الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موسيقى السلاح وانسانية القلم.. قصتان قصيرتان

نهار حسب الله

2011 / 4 / 4
الادب والفن


1.موسيقى السلاح
تجهل الحياة العسكرية وتحتقر لغة السلاح.. كانت تعشق الآلات الموسيقية، تجيد العزف على اكثر من آلة، غير انها كانت تحمل نداء الوطن مما جعلها تقدم نفسها طوعاً الى ميدان الحرب ضمن الصفوف الاولى للجيش.
دخلت معسكر التدريب حاملةً مدفعها الرشاش في يمينها، وعلقت آلة موسيقية على كتفها الايسر.
لم تكن مؤمنة بهذه المعادلة.. إلا ان حاجة البلاد ارغمتها على تنفس معاني الحرب..
وفي اصبوحة كانت الاكثر شراسة في الجبهة.. تصاعدت اصوات القذائف والمدافع، وتعالت صافرات الانذار مع كتل الدخان السوداء.. صار الدم يشكل فناً بذيئاً، وباتت رائحة الموت تخاطب الجميع..
قوة الانفجارات.. اخفت عدداً كبيراً من المقاتلين وغص المكان بأحذية الجنود الراكضين واصوات الجرحى الباحثين عن اشلائهم المتناثرة.
تركت مكانها وتوجهت الى مقر الطبابة العسكرية.. أهملت أصوات السلاح غير آبهة بالموت.. وراحت تعزف ألحانها العذبة للجرحى والمصابين، في محاولة منها لنقلهم الى اجواء اخرى.
اندمج اللحن مع صافرات الانذار المدوية ورهبة القنابل بنغماتها المتقطعة، وتعالت الموسيقى ممتزجة مع اصوات الجرحى المرددين لها بمزاج واندماج عاليين.
وهو الامر الذي أجبر طرفي النزاع على اصدار أمر لايقاف إطلاق النار.

2.انسانية القلم
كانت حياته قطاراً كهربائياً يمر بسرعة، ينتقل من محطة لاخرى من دون اي تكليف او تأخير، كانت حياة مرة ينتابها العوز.. حياة احرقتها نيران الحروب وتخلفات المجتمع.. إلا إنه كان محظوظاً.. يمتلك موهبة الكتابة ويسطر احاسيسه وهمومه على الورق.
كان يجالس الورقة والقلم لساعات طوال، مجسداً أصعب المشاهد والمواقف التي يشهدها في وقائعه اليومية.
استمرت به الحال هكذا، وبات يشعر بعدم جدوى كتاباته، وفي إحدى الليالي..
استغل هدوء الليل وركز نظره في قلمه الذي بات يعاني الشيخوخة.. وخاطبه قائلاً:
-يا من سَطر أحزاني امام انظار الناس، يامن افشى كل اسراري وانفعالاتي..
هل انت من يصف العالم بسلبية وعدوانية، ام ان العالم يعاني من التشوهات ويعمد الى ارتكاب الاخطاء؟
حاولت ان اصنع منك مشرطاً لاستئصال كل تلك الامراض التي استشرت بنفسي وعقول الخلق.. إلا انك مزقتني وعملت كمادة مخدرة سرعان ما كانت تتلاشى ويزداد فيها الالم.
أرجوك ان تتحول الى رمح مسموم يخترق صدري وينهي معاناتي وآلامي.
انتفض القلم كاتباً في اروقة الظلام وبصورة تلقائية من دون توجيهات الكاتب:
-ما دمت يائساً فانت لا تستحق الحياة..
ما دمت تسيء استخدامي معبراً عن تفاهاتك الانشائية.. اتركني اخاطب الانسانية وانير عتمة الليل، فانا لا اجيد التعامل بعدوانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قصتان جديدتان للكاتب نهار حسب الله
اليانا مدبك ( 2011 / 4 / 6 - 12:29 )
منذ مدة بدأت بمتابعة قصص الكاتب نهار حسب الله على صفحات الحوار المتمدن وعلى النت ، ومنذ قراءتي لاول قصة له وجدت موهبة كبيرة تتفجر مع كل سطر من اسطر قصصه ، كاتب شاب يحمل الم وطنه وواقع مرير ، اسلوب يمزج ما بين الواقع والخيال . مستقبل ادبي باهر لكاتب عراقي شاب وقصص تخاطب العقل والروح . انتصار الموسيقى على صوت المدافع وثورة القلم على اليأس . واصل كتاباتك استاذ نهار ونحن سنقرأ بشغف


2 - الرائعة إليانا
نهار حسب الله ( 2011 / 4 / 6 - 15:44 )
تحية قلبية... شكراً لتواصلكم مع قصصي بهذه الصورة الجميلة
كما اشكر لكِ اهتمامكِ الفائق.. واعدك بالافضل..
مع احترامي ووافر محبتي
نهار

اخر الافلام

.. تأملات - كيف نشأت اللغة؟ وما الفرق بين السب والشتم؟


.. انطلاق مهرجان -سماع- الدولي للإنشاد والموسيقي الروحية




.. الفنانة أنغام تشعل مسرح مركز البحرين العالمي بأمسية غنائية ا


.. أون سيت - ‏احنا عايزين نتكلم عن شيريهان ..الملحن إيهاب عبد ا




.. سرقة على طريقة أفلام الآكشن.. شرطة أتلانتا تبحث عن لصين سرقا