الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف نتجنب إعادة انتاج النظام السابق

سمير الأمير

2011 / 4 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي



هل نستطيع الآن بعد تذوقنا فرحة انتصارالثورة أن نشرع فى تحويل تلك الفرحة إلى طاقة عمل حقيقى مسلح بالوعى القادر على تحقيق انتقال نوعى فى الحياة السياسية المصرية؟ هل نستطيع الآن أن نخرج من تلك الحالة الرومانسية الجميلة التى كانت ضرورية فى حينها ؟، بمعنى آخر أكثر دقة هل نحن قادرون على مغادرة حالة الانتفاضة المدفوعة بطاقة الغضب النبيل لكى نلج إلى حالة الثورة المدفوعة بطاقة العقل والمتسلحة بالحكمة التى تستخلص كل تاريخ الثورات فى المنطقة العربية وفى العالم؟، هل نعى المخاطر التى يمكن أن تخرجنا من حالة " الهوجة" التى لاعنوان لها فى المدى القريب سوى الضجيج؟ ولا يتبقى منها على المدى البعيد إلا الحسرة على دماء الشهداء الذين استشهدوا من أجل تغيير كيفى ينقلنا إلى حالة الثورة التى لا تبنى على القديم/"الهديم" ولا تعيد إنتاج النظام الذى ثارت من أجل القضاء عليه؟
يدفعنى لهذا الكلام ما حدث من استقطاب سياسى ودينى على خلفية الاستفتاء على التعديلات الدستورية وهى إحدى النكات التى تذكرنا بقول الشاعر "وكم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكاء" فالدستور الذى كان يستفتى عليه قد سقط كله بشرعية 25 يناير الثورية وتلك التعديلات انتقدتها كل أطياف الشارع السياسى المصرى باستثناء القوتين الوحيدتين الراغبتين فى تصدر المشهد وإعادة انتاج الحالة السياسية التى سبقت الثورة وهما الإخوان المسلمون والحزب الوطنى -إذ يبدو أنهما على بينة ويقين من أن أى تأخير سيؤدى إلى بلورة قوى جديدة قد تزيحهما معا من المشهد أو على الأقل تظهر حجمهما الحقيقى- باعتبارهما شكلا الثنائية الأساسية على مدى الثلاثين عاما الماضية وباعتبار أن الخلاف بينهما ليس خلافا جوهريا إذ هو خلاف يدور فى جوهره حول من منهما أولى و أحق بقيادة الرأسمالية المصرية بوضعها التجارى الريعى الحالى وهذا هو السر فى أن الإخوان كانوا غالبا ما يرفعون فى المعارك الانتخابية السابقة شعار" مشاركة لا مغالبة" ولكن أنانية النظام السابق وغباءه هما اللذان دفعا الإخوان فى الاتجاه الآخر، ولعلكم ترون كيف أنهم خالفوا فى موقفهم من الاستفتاء شركاءهم فى ميدان التحرير وكأنهم يعلنون عن رغبتهم القديمة فى مشاركة رجال البيزنس ولا سيما بعد أن تم تجريدهم من سلطتهم السياسة وأصبحوا بدورهم" جماعة محظورة"( سبحان مغير الأحوال) ، وهنا أذكر بما حدث من جماعة الإخوان أثناء عملنا المشترك معهم فى لجان التنسيق بين القوى الوطنية ابان غزو العراق فقد كانوا للأسف لا يلتزمون بما اتفقوا عليه مع القوى الوطنية وحين رفضت كل القوى التنسيق مع الحزب الوطنى فى الاحتجاجات ضد الغزو الأمريكى سارعوا هم بمشاركة الوطنى فى مسرحية" مظاهرات الاستادات الرياضية" التى قادها الاستاذ صفوت الشريف، فهل يذكرنا ذلك بتشكيل اللجنة القومية فى مقابل اللجنة الوطنية للطلبة والعمال فى عام 1946، هل يفسر لنا هذا التاريخ الملتبس انقلابهم على صورتهم الرائعة فى ميدان التحرير ودورهم المحترم فى حماية شباب الثورة؟ هل كان غياب استخدام الشعارات الدينية مجرد تكتيكا مرحليا أم أن التناقضات التى تكتنف مواقفهم تشكل دليلا على صراع فكرى حقيقى يشى بتغيرهم فى اتجاه المشروع الوطنى الذي شاركوا فى بدايته؟ ولقد كتبت قبل ذلك فى مقال سابق مضى عليه أكثر من ثمان سنوات
"(أظن أن على الإخوان المسلمين كغيرهم من القوى السياسية أن يقطعوا شوطاً كبيراً فى نقد أنفسهم لكى نقتنع أن لديهم مشروعاً حقيقيا يتسع للوطن بكل طوائفة وليس مشروعا يدخل الوطن فى "قمقم" الطائفة ولكى نقتنع أنهم أصبحو مؤمنين حقاً بالديموقراطية لأن شواهد كثيرة تثبت أن مصادرة الأخر لا تزال سمة غالبة فى سلوك كثير من قياداتهم") ويبدو أت ذات الكلام مازال صالحا لوصف تلك القيادات التى خاضت معركة التصويت "بنعم " بنفس أسلوب الحزب الوطنى فخصصوا السيارات لنقل الناس إلى اللجان ونصبوا الخيام لاستقبال المصوتين قبل الدخول إلى قاعات التصويت وكان بعضهم يحمل على صدره بطاقة كتب عليها " أصدقاء القوات المسلحة" ولا أعلم كيف سمح لهم أو لغيرهم بذلك وبالتالى وكما قلت منذ سنوات فى المقال الذى كنت كتبته تعليقا على سلوكهم معنا أثناء الغزو الأمريكى للعراق ( يظل الحذر والارتياب حاضرين عند التعامل مع إطروحاتهم فنحن أيضاًً مؤمنون ولدينا قدر من الكياسة والفطنة).هذا طبعا بالإضافة إلى أن المنطق الثورى يستلزم أن نسعى من أجل إرساء واقع سياسى جديد ينأى بمصر عن خطر الاصطفاف الطائفى ولا يعيد انتاج الاستبداد و التخلف وينقل مصر إلى مرحلة جديدة تطلق كل طاقات المجتمع المصرى السياسية وتضمن مشاركة الجميع، والأهم أن تطلقنا تلك المرحلة من أسر الخيار الوحيد الذى كان مفروضا علينا قبل الثورة وعنوانه قبل 25 يناير "إما الحزب الوطنى أو الإخوان" وعنوانه بعد 25 يناير فى حالة التعجيل بالانتخابات التشريعية " إما الإخوان أو الحزب الوطنى" وليس ثمة فرق كبير!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لايسار ولايمن جميعنا مصريين
محمد العتربى ( 2012 / 2 / 12 - 01:03 )
لابد فى هذه اللحظه ان يدرك حميع الثوار انهم امام خيارين لاثالث لهم اما التوحد والتنظيم وانكار الذات واما نظام مبارك جديد ولكن أشد

اخر الافلام

.. إسرائيل.. تداعيات انسحاب غانتس من حكومة الحرب | #الظهيرة


.. انهيار منزل تحت الإنشاء بسبب عاصفة قوية ضربت ولاية #تكساس ال




.. تصعيد المحور الإيراني.. هل يخدم إسرائيل أم المنطقة؟ | #ملف_ا


.. عبر الخريطة التفاعلية.. معارك ضارية بين الجيش والمقاومة الفل




.. كتائب القسام: قصفنا مدينة سديروت وتحشدات للجيش الإسرائيلي