الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقدة الخوف عند العراقي .. متى تنتهي

طارق الحارس

2004 / 10 / 21
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


وصلتني قبل أيام رسالة من مواطن عراقي يشيد فيها بمقالتي التي نشرتها قبل مدة حول المجرم عز الدين المجيد وقد زودني بمعلومات تؤكد ما ذهبت اليه في مقالتي تلك . لقد طلب مني صاحب هذه الرسالة عدم ذكر اسمه في حالة نشري هذه المعلومات في مقالة أخرى .
المواطن العراقي الذي لا أعرف ان كان يقيم حاليا بالعراق أم خارجه ذكر لي أن عز الدين المجيد كان يدخل عليهم في سجن الرضوانية هو والمقبور صدام كامل وبيده ( حربة ) ويبدأ بطعن السجناء بطريقة وحشية جدا . لم أستغرب ذلك أبدا فالتصرفات الاجرامية ليست غريبة على عز الدين المجيد ، إذ أنه تربى عليها وتعلمها من مدرسة كبير عائلتهم المجرم صدام الذي قتل العديد من أبناء العراق بطرق أبشع من استخدام الحربة التي تحدث عنها المواطن العراقي صاحب الرسالة . أما المقبور عدي فقد كان يستخدم سيفا يقتل به من يخالف أوامره وخير دليل على ما نقول قتله المعلق الرياضي طارق عبد الوهاب .
ليست المعلومات هي التي دفعتني الى كتابة هذه المقالة ، لكنني انتبهت الى قضية أجد أنها مهمة جدا وهي كانت الدافع لكتابة هذه المقالة .
القضية هي عقدة الخوف التي تلازمنا لحد الآن بالرغم من أن الباري عز وجل قد مَن علينا بالخلاص من المجرمين الذين تسببوا بهذه العقدة . صاحب الرسالة الذي طلب مني عدم الاشارة الى اسمه فسر لي أن سبب خوفه يكمن في اعتقاده أن لدى المجرم عز الدين عصابات قد تصل اليه في أية لحظة . هنا نلاحظ مدى عقدة الخوف التي تلازم هذا الشخص . ربما أن سبب الخوف هنا كون أن هذا الشخص يعرف الأساليب الاجرامية التي كان يتبعها عز الدين وزمرته من خلال قضائه مدة ليست قليلة في معتقلات النظام السابق .
ذكر لي أحد الأشخاص العراقيين المقيمين في استراليا أنه يرتبك كثيرا حينما يرى سيارة الأجرة في مدينته كونها تشبه في تصميمها ولونها سيارات الشرطة بالعراق وذكر لي آخر أنه يماطل كثيرا حينما تسأله موظفة دائرة الضمان الاجتماعي عن عنوان سكنه مع أن هذه الدائرة تقدم له خدمات عديدة منها المساعدة المادية .
شخصيا ، لازمتني عقدة الخوف في أماكن ومواقف عديدة آخرها كان حينما دخلت السفارة العراقية في دمشق بعد سقوط النظام فقد تملكني شعورا أن المخابرات العراقية العاملة في هذه السفارة ستعتقلني في أية لحظة كوني من المعارضين للنظام الصدامي ولأنني كتبت العديد من المقالات ضد هذا النظام في صحف المعارضة العراقية . لم أصدق نفسي حينما خرجت حيا من مبنى هذه السفارة بالرغم من أن موظفي هذه السفارة استقبلوني بلطف وقدموا لي خدمة كبيرة . لم تنته عقدة الخوف خلال زياراتي الأخرى للسفارة .
حينما وصلت بغداد وجدت أن هذه العقدة لازالت موجودة أيضا فأصدقائي حذروني تحذيرا صريحا حول قضية مقتدى الصدر وجيشه بعد أن عرفوا رأي بهذا الشخص وجيشه . ربما كانوا اصدقائي وأقاربي على حق حينما حذروني فقد رأيت أن أفراد جيش المهدي يسيطرون على جزء من الشارع بسلاحهم وتهوراتهم التي وصلت الى اعدام أشخاص يعارضونهم الرأي .
لا حظت أيضا خلال زيارتي بغداد أن أفراد جيش المهدي في مدينة الثورة يقلون عددا بنسبة لاتقارن مطلقا مع عدد الذين يعارضون أفكارهم وتصرفاتهم ، لكن السيطرة في الشارع كانت لأفراد جيش المهدي ، أما لماذا فلأن هؤلاء قد فرضوا أنفسهم على الشارع بقوة السلاح ، ذلك السلاح الذي يستخدمونه بهمجية وعدوانية ضد أبناء المدينة مما ولد خوفا واضحا يشبه الى حد بعيد الخوف الذي كان يعانيه أبناء هذه المدينة من أجهزة النظام السابق .
عقدة الخوف لازالت تلازم أهل العراق بسبب الجرائم التي تقترف ضدهم في معظم المدن العراقية وبشكل عشوائي ومن قبل أطراف عديدة . لقد وصل الأمر الى أن العراقي أصبح لايعرف أين .. ومتى .. وكيف.. يقتل أو يختطف أو يسلب .
يبدو أن عقدة الخوف ستظل ملازمة للعراقي لمدة ليست بالقليلة ، لكن حتما سيأتي اليوم الذي تنتهي هذه المشكلة ويعيد العراقي الثقة لنفسه ويبدأ الحياة الجديدة التي تتيح له حريات عديدة دون أن يعاني من هذه العقدة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله يعلن تنفيذ هجوم جوي على قاعدة إسرائيلية جنوب حيفا


.. من واشنطن | صدى حرب لبنان في الانتخابات الأمريكية




.. شبكات | هل قتلت إسرائيل هاشم صفي الدين في غارة الضاحية الجنو


.. شبكات | هل تقصف إسرائيل منشآت إيران النووية أم النفطية؟




.. شبكات | لماذا قصفت إسرائيل معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسو