الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة الثانية

سميرة عباس التميمي

2011 / 4 / 5
الادب والفن



امرأة عابرة

ايها الساكسفون العابر
اتشعر بالوحدة مثلي؟
القاعةُ غارقة بالكراسي
الصامتة
وكؤوس الويسكي
على الطاولات تنتظر
من يرتشفها
تمرُ عازفاً لوحدك
ويتسللُ خيال رجلٍ
من مكانٍ ما
فتنتابني ذكرى حزينة

****

في الليل القارص
يصمتُ الساكسفون
تحت زخات الثلج
ويتدثر صاحبه
بانفاس المارة
دراهم معدودة متحجرة
تزفرُ حلمها في القبعة
القديمة
وتُداعب مخيلة البؤساء

****

تتذبذبُ موسيقى
الساكسفون
من نهاية نفق مترو محدب
على حُزمة ضوءِ
سنونو
ورغيف خبزٍ وطعام
من بسمة الشتاء
الخاطفة
بجعٌ اسود
يلتقي بجعٌ ابيض
جناحٌ بجناح
يرقصُ على سطح
سراب بحيرة
أتراه ضل طريقه...!؟
ام تراه
يبحثُ عن ضالته...!؟
لا تظلموه
في الوجعِ
هو كالأبيض

****

في القاعةِ المنيرة
بجعٌ ابيض
على بحيراتٍ
من نوتات البيانو
وفرسانٍ
على
شمعٍ ابيض يرقصون
بليلةِ الميلاد
ونجمةٌ تضيء
دفئاً
في روح معتمة
في وهلةٍ
والبردُ فاصلنا
تطربُ جناحيا
اتصفحُ سعادتكم
اتطلعُ لرفقتكم
فهل اجدُ مكاناً لي
بينكم!؟

****

يتلفحني جمود الليل
فتستديرُ عينايّ
الزجاجيتان
بحثاً عن بحيرتي
وتغور يديّ في جيوبي
فلا تجدُ إلا ندف ثلجٍ
اشتري بها بطاقةُ دخولي

****

احسب ان عينيك
مضللتان ومضيئتانِ
تطرفانِ
من ليلٍ ما
دروب يديك متجمدة
اقدارها شائكة
وأنا في ربع طريقي
ولا ارغب في استكمال
طريقي عليها

****

حين اراك في البحرِ
تمرحُ مع الشمسِ
بعيداً عني
اختلقُ كتفاً
من الرمالِ
تتفتتُ اوجاع دموعي
وكأوراق الخريفِ
اتساقطُ
في دهشةِ الجداولِ
ورحيلِ الطيورِ

****

ايها الغريبُ
عني
غريبٌ بطبعك
غريبٌ برائحتك
اتريدني ان اشاطر
آنية الزهورِ
قسوتها
والزهورِ أحزانها
في فؤادي
تجري دموع سرو
لسريرك الوثيرِ
عطر إمرأة
على وسادتها
خصلةُ شعرٍ
من جبهةِ كتابِ
شِعر
فكيف لي ان اتقاسم
احلام وسادتها
شغفها بتفاصيلِ
وجهك
دفأها بألهبةِ عينيك
يقيناً
لا احب ان ارسم
نفسي
داخل حدود ظلك
اترجمُ خطاك
اهيم بخيالك
اتوهم وفاءك

****

اغلالٌ تخنقني
تصطكُ بين اسنان
الايام
برداُ ومنه ترتفعُ
قضباناٌ
على الجبال الثلجية
حيثُ إقامتي الجبرية
في فصل الشتاء

****

الزهور لا تعمر
في يديك طويلاٌ
عدة ايام
بعمرِ مركبٍ يتحدى
ريحاٌ هوجاء
ورميةُ زارٍ
في طاولةِ النردِ
بين الحظِ والعصيان
يا متقن الاحابيل
والمراوغة
لا يمكنني تغييرُ مجرى
نهرٍ حكمت الطبيعةُ
طريقه
لا يمكنني ان اكتب
حياتك
وقد خطه القدر
قبل ان اهمش
قطعاٌ على خاتمته

****

إلى أي وادٍ
اجدب
تريدنا ان نمضي
نتحدى الزنابق
في عينيّ إمرأتك
والمنطق في اعشاش
الطيور
وزئير الاسود
في عرينها
والضمير حين نلصقه
على شراعِ مركبٍ
تضربه الرعود
وتمزقه البروق
لا اريدك وخاتمُ
حبنا الابدي
مندهسٌ في جيب
سترتك
ليبرق الآخر
ويموت الهوى
والمحبوب
أتصحرُ في بركك
المائية
وتبهتُ إبتسامة غادةٍ
في الربيع
لجبروتك
يسجدُ
الشتاءُ
والربيع
الصيفُ
والخريف

****

تسرحُ عيناي
نحو الشمسِ الغاربة
خلف الجبال الثلجية
وفي الشتاء
اشربُ كوبَ حليب بالكاكاو
الساخن
مع التلفاز
استمعُ إليه
ولا يبالي بأحاديثي
وأتدفأ بالجرائد
والمجلات
وفي الصيفِ
ابعدُ
بالجرائدِ اليومية
قيظ الوحدة
عن وجهي
وتأتيني بين كل شباطٍ
ونيسان
بضمادات الجراح
ترحل
وأبقى
بجسدي المبتل
ألماً
ورائحة التبغِ والمجون
****
في عينيكَ تموت
الايام
تنتحر الطيور
وتُحرق السنابل
من أسرك
سأتحرر
على جبروتك
اتمرد
ومن قدسيتك !
اتبرأ
لأن شروقَ حياةٍ
جديدة
عندك قُداس

****

آسفة
لن اكون الثانية
وفي مقدوري
ان اكون الاولى
انا طائرٌ حُر
وعلى شفاهي
ينبتُ ويفوح
القرنفل
أناشيدي
تحت اجنحتي
وفي سماء النقاء
اطيرُ مع رفيقي
بعيداً عن القيود والاغلال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??


.. فيلم -لا غزة تعيش بالأمل- رشيد مشهراوي مع منى الشاذلي




.. لحظة إغماء بنت ونيس فى عزاء والدتها.. الفنانة ريم أحمد تسقط