الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السعودية وايران الحرب الخامسة

محمد السيد محسن

2011 / 4 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


لم تستطع الجمهورية الاسلامية في ايران منذ تأسيسها عام 1979 ان تديم علاقة سوية مع المملكة العربية السعودية , فكانت العلاقة بين البلدين تتحول حسب ارباكات الوضع الاقليمي ويتحول معه الصراع الايراني السعودي على مدى التأثير الذي تمتلكه كل من الدولتين ولكنه في كل المجالات ياخذ اطارا مذهبيا حيث بدأ الصراع منذ بداية الحرب الايرانية العراقية في اب/ اغسطس عام 1980 حينما وقفت المملكة الى جانب العراق في حربه وروجت يومها الصحافة الايرانية والصحافة العراقية المعارضة وقتذاك بأن العراق يؤدي حرب النيابة وكان حسن العلوي النائب الحالي في البرلمان العراقي اكثر من ثقف بلفظ "حرب النيابة" طيلة فترة معارضته لنظام صدام حسين
وما ان تفككت حركة امل ونشأ حزب الله حتى انتقلت الحرب السعودية الايرانية الى لبنان حيث تبنت الاخيرة منظمة حزب الله كمشروع ايراني واضح الملامح يؤمن بولاية الفقيه الايرانية في لبنان وقال حسن نصر الله ومن قبله راغب حرب وعباس الموسوي إن حزب الله يتبع في مشروعه الفتيا الاتية من الولي الفقيه في طهران فيما عززت المملكة العربية السعودية دعمها للتركيبة السنية اللبنانية التي كفل لها الاتفاق الدستوري منصب رئاسة الوزراء في اية حكومة لبنانية , حتى اذا جاء اتفاق الطائف فقد اصبح للسعودية الكعب الاعلى في لبنان الى حين , حيث ضغطت سورية يومها على ان يبقى سلاح حزب الله دون بقية الاحزاب والتشكيلات المليشياتية والسياسية بسبب بقاء المواجهة مع المحتل الاسرائيلي لجنوب لبنان وباتت المواجهات بين حزب الله والمحتل الاسرائيلي ترفع من اسهم الايرانيين في لبنان على حساب السعوديين الذين تراجع دورهم مع تقدم قوة حزب الله وتأثيره عام 2011 في تحويل المعارضة اللبنانية الى اغلبية وفرض رئيس وزراء سني على سنة لبنان
حرب النيابة للسعوديين والايرانيين سرعان ما تحولت الى جبال صعدة في اليمن حينما قرر علي عبد الله صالح محاربة الشيعة الحوثيين الذين تصاعد تأثيرهم الجماهيري واحرجت عملياتهم النوعية الحكومة اليمنية وقواتها المسلحة فما كان من المملكة العربية السعودية الا ان تتدخل بشكل مباشر هذه المرة للدفاع عن الجيوب الحدودية التي تفصل المملكة عن اليمن واستخدمت سلاح الجو والقوة البرية وكافة الاسلحة وانتهت المعركة بين الحوثيين من جهة والسعوديين واليمنيين من جهة اخرى الى بقاء الامر على ماعليه قبل الحرب بعد تبني الاطراف للمشروع القطري ولكن الحوثيين لم يربحوا الحرب وكذلك الجيش اليمني اي ان السعودية وايران خرجا متعادلين في معركتهما الثالثة
وجاءت المعركة الرابعة في البحرين حيث ضغطت المعارضة البحرينية بنزولها الى الشارع في مظهر تقليد لثورتي مصر وتونس مطالبة بملكية دستورية واسقاط الحكومة التي يترأسها عم الملك منذ اربعين عاما وبات واضحا الدعم الاعلامي الايراني للمعارضة البحرينية الشيعية التي تحتج بعدد الشيعة في المملكة الخليجية على حساب تمثيلها المتواضع في الحكومة التي يقودها الملك وعائلته , وحينما تطورت الاحداث واحست القيادة السعودية ان "بوابة الخليج" وهي التسمية الدارجة للبحرين في المعادلة السياسية السعودية, حينما احست القيادة السعودية ان الزخم الجماهيري والتعبئة غير المسبوقة من قبل البحارنة الشيعة ربما سيحول المملكة الى بوادر تغيير قد تطال فيما بعد دول خليجية كثيرة وهذا ما سيؤثر سلبا على الوضع السياسي المتراتب منذ سنين تدخلت في اطار اتفاقية " درع الجزيرة " المنبثقة من قبل مجلس التعاون الخليجي وجاءت بقواتها لحماية الحكومة ووقف الضغط المعارض في البحرين , الأمر الذي لم يرق للايرانيين وعدوا ان تدخل قوات غير بحرينية في الشأن البحريني هو بمثابة استقواء الحكومة على شعبها وبدأت بذلك الحرب الرابعة بين السعوديين والايرانيين على اراض غير سعودية ولا ايرانية وما زالت كفة الانتصار لصالح السعوديين حيث خبت الثورة البحرينية مع تغاضي المجتمع الدولي وسكوته حيال ما يجري في البحرين وخصوصا موقف الادارة الامريكية التي عبر عنها وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس ان الولايات المتحدة يجب ان لاتضحي بمكتسباتها التي حققتها وتحققها لها الحكومة البحرينية الحالية حيث أبقت البحرين على علاقاتها العسكرية بالولايات المتحدة منذ أن غادرت بريطانيا الخليج عام 1971 ,إذ وقع كلا الطرفين اتفاقية تأجير تسمح للولايات المتحدة باستعمال (10) هكتار في منطقة الجفير لدعم قوة الشرق الأوسط (M.E.F) المرابطة في الخليج و قد أُعيد تجديد هذه الاتفاقية عام 1975 . كما أدت البحرين دورا ً كبيرا ً في دعم القوات الأميركية أثناء حرب الناقلات (1987-1988) التي ظهرت في الحرب العراقية الإيرانية ضد الهجمات الإيرانية . و في تشرين الأول 1991 وقعت البحرين اتفاقية عسكرية ثنائية مع الولايات المتحدة لمدة عشر سنوات , تضمن الاتفاق تقديم تسهيلات عسكرية للقوات الأميركية للانتشار في البحرين إن لزم الأمر
هذه المكتسبات هو ما نوه له غيتس بعد تضارب التصريحات حول البحرين بين المؤسسات السياسية الامريكية بعد ان عدت وزارة الخارجية الامريكية ان دخول قوات غير بحرينية الى البحرين خطأ استراتيجي على المملكة العربية السعودية ان تراجع حساباتها ازاء هذه الخطوة , اما الرئيس الامريكي باراك اوباما فلم يعط رأيا فصلا في خطوة السعودية ودول الخليج الاخرى في ارسال قوة درع الجزيرة الى البحرين وعد موقفه بالمتراخي لكن القول الفصل كان من قبل وزير الدفاع روبرت غيتس الذي اوضح ضرورة الوقوف مع خطوة الحد من الثورة البحرينية في هذه المرحلى على الاقل خوفا من ارباك الوضع السيساسي في حال تمكن مكون قريب من ايران للسيطرة على مملكة خليجية هي بمثابة بوابة الخليج امام الخطر الايراني المحدق بمنطقة الخليج
ومع تسارع الاحداث وتقليد الشعوب العربية لبعضها البعض في النزول الى الشارع للمطالبة بتغيير او اصلاح النظام وصلت الى سورية وهي البوابة الايرانية المهمة للحفاظ على اي انتصار ايراني في لبنان , فعلى الرغم من ان القوات السورية قد غادرت لبنان بعد تداعيات اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري الا ان النفوذ السوري في لبنان بقي على ما هو عليه من خلال ظلال سورية في لبنان من مكونات سياسية وسلاح ما زال يثير الجدل في الداخل اللبناني ونقصد به سلاح حزب الله الذي اتهمته المعارضة الحالية والاغلبية سابقا بانه بدأ يتوجه الى الداخل اللبناني ليغير من معادلاته المتواترة . بدأ السعوديون ومن خلال منابرهم الاعلامية المؤثرة يحاولون استدراج الايرانيين لمعركة خامسة على الارض السورية ربما سيكون القصد منها هو المقايضة بحرب رابعة تحت شعار لمثل المصري الشهير " سيب وانا أسيب" اي اترك البحرين اترك سورية لان الحسابات السعودية تنصب على اولويات الصراع والتي تتمثل بها البحرين قبل سورية في هذا الصراع المرحلي الهام حسب مقتضيات المرحلة وتطور جهد الجماهير العربية التي باتت تغير معادلات كانت من قبيل البديهيات السائدة
واذا كان ملك البحرين قد استعان بشكل جهوري بقوات سعودية لمعالجة الزخم الجماهيري الزاحف نحو تغيير قد يربك الحسابات في منطقة الخليج فان الحكومة في سورية ما زالت رابطة الجأش ولو الى حين ولكن الامور تسير وفق مقتضيات الاولويات السياسية التي يفرضها القوي وبات الايرانيين اليوم يفكرون وينزلون الى مستوى الحسابات السعودية في الختيار بين البحرين او سورية والأولى الايراني سيتجه ببوصلته البراغماتية حتما صوب سورية للحفا على مكتسبات لبنان من خلال اعتبار سورية بوابة الايرانيين في لبنان لتأخذ المعادلة شأنا متواترا وليس جديدا في اقلية تحكم في البحرين وسورية للوصول الى اهداف يبتغيها الطرفان
وتبعا للسياقات التي تأسست والتي يمكن ان تتأسس لاحقا فمن الممكن ان ثورة الجماهير السورية الغاضبة في ثورتها لن تؤت اكلها في مقابل ثورة جماهير غاضبة في البحرين ايضا لم تؤت اكلها ولو الى حين










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ