الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى متى ستظل البلطجة قطاع من قطاعات الدولة ؟

أحمد حسنين الحسنية

2011 / 4 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


الإعتداء على أحد الفرق الرياضية التونسية و الذي وقع في مصر مؤخراً ، هو بالتأكيد جريمة ، لكنها تستحق أكثر من مجرد الإدانة .
ما حدث يجعلني أسأل : هل لازال جيمي مبارك في السلطة ؟
أو على الأقل ، هل لازال جيمي يتمتع ببعض السلطة ؟
أسأل ، لأن ما حدث يشابه إسلوب جيمي مبارك ، و أسرة آل مبارك بعامة - بطبعها الخسيس - في إستخدام البلطجية لتصفية الحسابات ، و في التعامل مع المواقف المختلفة ، ففي هذا الشأن تستوي الأمور كلها عند آل مبارك ، فالموقف السياسي لديهم كالرياضي ، و كالشخصي .
البلطجة في نظر أسرة مبارك علاج لكل المشاكل التي تقابلهم في مصر ، و لهم في إستخدامها باع طويل .
في يوم هتك الأعراض في مايو 2005 ، ذلك اليوم الذي أطلقت عليه يوم المناضلة المصرية ، كان اللجوء للبلطجية ، و أعتقد أن القراء يتذكرون هتاف ذلك اليوم ، لأنه لا يُنسى ، و خصوصاً أهم فقرة فيه : يا جمال قول لأبوك دوس دوس .
مع ثورة الخامس و العشرين من يناير كان اللجوء للبلطجية ، و كان قمة ذلك في يوم الثاني من فبراير الدامي ، و قد إتهمت في اليوم الذي تلى ذلك اليوم جمال مبارك بأنه هو الذي وراء تلك الجريمة .
و بين يوم هتك الأعراض في 2005 ، و يوم الثاني من فبراير الدامي في 2011 ، هناك معركة الجزائر التي خطط لها ، و أدارها ، النجلان ، جيمي ، و علاء ، بإستعمال جيش بلطجيتهم ، المدعوم بإعلام السلطة ، و السبب كرة القدم .
فهل فعلاً جمال مبارك بلا سلطة ، أم إنه لازال ، هو و علاء ، مسئولان عن قطاع الرياضة في مصر ، من وراء الستار ، كما يحكم عمر سليمان من وراء الستار ؟
أم أن اللجوء الرسمي للبلطجية أصبح أحد الأساليب الراسخة للنظام ، و أصبحت البلطجة قطاع من قطاعات الدولة ، و جزء أصيل من مؤسسة الشرطة المصرية ، لا يحتاج إستعماله لوجود أشخاص ، مثل جمال ، أو علاء ؟؟؟
لكن إلى متى سيظل اللجوء الرسمي للبلطجة برغم فشلها المتكرر ، و تلويثها لسمعة مصر ؟
سؤال أطرحه لأن الشعب المصري ، بذكائه المعروف ، أدرك بسرعة الهدف من جريمة الإستاد .
الشعب المصري أدرك أن الهدف من جريمة الإستاد ، التي شنها بلطجية النظام ، هو قطع أواصر العلاقة الممتازة بين الشعبين المصري ، و التونسي ، و التي إزدادت عمقاً منذ الرابع عشر من يناير 2011 .
الشعب المصري مثلما لم يُخدع في الماضي ، و رفض الإنسياق وراء حملة الإعلام الرسمي المرتزق للتهجم على الشعب الجزائري ، مؤكداً على أواصر الإخوة التي تربط الشعبين المصري ، و الجزائري ، فإنه أيضا أكد على أواصر الإخوة المتينة التي تربطه مع الشعب التونسي .
لقد فشلت جريمة الإستاد في تحقيق أهدافها ، و قبل أن يتاح للإعلام المطبوع ، و المرئي ، المرتزق الشروع في حملته لتأجيج العداء للشعب التونسي ، و الفضل يعود لفطنة الشعب المصري .
لقد إنكشفت الجريمة الرسمية بسرعة ، فكان لزاماً على نظام عمر سليمان أن يغسل يديه منها بسرعة أيضا ، و كان الإعتذار الرسمي .
أن ما حدث في الإستاد يؤكد لي أن النظام الذي يحكمنا غبي ، و ليس فقط أسرة آل مبارك .
الغباء طبع أصيل في النظام ، ربما لأن الأغبياء لا يختارون سوى الأغبياء .
الغباء هنا هو في تصورهم أن معركة بلطجية مفتعلة ، مكشوفة ، ستكون سبباً في قطع الروابط الطيبة مع شعب شقيق ، و في قطع التواصل الفكري بين الشعب المصري ، و الشعب التونسي ، و أعني هنا فكرة الثورة على الأنظمة المستبدة ، الفاسدة ، التي تحكم العالم العربي .
لقد ظنوا أن معركة مفتلعة يقوم بها بلطجية ، بسبب مباراة كروية ، ستكون سبب في إيقاف الثورة .
ماذا لو نجحت ثورة اليمن ، هل سيتم ضرب فريق رياضي يمني في أقرب فرصة ؟
ماذا لو نجحت الثورة السورية ، هل سيتم تدبير إعتداء بالبلطجية على مواطنين سوريين ؟
و ماذا سيكون الموقف من الليبيين عندما تنجح ثورتهم بإذن الله ؟
الثورة أكبر ، و أعمق ، من أن يوقفها البلطجية يا عمر ، هل فهمت ؟؟؟
لقد فشل البلطجية لمرة أخرى ، و أصبح اللجوء إليهم مسألة معروفة للشعب ، فهل يقتنع النظام الذي أسسه حسني مبارك ، و الذي لازال يحكم مصرنا لليوم ، و يجلس الآن على قمته عمر سليمان ، بعدم جدوى البلطجية ، فيحل قطاع البلطجة ، و يوفر ميزانيته ، التي تُقتطع من قوت المواطن المصري ، أم سيظل على عناده ، الذي ينافس عناد البغال ؟؟؟

04-04-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكة “إن بي سي”: إدارة بايدن ناقشت إمكانية التفاوض على صفقة


.. 5 مرشحين محافظين وإصلاحي واحد يتنافسون في انتخابات الرئاسة ا




.. نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي توحي بصعود اليمين في معظم ا


.. اليمين الشعبوي يتقدم في الانتخابات الأوروبية




.. كتائب القسام تستهدف قوات إسرائيلية شرق مدينة خان يونس جنوب ق