الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات حول الدعوة إلى أنتفاضة فلسطينية ثالثة

عماد مسعد محمد السبع

2011 / 4 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


تصاعدت عبر مواقع التواصل الإجتماعى الإلكترونية hلدعوة إلى تدشين " أنتفاضة فلسطينية ثالثة " يوم 15 مايو القادم والذى يتوافق مع ذكرى يوم النكبة فى فلسطين .

وبحسب تصور الناشطين للترويج لهذه الدعوة فأن خطة التحرك تتلخص فى حشد الجماهير يوم 13 مايو فيما يسمى " بجمعة النفير " , ثم الإنطلاق بهم فى اليوم التالى إلى حدود أسرائيل فيما أطلق عليه " بسبت الزئير " , وبعدها تنطلق الإنتفاضة فيما يعرف بأسم " أحد التحرير" .

ثمة تحفظات يتعين الإنتباه اليها بشأن هذا السيناريو تتصل بمضمون وآليات فعاليات الإنتفاضة المنشودة وموقعها ضمن أولويات أجندة العمل الفلسطينى , ومؤثرات الظرف الأقليميى الثورى الرافد لها .

مما لا شك فيه أن تلك الدعوة تثير من جديد نقاشآ بشأن الأزمة التاريخية التى واجهتها الثورة الفلسطينية منذ بدايتها والتى تدور حول الإخفاق فى أختيار أحد أساليب الكفاح المسلح لكواجهة أسرائيل ووفق شروط الواقع الفلسطينى المتعين .

فقد حدث خلط منذ نشأت منظمة التحرير الفلسطينية بين مستويات العمل الفدائى برهن عن نفسه فى عدم وضوح التمييز بين حرب العصابات وحرب التحرير الشعبية .

وحيث تبنى كثير من القادة الفلسطينين العمل الفدائى باعتباره ( حرب تحرير شعبية ) فى حين أكد الميثاق الوطنى الفلسطينى على أن العمل الفدائى المسلح هو مجرد " نواة لهذه الحرب " , وأنه لا يغنى عن حتمية دورالجماهير و تعبئتها وتنظيمها و قيادتها لثورة التحرير .

وفى وقت أكدت فيه " فتح " على أولوية العمل العسكرى على العمل السياسى أنطلاقآ من مبدأ أن الممارسة القتالية هى التى تحدد الخط السياسى , ذهبت فصائل " اليسار الفلسطينى" إلى أن الكفاح المسلح ليس بديلآ عن نضال الشعب وعن حشده ضد واقع القهر والإضطهاد القائم , و فى أطار كفاح جماهيرى سياسى واسع النطاق يشكل عصب الثورة و يحمى المقاومة التى تظل مهمتها ( كطليعة ) تثوير الوعى وأستخدام القوة وفق تطورات الموقف .

عدم التوافق على تحديد نمط وأولوية الفعل العسكرى و السياسى النضالى خلق هوة بين أهداف المقاومة المعلنة وبين المعطيات المتوافرة على الأرض , مع عدم وضوح مراحل و تطور العمل المسلح والسياسى على حد سواء .

وأنعكس ذلك على الممارسة القتالية حيث فشلت المقاومة فى تركيز مناطقها القاعدية داخل الضفة والقطاع , وعجزت عن التواصل السياسى مع الجماهير بالداخل الفلسطينى , وعن أحاطت عملها بالتأييد والنضال الشعبى .

غياب نظرية للكفاح المسلح الفلسطينى وأنعكاسات ذلك فى الواقع ظل حاكما لمسيرة الفعل الفلسطينى حتى أنتج الفرز الأخير القائم بين سلطة فى رام الله تباشر مشروع التسوية السياسية , و آخرى فى غزة تروم القتال والعمل الإستشهادى لتحرير الأرض .

ومن هنا يثور التساؤل حول ماهية الفعل الفلسطينى المقترح عبر هذه " الإنتفاضة الثالثة " , وهل سيتبنى " صيغة سلمية " تروم حشد الجمهور وأمتلاك موقف نضالى وأخلاقى جديد , أم تروم أستنساخ نموذج الإنتفاضة الثانية المعسكرة والعنيفة ؟ .

فالثابت أن القضية الفلسطينية لم تحصد الإ التراجع والفشل جراء " عسكرة الإنتفاضة الثانية " التى بذرت بذور الشقاق فى الصف الفلسطينى , و عطلت مشروع التسوية , وأنهكت الشعب أقتصاديآ وأجتماعيآ دون ثمة مردود سياسى أيجابى ومؤثر.

ومن هنا فأن الدعوة المقترحة يجب أن تستلهم دروس الإنتفاضة السابقة وأن تحفز الجمهورالفلسطينى نحو أفكارالإحتجاج و التظاهر والعصيان المدنى ( السلمي والمدني ) أن هى أرادت السير فى مشروعها النضالى الجديد .

وعلى أن يكون الهدف النهائى من هذه الفعاليات الجماهيرية هو تكوين خط خلفى " للمفاوض السياسى " وتدعيم أوراق ضغطه مع الخصم الإسرائيلى خلال عملية التسوية السلمية .

ومن هنا يجب أن تحتفط هذه الإنتفاضة بمسافة مناسبة عن المسار" الديني " و الشعاراتى الذى تحاول حماس الصاق هوية النضال الفلسطينى به , فالصراع ليس صراعآ دينيآ مع اليهود , كما أن أرض فلسطين ليست وقفآ أسلاميآ يتعين تحريره من البحر إلى النهر.

فالهدف يجب أن يكون واضحآ وصريحآ وهو " أنهاء الإحتلال سلميآ فى الضفة وغزة " , والآ نقدم المسوغات للطرف الإسرائيلى لإلصاق تهم ( الإرهاب والترويع ) ضد فعاليات هذه الإنتفاضة .

وللأسف فأن مؤسسى الموقع وقعوا مبكرآ فى هذا الخطأ عندما تقاعسوا عن أبراز طابع ( سلمية ومدنية الإنتفاضة ) الأمر الذى منح اٍسرائيل و أدارة الفيسبوك الفرصة لإستغلال ذلك وباعتبار الدعوة ( تحريضآ على ممارسة لعنف ) .

و أذا كانت القاعدة أن منظمة التحرير الفلسطسنية تعكس - بشكل أو بآخر - تناسب القوى السياسية والطبقية على الساحة العربية, كما أن حركتها النضالية تعد تكثيفآ لوضع حركة التحرر العربى فأن متغيرات المد العربى الثورى لابد وأن يترجمها الفعل الإنتفاضى الفلسطينى الجديد و المنشود .

ومن ثمة فأن النداء الثورى // " سلمية .. سلمية " الذى تردد فى ميدان التحرير بالقاهرة , وفى ساحة القصبة فى تونس , وفى ساحة التغيير فى اليمن لابد وأن يجد فى الضفة والقطاع .

وقبل ذلك كله لابد من أيجاد صيغة للمصالحة الوطنية وبهدف رأب الصدع فى الصف الفلسطينى , أذ من غير المتصور حشد الجمهور العام فى أتون عمل انتفاضى بينما يستمرالشقاق والتناحر بين الفاعلين على المسرح السياسى .

ومن البين أن " أبو مازن " تقدم خطوة إلى الأمام فى هذا الصدد , بينما تستمر حماس فى المماطلة ورغبة الإستئثار فى سلطة غزة الوهمية , والخوف من أستحقاق أنتخابى لن تحصل فيه على أغلبية .

ولذلك فالشرط المفترض لتدشين هكذا أنتفاضة ثالثة أن تمد حماس يدها لأجل وحدة الصف الفلسطينى أولآ و أن تعلى المصلحة العليا الفلسطينة فوق حساباتها الذاتية والضئيلة .

الرهان على ( سلمية ومدنية ) هذه الإنتفاضة سيدفع نحو مشروعية و مصداقية للنضال الفلسطينى على المستوى الدول وسيدفع بالجماهيرنحو قيادته وسيكسبه موقفآ أخلاقيآ وقيميآ مغايرآ .. ربما آن الآوان لتكريسه كصفحة جديدة فى تاريخ حركة التحرر الفلسطينى .
عماد مسعد محمد السبع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معركة رفح.. إسرائيل تتحدث عن خيارات بديلة لهزيمة حماس | #غرف


.. العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران.. عقبات -لوجستية- و-سياس




.. قصص ومعاناة يرويها أهالي منطقتي خزاعة وعبسان الكبيرة بسبب تو


.. شهداء غزة من الأطفال يفوقون نظراءهم الذين قضوا في حروب العال




.. نتنياهو: قمت بكل ما في وسعي لإضعاف قوة حماس العسكرية وقضينا