الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اغتيال جوليانو رصاصة في جبين فلسطين

زاهد عزت حرش
(Zahed Ezzt Harash)

2011 / 4 / 4
القضية الفلسطينية


هزني خبر اغتيال جوليانو مير خميس كما لو انه خبر اغتيال اعز الناس على قلبي، على الرغم من أن لا علاقة شخصية تربطني به. إنما هناك تاريخ لهذا البطل، ورثه عن والديه وأثراه بجهده وإيمانه بعدالة القضية الفلسطينية.. مما يجعل الانتماء الإنساني لهذا العطاء أهم وأرقى من أي انتماء آخر.

أن تاريخ جوليانو محفور في شوارع مخيم جنين وأزقته وحواريه.. وهو الذي منذ سنوات طوال يعمل بجهد وتفانٍ في تقديم كل ما يستطيع في سبيل إنشاء جيل من الوعي الثقافي لمواجهة الاحتلال وكنسه.. أيمانًا منه بعدالة القضية الفلسطينية بكل جوانبها!! ويكفي المرء أن يبحث عن تاريخ هذا المناضل الفلسطيني ليتأكد مما أقول.. فمن قتل جوليانو؟؟

هل يمكن للكلمات أن تعبر عن فداحة هذا الاغتيال الرهيب، كأنما هو عملية انتحار ذاتي إذا ما ثبت أن منفذيه هم من أبناء فلسطين؟!! في حين أن خيوطه ليست بعيدة، بشكل أو بآخر، عن المؤسسة الإسرائيلية، لأن الأخيرة تملك الكثير من الوسائل والأساليب التي تمكنها من توجيه بعض الخونة للقيام بهذا العمل!! بيد أنني امقت أن تعلق كل الأخطاء على شماعة الاحتلال، كي يبرر المنحرفون والمجرمون أعمالهم باسمه.

وعلى الرغم من ذلك ينتابني شعور بالمرارة والقذارة في آن واحد، فأن ما يحدث اليوم على الساحة الفلسطينية يترك الكثير من الشك في أن منفذي العملية هم فلسطينيون، فعلى إحدى صفحات الفيسبوك التي تحمل عنوان "لا.. جوليانو مير خميس" وردت عبارات وتعليقات تُعبر عن حقد ورجعية مميتة.. بل ودعوة إلى القتل وأكثر.. ضد هذا الإنسان بشكل خاص، وتضعه في صف الصهيونية المقيتة التي ارتكبت أفظع الجرائم في حق الفلسطينيين!! لا لشيء، فقط لأنه ترك انتماءه اليهودي وأعتنق القضية الفلسطينية، كما وهب سجل يومه وعطاءه الفني من أجل فلسطين وشعبها.. فقام المجرمون بتقديم هدية الشهادة له، بأن جعلوه واحدًا من شهداء فلسطين.. وهم بذلك أيضًا وهبوا الأعلام الصهيونية بطاقة دعوة فرعونية لأبواقها العنصرية، كي تغزل على منوالها فظاعة "الإرهاب الفلسطيني".. فإلى متى سيبقى هؤلاء العابثون المجرمون بحق القضية الفلسطينية، يغرسون سيوفهم في خاصرتها باسم الوطنية العاهرة؟!!

تمر القضية الفلسطينية في اعقد مراحلها أمام الانقسام والتشرذم السياسي.. وتقف على مفترق طرق يجعل من الصعب تقدمها في سبيل نيل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. ويزايد عليها الأقربون أكثر مما يزايد عليها الأعداء.. وتقف اليوم في مهب رياح تعصف بها من كل اتجاه، وكأن ما هي إلا قضية أناس لا أرض لهم ولا وطن ولا تاريخ.

أهيب بمن يملكون زمام الأمور في السلطة الفلسطينية.. هذا إذا ما بقي من زمام الأمور ما يمكن الإمساك به.. أن يعملوا كل ما بوسعهم على فك لغز هذا الاغتيال ومعاقبة منفذيه، علهم بذلك يثبتون للقضية الفلسطينية قبل غيرها.. أنه على الرغم من كل شيء فأنهم يحاولون غسل بعض من العار الذي لطخ جبينها.

وليشهد التاريخ، أن اغتيال جوليانو مير خميس هو بمثابة رصاصة غدر في جبين فلسطين!! حتى وأن كان على يد أذرع المخابرات الإسرائيلية أيضًا!! لأن حدث على ارض فلسطين ولم يستطيع أحدًا من أبناءها أن يمنع اغتياله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جوليانو خميس المناضل إبن العائلة المناضله
عدنان زيدان/ فلسطين ( 2011 / 4 / 5 - 05:56 )
الفنّان الفلسطيني العالمي جوليانو خميس المناضل إبن العائلة المناضله سقطَ شهيداً في مخيم جنين بأيدٍ غادره جبانه، سيبقى دائما في الذاكره الحُرَّه الشريفه، المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.
عدنان زيدان/ فلسطين


2 - القوى الظلامية تطفئ شمعة
علي احمد الرصافي ( 2011 / 4 / 5 - 10:43 )
القوى الظلامية تطفئ شمعة باغتيالها احد الرموز المناضلة من اجل دولة فلسطينية مستقلة نطالب السلطات الفلسطينية الكشف عن منفذي هذة الجريمة الدنيئة


3 - قتل الفكر و المفكرين
هاشم ادم ( 2011 / 4 / 9 - 13:54 )
ستبقى اثاركم خالده وشمعه تنير الظلام

اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة