الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل فعلا سيذهب العراق إلى الجحيم ؟

مهند حبيب السماوي

2011 / 4 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


يراقب المحللون الأمريكيون وخبراؤها العسكريون، هذا الأيام وقبل انسحاب قواتهم من العراق المزمع نهاية هذه السنة، الوضع العراقي من جوانبه المتعددة وخصوصاً الأمني منها وتداعيات التقهقر والنكوص الأمني الذي يحدث في بعض مناطق ومحافظات العراق وخلال هذه المرحلة الحرجة من تشكيل الحكومة العراقية التي مازالت فيها حقائب الداخلية والدفاع والأمن الوطني والمخابرات فارغة.
وفي ظل هذا الفراغ الذي فيه يعيش العراق حالياً وضعاً مرتبكاً فيما يتعلق بمصير تشكيل الحكومة النهائي والتحالفات والاتفاقيات السياسية التي انعقدت فيه قبل تشكيلها، يُثار جدلا في دوائر القرار السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية حول موعد الانسحاب وطبيعة العلاقة المستقبلية بين الوليات المتحدة والعراق بعد 2011 وكيف ستكون شكلها وآفاق العلاقة وتصوراتها بين كلا البلدين .
وحول قضية بقاء أو مغادرة القوات الأمريكية من العراق، دعا السيناتور لندسي كراهام، الأحد 3-4-2011 ، في لقاء مع برنامج " مواجهة الأمة" مع شبكة CBS نيوز، إلى وجود أمريكي مستمر في العراق ومحذرا بان سحب القوات الأمريكية من العراق سوف يُعرض التقدم في العراق للخطر الحقيقي، زاعما بان العراق" ربما سيذهب للجحيم من غير وجود القوات الأمريكية ! ".
وأشار كراهام، وهو يستحضر تقرير تموز الماضي الذي أشار إلى طلب وزارة الخارجية الأمريكية بتجهيزيها بمعدات وقوات عسكرية خاصة، بان هذا الطلب سيؤدي إلى خلق "جيش صغير لوزارة الخارجية" اذ إننا سنرى بعد الانسحاب ان " وزارة الخارجية سوف تأتي للكونكرس لتقول بأننا نحتاج عربات وسرب من الطائرات والآلاف من رجال الحمايات الخاصة " وهذا، من وجهة نظر كراهام " قانون خاسر " و" إستراتجية خاطئة" حيث لا يجب ان يكون لوزارة الخارجية جيش وهي طريقة غير صحيحة لتوفير الأمن .
من حق كراهام، من وجهة نظرنا، أن ينتقد طريقة الإدارة الأمريكية في ما يمكن أن تقوم به في العراق وأثره على ميزانيتها وإستراتيجية عملها خصوصا ما تطلبه وزارة الخارجية الأمريكية من تجهيزات ومعدات وقوات أمنية خاصة ، فهذا من صلب عمله كسيناتور يشرع القوانين ويراقب عمل حكومته، لكن ما يمكن أن نقف عنده في تصريحات كراهام حول ما قاله من أن العراق سيذهب " للجحيم " إذا انسحبت القوات الأمريكية من أراضيه.
لن ندقق طبعا في الجانب اللغوي لكلمة " الجحيم " ولن نجري مسحا استقرائيا على استخدامات كلمة " الجحيم " ومدلولاتها الاصطلاحية في السياقات المتنوعة والعبارات المختلفة التي ترد فيها، لكننا سنقف على الدواعي والأسباب التي تجعل السياسي المحنك كراهام يتبنى مثل هكذا رأي يدل على عدم ثقة أمريكية، أو جزء كبير من أجنحتها، بحكومة العراق وقدرتها على إدارة الملف الأمني بمفردها بعد الانسحاب.
من المحقق أن الإرباك والمأزق السياسيين في العراق من جهة والخروقات الأمنية التي تحدث فيه من جهة أخرى تشكل احد أهم سببين لوجود رؤية تشير إلى انهيار العراق الأمني بعد الانسحاب الأمريكي منه أو لنقل انه سوف يتقهقر امنيا، فهذه الصراعات والممحاكات بين الكتل السياسية أنتجت حكومة محاصصة جديدة " مشلولة " غير قائمة على مبدأ الأغلبية السياسية التي تستطيع العمل بقوة وفاعلية أكثر مما هي عليه لو كانت قائمة على أساس مراضاة الإطراف السياسية و "جبر خواطرهم".
أما الخروقات الأمنية فهذا عامل آخر مهم ، وهو ربما نتيجة للعامل الأول وليس مختلف عنه، فهي تشكل أهم أسباب عدم ثقة الجانب الأمريكي بالقدرة العراقية على حفظ الأمن واستتباب الوضع فيه وقد شهد العراق خلال الأيام الماضية موجة جديدة من الاغتيالات في كواتم الصوت بعد فترة هدوء نسبي ناهيك عن عملية اقتحام مبنى صلاح الدين واحتلالها من قبل تنظيم القاعدة وما نتج عن العملية من قتل وإصابة عشرات الموطنين.
جميع هذه الأحداث وما يتعلق فيها كانت تقف خلف وجهة نظر كراهام وهو يُطلق هذا التصريح " المبالغ فيه "و" المُستفز " لقادة العراق السياسية والأمنية التي ترى في هذا التصريح أهانه لها ولما قامت به في السنوات التي تلت سقوط نظام صدام من دور حيوي في مقاتلة تنظيم القاعدة في العراق.
هذا التصريح يجب، من خلال قراءتي الشخصية له، أن نضعه في الاعتبار لا من حيث مقدار انطباقه على الواقع وما سوف يجري فيه، فمن المستحيل ان ينزلق العراق نحو الجحيم اذا ما خرجت القوات الأمريكية من أراضيه، بل يجب النظر للتصريح على انه تنبيه للحكومة العراقية ونصيحة لها لتصفية خلافاتها وحل مشكلاتها والبحث عن مخارج ملائمة لأزماتها ومراجعة ملفها الأمني الذي يبدو انه لازال لحد الآن يعاني من الخلل والنقص والخروقات التي تكون نتيجتها أراقة دماء أبناء هذا الوطن وتعطيل تقدمه وتطوره وبناءه فضلا عن فقدان ثقة المواطن العراقي في حكومته وقدرتها على حمايته.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا نغمط حق ان الحكومة!!
العتابي فاضل ( 2011 / 4 / 5 - 12:22 )
الاخ السماوي المحترم
لا نغمط حق الحكومة في مقارعة الارهاب في العراق.لكن انا من وجهة نظري المتواضعه مع ماذهب اليه السيناتور في ان العراق يتجه الى الجحيم فعلاً.والأسباب التي سوف اسوقها اليك قد تبدوا واقعية الى حد ما.اولأ فشل الاحزاب الدينية بشقيها السنية والشيعية وهيمنتها على عقول الكثير من الشعب العراقي في قيادة العراق بعيد عن الاقتتال الطائفي الكل يتحين الفرصة للاقتصاص من الاخر وبدعم خارجي من قبل دول الجوار ايران والسعودية لما لهن من دور رئيسي للسيطرة على هذه البقعة الحيوية من العالم وماتحوية من كنوز.ولها العذر في ذلك في غياب القادة السياسيين ومانراه من التسابق المحموم في التسيد من قبل المذهبين الفاشليين بكل المقاييس من رسم صورة مشوهه للدين امام الاخرين بسلوك رجالات الدين المشين بحق الاخرين.ولا ننسى مدى حقد الجارة ايران على الشعب العراقي ولها اسبابها الموضوعية .وكذلك الفكر الوهابي الضال ومايلعبه من دور سخيف في تاليب اهل السنة في العراق عن طريق شيوخ الفتاوي السعوديين السمجين.لذلك نرى ماذهب اليه السيناتور هو الحقيقة بعينها ولكون رجالات السياسة في العراق يفتقرون الى الحنكة السياسية .


2 - كيف تكون الجحيم
سرسبيندار السندي ( 2011 / 4 / 5 - 17:26 )
بداية تحياتي لك ياعزيزي مهند ... مسك الكلام نحن شعب يصعب عليه قبول الحرية والديمقراطية في ظل شريعة تحرمها وتكفرها وفقهاءها أل سعود وإيران ... إذا كان العراق هذا واقعه في ظل ألأمريكان فما بالك في غيابهم وإتساع المجال لمن هم في قم وطهران ... !؟


3 - جيد
العراقي كمال ( 2011 / 4 / 5 - 22:23 )
فعلا انها دعوة للحكومة العراقية لكي تتجنب تكرار الاخطاء الماضية وتصحيح مساراتها


4 - نعم
عمر السلامي ( 2011 / 4 / 6 - 12:33 )
نعم سيرحل العراق للهاوية مادام الطائفيين باقين فيه

اخر الافلام

.. -بلطجي الإسماعيلية-.. فيديو يُثير الجدل في #مصر.. ووزارة الد


.. جدل بشأن عدد قتلى الأطفال والنساء في قطاع غزة




.. أكسيوس: واشنطن أجرت محادثات غير مباشرة مع طهران لتجنب التصعي


.. مراسل الجزيرة: المقاومة تخوض معارك ضارية ضد قوات الاحتلال ال




.. جيش الاحتلال ينشر فيديو لمقاومين قاتلوا حتى الاستشهاد في جبا