الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من اعلام الصحافة العراقية .. منشي زعرور -السميذع- العربي اليهودي

مازن لطيف علي

2011 / 4 / 4
سيرة ذاتية


لعبت الصحافة والصحفيين اليهود دورا في توعية الجماهير العراقية على خلفية أن روادها كانوا يتقنون لغات ومطلعين على التيارات الفكرية في أوربا ، وحاولوا حسب قول د. سامي موريه ان يحدثوا انقلابا ثقافيا في آسن الموروث من الحقبة العثمانية، وأن يصلحوا أحوال المجتمع العراقي ويفهموا بوعي عاداته وأخلاقه وتقاليده ،وحذروا من الضار منها ، لكي يتبوأ العراق مكانته اللائقة به كدولة مستقلة ذات مستوى ثقافي لايقل عن مصر مثلا، التي أثمرت برعيل الرواد من جراء مشروع محمد علي التنويري ، بل وكان لهم تطلع لوطأ المستوى الحضاري في دول أوربا، ولم يكن ذلك حينئذ ببعيد المنال البتة.
وعمل العديد من الصحفين العراقيين اليهود في الصحف العراقية وعملو بأخلاقيتهم المهنية وبحرصهم العراقي منهم : مراد العماري ونعيم قطان في تحرير جريدة الأهالي التي كان يرأسها كامل الجادرجي .. وعمل سليم البصون في العديد من الصحف العراقية منها : الشهاب، الشعب، الأخبار وغيرها.. وتولى المرحوم مير بصري ادارة مجلة " غرفة تجارة بغداد ( 1938_1945) ثم اعقبه يعقوب بلبول(1945_ 1951).
منشي زعرور الذي ابتدأ حياته منضد حروف ثم اصبح صحفيا معروفا وقد اعتبره مير بصري " جندي مجهول" في الصحافة العراقية تولى زعرور تحرير جريدة " العراق" التي كان يرأس تحريرها رزوق غنام ، وجريدة " البلاد" لرفائيل بطي..ونعيم طويق الصحفي الدؤوب عمل محرراً في صحيفة "الاهالي" وكان يجيد ثلاث لغات وهي : العربية والفرنسية والانكليزية ، كان طويق اول صحفي والرجل الاول في العراق من نوعه في ترجمة الخبر من اللغة الانكليزية والفرنسية وترجمته الى العربية ونشره في الصحيفة فقد كان يسمع الخبر بلغته الانكليزية في الراديوا ويترجمه فورا للعربية وينشر مباشرة في الجريدة وهذه مساهمة جادة في الصحافة العراقية
ولد منشي زعرور عام 1897 في محلة بني سعيد في بغداد حيث كان جده من امه من عائلة عبودي حيث كان وسيطاً من تجارة الدخان ، تعلم زعرور القران على يد الملا المسلم حيث حفظ سورة من القران قراءة وكتابة ، عمل منذ طفولته منضداً للحروف في عدد من المطابع ومنها جريدة العراق التي يرأس تحريرها رزوق غنام حيث كان زعرور داينمو الجريدة من التحرير والطبع والتوزيع والاعلانات وكتابة الافتتاحيات والحسابات ، وكان هو الكل بالكل في الجريدة يبدأ عمله من الصباح الباكر حتى منتصف الليل دون ملل لانه يعشق هذه المهنة.
نشر العديد من المقالات في الصحف ، المجلات الاسبوعية باسم مستعار هو "السميدع العربي" وحول هذه التسمية يذكر الصحف القدير صالح طويق وهو صديق شخصي لزعرور في كتابه الذي سوف يصدر قريباً "اثر المواطن اليهودي في المجتمع العراقي" ان سأله في يوماً ما معنى "السميدع العربي" الذي اختاره لنفسه لقباُ او اسماً مستعاراً فقال لنا ارجعوا الى القاموس المحيط لتجدوا المعنى وعند رجوعنا الى القاموس وجدنا ان "السميدع" بفتح السين والميم ومن الخطأ ضم السين ، تعني السيد الكريم الشريف السخي الموطأ والاكتفاء والشجاع والرجل الخفيف في جوانح السيف ،
اطلق عليه تسمية "المعمل الصحفي" كان يتبع طريقة في الحصول على الاخبار هي طريقة عصرية في وقتها ماتزال يستعملها بعض الاعلاميين والصحفيين الان وهي الاتصال بالاصدقاء والمؤسسات في الحصول على خبر جديد او ترجمة اخبار جديدة
في عام1934 ترك جريدة "العراق" اثر خلاف بينه وبين غنام الذي لم يعطيه مستحقاته المادية او يحاول تأخيرها ، بعد ذهاب زعرور الى رفائيل بطي الى جريدة البلاد للعمل فيها وعرض على بطي الفكرة وافق عليها براتب قدره 12 دينار مع جزء من الربح العام شرط ان يقدم كل طاقته من اجل انجاح الجريدة وبالفعل ظهر اثر ونجاح زعور في جريدة البلاد واضحاً وكان اعجوبة في عمله حسب قول بطي الذي يذكر انه شخصية غريبة الاطوار فهو ضآلة شأنه المالي والاجتماعي زير نساء ذو حظ غير قليل من المغامرات النسائية وكان اصدقائه المسلمين المشتغلين بالاسلاميات فيحضر جمعياتهم وانديتهم يشاركهم في شعورهم ، كان لزعرور اطلاع واسع في الثقافة الاسلامية وفي حديث له مع نسيم رجوان يذكر انه في احد الايام جاءه مدير راديو بغداد طلب منه اعداد برنامج اذاعي عن تقاليد رمضان واخبره زعرور انه ليس من المستحسن ان يعد برنامج عن تقاليد رمضان وان يكون الكاتب يهودي واقترح عليه ان تذاع الحلقات باسم مستعار وبالفعل عد الحلقات واذيعت في وقتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من يتحمل مسؤولية تأخر التهدئة.. حماس أم نتنياهو؟ | #التاسعة


.. الجيش السوداني: قواتنا كثفت عملياتها لقطع الإمداد عن الدعم ا




.. نشرة إيجاز - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة


.. -تجربة زواجي الفاشلة جعلتني أفكر في الانتحار-




.. عادات وشعوب | مدينة في الصين تدفع ثمن سياسة -الطفل الواحد-