الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القرار 1973 انصاف للتجربة العراقية

جمال الخرسان

2011 / 4 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


القرار 1973 انصاف للتجربة العراقية

قبل ثمان سنوات وبعد أن باءت بالفشل كل المحاولات المعجزاتية لتجنيب العراق حربا خليجية ثالثة كانت تهدف لاسقاط صدام حسين، دخل العراق في حرب عنترية غير متكافئة ضد الولايات المتحدة الامريكية ومن وقف معها من الحلفاء. وبحلول فجر العشرين من آذار عام 2003 حانت ساعة الصفر، فبدأت الحرب التي وضعت اوزارها فقط بعد مضي عشرين يوما من القتال من خلال وصول الدبابات الامريكية الى ساحة الفردوس.. وبقية المشهد الذي حصل يوم التاسع من نيسان عام 2003 يعرفه الجميع.
المواطن العراقي من جهته كان ينظر للحرب على انها تتويج لثورة شعبية بدأها في اذار من عام 1991 ولايجد نفسه معنيا بالجدل الدائر في اروقة المؤسسات الدولية وعبر وسائل الاعلام من مشروعية الحرب او عدم مشروعيتها، هل كانت هناك اسلحة دمار شامل ام لم تكن؟! فالمهم هو نهاية الحقبة الماساوية التي صبغت العراق بصبغته السوداء منذ ان وصل البعثيون الى سدة الحكم. لكن تلك التجربة العراقية كانت ولازالت تتعرض بشكل منقطع النظير للتشويه المتعمد تحت ذريعة الغزو ولافتات الاحتلال واشياء اخرى رغم ان القاصي والداني يعرف تماما استحالة اسقاط نظام مثل نظام صدام حسين لابثورة سلمية ولامسلحة طالما ان صدام حسين لايتوانى عن استخدام الالة العسكرية الفتاكة التي كان يمتلكها ضد المتظاهرين كما فعل ذلك في انتفاضة اذار عام 1991 حيث قتل انذاك على يد الحرس الجمهوري والجيش العراقي قرابة النصف مليون شهيد، خصوصا وان الجيش العراقي ليس الا جزء من آلة البطش التي يمتلكها النظام الحاكم آنذاك ولايمتلك ايّة مناعة تجاه زجه في مواجهة الشعب، اضافة طبعا الى وجود قوات عسكرية اقوى حتى من امكانيات الجيش وهي قوات الحرس الجمهوري التي تتلخص مهمتها بالدفاع عن صدام حسين.

ان الثورات العربية السلمية التي نجحت كانت في البلدان التي تمتلك مؤسسة عسكرية اقرب للحياد منها الى الانحياز للسلطة، وهذا ما جرد الحاكم من اداة البطش الكاسحة التي بحياديتها تحدث الفارق لصالح الشعوب المنتفضة، ذلك ما حصل في تونس حيث الجيش هناك حاميا لمؤسسات الدولة ومكتفيا بممارسة دور المتفرج لمشاهد الكر والفر التي كانت تحصل بين المتظاهرين وقوى الامن الداخلي، الحال كذلك مع قليل من الاختلاف في مصر وذلك لان المؤسسة العسكرية ورغم انها لم تكن حيادية بما يكفي كما هو الحال مع الوضع في تونس لكنها لم تقف الى نهاية الخط مع ممارسات النظام الحاكم وكانت تمنحه فرصة تلو الاخرى لكنها لم تسمح له بابادة المنتفضين.
الجيوش هي التي تحدث الفارق في مناسبات من هذا النوع، ليس باحداث انقلاب عسكري ولكن بوقوفها على الحياد، وهذه واحدة من الدروس النموذجية بالنسبة للجيوش العربية فيما يتعلق بالشرف العسكري الذي سمعنا عنه كثيرا دون ان نلمسه في يوم من الايام الا ما ندر.
ان تطبيل النخب وحتى الحكومات والشعوب العربية لاي تدخل عسكري في ليبيا يحسم الموقف لصالح الثوار والترحيب العربي بالقرار الدولي المرقم 1973 ان جميع ذلك ربما يعدل الصورة قليلا وينصف التجربة العراقية بعض الشيء ويثبت مرة اخرى ان الثورات الشعبية قد تحتاج الى حسم دولي لحماية المدنيين على الاقل من بطش الدكتاتوريات الحاكمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ ترامب بتهيئة جمهوره لإمكانية إدانته في محكمة نيويورك؟


.. الأردن وسوريا يبحثان أمن الحدود ومحاربة تهريب المخدرات




.. الخارجية الإيرانية: المفاوضات مع الجانب الأمريكي بهدف رفع ال


.. أوكرانيا.. بلينكن يصل إلى كييف في زيارة غير معلنة




.. صفوف من السيارات المتفحمة إثر أعمال عنف شهدتها -كاليدونيا ال