الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة إلى التلفزيون السوري

أحمد بسمار

2011 / 4 / 4
الصحافة والاعلام


عــودة.. عودة إلى التلفزيون السوري.
منذ أسبوعين وسوريا في دوامة وقلق. مظاهرات ومطالب.
رصاص ودماء. خطابات ووعود. ضحكات مزيفة وبـكـاء وقتلى.
كل شيء في حالة قلق وتغيير. ما عدا التلفزيون السوري. دائما وأبدا في حالة تمجيد. كأنما الأسبوعين الماضيين محيا من الزمن الحقيقي. استمرار استقبال التمجيد والتأليه للسلطان باتجاه ببغائي واحد. قصائد وزجليات ومدائح دينية وعبادة تدويخية مستمرة, مائة بالمائة. لا شيء سوى الموافقة والتأييد. دون ذكر كلمة إصلاح مرة واحدة. ولا حتى كلمة محاربة الفساد, ولا شيء عن القتلى. كل شيء على أفضل وأحسن ما يرام يا سيدتي. سوى عبادة السلطان والإله. لا يوجد مطلب بسيط واحد. لا يوجد صوت معارض واحد في البلد. القطيع يمشي كله, بلا استثناء باتجاه واحد على نغمات الهتافات والتعييشات والتأييدات والفدائيات.. كلهم..كلهم مع الرئيس الواحد والتلفزيون الواحد...100%..وأكثر. مؤسسات الإحصاء العالمية يجب أن تأتي إلى التلفزيون السوري لاتباع دورات في علوم الإحصاء.. هنا الفن.. هنا المصداقية.. هنا الحقيقة الإلهية الوحيدة الفريدة.
تحزنني هذه المذيعات وأبكي على هؤلاء المذيعين الذين يشبهون قواعد الأشجار المقطوعة, بلا روح, بلا نفس, يرددون كالببغاوات العتيقة عمرا, كلمات فارغة من كل معنى, دافشين المطيبين المراسلين من كافة المحافظات تأييدا كرتونيا مطبوعا, لا روح فيه ولا أية معارضة.
إذا كان الشعب كله موافقا مع السلطة. إذا كان كل السوريين موافقين على كل العتمة المهيمنة على البلد من خمسين سنة حتى اليوم. ولا معارض واحد. ولا مطالب واحد في كل البلد بأي مطلب إيجابي, مهما كان نوعه وبساطته وإيجابيته. إذن كل شيء تمام تمام يا سيدتي. ولا حاجة لأي إصلاح أو ما يحزنون... لا حاجة لإلغاء أية حالة طوارئ, بالعكس يجب مضاعفتها وزيادتها..لأن الشعب كله يطالب بها.
وحسبما أفتى احد الشيوخ الدمشقيين, كل مطالب الحرية فـتـنـة!...
هل من المعقول كل هذا؟؟؟
هل من المعقول أن كل الشعب السوري راض. لا مطلب معيشي أو اجتماعي أو سياسي له. هل هو قطيع غنم أو مـاعـز كما يصوره التلفزيون السوري بشكل إعلامي فاشل.. وفـاشـل كليا. ألا يوجد فيه اختصاصيو إعلام غير هؤلاء المخضرمين كأننا ما زلنا قي زمن السلطان عبد الحميد؟؟؟ ألا يوجد بينهم وبين المسؤولين الذين يحركونهم كالكراكوزات إنسان عاقل فهيم, يقول لهم يجب أن نسمع الرأي الآخر.. الصوت الآخر. صوت الديمقراطيين الحقيقيين أو من تبقى منهم حــيــا, داخل البلد وخارجه؟؟؟ علنا ننقذ هذا البلد ووحدته وديمومته, من براثن الطغيان أو الفوضى. علنا ننقذه من الفساد الذي أصبح قاعدة ودستورا وثقافة وديانة..
علنا ننقذ البلد من الخوف من أية حقيقة إنسانية.. من الصراحة.. من الحياة بشكل طبيعي, بلا رعب أو خوف أن يدق على بابنا رجال المخابرات, لأننا تفوهنا بكلمة إصلاح أو محاربة الفساد.. أو حتى أبسط كلمة لــمــاذا؟؟؟!!!...
يا تلفزيون سوريا.. أنت لست تلفزيون السلطة.. أنت تلفزيون ســوريــا وشعب سوريا... أسمعنا صوت من لا صوت لهم.. ولو مرة واحدة.. وهكذا قد تغسل ماضيك المنبطح وجميع أساليب إعلامك عن استقبل وودع.. وكل شيء تمام تمام يا سيدتي.. بعيدا عن كل حقيقة حقيقية.
أخرجوا من دوركم كقواميع شمعية صفراء, أو استقيلوا. طالبوا بحق إعطاء المايكروفون للرأي الآخر, بكل مصداقية. دون تخوين, دون وصم كل من لا يؤمن مثلكم بالعمالة والمؤامرة والخيانة.
لو تسمعون ما يتحدث العالم عن مجلس شعبكم وتهريجاته المخجلة لدى زيارة بشار الأسد له آخر مرة. مـأسـاة إعلامية هذه المسرحية التي لا يمكن أن تحدث في أي مكان في العالم.. سوى في سوريا اليوم.. يا ألف ألف أسفي على بلدي...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة

*يرجى النشر في زاوية تحافظ على المقال أكثر من 24 ساعة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ملاحظة ضرورية للقراء
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 4 / 4 - 17:52 )
1ـ ألفت انتباه القراء الأكارم بأنني اخترت أن يصنف المقال في قائمة المواضيع والأبحاث السياسية, ولا أدري لماذا اختارت إدارة الحوار تصنيفه في قائمة الصحافة والإعلام. وأشـك بعزم وقوة فيما إذا كنا نقبل تصنيف التلفزيون السوري حاليا في قائمة
الصحافة والإعلام.
2 ـ طلبت من إدارة الحوار أن تنشر مقالي في العواميد التي تبقى منشورة أكثر من 24 ساعة, حتى يتسنى لأكبر عدد من القراء الاطلاع والتعليق عليه. ولكن على ما يبدو لم يقبل طلبي.
مع شكري وتحياتي المهذبة للجميع.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة


2 - غريبة
تمام الطايل ( 2011 / 4 / 5 - 07:58 )
غريبه أن مواطن عادي في بلاد الحرية الواسعة ما زال يتفرج على التلفزيون السوري !!! أقسم يا أخي أحمد أنني طلبت من منظم البرنامج على الكونترول أن يمحي الأقنية السورية من البرنامج وهكذا لم أتفرج على التلفزيون السوري ثانية واحدة منذ خسة عشر عاماً
لك أن تخجل من نفسك وأنت تتفرج على التلفزيون السوري!!!!


3 - رد بسيط للسيد تمام الطايل
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 4 / 5 - 10:27 )
يا أستاذ طايل. أحترم تطرفك الثائر الغاضب. ولكنني لا أوافق عليه. إذ كيف تستطيع أن تحلل ما يحدث في بلد ما لم ترى وتسمع صوت جميع الأطراف. هل حللت تحكيمي؟ هل قرأت مقالي السابق والحالي عن الإعلام والتلفزيون السوري؟
أما عن خجلي وعدم خجلي يا سيد تمام… آه لو تستطيع وزن كلامك والتفكير قليلا يا سيد تمام الطايل.. و حتى نلتقي…
لك مني ـ رغم كلامك الجارح ـ اطيب تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة


4 - الكريم احمد بسمار المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 4 / 5 - 20:27 )
منع الكلام
فرتبكت في سطورها القلام
و اعتكف الأبداع والألهام
وتوسدت الأحلام الألام
وانطلقت من جحورها الغيبيات والشعوذه والأوهام
وطاشت السهام
وانتشرت عصابات الأجرام والأنتقام
يقودها حاقدين لئام
فتخلخلت الصفوف وطفحت اصناف
وتعرض للسلب الوئام
وتعثرت لغة السلام
وتفسخت اواصر الأرحام
وفصل الحكام
على مقاسهم الحلال والحرام
وصدر الأمر بأعدام...الثقافة والأعلام
وانشأوا وزارة الأمر والنهي والإيهام
تسلم فيها الزمام
مجموعة أزلام للنظام
وعلقوا على ابوابها بأمرٍ من الأمن العام
وتحت تمثال الصنم الهمام
آياتٍ بيناتٍ مختاراتٍ من سور
الروم والنجم والعلم والأنعام
وزادت علامات الأستفهام
تقدم الركب..بلا حقٍ وانصاف
أنْصاف..مفردهم إمام
فهتزم مرتعباً سلم الأنغام
وختل تسلسل الأيام وزادت السجون أزدحام
عزيزي الثائر
انها طويله اقدم لك هذا الجزء متضامناً مع كل وخزت الم تلفح جهازك العصبي المتحفز حباً بتلك الربوع وتلك الفروع وتلك الضروع وتلك الشموع وتلك الدموع
اكرر التحيه والأعتذار للأطاله


5 - العزيز احمد المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 4 / 5 - 20:37 )
وقد اخذتي بعض الحماسه نسيت ما قررت ان استغل موضوعكم او مقالكم المنير حيث قررت ان استغله لأطلق صرخه تسمحلي بها لطفاً وهي
اليوم اطلعت على مقالين مهمين هما:
فرعون العرب وفرعون مصر للمحترم صلاح الدين محسن منشور يوم1/4/2011والثاني للمحترم جورج مصري الثعابين لا المنشور يوم26/3/2011 طبعا على الحوار المتمدن وسجلت فيه دعوه وتحذير اعيدها الأن:
اتمنى ان تشكل لجنه او هيءه عالميه للمحافظه على التراث الأنساني في مصر/الأثار الفرعونيه فقد تتعرض لنفس ما تعرضت له تماثيل بوذا في افغانستان
الفتوى جاهزه من القرضاوي وغيره والمنفذيت مستعدون والماد متوفره بعد سرقة الثوره المصريه وستتعرض تلك الأثار لغزوه جديده كما غزوة الصناديق علماً ان الساس القرأني في تكفير الفراعنه متوفر في كل المنابر والجوامع وعند كل الشيوخ
اكرر التحيه واعتذر لأستغلال هذا الحيز لأثارة هذا الموضوع علمنا انني سجلت اليوم تعليق على الموضوعين اعلاه بنفس الخصوص

اخر الافلام

.. فرنسا لم توجه الدعوة لروسيا لحضور احتفالات الذكرى الـ 80 لإن


.. إسرائيل تقرع طبول الحرب على جنوب لبنان • فرانس 24 / FRANCE 2




.. رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد يجري مباحثات مع وزير ا


.. المستشار| ما سبب دعم أيرلندا الشعب الفلسطيني؟




.. الحكومة الإسرائيلية تعقد جلسة خاصة في ذكرى ما تعتبره ذكرى تو