الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العمامة و(البوشية ) لهما الاولوية؛

فليحة حسن

2011 / 4 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


• العمامة و"البوشية" لهما الأولوية

حين قررت السفر بمعية أولادي خارج العراق توجب عليّ استحصال جوازات سفر لهم، وهي الوثيقة التي يجب عليك أن تتحلى بالكثير من الصبر كي تحصل عليها في مدينتي ،
نعم مررت بثلاثة أيام من المراجعات لدائرة الأحوال المدنية قسم الجوازات في النجف، وبعد جهد جهيد وصلت الى ما يسمى بيوم (البصمة) وهو يوم يقف فيه المراجع منتظراً السماح له بالدخول أمام الضابط لأخذ بصمة ألكترونية لأصابع صاحب الجواز ،
وكنا يومها نقف منتظرين أمام باب قاعة البصمة جموعاً أشبه بجموع الحجيج الواقفين على جبل عرفات من الساعة الثامنة صباحاً والى ما يشاء المسؤولون ،
المهم كنت انتظر مع المنتظرين حتى شعرت بتنمل جسدي كله وتململ الواقفين الى جانبي من رجال ونساء أصحاء ومرضى أطفال وكبار سن ،
وحين بلغ الوقت الواحدة والنصف ظهراً خرج لنا مدير الدائرة وطمأننا بان الجوازات سيتم استحصالها بعد ثلاثة أيام من الآن، وطالبنا بالإخبار عن من تسول له نفسه بأخذ الرشوة أو استعمال الوساطة في هذا الأمر،فاستبشر الجميع خيراً وسرت حركة تنم عن أمل فيهم ،
غير انه وبمجرد دخول الضابط المدير الى مكتبه بانت من وراء الباب الزجاجي الثاني عمامة بيضاء فأسرع المنتسب المسؤول عن ذلك الباب الى فتحه وابتسامة عريضة تعلو محياه، ودخل معتمرها بصحبة زوجه وأولاده السبعة ، على الرغم من امتعاض الجميع،
فعلق احدهم قائلاً:
- شيخنا حين تظهر على التلفاز تعلمنا الحلال والحرام ما رأيك بما تفعله الآن إلا تعده حراماً؟؛
بينما علق آخر قائلاً :
- تحت أي باب تضع دخولك غير النظامي هذا قبلنا ؟
فردَّ شيخنا ( الجليل) عليه وهو يبتسم :
- ضعوا هذا تحت باب التيسير ، نعم يسروا ولا تعسروا ، والله يحب الميسرين
قال كلماته تلك ودخل تاركاً الجميع بتذمره ينتظر رحمة المنتسبين بالدخول ،
وما أن حلّت الساعة الثانية ظهراً حتى وصلني أذن الدخول وسمعت أسماء أولادي ينطق بها من فم ضابط متبرم لكثرة المراجعين اليوم،
ولكن قبل أن ادخل أزاحتني وأولادي عن الطريق يد ضابط آخر وهو يفسحه لامرأة ترتدي (البوشية ) - وهو نوع من اللباس الأسود تتقنع به المرأة في بعض مدن العراق وخاصة الجنوبية منها فلا يظهر من وجهها شيئاً - المهم دخل الاثنان واستقر الضابط على كرسيه بينما قامت الأخرى برفع البوشية فظهر وجهها وقد تلون بماكياج مبالغ فيه وبان جزء ليس بقليل من جيدها الذي ازدان بعقد ذهبي (يسر الناظرين)، وصارت كلما اقتربت من الضابط تهمس له بكلمات لم عِ اغلبها لكثرة اللغط الذي ضجت به القاعة غير إنني كنتُ الحظ تأثير ذلك الهمس على وجهه الذي صار يتلون بألوان شتى وبلغ تأثير تلك المرأة عليه حدّ أن سقط القلم الذي يستخدمه في تدوين المعلومات من يده ثلاث مرات ،
وبعد أن أتم تدوين المعلومات المطلوبة وتم استحصال بصمة تلك المرأة اعتذر الضابط منها بكثير من التودد لكثرة الزحام الذي تسبب في تأخرها،
وما أن اسدلت بوشيتها على وجهها مرة أخرى استعداداً لمغادرة القاعة حتى استعاد وجه الضابط ملامحه الوعرة التي أكمل بها عمله المناط به ذلك اليوم ،
• ملحوظة في تمام الساعة الثالثة ظهراً خرجتُ من الدائرة على أمل أن احصل على الجوازات بعد ثلاثة أيام كما اخبرنا المدير بذلك ،فوقع نظري على الشيخ (المعمم) وعائلته المحظوظة وهم يقفون أمام احد الأكشاك كي ينتقون ألوان أغلفة الجوازات التي ُأنجزتْ لهم بنفس اليوم من باب التيسير ليس إلا ،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكومة الأردنية تقر نظاما يحد من مدة الإجازات بدون راتب لمو


.. حرب غزة.. هل يجد ما ورد في خطاب بايدن طريقه إلى التطبيق العم




.. حملة ترامب تجمع 53 مليون دولار من التبرعات عقب قرار إدانته ف


.. علاء #مبارك يهاجم #محمد_صلاح بسبب #غزة #سوشال_سكاي




.. عبر الخريطة التفاعلية.. كيف وقع كمين جباليا؟