى تركيا بانحيازات التيارات الجهادية والسلفية المصرية ، المغرقة فى الجمود والتصلب والانغلاق ومعاداة التعددية والسناحة الفكرية ، ومع هذا فالرهان ربما يكون على انفتاح تيارات الشباب فى الأخوان ، التى طورتها المشاركة فى المعارك ، كما حدث فى وقت الثورة ، وتفتحت مداركها ، مؤخرا ، مع احتكاكها بغيرها من التيارات المدنية ، وهى على مشارف التمرد على القيادات الجامدة للجماعة ، وتريد للجماعة أن تتحول إلى إطار ديموقراطى مفتوح ، وشفاف ، وخاضع للمساءلة والتقييم .

وأخيرا يبدو الصراع من أجل حماية الديموقراطية الوليدة فى مصر، أمرا بالغ الصعوبة والكلفة ، لكن يقينى أن الشعب الذى أنجز معجزة الثورة المصرية الأخيرة ، قادر على حمايتها ، وكما تصدى لجيش الأمن المركزى (مليون ونصف المليون جندى ، مدجج بأعتى الأسلحة ) ، وجحافل جهاز " مباحث أمن الدولة " الرهيب ، و" الحزب الوطنى " ، حزب " مبارك " ، البالغ تعداده ثلاثة ملايين عضوا ، فأحالهم إلى هباء منثور ، فى بضعة ساعات ، قادر وحده على ردع كل من تسول له نفسه سرقة الثورة العظيمة ، أو القفز عليها لانتهاب مسيرتها ...

ألم يقل شاعر شعبنا العظيم ، " أحمد فؤاد نجم " وأنشد منشدها الخالد " الشيخ إمام " :

" الشعب هو الباقى حى

هو اللى راح

هو اللى جى

طوفان شديد

لكن رشيد

يقدر يعيد

صنع الحياه ! " ؟! .


أحمد بهاء الدين شعبان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القاهــرة فى : 2/4/2011
 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا؟؟
Ahmad Ali ( 2011 / 4 / 3 - 15:48 )
ذكرت الكثير من احزاب اليسار المصري، اليس تتشتتها يدل على فوضي وعدم مسؤولية؟


2 - رد الى: Ahmad Ali
أحمد بهاء الدين شعبان ( 2011 / 4 / 6 - 04:39 )
فى الحقيقة لا أعتبر يارفيقنا أحمد أن وجود أربع أو خمس منظمات يسارية ، فى بلد تعداده يقترب من 85 مليون فرد دلالة على التشتت ، أو الفوضى ، أو عدم المسئولية .
لقد مرّّ أكثر من ستين عاما على حظر الأحزاب اليسارية فى مصر، وعلى تجريم الانتماء إليها باعتباره انتماء إلى منظمات - تخريبية - ، تحرض الطبقات الاجتماعية بعضها على البعض الآخر ، وتهدف إلى - قلب نظام الحكم - ، وتضع المنتمين إليها تحت وطأة قانون العقوبات الغليظ القبضة ، ناهيك عن التعذيب والإرهاب الفكرى ، والمحاربة فى الرزق ... إلخ .
وأدى العمل تحت وطأة هذا المناخ ، إلى تعدد المبادرات ومراكز الحركة والتنظيم ، التى نشأت فى تجمعات متناثرة ، وهو ما أوجد هذه الظاهرة التعددية ، التى أراها صحيّة للغاية ، ففى ظنى ـ وأرجو أن تثبت الأيام صحة هذا الظن ـ أن زمن الحزب الواحد الأحد ، المتحد حول قلب رجل واحد ، هو الرفيق الأعلى ، قد انتهى ، وقبل أن ينتهى أثبت فشله ، بانهيار الاتحاد السوفيتى ، والمنظومة الاشتراكية ، ودخول الأحزاب الشيوعية ، التى لم تجدد خلايا وعيها وحركتها ، فى أزمة طاحنة .
والأصح حسب اجتهادنا ( فى مبادرة - الحزب الاشتراكى المصرى - الجديدة ) ، أن ندع مائة زهرة تتفتح ، وأن تتحرك كل مجموعة أو منطمة يسارية فى مجال نشاطها حسب رؤاها وتصوراتها ، لبناء نفسها ونفوذها فى المجتمع ، على أن يتم التنسيق بين جميع المبادرات ، فى ساحات النضال المشترك ، بأعلى درجات التنسيق الممكنة . وسيؤدى هذا التوجه ، تلقائيا ، إلى تقارب القواعد فى مجريات العمل النضالى ، وإلى إزالة أية حساسيات قائمة ، بل سيكون التحام هذه القواعد هو أفضل أشكال الضغط لإنجاز وحدة حقيقية ، مرتكزة على أسس نضالية حقيقية لإى المستقبل ، الذى أرجو ألا يكون بعيدا ، بين المنظمات المناضلة ، الحقيقية ، التى ستثبت وجودها وجدارتها .
والبديل لهذا المنهج ، وقد جربناه مرات عديدة ، وجربته الكثير من الحالات المشابهة ، هو أن نجلس فى غرف مغلقة ، للتباحث حول وحدة منظمات اليسار ، ثم يصدر بيانا مشتركايزف نبأ نجاح عملية التوحيد - المباركة - ، ثم بعد فترة : أيام أو أسابيع أو شهور ، تنفك عرى هذه الوحدة الشكلية ، وتنهار التجربة عند أول اختبار حقيقى ، ليبدأ الجميع فى تبادل الاتهامات عن السبب فى هذا المصير المؤلم ! .


3 - من اجل ان نبدع
الشاب يوسف من الصحراء الغربية ( 2011 / 4 / 3 - 16:47 )
اهلا و شكرا جزيلا على هده الدردشة الغنية تأكد اننا عشنا ايام الثورة المصرية على اعصابنا حتى كنت اشغل التلفاز مباشرة بعد صلاة الفجر و لا نكاد نبارحه الا في اوقات متأخرة من الليل و كم دعونا الله ان يتمم عليها بالنصر و التمكين و لازلنا نتابع مسارها بشغف و قلق بالغ و لا سيما الخطر االأصولي الظلامي فاالسيناريو الايراني ليس ببعيد و في هدا الاطار الا ترى انه من اللازم اعادة نقاش الاسلام الدين و بالخصوص الماركسية و الاسلام الى الساحة الفكرية من اجل فك التناقض المفتعل بينهما ولما لا تجديد القراءة الماركسية للاسلام و منها فتح افق جديد لانفتاح المسلمين على الماركسية و الماركسيين و هدا ليس معناه الدعوة الى الى قيام شيء اسمه اسلام ماركسي او ماركسية اسلامية كما قد يفهم البعض فهدا تخريف و هلوسة و انما قراءة علمية تأخد بعين الاعتبار ان الاسلام يعد مكونا رئيسيا في مجتمعاتنا و تجاهله باسم انه لا يتعدى مكونا مثاليا يجب احترامه في اطار حماية المعتقد بشكل عام هو صراحة فقدان للمنهج العلمي و ابتئاس للواقع فنحن نعلم جميعا ان عداء المسلمين للماركسية يكاد يكون مطلقا نتيجة لتغلغل الفكر الديني المتخلف الدي يكتسب قداسته من الدين الاسلامي الحنيف كما يجب الا نغفل التطرف المادي الكلاسيكي و دو غمائية بعض الماركسيين التي لازلت سارية الى يومنا هدا و التي لا تصب في اخر المطاف الا في صالح طروحات الأصوليين ولعلي لمست هدا جليا عند هشام غصيب في الدردشة الحوارية الاخيرة و بالضبط في رده على بعض تعليقات المتدخلين ففي نهاية المطاف التناقض الحقيقي هو بين الاسلام المؤدلج و بين الماركسية و ليس بينها و بين الدين الاسلامي الحنيف بطبيعته الشعبية لامتزاجه بعادات و تقاليد الشعوب العربية
ان نقاشا من هدا النوع يرفع شعار من اجل ان نبدع و نتدكر و نجتهد يمكن ان ينتج رؤى و افكار جديدة ستكون كفيلة بمحاصرة المد الفكري للأصوليين في اخر المطاف و تحرر دهن المسلمين من كل هدا الوهم الظلامي


4 - رد الى: الشاب يوسف من الصحراء الغربية
أحمد بهاء الدين شعبان ( 2011 / 4 / 6 - 04:45 )

اتفق معك أيها الرفيق العزيز ، الشاب يوسف ، فى أنإشكالية مقاربة الماركسية للإسلام ، فى البلدان ذات الأغلبية المسلمة ، تمثل إحدى أهم التحديات التى تواجهنا فى عملنا للارتباط بشعوبنا وواقعنا ! .

وبادئ ذى بدء ، ينبغى التحلى بالشجاعة الواجبة للاعتراف بأن الماركسيين فى هذه البلدان ، لم ينجحوا ، إلا فى حالات محدودة ، فى حل هذه المعضلة ، التى تستوجب بالفعل فتح النقاش الواسع حولها ، لأن لا مستقبل للفكر الاشتراكى والحركة الاشتراكية ، إلا بإبداع مقاربات جديدة ، وحميمية ، لها .

ونقطة البدء ، فى اعتقادى الرغبة المخلصة فى خدمة شعوبنا ، والارتباط بجماهيرنا ، وعدم تركها نهبا لقوى متخلفة تنهش فى وعيها ومصالحها ، وهذا الموقف يجب أن يتأسس على الاحترام الواجب لعقائد الجماهير ، ولإيمانها ، وفى نفس الوقت الانطلاق من الاهتمام الحقيقى بمشكلاتها الحياتية المتعاظمة ، والتفانى فى مساعدتها على إيجاد حلول عملية لهذه المشكلات ، بعد أن تخلت نظمنا عن واجبات الدولة الاجتماعية ، وتركت عشرات الملايين ضحية لبيئة فقيرة ومحدودة الثقافة ، وهو الوضع الذى يُسَهل من مهمات القوى المتخلفة ، فى نشر دعاياتها ، واستقطاب الانصار !.
ولعلى أستعيد فى هذا السياق اجتهادات سابقة نجحت فى معالجة مثل هذا الوضع ، فى الطريقة الواعية التى تعاملت بها الثورة الفيتنامية ، بقيادة الرفيق هوتشى منه ، فى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى ، مع ديانة وثقافة المجتمع الفيتنامى التقليدية ، ووصاياه لجنود جبهة التحرير الفيتنامية ، بأسلوب التعامل مع المتدينين الفيتناميين ، ورجال الدين ، والحفاظ على المعابد الدينية .

وقد يجادل البعض بأن هناك فرق كبير فى التعامل مع الأديان الثلاث (الإسلام والمسيحية والإسلام ) ، أو حتى الإسلام بشكل خاص ، ومع الأديان البشرية كالبوذية مثلا ، وهذا أمر صحيح بالطبع ، وهو ما يجعل القضية أكثر تعقيدا ، وأشد إلحاحا ، وأدعى للتفكير المتعمق ، من اجل إيجاد حلول ناجعة لها ، إذ أن بدون إيجاد هذه الحلول ستظل المشكلة معلقة ، وسيظل تأثيرنا أضعف ، خاصة مع استفحال ظواهر استخدام الدين فى التحريض السياسى ، على النحو الواسع الذى نراه ، والأخطر فى هذا السياق ، أن نظمنا المتخلفة ، الاستبدادية ، لم تتأخر هى الأخرى ، عن العبث فى هذه المسألة البالغة الحساسية ، فأخذت تستخدم هذا السلاح الخطير فى مواجهة خصومه السياسيين ، مثلما حدث فى مصر ، على سبيل المثال ، وهو ما ساهم فى تفاقم هذه المشكلة ، على النحو القائم الآن .


5 - المدرسة اليسارية الاقدم
د. حيدر اسماعيل الشافعي - السعودية ( 2011 / 4 / 3 - 17:50 )
يا اخي اليساري... لقد تكلمتَ عن كل الألوان اليساروية المختلفة القديمة والمستحثة ولكنك بخلتَ في ذكر الحزب الشيوعي المصري، الذي استعاد شرعيته القانونية منذ 1924 فعسى المانع خيرا


6 - رد الى: د. حيدر اسماعيل الشافعي - السعودية
أحمد بهاء الدين شعبان ( 2011 / 4 / 6 - 04:47 )
أعتذر للدكتور حيدر عن هذا السهو ، ومرده ظنى أن السؤال كان مقصودا به تلك القوى اليسارية المصرية الحديثة ( وليست - اليساروية - ، كما يظن الرفيق ) ، التى تكونت بعد الثورة ، فـ -الحزب الشيوعى المصرى- حزب قائم ، وبه رفاق أعزاء ومناضلين مخلصين ( بصرف النظر عن الرأى فى حدود دوره وممارساته وبرامجه وبعض رموزه فى حقبات تاريخية سابقة) ، ولا أملك ، ولا يملك أحد ، الشطب على هذا التاريخ .

واتفق معك فى أننا جميعا ، وليس الرفاق فى -الحزب الشيوعى المصرى- وحده ، يستمدون مشروعيتهم التاريخية ، من - الحزب الاشتراكى المصرى - الذى تأسس فى عشرينيات القرن الماضى ، وكان له الفضل فى طرح الرؤى الاشتراكية فى النضال الاجتماعى والوطنى ، على النحو المعروف .


7 - ميلاد يساري جديد والتنسيق قائم ومستمر
إلهامي الميرغني ( 2011 / 4 / 4 - 04:36 )
أود تحية الرفيق أحمد بهاء علي هذا الحوار والتوضيحات لمقدمات الثورة المصرية
واود توضيح أنه كانت لدينا تشكيلات يسارية قبل الثورة مثل الحزب الشيوعي المصري ومنظمة الاشتراكيين الثوريين ومنظمة التجديد الاشتراكي وهي انشقاق خرج من الاشتراكيين الثوريين .
بعد الثورة حدثت مبادرات لبناء احزاب جديدة منها :
- تجربة حزب التحالف الشعبي وهو حزب متعدد التيارات والكتل علي غرار حزب العمال البرازيلي وتكون بالأساس من مجموعة التجديد الاشتراكي وجزء من منظمة الاشتراكيين الثوريين وبعض اليساريين المنفرطين من جيل السبعينات والثمانينات إضافة لشباب الثورة ثم كونت المجموعة التي خرجت من حزب التجمع حزب اشتراكي اندمج ضمن التحالف الشعبي الذي اصبح اسمه حزب التحالف الشعبي الاشتراكي.
- تجربة حزب العمال الديمقراطي وهو حزب يركز علي قواعد الطبقة العاملة ويعتمد علي حركة اتحاد العمال المستقل بشكل رئيسي إضافة لبعض كوادر الاشتراكيين الثوريين.
- تجربة الحزب الاشتراكي المصري التي تضم الرفيق بهاء وعدد من الكوادر العمالية والفلاحية ورموز اليسار واساتذة الجامعات والمهنيين والشباب وبعض الفنانين والأدباء إضافة الي المفكر الاقتصادي الدكتور سمير أمين واتشرف بمشاركتي في هذه التجربة.
توجد دعوات متكررة لتوحيد الجهود ولكن طبيعة المرحلة تحتاج لوجود عدة اجتهادات وتوجد محاولات جادة لبناء آلية للتحالف اليساري لمواجهة هذه المرحلة من الثورة وقد بادرنا باصدار بيان مشترك لمواجهة قانون منع التجمهر الذى اصدره المجلس العسكري وقعت عليه الاحزاب الاشتراكية الثلاثة الجديدة.
ونتطلع للمزيد من التعاون والتنسيق الميداني بما يعيد بناء راية الاشتراكية والعمل كرقم فاعل في المعادلة السياسية المصرية والمستقبل مفتوح لكثير من الاحتمالات علي ضوء تطور العملية الثورية والمعارك الكبري القادمة.


8 - رد الى: إلهامي الميرغني
أحمد بهاء الدين شعبان ( 2011 / 4 / 6 - 04:49 )
أتفق مع الرفيق إلهامى المرغنى فى رأيه ، وأعتز بمشاركتى المتواضعة فى جهوده المخلصة ، وجهود باقى الرفاق ، التى تسعى لبناء - الحزب الاشتراكى المصرى - ، آملين بالفعل أن نبنى من خلاله ـ مع سائر الرفاق المخلصين فى كافة الهيئات اليسارية الأخرى ـ صرحا جديدا لليسار المصرى ، يتفق مع طموحات شعبنا وآماله المستقبلية .

العبء كبير ، والأمل أكبر.


9 - ثورة مصر هي ......
وليد العلي ( 2011 / 4 / 4 - 06:34 )
لقد افرحتنا ثورة الشباب المصري و الاعظم من الثورة خلع مبارك و اعوانة و انا متعجب جدا من بعض الذين يذكرون بانة صاحب الضربة الاولى على اسرائيل و ماذا نفعت هذة الضربة حيث رمىء بنفسة و عائلتة و شعبة في احضان الصهيونية هذة هي نتيجة الضربة زائدا عداءة المستمر لكل دور عربي قومي و اخذت افعالة و اقوالة ضمن صفقات المقاولة تدفع كم اصرح لك بقوة او تصريح ضعيف و حتى تصريحاتة يأخذ موافقة العم سام ليطلقها هكذا هو الريئس .... اما الثورة افرحتني جدا جدا و لكن انها بدأت شعبية و وطنية و انتهت امريكية هذا الذي انا اراة الان كشخص عربي و خائف منة و الدليل زيارات المسولين الامريكان لساحة النضال وساحة الشهادة للشبات اليس من العيب ان يزور ساحة التحرير من هو ملوث يداة باالدم العربي و سارق خير العرب اذن المظاهرات و الهرج و المرج قاموا بة الشبات و بتعليمات امريكية و حظور المريكان لساحة التحرير هو الدليل اليس كذلك ..... اتمنى انا على خطأ لتستمر الثورة الشبابية بعيدا من هذا و ذاك


10 - رد الى: وليد العلي
أحمد بهاء الدين شعبان ( 2011 / 4 / 6 - 04:51 )

اتفق معك رفيق وليد فى توصيفك لدور مبارك المعادى ، ليس فقط للمصالح العربية والفلسطينية ، وإنما ، وأيضا للمصالح المصرية كذلك ، وأتذكر شعار - ميدان التحرير- حينما تم تعيين اللواء عمر سليمان نائبا للرئيس المخلوع - حسنى مبارك - : - لا مبارك ولا سليمان ... دول عملاء الأمريكان ! - ، وهو شعار يحمل فى طياته الوعى المصرى القاطع بدور النظام السابق فى خدمة المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة والعدو الصهيونى ..

غير أنى أختلف معك اختلافا كبيرا فى القسم الثانى من التعليق : إذ ليس صحيحا بالمرّة أن الثورة المصرية : - بدأت شعبية ووطنية وانتهت امريكية - ، فهذا الحكم لا أساس له أبدا ، وإذا أردت التأكد من ذلك أرجوك التفضل بمتابعة المواقف الإسرائيلية من الثورة المصرية ، والتى لا تخفى انزعاجها الشديد من التطورات المعادية على الساحة المصرية ، فخسارة - مبارك- ونظامه ، ألحق خسائر فادحة بالمصالح الأمريكية والصهيونية فى منطقتنا ، لأن -مبارك- ونظامه كانا ركيزة الاستراتيجية الإمبريالية والصهيونية فى الوطن العربى والمنطقة ، ولك يارفيقنا العزيز أن تطمئن بالا ، فمصر - الجديدة - عادت لأحضان الأشقاء ، ولن يكون بمقدرة أحد أن يفك عرى العلاقة المصيرية بينهما .

أما استنادك فى حكمك هذا على زيارة - هيلارى كلينتون - إلى ميدان التحرير ، فالسماح بهذا الأمرلا يعود للثورة ، وإنما لرؤية - المجلس العسكرى الأعلى-، الذى تولى حكم البلاد ، بعد الإطاحة بمبارك ، وهناك صراع محتدم فى مصر ، بين الثورة ـ فى الشارع ومن الشارع ـ وبين بقايا النظام القديم ، التى لازالت ، كما أشرت فى مداخلتى ـ لم تسقط بعد ، فالطبقة القديمة التى حكمت بالفساد والاستبداد ، وأدوات السلطة القاهرة ، لم يتم القضاء عليها ، وعلى سياساتها القديمة ، كلها ، بعد ... لكن ثقتى أكيدة بأن الملايين الثائرة فى الشارع ستكنسه كنسا فى المستقبل .

أقول لك هذا ، ونحن نستعد لمظاهرة مليونية جديدة ، يوم الجمعة القادم ، 8 أبريل ، للضغط من أجل تحقيق باقى مطالب الثورة ، ولقطع الطريق على فلول النظام السابق ، ولمواجهة نذر التحركات المضادة للثورة ، والتى تسعى لإشاعة الفوضى والذعر فى الشارع المصرى ، لإيهام المصريين أن الثورة لم تأت لهم سوى بالرعب والخراب ، وهذه التحركات طبيعية ، ومفهومة ، ومنطقية ، من بقايا نظام سقطت رموزه الكبيرة ، لكن له امتدادات فى جهاز الدولة وطبقة رجال المال والجهاز البيروقراطى وسائر مؤسسات الفساد القديمة ، ولكن أيضا لدى ثقة فى قدرة الثورة على مواجة هذه المؤامرات ، وكشف مخططاتها ، والرد الحاسم عليها ، بالقوة الهادرة للملايين فى الشارع ، والتى لا يمكن ـ بأى حال ـ التصدى لها , أو التحايل عليها ، أو خداعها.


11 - الف حرف ليس كافيا ولكن سنختصر
جورج شمالي ( 2011 / 4 / 4 - 14:04 )
تحية طيبة
يؤسفني ان اقول ان الماركسيين قد غابوا عن مسرح الاجداث حيث سبقتهم الجماهير باشواط بعيدة، وأسفي الكبير وانا الماركسي القديم لي رأيي الخاص واحس اننا تحولنا الى مبشرين بالماركسية كالجمعيات الدينية فقط، اين نحن الآن والجماهير في الوطن العربي ثائرة وبحاجة ماسة الى من يقودها، هل سيبقى عقلنا جامدا عن ايديولزجية ستالين، ان نتطور مع التطور الزمني للتاريخ
نعم الاميركيون بدأوا بحتواء الثورات العربية بسياسة العصى والجزرة والشعوب تريد الخلاص من الديكتتاتوريات التي انشئت في منتصف خمسينات القرن الماضيولكن الكلام المعسول عن الحرية والديموقراطية قد اخذ لبها ولهذا نرى من يقول انه ثوري في ليبيا فهو يعمل لفرنسا وانكلترا والاحتواء الأميركي
لكي نكون بمستوى القيادة يجب ان ننزل الى المعترك السياسي وليس عل الفيس بوك وانا برايي ان كل مقاتل يوتزي مئة كاتب على الفيس بوك ولكن هذا المقاتل بحاجة لمن يثقف وينوره
عجيب امرنا اننا ندعي الماركسية في الكنب اما الممارسة العملية فهي غائبة تماما ، وحتى يكون هناك احزاب بكل معنى الكلمة يجب العودة الى الممارسة السرية لأن الاختراقات اليوم اسرع من الصوت والا يجب ان نسمي انفسنا كتاب فقط


12 - رد الى: جورج شمالي
أحمد بهاء الدين شعبان ( 2011 / 4 / 6 - 04:52 )
أشاركك الرأى ، أيها الرفيق جورج، فى قلقك من تخلف الماركسيين عن التأثير فى الواقع العربى ، وعن تحول الكثير منهم إلى ما يمكن وصفه بـ - ظاهرة ثقافية -، أو-حالة تبشيرية- كما أشرت .
وأنا معك فى ضرورة الالتزام بالممارسة العملية ، والانخراط فى ميادين العمل ، وخوض معارك الناس ، وسط الناس ، ومن اجل الناس ، حتى يتأكد لهم حرصنا على مصالحهم ، ودفاعنا عن حقوقهم ، فيسمعوننا ، ويثقون فينا ، ويسيرون معنا ومن حولنا ! .

وتجربتى المتواضعة توضح هذا الأمر بصورة جليّة .

وأشير ، فى هذا السياق ، إلى وصف بليغ للشاعر الكبير- أحمد فؤاد نجم -،الذى يصور نفر من هؤلاء المناضلين المزعومين ، الذين يتشدقون بالألفاظ النضالية الفخيمة ، فيما لا يكلفون أنفسهم مشقة - النزول إلى الجماهير-، حسب التعبير الدارج ، المبتذل .

يقول - نجم- فى وصفه لنموذج من هؤلاء :

- محفـــلط مزفــلط كتير الكلام
عديــم الممارسة ، عـدو الزحام
بكام كلمه فاضيه ، وكام اصطـلاح
يفـبرك حلول المشاكل قــوام ! - .

وبالطبع نحن نتحدث عن نموذج مختلف ، قلبا وقالبا ، عن هذا النموذج ، الموجود ... والمرفوض ! .


13 - المحترم احمد بهاء الدين
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 4 / 4 - 19:49 )
تحيه وشكر وامتنان
قلتم بواقعيه وبصدق ودقه ووضوح وتجرد فشكرا لما قدمتم من تحليل وراي واستنتاج وارجو ان تسمح لي بالمداخله التي ابدئها بالتالي من سؤال
هل قابل النظام المتضاهرين بالعنف يوم 25يناير ام متى وكيف تطور الموقف؟
في اجابتكم4تقول(في ليبيا مثلاً اتخذ الصراع ابعاجاً اخطر استدعى صداماً بالغ العنف بين الشعب والنظام
السؤال هل ان العنف يجري او جرى بين الشعب والنظام وهل المتواجدين في بنغازي يمثلون الشعب ؟اتمنى ان تسعفنا بما جرى وكيف تسارعت الأحداث بحيث في ايام معدوده كان هناك قرارين لمجلس الأمن وقرارات واجرات لمحكمة العدل الدوليه دون سند سوى ما قاله شهود عيان غير معروفين للجزيره
وقد سيطر المجاميع المسلحه التي انتشرت ودخلت البلاد من الحدود المصريه والتونسيه على الكثير من الأماكن ومنها بنغازي والجزيره تسوق لهم ولم يعرض من قتلى او جرحى بالعدد الذي فاق ما حصل في تونس ومصر ليستدعي ذلك تجييش العالم و وضع سوريا تحت البند السابع
تقول في اجابتكم رقم5المتعددت الرقام في رقمها الخامس تقول:
مع انطلاق الثوره تحفضت جماعة الأخوان في البدايه حتى تأكدت من نجاحها فشاركت فيها
اقول انه وانتم تعرفون قبل اسابيعمن الأحداث صرح رئيس الجماعه ومرشدها ان الجماعه قد تلجاء للشارع ثم حاولت الجماعه التعميه على الموضوع بتصريحات عصام العريان وتفسيره لقول المرشد
ان الجماعه ومعها الجزيره بدأت بالتهيء والعد العكسي من يوم تنحية حسين عبد الغني عن عمله كمير لمكتب الجزيره في القاهره وتفرغه للفيسبوك والتهيء للثوره والجماعه تحركت بخبث حينما قبلت التحاور مع عمر سليمان لتقول للخارج انها فصيل مسالم ومنشق عن الثوره نوعما وهذا تكتيك اتبعوه حتى في الشعارات والممارسات التي قاموا بها في الأيام الأولى كما قال الدكتور مصطفى الفقي في تصريح للجزيره
وفي 11من الجواب5تراهن على انفتاح تيارات الشباب في الأخوان التي طورتها المشاركه في المعارك كما حدث في وقت الثوره وتفتحت مداركها مؤخرا مع احتكاكها بغيرها من التيارات المدنيه وهي على مشارف التمرد
اقولان شبابها يتبع الشيوخ ويقبل اياديهم وهم مؤمنون بان دستورهم القران الذي لا ياتيه البطل وقائدهم محمد المعصوم فلا يتغيرون وهم يطيعون ائمتهم اطاعه عمياء وهم مقتنعون بما قالوه من كذب ونفاق اثناء التحركات وان حصل انشقاق فيكون نحو التشدد لأنهم لا يؤمنون بوجوب مناقشة القران او السنه او توجهات المرشد وفتاوى القرضاوي ويعتبرون كل الأفكار والمباديء للتنظيمات والحزاب الأخرى وضعيه اطلقها بشر فيها الكثير من الأنحرافات اما هم وما يطرحون فهو من الله منزل وهو حاميه ولا نقاش فيه
اتمنى منكم التوضيح مع فائق الأحترام والتقدير


14 - رد الى: عبد الرضا حمد جاسم
أحمد بهاء الدين شعبان ( 2011 / 4 / 6 - 04:55 )
الإجابة على أسئلتك ، رفيقنا العزيز عبد الرضا :

1ـ نعم ، قابل النظام المتظاهرين بالعنف مساء يوم 25 يناير ، بعد مضى عدة ساعات ، حاول خلالها احتواء الموقف ، وتمرير اليوم بأى شكل .

لكن مع منتصف اليوم ، تأكد للنظام أن مئات الآلاف من المصريين لا زالت تتدفق إلى الشوارع ، وعرف أن الأمر لن يكون على شاكلة المظاهرات القديم : بضعة آلاف ، على أحسن الفروض ، يمكن السيطرة عليهم .
وهنا بدأ فى استخدام العنف المتصاعد ، دون جدوى ، فكلما حاول السيطرة على جانب ، تهاوت دفاعاته فى جانب آخر ! .
وفى الأيام التالية لجأ النظام ، من بدايتها ، للعنف الشديد ، إلى حد استخدام الرصاص الحى ،على أمل وقف سيل الملايين من الثوار، الذين تدفقوا للاشتراك فى المظاهرات ، من شتى أنحاء البلاد، دون جدوى!.
أما فيما يخص الوضع فى ليبيا ، فلا أزعم الإدراك الدقيق لكافة جوانبه ، غير أنى أوقن أن ليبيا كانت تدار مثل -عزبة- خاصة ، للقذافى وأبنائه وعصابته ، تماما مثلما كانت مصر تدار طوال ثلاثة عقود لصالح -مبارك- وعصابته .

كما أدرك أيضا أنه من حق الشعب الليبى أن يثور ، مثلما ثار شعب تونس وشعب مصر، بعدما لم يعد من المستطاع احتمال سفه -القذافى-، ولا عقلانيته ، واستبداد النظام ، الذى استحل ليبيا على مدى 42 عاما متواصلة ، بدد فيها ثروات الشعب الليبى ، على نزواته وأطماعه !.
وقد أدى استخدام الحكم فى ليبيا للقوة ، بصورة عصبية مجنونة ، من أجل سحق انتفاضة شعب ليبيا ، [ وكلنا رأينا تهديدات -القذافى- ونجله -سيف الإسلام- بمطاردة أبناء الشعب الليبى حارة حارة ، - زنجه ... زنجه - ! ] ، إلى استخدام متبادل للسلاح والعنف ، من قِبل الثائرين فى ليبيا ، الأمر الذى يسّرَ عمليات التدخل الأمريكى والأوروبى ، وسهّلَ ذلك التدخل عجز العرب ( وجامعتهم !) ،عن التحرك السريع والفعّال لوقف سيل الدماء ، ولجم التهديدات القذافية بإبادة أقسام من شعب ليبيا ، حفاظا على سلطته ومصالح نظامه ! .

ولا يعنى هذا أننى أدعم ، بأى حال استخدام أمريكا وحلف الناتو الطيران والسلاح على نحو ما نراه ، بأى صورة من الصور ، لكن من الصعب بمكان أن نطلب من شعب مقهور ألا يثور ، حتى لا يتدخل الأعداء ، فالسكين القذافية تحز رقبة الليبيين ، ومن حقهم أن يجأروا بالشكوى ، وعلينا أن نمد أيدينا إليهم ، بكل ما نملك من صور المساندة ، لمساعدتهم ، وهذا أبسط واجباتنا .

أما فيما يخص حديثكم عن أن - ان الجماعه ومعها الجزيره بدأت بالتهيء والعد العكسي من يوم تنحية حسين عبد الغني عن عمله كمير لمكتب الجزيره في القاهره وتفرغه للفيسبوك والتهيء للثوره - فاسمح لى بالاختلاف فيه .
فليس صحيحا ، باإطلاق ، ما يروجه البعض ، وبالذات المحسوب على ، أوالمقرب لـ - جماعة الأخوان المسلمون - من أنهم الذين صنعوا الثورة المصرية ، فأيا كان من يقول ذلك ، فهو يسعى لاغتصاب ما لا يملك ، وبيننا سجلات التاريخ ولسوء حظ هؤلاء أنه لا زال طريا لم يجف مداده بعد ، كما أنه محفوظ بالصوت الحى ، والصورة الملونة ، والكلمة المسجلة ، فى ثنايا الشيكة العنكبوتية ، وهى جميعها تؤكد تراخى الجماعة عن الاشتراك فى الثورة ، حتلى اليوم الثالث ، حين تأكدت من خطأ تقديراتها ، فاتخذت قرارها بالمشاركة .

غير أن الواجب يقتضى الإقرار أن مشاركة شبابهم كانت قوية ومؤثرة وشجاعة ، ولكن هذا أيضا لا يبرر تلاعبات قياداتها ، وسعيها الانتهازى للاستئثار ـ منفردة ـ بثمار الثورة ، وتحالفها ، من جهة مع -المجلس العسكرى الأعلى- الحاكم الآن فى مصر، ومن جهة أخرى مع غلاة السلفيين والجهاديين ، فى مواجهة دعاة المواطنة والديموقراطية والشفافية والدولة المدنية .
ولعل فى المشاركة الواسعة لشباب الأخوان ، واحتكاكهم الحميم ، طوال فترة الثورة ، مع باقى الاتجاهات السياسية ، بل ومع المجتمع الحى نفسه، ما يفسر يقينى بتغير مواقف الكثير منهم ، واتجاهم للابتعاد عن مواقف الجماعة والتمرد علي جمودها .
وفى الأيام الأخيرة ، عقد هذا الشباب مؤتمرا لمناقشة أوضاع الجماعة ، رغم رفض المرشد وقيادات الجماعة ، التى قاطعته ، وأصدروا مطالبات بأن تتحول الجماعة ، تماما للعمل العلنى ، وأن يُختار كل مستوياتها بالانتخاب العلنى المباشر ، وأن تخضع ـ ماليا ـ لرقابة الأجهزة المحاسبية الرسمية للدولة ... إلأ× ، كما أعلن ( منشقون ) على -الجماعة-، وفيهم أفراد من أهم رموزها ( كالدكتور-عبد المنعم أبو الفتوح- ، والدكتور-إبراهيم الزعفرانى- ، وهما من جيل السبعينيات [ جيل كاتب هذه السطور] ، اعتزامهما تأسيس - حزب النهضة - بعيدا عن الجماعة ، كما أن هناك جماعات أخرى متمردة على سلوك وبرامج عمل وأطروحات -الجماعة-، تتحرك بقوة الآن على الساحة .

وأختم هذا التعليق بتأكيد أن الثورات تغير الشعوب ، عميقا ، بأسرع مما تظن ، والثورة المصرية غيرت الكثير فى مصر ، والجماعة ليست بمعزل عن أن تنطبق عليها هذه القاعدة ، كذلك .


15 - حول سرقة ثورات شباب الشرق من قبل الاخوان
سالم صادق ( 2011 / 4 / 5 - 23:52 )
ياشباب الشرق لتكن ثورتكم نحو المدنية والعلمانية


فى هذه الايام ونتيجة لحالة اليأس التى شعر بها شباب الشرق وبالاخص الشعوب العربية
بوجه خاص قام الشباب الثائر فى الفيس بوك بالتحريض والشكوى بشكل مجاميع مما دعى البعض منهم الى دعوة للتحرك الجماعى نحو المطالبة بالاصلاحات التى تنهى الحالة التى
يعانون منها من بطالة ومستقبل مجهول وبعد ان استنفذو طرق كل الابواب دون صاغى .
ازاء ذلك كان للفيس بوك تنظيمهم الجديد اللذى يجمعهم فى الزمان والمكان المعينين والانطلاق نحو ما سميت بثورة الشباب , قبل ان نضع اهم النتائج التى يضعها الشباب
كمطلب واجب الحفاظ عليه ازاء هذه الثورات لنحلل السبب الاساسى لقيام هذه الثورات.
بعد الحرب العالمية الاولى والثانية نشأت دول مستقلة بعد التخلص من نير الدولة العثمانية
السيئة الصيت ( هى بذاتها انسلخت من جلدها مكونة دولة تركيا العلمانبة على يد اتتاتورك )وكذلك من الدول الاستعمارية مثل بريطانيا وفرنسا وقد انشأت هذه الدول
دساتير خاصة بها سواء اكانت ملكية ام جمهورية وقد كتبت هذه الدساتير على عجل
وعلى يد الطبقات الغنية والطائفة الدينية دون ان يكون للشعب رأى بهذه الدساتير
وكان محتواها امتيازات للسلطة الحاكمة والاغنياء كما ان رغبة رجال الدين ولمنافعهم
الشخصية بتثبيت الهوية الدينية للدولة وتقيد كل الدستور بالمادة التى تقول بان الشريعة
الاسلامية هى مصدر التشريع لكافة بنود الدستور وهكذا تم استغلال السطة والدولة والمال العام وكل من يطالب بالحق والعدالة هو بالضد من الدين الاسلامى لان الحاكم هو مختار من قبل الله وجب اطاعته . ونشر الظلم والفساد وسرقة المال العام دون رادع اما الاقليات من غير الدين الاسلامى اصبحو يعاملون من الدرجة الثانية وساء وضعها اكثر مما كان فى زمن الدولة العثمانية مما دفع الكثير منهم وخصوصا اصحاب الشهادات العالية الى
الهجرة للبلدان الغربية وبذلك خسرت بلدانهم خبراتهم التى لاتعوض.
هكذا زاد الوضع استغلالا وفقرا وعان الشباب من البطالة ومجهولية المستقبل فاستغل البعض فى الحركات الدينية المتطرفة وخاصة فى فترة الثمانينات من القرن الماضى من قبل امريكا لمحاربة خصمها اللذى كان أنذاك الاتحاد السوفيتى الاان بعد انتهاء المعسكر الخصم انقلبت هذه الحركات على امريكا وهذا ماارادته الرأسمالية بافتعالها عدوا كى تستمر بالحياة ومن ثم تدخلت امريكا بشؤون هذه البلدان وكما يقول المثل زاد الطين بلة باستغلالها السافر لخيرات الشعوب ونصب عملاء عن طريق انتخابات الرشاوى.
لم يكن امام الشباب العاطلين عن العمل الا التفكير الجماعى للتخلص من هذه المأسات
فكان للتكنلوجيا التى انتشرت رغم انف الانظمة لان الشركات الرأسمالية تريد ارباحا
وليس رافة او خدمة مجانية لهذه الشعوب فكان موقع الفيس بوك بالانترنيت قد انتشر بين الشباب من كلا الجنسين برغبة جامحة كوسيلة اتصال جماعية غير محسوسة فى بادئ الامر الا ان الاتصال الجماعى وتبادل الرأى عجل بميلاد الافكار الثورية بين الشباب
فكان موعد الانطلاق نحو الثورة عن طريق الفيس بوك.
اما الان لنتطرق الى اهم المطالب التى على الشباب ان يطالبو بانجازها كى لاتسرق هذه الثورات وتذهب التضحيات هدرا وخصوصا لمن يتلبس لباس الدين كما فعل القرضاوى
فى ميدان التحريربالقاهرة وكانه هو مفجر ثورة الشباب ليخلق بذلك فتنة طائفية فى مصر كما نرى نتائجها الان بين الاسلام والمسيحين كما ان على الشباب ان يتذكرو كم افتو هؤولاء من رجال الدين لصالح الحكام الظالمين,.
ان اهم ا نجاز لثورة الشباب فى كافة البلدان العربية وجب تطبيقه وعدم التنازل عنه يتلخص بما يلى .
اولا ؛ جعل النظام فى الدولة مدنى علمانى تشريع الدستور وكافة القوانين تنبع من الحقوق المدنية لكافة الناس باعتبار الكل متساوى امام القانون وبذلك يتم فصل الدين عن الدولة والغاء كل مادة بالدستور تتعلق بالتشريعات الدينية او ان تستمد من الشريعة الاسلامية
مع حرية الدين وتطبيق المقولة القائلة الدين لله والوطن للجميع
ثانيا ؛ ان كان النظام جمهورى جعل انتخابات رئيس الجمهورية من قبل الشعب مباشرة باعتباره اعلى منصب فى الدولة وهو يكلف رئيس الوزراء والاثنين لايحق لهما الوظيفة لاكثر من دورتين وهذا ينطبق على رئيس الوزراء فقط فى النظام الملكى .
ثالثا ؛ الغاء فقرة تعريف ديانة الشخص من اى هوية مدنية صادرة من الدولة لما لذلك من مساوى تنعكس على الحقوق المدنية والتساوى بين المواطنين .
رابعا ؛ حرية الاعلام والصحافة مطلقة لها الحق فى الكتابة عن كل مايسئ الى المجتمع او المال العام وفق حقائق ملموسة ومثبوتة وعلى اى مسؤول مهما كان منصبه .
خامسا ؛ الاستفادة من تجربة اوربا فى عملية فصل الدين عن الدولة واقتناع الكنيسة بان
لامكان لها فى السياسة لان واجبها روحى وخلق المحبة بين المواطنين.
اخيرا اقول كتبت هذا المقال شعورا منى ان ارى نتائج هذه الثورات على ارض الواقع
وكى لاتسرق ممن اللذين يستخدمون الدين فى السرقة واشباع رغباتهم
وفق تفسيراتهم وفتواهم
والله ولى التوفيق

سالم صادق
السويد 15/مارس/2011






16 - ؟هل يمكن توسيع التحالف الشعبي
جبريل محمد ( 2011 / 4 / 6 - 09:56 )
الرفيق بهاء
تحية عربية من فلسطين
تحليلك المنطقي والمتماسك يوحي او يؤكد احترافية الثوريين،وانا اقبله وربما جاء ليجيب على اسئلة دارات في عقلي منذ اليوم الاول للثورة، لكن يا رفيق، لا يكفي تجميع اليسار الاشتراكي الماركسي وحده لصد قوى الثورة المضادة، وقوى تصطاد في مياه الثورة اسماكا تعنيها فقط، الا ترى معي انك اهملت التيار القومي العروبي، والذي هو اشتراكي في معظم تشكيلاته (حزب الكرامة مثلا) فهؤلاء رصيد للحركة الثورية واظن انهم لن يقفوا في مواجهة الاشتراكيين، بل ربما يسهم ذلك في تعميق تحولهم باتجاه الاشتراكية، وهذا يعطي للحركة الاشتراكية زخما وقوة تستطيع بها لجم الاندفاع الاصولي من جهة او لجم التوجهات الليبرالية التي لن تكون في المآل الاخير الا صورة عن النظام الرأسمالي الكمبرادوري الذي انشأه السادات وعمقه مبارك؟
تحياتنا لك باسم كل يساري فلسطيني.


17 - رد الى: جبريل محمد
أحمد بهاء الدين شعبان ( 2011 / 4 / 9 - 17:52 )
الرفيق العزيز جبريل محمد :

اهتممت فى حوارى بتغطية أوضاع اليسار الماركسى ، بتلاوينه واتجاهاته ، وبالذات الفصائل الجديدة ، أو تلك التى تكونت بعد الثورة.

لكن هذا لا يعنى بحال استبعاد الحركة الناصرية والقومية ، بل على العكس تماما ، فلها مكانها المقدّر فى الجبهة التقدمية الوطنية المصرية ، ومناضليها ، بلا شك ، جزء أساسى من معسكر التغيير الوطنى فى مصر ، وبذلوا جهدا مشكورا على درب التغيير .

وأزيدك ، رفيقى العزيز ، فأقول ، أنى ، على المستوى الشخصى ، وثيق الصلة بأصدقاء أعزاء ناصريين وقوميين عديدين ، بل وتجمعنى بحركة - الكرامة - ، بالذات ، وخاصة الزميلين العزيزين -حمدين صباحى- و- أمين اسكندر- ، القياديين البارزين بها ، ، صلات تاريخية تعود إلى حقبة السبعينيات فى الجامعة ، حيث كان الأستاذ -حمدين- رئيسا لاتحاد طلاب جامعة القاهرة ، وكنت أمينا لـ - نادى الفكر الاشتراكى - ، كما تزاملت مع الصديق العزيز ، وزملاء أعزاء آخرين ، فى تأسيس حركة - كفايه- فى مختتم عام 2004 ، وهى الحركة التى مهّدت للثورة الكبرى ، فى 25 يناير الماضى ، كما أنى كاتب مستديم فى صحيفة - الكرامة - الناصرية !.

التحالف بين الماركسيين المصريين ، والناصريين ، والاتجاهات الديموقراطية ، ومع كل المدافعين عن الدولة المدنية ، والحداثة ، والتقدم الاجتماعى والسياسى والاقتصادى والثقافى ، فى مصر ، وكذلك مع المنادين بدولة المساواة والقانون والمواطنة ، أمر واجب الآن قبل أى وقت آخر .


18 - تحليل الأوضاع سياسيا واقتصاديا!
هادي ياسر ( 2011 / 4 / 6 - 17:18 )

، وإنما كان موقفا مبنيا على تحليل اجتماعى ـ سياسى صارم لمجمل الأوضاع السياسية والاقتصادية فى مصر : ( وضع علاقات الإنتاج ، والملكية ، والتناقضات الطبقية ، والفقر ، والبطالة ، ومعدلات التضخم ، والديون ، ونمط الإنتاج ... إلخ )، ، على امتداد العقود الأربعة الماضية ، وبشكل أكثر تحديدا ، فى العشر سنوات الأخيرة ، ولقراءة معمّقة لأزمة النظام الرأسمالى المصرى ، المباركى ، التابع ، فى ظل تأثره المباشر بتداعيات الأزمة الرأسمالية العالمية الآخذة فى التنامى ، والتى تبدو فى جوانب منها عديدة ، عصيّة على الحل .
وقد صدرت هذه الدراسات ، منذ أيام ، فى كتاب ، بعنوان - صراع الطبقات فى مصر
المعاصرة -
استاذنا الفاضل
تحية واحتراما
استشهدت في مقدمة مداخلتي المتواضعة هذه بفقرة وردت في سياق حديثكم عن توقعكم الذي كان بمثابة اليقين في ان الثورة في مصر العزيزة ستندلع لا محالة
وضع علاقات الأنتاج والملكية والتناقضات الطبقية والفقر والبطالة ومعدلات التضخم .. حسنا ،
وقد تناول استعراضكم وتحليلكم كافة الجوانب السياسية لكنه لم يعرج قط على اي من العوامل التي تفضلتم بذكرها كما لم تبينو كيف سيكون تأثير هذه العوامل على التطور اللا حق للتغيير الثوري في مصر
ارجوا التوضيح


19 - رد الى: هادي ياسر
أحمد بهاء الدين شعبان ( 2011 / 4 / 9 - 17:49 )
الرفيق العزيز هادى ياسر :

من أجل متابعة كل القضايا التى تفضلتم بالإشارة إليها ، أرجو التكرم بمراجعة بعض المقالات التى ضمنتها تحليل جوانب عديدة من الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، قبل الثورة ، والتى كانت سببا لانفجارها ، فى يقينى ، وهى منشورة على موقع - الحوار المتمدن - ، وتجد عناوينها على اليسار من بدايات ردودى على أسئلة الموقع .

كما أرجو التفضل بالدخول على - جوجل - ، وكتابة اسم - أحمد بهاء الدين شعبان - ، لمتابعة عشرات المقالات التى تناولت عبرها هذه القضايا ، مع خالص الاعتذار عن اضطرارى لهذه الإحالات ، بسبب قيود المساحة ، وعامل الوقت ، اللذان لا يمنحان المجال المتسع لتقديم هذه التحليلات باستفاضة .


20 - يسعدنا ان نجد تحليلا رائعا لواقع الشعب المصري
Zainab Alabodee ( 2011 / 4 / 6 - 18:21 )
· يسعدنا ان نجد تحليلا رائعا لواقع الشعب المصري العزيز.. الشعب الذي كان ناضجا بطرحه الثوري وحضاريا في التعبير عن معاناته رغم قسووتها...... لدي تعقيب واحد على موضوعكم سيدي الكريم.. وهو الدعم الذي ادعى نظام مبارك انه كان يقدمه للشعب العراقي في محنته اثناء الحصار الااقتصادي.. ان ما قدمته الانظمه العربيه لا يتجاوز التسويق الاعلامي الذي تروم من خلاله البقاء على الكراسي لاطول ما يمكن... واتصور ان الدعم المزعوم لفلسطين كان بهذا المستوى ايضا.. لاننا نعيش واقعا يقول ان الحكومه في العراق ( فترة الحكم الصدامي) كانت تتاجر بالمشاعر الانسانيه لتدعم بقاءها من خلال كسب ود الاخوه العرب.... ااحييك سيدي الفاضل واقر اننا في العراق رغم وصولنا لصناديق الاقتراع لمرات عديده الا ان مستوى النضج الديموقراطي لم يصل للان لمستوى صندوق الاقتراع لذا نحن نعاني من مشاكل اكبرمن مشكله نظام الفرد الواحد او رجال الاعمال دعوة لجميع الناشطين في العراق الى اعاده دراسه الواقع العراقي لتجاوز الارباكات والعقبات التي


21 - رد الى: Zainab Alabodee
أحمد بهاء الدين شعبان ( 2011 / 4 / 9 - 17:59 )

الرفيقة العزيزة زينب : لا أختلف معك فى تقييمك لـ - المساعدات - الرسمية ، العربية والمباركية المزعومة ، للشعب العراقى ، كما للشعب الفلسطينى ، وغيرهما من الأشقاء العرب .
وما تحدثت عنه ، فى حوارى ، المقصود به المساعدات الشعبية المصرية ، لأشقائهم العراقيين ، بعيدا عن النظام ، وهى كانت ـ على محدوديتها ، قياسا إلى معاناة شعب العراق ، -جهد المُقـل- ، لكنها ، كانت تعكس ، كذلك ، الإحساس العارم لدى جماهير الشعب المصرى بواجب التضامن والتعاضد فى مواجهة العدوان الأمريكى الغربى على شعب العراق .
أما فيما يخص عدم نضج الممارسة الديموقراطية ، فأعتقد أننا فى مصر أيضا نمر بمرحلة قد تكون شبيهة ، وهذا أمر مفهوم ، بعد عقود من الكبت والقهر ، لكنى على ثقة من أن شعوبنا ، طال الوقت أم قصر ، ستصل بالفعل إلى اللحظة التى تتمتع فيها بثمار الديموقراطية على كل المستويات ، ومهمتنا النضال من أجل تحقيق هذه الغاية ، بأسرع زمن ، وأقل كلفة ممكنة .


22 - شرفت بدعوتكم
Onsi Almasry ( 2011 / 4 / 6 - 18:23 )

سيدي الفاضل/شرفت بدعوتكم..وأسعدني التعرف على هذا المنتدى الحر..وقد إستمتعت حقاً بالحوار رغم أني أختلف مع الفكر والإ تجاه اليساري..إلا أنكم وضعتم أيديكم على مكمن الضعف والخطر الذي يواجهنا بعد قيام الثورة..التي سعدنا بها جميعاً..وإعتقدنا أننا أمام تحقيق حلم المستحيل الذي كان بعيد المنال حتى مل منا الإنتظار..لكن شاء الرب وحدثت المعجزة وأحيا الشعب من جديد..إلا أن الثورة لم تُحدث أي ثمار نستطيع أن نقطفها إلا ثمرة واحدة هى إزاحة الرئيس..وأعتقد أنه تم إحتوائها بشكل جيد..ويتم إبعادها عن الساحة بإطلاق سلاح التطرف والتعصب الديني الذي يتبناه جهلاء الدين الذين يتولون منهج الإنشقاق بين الشعب ، مستغلين عاطفة اللاوعي للبسطاء المنقادين دون حتى تفكير ولو بسيط فيما يقولونه هؤلاء الجهلاء الذين يرتدون عباءة الدين..وقد أثمر هذا عن أن القوات المسلحة تتخذ ماتشاء من قرارات غير دستورية،ستؤدي في نهاية المطاف إلى الرجوع لما كنا عليه،بل سيكون الحال أسوأ مما كان..هذا من وجهة نظري.
سيدي الكريم..لي ملاحظة فقط فيما طرحتموه..وهو أن الفضل في إشعال ثورة 25 يناير هو الدكتور البرادعي فهو الذي أشعل نيران التغيير في صدورنا بعد أن باتت خامدة أو تظهر بإستحياء..لذا لم يكن لها ...تأثير في النظام،هذا من وجهة نظري،رأيت أن أذكره لأنه تغافلتم عنه في الحوار..تقبل مروري مع تقديري وإحترامي...أنسي المصري.


23 - رد الى: Onsi Almasry
أحمد بهاء الدين شعبان ( 2011 / 4 / 9 - 18:46 )
العزيز الأستاذ أنسى :
سعادتى فائقة، ربما للسبب الذى ذكرته ، فى تعليقك ..فأن تهتم بالرد على رؤى كاتب تختلف معه فكريا ، باحترام ولباقة ، لهو من شيِّم النفوس الرفيعة .
سلاح التطرف الدينى يتغذى على الجهل والفقر ، وقد دفعت الأوضاع التى عاشتها البلاد ، تحت هيمنة نظام الرئيس المخلوع -حسنى مبارك- ، طوال الثلاثين عاما الماضية ، الأمر فى مصر ، إلى مستنقع التطرف والتنابذ الدينى ، وهو وضع غـذاه جهاز مباحث أمن الدولة القديم ، حتى يستنفذ جهود الشعب المصرى فى الاحتراب الطائفى ، بدلا من مواجهة أسباب البؤس المشترك لمسلمى مصر ومسيحييها : النظام الفاسد ، والسلطة المستبدة .
ومع تقديرى للمخاوف التى تنتابك ، فإن ثقتى فى شعب مصر ، وفى وعى القطاعات المؤثرة فيه ، وبالذات الشباب ، تجعلنى متفائلا فى المستقبل . غير أن العامل الحاسم فى اكتمال ملامح النصر لثورة 25 يناير ـ كما أعتقد ـ هو قدرة الجماعات والأحزاب والقوى المدنية فى مصر، على استنهاض القطاعات الشعبية المستنيرة ، وحفزها على التحرك لتنظيم صفوفها ، من أجل الدفاع عن حريتها ، بدلا من االركون لليأس والإحباط ، والتخلى عن مواجهة ما تعتقد أنه خطأ ويهدد مصلحة الوطن .
أما فيما يخص د. البرادعى ، فله الاحترام والتقدير لدوره المعترف به ، مع تحفظى على أنه من أشعل نيران الثورة والتغيير فى مصر ، ذلك أن ما حدث هو التطور المنطقى لعقود من النضال الدءوب ، دفعت فيه أجيال وراء أجيال ثمنا باهظا ، حتى وصلت الأمور إلى لحظة من تراكم الاحتقانات ، على كل المستويات ، جعلت من اليسير ، نسبيا ، على مجموعات الشباب إحداث ما حدث . وفى ظنى لولم تنفجر الثورة فى 25 يناير 2011، لانفجرت بعدها ، لسبب أو لآخر ... فالماء قد وصل لدرجة الغليان ، والبخار كان يتجمع للحظة انفجار آتية لا ريب فيها .


24 - رؤيتكم للمشهد القادم
أشرف عبد الخالق ( 2011 / 4 / 7 - 02:53 )
كل الود والتقدير للسياسى والصحفى المهندس أحمد بهاء وكما عهدتك من قبل لا تخشى فى الحق لومة لائم وسؤالى إن أذنت لى ما هى رؤيتكم للمشهد القادم فى مصر على العديد من الأصعدة وهل سنكمل ما بدأه الرفاق يحدث فى مصر الآن وبصورة مشرقة أم أن الصورة لازالت قاتمة ؟
لك منى كل الود أشرف عبد الخالق مركز الفجر برنامج مناصرة حقوق الانسان


25 - رد الى: أشرف عبد الخالق
أحمد بهاء الدين شعبان ( 2011 / 4 / 9 - 19:30 )

الرفيق العزيز أشرف عبد الخالق : تحياتى القلبية لك وللزملاء فى مركز الفجر ، ولمناضلى المحلة الكبرى ، القلعة العمالية المصرية الشامخة .
رغم كل الالتباسات التى تطفو على السطح فى مصر الآن ، فإنى أراها أمورا طبيعية ، ذلك أن ما حدث فى مصر ، وما يحدث فى دول الوطن العربى ، هو من نوع الزلازل الاجتماعية الهائلة ، التى تولد توابع ضخمة ، وتداخلات ، وانهيارات ... أيضا .
ومن خلال الركام والرماد وسحب التراب والدخان ، تتضح الصورة شيئا فشيئا ، ويمكن فيها تبيّن التالى :
ـ سقط حسنى مبارك وزبانيته ، وسقط جهاز أمنه ، وسقط حزبه ، ويتم جرجرة رموزه للاعتقال والمحاكمة ، واحد فى اثر واحد ، وآخرهم الثلاثى الخطير : - زكريا عزمى ، وصفوت الشريف ، وفتحى سرور - ، وهو حدث جلل ، كان منذ أقل من ثلاثة أشهر ، أضغاث أحلام ، يصعب ـ على أكثر المتفائلين ـ تصور حدوثها ، بهذه السرعة .

ـ وفى المقابل لم يسقط النظام كله ، ولا تهاوت جميع قلاعه ، وبالذات قلاعه الطبقية والأمنية ، وبقاياه لم تفقد الأمل بعد فى إجهاض الثورة ، وهنا وهناك تتحرك فلوله لإرهاق الثورة ، واستنزافها .

ـ و أيضا أطلقت الثورة ، رياح الحرية المحتجزة ، وكان أكثر المستفيدين منها منتمون إلى تيارات دينية لم تدق معولا واحدا لهدم النظام السابق ، خرجوا من كهوف الماضى المظلم ، متجاسرين ـ قبل كل شيئ ـ على سماحة الإسلام ، ووسطيته واعتداله ، كما عرفته مصر على مر التاريخ ، وتسلحوا بفظاظة لا مزيد عليها ، حين راحوا يروعون الآمنين ، ويطاردون الوادعين ، ويثلمون الآذان ، ويقتلون بلا حق ، وينشرون الفزع والفوضى فى كل مكان ، وهم يعدون للانقضاض على الديموقراطية فى انتخابات سريعة مواتية لهم ، مستخدمين سلاح التكفير الدينى ، والتحريض ، وخداع البسطاء باسم الدين ، والدين منهم براء ..

ـ ومع كل ذلك فعلينا ألا نيأس أبدا ، وألا نفقد الأمل ، وعلينا أن نستعد لمعارك المستقبل ، واثقين فى شعبنا ، وأن نبدأ فورا فى توعيته بخطورة هذه التوجهات ، وأن نهتم به وبقضاياه الحقيقية ، وأن نعد وجوها مقبولة جماهيريا لخوض الانتخابات القادمة ببرامج تعكس هموم الناس ومشكلاتهم ، وأثق فى أننا قادرون على إيجاد الحلول لكل ما يواجهنا من صعاب .

يبقى أن أشير إلى الأهمية القصوى للتظاهرات المليونية الدورية ، باعتبارها السلاح الفعـّال لحماية الثورة ، والضمانة الكبرى لاستمرار تأثيرها .


26 - طفرات
خليل فرحات ( 2011 / 4 / 7 - 12:14 )
لا يمكن القول فيها بأنها ثورات . لأنها من دون مشروعات تؤسس للدولة العادلة القادرة على التغيير المؤدي إلى ترسيخ حقوق الإنسان والحريات عن طريق بديل فكري يغير ما في الثقافة والسياسة والاقتصاد والاجتماع من مساوئ دولة زرعت في الناس ثقافة الخوف والظن وسياسة فرق تسود واقتصاد الثراء بلا سبب واجتماع الواحد ضد الكل . ولهذا يمكن القول بأن ما يكتب ويقال سيبقى آمالا وأمنيات إذا لم تؤطر الثورات بمشروعات بديلة للدولة العربية التي تبين أنها أسرة تملك علما ونشيدا ومقعدا في الأمم المتحدة ، تحميها قوى بلطجية ومرتزقة يقتلون الناس


27 - رد الى: خليل فرحات
أحمد بهاء الدين شعبان ( 2011 / 4 / 9 - 23:14 )

الأستاذ الكريم خليل فرحات :

إنها ثورات ، بلا شك ، إذا أخذنا فى الاعتبار حجم ما استطاعت أن تزيحه من على كاهل الملايين ، من القهر والبؤس ، والاضطهاد ، والتعسف ممثلة فى نظم استبدادية متسلطة نهبت ثروات شعوبنا ، وحكمتها بالحديد والنار ، لعقود بعد عقود !.

لكنها ـ أيضا ، فى اعتقادى ، ثورات غير مكتملة ، لأن السلطة فيها لم تحسم للشعب بعد ، ولم يتم القضاء نهائيا على بؤر النظام القديم ، ولا أنهيت قدرتها على الإفساد والتخريب .

ومن هنا ، فلهذه الثورات ، التى قطعت خطواتها الأولى ، برنامج ممتد ينبغى استكماله ، ويتضمن ، أربع مهمات أساسية :

أولا : حماية الثورة من محاولات إجهاضها ، أو سرقتها ، أو ركوبها ، من أى طرف ، لتفريغها من طاقتها الثورية ، وروحها الوطنية الجامعة ، وتكريسها لمصلحة فصيل ، أو اتجاه ، أو تيار دون غيره ! .

ثانيا : استكمال إنجاز مرحلة التحول الديموقراطى ، بإلغاء حالة الطوارئ ، وانتزاع الحق الكامل ، وغير المشروط ، فى التنظيم ، والتظاهر والاعتصام السلميين ، وحقوق الرأى والتعبير ، وصياغة دستور مدنى يكفل المواطنة ويحميها ، ويضمن الحريات الأساسية ، ويمنع الانقلاب على الديموقراطية بأى صورة من الصور ، وتحقيق هذه المطالب بالغ الضرورة للانتقال إلى الطور الثانى للثورة ، لأنه يمنح الفرصة لقوى الثورة أن تنظم صفوفها ، وأن تبنى تنظيماتها .

ثالثا : الانتقال إلى إنجاز الطور الثانى من الثورة ، بالتخطيط السريع لبدء تحقيق المطالب الشعبية الاجتماعية : مواجهة سياسات الإفقاروالاستغلال ، ومقاومة النهب والفساد ، ومعالجة انهيار نظم التعليم ، والصحة ، ومعالجة التدهور المريع فى أحوال الفلاحين والعمال والطبقات الشعبية ... إلخ ،

رابعا : اقتحام الطور الثالث من الثورة ، وهو التخطيط الطويل الأمد نوضع مصر ، وغيرها من البلدان العربية الثائرة ، فى مصاف الدول المتقدمة .

ومن خلال هذا المسار المركّب ، ستتجذر قواعد هذه الثورة ، وستتأسس ركائز -الدولة العادلة القادرة على التغيير المؤدي إلى ترسيخ حقوق الإنسان والحريات عن طريق بديل فكري يغير ما في الثقافة والسياسة والاقتصاد والاجتماع من مساوئ دولة زرعت في الناس ثقافة الخوف والظن وسياسة فرق تسود واقتصاد الثراء بلا سبب واجتماع الواحد ضد الكل - ، التى وصّفتها ، والتى نأمل جميعا بتحقيقها .


28 - ما هكذا تورد الإبل!..
عطية الويشي ( 2011 / 4 / 7 - 17:56 )
تابعت باهتمامٍ بالِغٍ حواراتك الأخيرة... آملاً في أن المس تطَوُّرًا ينبئُ شيءٍ من التفاؤل حول أداء اليسار والدائرين في فلكه.. ومع كُلِّ أسفٍ كانَ أداءً مُحْبِطًا ومُخَيِّبًا للآمالِ... فلم تزل مُعَبّئًا بفوبيا الإسلاميين بشكلٍ حادَ بك عن منهجية الأداء الراقي الملتزِمِ... وبطريقةٍ جعلتك ترسل اتهامات لا تنُمَّ عن إحساسٍ بالمسئولية الأخلاقية تجاهَ بلدٍ أشدّ ما يكون احتياجًا إلى أن تثوي كافة التيارات والمشارب إلى خندقٍ واحِدٍ من منطلق المسئولية عن بلدٍ مؤرَّقٍ بهواجس الفتنة التي شاركنا جميعًا في صنعها.. ثم مل نلبث نتعافى منها حتى ندخل بإرادتنا على أيديكم في فتنةٍ أخرى قد تكون أشَدَّ وأنكي!....


29 - رد الى: عطية الويشي
أحمد بهاء الدين شعبان ( 2011 / 4 / 10 - 00:28 )

السيد المحترم الأستاذ عطيه الويشى :

سأتجاوز عن طريقة سيادتكم المتجاوزة فى الحوار ، على عادة البعض ممن يفترضون فى أنفسهم النيابة عن الدين ، والذين يعتبرون أنفسهم وتياراتهم كائنات سامية ، إن لم نقل مقدسة ، فوق مستوى النقد ، وأن على الجميع الإذعان لتصوراتهم ، والرضوخ لأوامرهم ، وإلا فلتحل عليهم اللعنة ، وليصبحوا صناعا للفتنة ، ومفتقدين للمسئولية الأخلاقية ، والحمد لله أنك لم تبادر بإخراجنا من الملّة أيضا ، على العادة الجارية ! .

وأريد منك ياسيدى ، وأنت الشديد الإحساس بـ -المسئولية الأخلاقية -، ومنك نتعلم إن شاء الله ، أن تقول لى رأيك فى هذه النوعية من التصرفات، وأن تشرح لنا موضعها من - الأخلاقيات - التى تنافح سيادتكم ، بضراوة ، عنها ، التى روّعت وطنا بأكمله ، طوال الأيام الماضية، بواسطة -أخوة- ، يرون أنهم مفوضون فى الحكم باسم الدين ، وإصدار الأحكام ، ثم تنفيذها ، وفورا ، وبلا نقض أو إبرام !:

ـ هدم كنيسة أخوة فى الوطن ، بطريقة - بطريقة غير أخلاقية - ! .

ـ قطع آذان مواطن مسيحى ، للاشتباه فى مسلكيات معيبة ، وأيضا - بطريقة غير أخلاقية -! .

ـ قتل مسلم بزعم أنه لم يؤد فريضة الصلاة ، بإلقائه من طابق مرتفع !.

ـ مطاردة الفتيات غير المنقبات أو المحجبات ، وتهديد محلات بيع الملابس النسائية ، تحت زعم أنها تبيع - ملابس غير محتشمة - !.

ـ التهديد بطرد المخالفين فى الرأى ، فى الاستفتاء الأخير ، إلى أمريكا وكندا ، بواسطة الشيخ السلفى - محمد يعقوب - ! .

ـ استخدام المساجد فى التعبئة السياسية ، والتحريض على ذوى الآراء المخالفة ! ، والادعاء بأن من يقول - لا - للتعديلات الدستورية على دستور 1971 المهترئ ، ضد الإسلام ، ويريد للمسيحيين أن يحكموا مصر ، وهو ادعاء كاذب ، و- غير أخلاقى - ، لأن التعديلات كلها جرت على المواد الدستورية الخاصة بانتخاب رئيس الجمهورية ، ولم تأت من بعيد أو قريب على المادة الثانية من الدستور ، التى تنص على أن الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع ، حسب التعديل الذى مرره السادات لرشوة المجتمع المصرى ، مقابل تمرير مادة تتيح لرئيس الدولة حكم البلاد( بطريقة غير أخلاقية !) لمدد مفتوحة ، أى مدى الحياة ! .

ـ هدم ضرائح الأولياء فى العديد من القرى ، والتهديد بهدم ضريح سيدنا الحسين ، وهو ما اعتبره الملايين من المصريين، الذين يكنون محبة واحتراما لهذه الرموز الإسلامية المضيئة ، إعلانا بحرب أهلية دامية ! .

ـ إعلان رموز تنظيم - الجهاد الإسلامى - ، المفرج عنهم بعد الثورة ، وفى رقبتهم دم المئات من المصريين الأبرياء ، عن نيتهم تحويل مصر إلى دولة دينية ، وأن المسيحيين - أهل ذمة - ، ولابد وأن يدفعوا - الجزية - مجددا ! .

ـ تكفير الدكتور - البرادعى - ، بفتوى من الشيخ - محمود عاشور- ، وإهدار دمه ، بدعوى خروجه على ولى الأمر ، قبل سقوط الأخير بأيام ! ،والافتراء -غير الأخلاقى-على زوجته وإبنته !.

وأخيرا ياسيدى اسمح لى ، بالله عيك ، أن أسألك : من الذى يؤجج الفتنة !؟، ومن الذى يشعل نيران الانقسام فى المجتمع !؟.
العمل السياسى ، ياسيدى ، برامج ، وانحيازات اجتماعية ، وخطط واستراتيجيات ، ومواقف طبقية ومصالح مادية وأدبية ، وليس كلاما إنشائيا مرسلا ، وتبويس للحى ، ولا داعى لاتهامنا بـ - فوبيا الإسلاميين - ، فقد دافع الكثير من رفاقى ، ( وأذكرك بالدور المجيد للمحامى العظيم الراحل أحمد نبيل الهلالى ـ إن كنت سمعت به ! ـ فى الدفاع المجانى عن كل قضايا الحريات ، وفى مقدمتها قضايا المعتقلين الإسلاميين ) ، ودافعت شخصياعنهم ، حينما كانوا فى المعتقلات ، بلا حول ولاطول ، ولا أريد أن أنكأ الجراح ، فأذكـِّر سيادتكم بما فعله - الأخوة الأخلاقيون - فى التاريخ الوطنى المصرى ، بل وماذا فعلوا فى الثورة الأخيرة ، ومن المسئول عن الخروج من جبهة الثورة ، والهرولة لجنى الأرباح والمغانم ، حتى قبل أن تجف دماء الشهداء الأبرار! ... ودمتم ! .


30 - الثورة المصرية والتطرف!!
باسم السعيدي ( 2011 / 4 / 8 - 20:28 )
سؤال - كيف يمكن للشباب المصري التعامل مع التيارات المتطرفة ، مع علمنا المسبق بوجود تنظيمات لها بالغة الدقة في العمل، وعدم ورعها عن القيام بأي من الأعمال القذرة من أجل الوصول الى السلطة بأي ثمن؟

اخر الافلام

.. تحدي اللهجة السودانية والسعودية مع اوسا وفهد سال ??????????


.. جديد.. رغدة تتحدث عن علاقتها برضا الوهابي ????




.. الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل.. لماذا الإصر


.. فرصة أخيرة قبل اجتياح رفح.. إسرائيل تبلغ مصر حول صفقة مع حما




.. لبنان..سباق بين التهدئة والتصعيد ووزير الخارجية الفرنسي يبحث