الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في خطاب الرئيس الاسد:

خالد عبد القادر احمد

2011 / 4 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو ان بعض _ ثوار _ ليبيا بدؤا يدركون, ان حماية المدنيين ليست هي الهدف الرئيسي والوحيد للحماسة الاستعمارية الاوروبية الامريكية, فالسيد محمد العولقي المنزعج من تراخي حملات قصف التحالف لقوات الجيش الليبي بات يظن ان حماية المدنيين هي هدف ثانوي امام اولوية هدف النفط والمال, وبات يتحدث عن مؤامرة تحيط بليبيا, الامر الذي يتقاطع مع موقفنا من التدخل الاجنبي في ليبيا ويجعل من حقنا محاولة قراءة النوايا في الاردن, عوضا عن لحاق مزمار كاتبنا ابن الجنوب الدائم العزف لحن الشعب يريد اسقاط النظام, ولا نجد احدا من اطراف الحراك الشعبي الاردني يرفعه,
لذلك سنحاول هنا قراءة ما خفي في وضع التصعيد والتسخين حول _هانوي عرب تحالف الاخوان المسلمين والشيعة_ , وما انطوى عليه_ فعلا _الخطاب الاخير للسيد بشار الاسد رئيس سوريا, وما بين الحالين من فتاوي قرضاوي واسفار ال ثاني الى دمشق.
ومن الواضح ان مفتاح فهم هذه الامور جميعا يبدأ من الاقرار بوجود سياسة وتوظيف انتهازي اقليمي ومحلي مع مقولة المقاومة, فمنذ ان اعلن شباب فلسطين عن حراكهم تحت شعار الشعب يريد انهاء الانقسام, ومواجهتها بمحاولة الالتفاف على المواقف وتوجيه هنية دعوة لمحمود عباس لزيارة القطاع, في محاولة حمساوية للهروب الى الامام من الحراك الشعبي الفلسطيني, ورد محمود عباس بالايجاب وابداءه الاستعداد الفوري للذهاب للقطاع. وحيث لم تفلح العصا الحمساوية في قمع التحرك الشبابي, اطلقت فورا خمسون قذيفة هاون على عدوة حركة حماس _ صحراء النقب الفلسطينية_ ففهم نتنياهو الامر بوضوح شديد على انه استدعاء للتصعيد لانقاذ حركة حماس من الورطة التي جائت بها دعوة هنية لعباس بزيارة القطاع.
اما خطاب الرئيس السوري فلا بد اولا من الاشارة الى انه وعلى عكس من سبقه فانه يلقي بحالة عدم الفهم على الشعب, لذلك فانه حاول الايحاء ان المهمة الرئيسية للخطاب هو دعوة للشعب من اجل ان يفهم كيف يفكر النظام, هذا النظام الذي يدرك ان مبادرة القرار في الصراع الاقليمي لم تعد بيده ولا بيد الاردن ولا لبنان ولا مصر, وان مواقع هذه الدول باتت وسيطة في صراع محاور شرق المتوسط _ الكيان الصهيوني_ ومحور الخليج _ ايران ودول مجلس التعاون, وان على الشعب ان يدرك ان تاخر الاصلاح السياسي والديموقراطي هو بفعل تقاطع هذا الصراع على النظام السوري, الذي يزيد في حجم التامر عليه احتضانه _ للمقاومات العربية _ التي هي في حقيقتها باتت جزء من جمهرة العاطلين عن العمل في المنطقة, لذلك فان الرئيس اسد ومن منطلق ادراكه لموقعه بالصراع فانه لم يقدم اقتراحات اصلاح سياسي تهم الشعب فعلا بل قدم اقتراح الانتقال من خندق سياسي الى الاخر, وصورة هذا الاقتراح رفع حالة الطواريء المعنية بعداء مع دولة خارجية واحلال قانون مكافحة ارهاب محلها والذي هو معني بعداء منظمات يحد احد جوانب مساحتها اطراف العمل الارهابي فعلا لكنه يحد طرف مساحتها الاخر اطراف عداء الاستعمار والديكتاتوريات والمطالبين باشكال التحرر الوطني والديموقراطي.
ان العرض الفعلي الذي تقدم به الرئيس بشار الاسد موجه للولايات المتحدة الامريكية واوروبا, ومحتواه تفكيك تحالفه مع ايران وحزب الله وحركة حماس. ولم يكن مهتما ابدا لتقديم الاصلاح السياسي باعتباره فداءا لدم شهداء الحرية في سوريا, فهذه الانظمة ومنها النظام السوري هم ورثة الرئيس المؤمن محمد انور السادات الذي مات على شهادة ان 99% من اوراق حل الصراع بيد الولايات المتحدة الامريكية.
وحتى شيخ الفتاوي السياسية الهارب من اكلة فقراء مصر سد الحنك الى ما لذ وطاب من اكل مرفه في قطر, اسقط حساب المقاومة من فتواه واسقط احتضان سوريا لها واحل دم النظام السوري للحراك الشعبي, فالقران الكريم عند بعض الشيوخ يمكن قراءته من اليمين الى اليسار او من اليسار الى اليمين, لذلك لم يكن مستغربا ان تبادر هانوي العرب وعلى لسان الشيخ خالد مشعل الى عتاب الشيخ القرضاوي واعلان حالة خلاف وارباك داخل الاطار العام للجماعة,
ان التصعيد بين ايران ودول مجلس التعاون يعكس صدى متنوع من الفتاوي الدينية السياسية في المنطقة, فهو الان ضد التحالف الايراني السوري الى ان يتفكك تحالفهما وتنتقل سوريا الى الخندق الذي كانت تعاديه حتى امس, وهذا يعكس نفسه على موقف حركة حماس التي تستظل بقوات التحالف الاراني السوري والمهدد الان بالتفكك حيث لن يبقى لحركة حماس سوى سوريا تستظل بعرشها وهي تحاول الابقاء على سوريا الى اطول فترة ممكنة والى ان تجد البديل حاضنة لهذه المقاومة, علما ان ذلك سيعكس نفسه سلبا على علاقة حماس _لبنان_ بحزب الله. وعلاقة حزب الله بسوريا
لذلك سارع رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها بالقدوم لدمشق في محاولة لاستكشاف المدى الذي سيذهب اليه النظام السوري في هذا التاكتيك والمناورة, ومحاولة تحسس كيف ستؤثر هذه المناورة على موضوعين رئيسيين هما الصراع الايراني الخليجي والصراع الخليجي الصهيوني
فالعلاقات الايرانية الخليجية تتجه للتسخين والتصعيد وباتت الاتهامات والانتقادات بينهم علنية ومباشرة وهي مرشحة لمزيد من التفاقم, وكما انعكس الصراع في البحرين سلبا على العلاقات الايرانية السورية وذهب كل منهما في اتجاه, نجد الان ان خطاب الرئيس الاسد اسهم في توسيع هذا الشرخ خاصة وانه مضطر حفاظا على نظامه الى تقديم تنازلات للحراك الشعبي من اولوياته اسقاط حالة العداء والممانعة للتسوية في صورة رفع قانون الطواريء, والتي سيليها حتما لحس موقف معارضة المبادرة العربية وهي الرؤية الخليجية للمساومة مع الكيان الصهيوني بعيدا عن اخذ العامل الايراني بعين الاعتبار
ان الوقوف مع بشار او المطالبة باسقاط بشار ليس هو المسالة الرئيسية في الموقف السياسي للمثقف ولكن قراءة النوايا وكشف ما يخبئه المستقبل هو المهم ولا مانع حينها من ان يبقى بعض كتابنا في طليعة متظاهرينا يهتفون الشعب يريد اسقاط النظام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يتهرب من الإجابة عن سؤال حول إرسال قوات أمريكية للقتال


.. مهند مصطفى: إسرائيل بدأت تدرك صعوبة وتعقيد جبهة الشمال




.. غارة إسرائيلية على شقة سكنية في طرابلس شمال لبنان


.. غموض يحيط بمصير هاشم صفي الدين بعد غارة بيروت.. ما هو السينا




.. مصادر طبية: 29 شهيدا في يوم واحد جراء القصف الإسرائيلي على ق