الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البيان الخشبي لاتحاد الكتّاب العرب

حمزة رستناوي

2011 / 4 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


"قراءة في بيان اتحاد الكتاب العرب"


السؤال الذي يطرح نفسه هل نحن بحاجة إلى بيان من اتحاد الكتاب العرب يكرر على مسامعنا الخطاب الإعلامي الرسمي, و هو ما يستطيع أي مواطن سوري و غير سوري متابعته في وسائل الإعلام الرسمية المقروءة أو المسموعة أو على لسان بعضا ًممن تستضيفهم الفضائيات العربية.

أنا أفترض أن يقول بيان لاتحاد الكتاب العرب شيئا مختلفا ً أكثر تعيناً و دقة و فائدة , و أكثر انحيازا للإنسان .

على بيان اتحاد الكتاب العرب أن يتضمّن القاسم المشترك الأصغر بين آراء أعضاءه من الكتّاب , و أن يقوم بتحييد ما هو خلافي و إشكالي في هذه المرحلة

لكي يحظى بأكبر قدر ممكن من التأييد و التأثير.

و سأقف عند بعض النقاط التي أثارها البيان:

أوّلاً: هو يُدين" الحملات الإعلامية المحمولة الكاذبة والملفقة " حسنا ً لنعترف بالإعلان كفضاء تداولي مفتوح بعيدا عن ذهنية الحروب و الحروب الإعلامية المضادة , و لا أظن مثقف حقيقي واحد ينحاز ضد حرية التعبير و حرية تشكّل الرأي , و هذه ألف باء الثقافة , لماذا لا يدعو وسائل الإعلام العربية و العالمية لتغطية الحدث من أرض الحدث , لماذا نشاهد على الفضائيات مقاطع فيديو التقطتها كاميرات جوالات سيئة الجودة , و نستمع لأصوات شهود عيان مجهولين ,و نسمع معلومات متضاربة عن أعداد القتلى و الجرحى, فالأكثر جدوى- كما طرح د.محمد حبش- في فضح " الحملات الإعلامية المحمومة الكاذبة و الملفقة" هو السماح لمراسلي و مصوري الفضائيات بالتصوير و التواجد مكان الحدث أسوة بتغطيات احتجاجات حدثت في أماكن أخرى, و لنبدأ بفضائيات أكثر قربا ً من وجهة النظر التي يتبنّها "بيان الاتحاد" كفضائيات الجزيرة - روسيا اليوم - العالم – الجديد, و جرائد كالسفير و الأخبار..الخ.

لندع المشاهدين أو قطاع منهم يتوصّلوا بأنفسهم إلى ما يقرّره جازما ً "بيان اتحاد الكتاب العرب" لنحترم حق تكوين الرأي و التعبير دون وصاية, لنفترض حسن النية و سلامة الطوية و رجاحة العقل عند المتابعين من أبناء الشعب السوري والشعوب العربية.

ثانياً: الأحداث التي شهدتها سوريا خلال الأسابيع السابقة سقط فيها ضحايا بالعشرات أو المئات من أبناء الشعب- باعتراف وسائل الإعلام الرسمية- , ألا يستحق هؤلاء الضحايا و عائلاتهم من السوريين وقفة من بيان اتحاد الكتاب العرب, كالترحم على أرواحهم, مواساة عائلاتهم, تعزيتها, المطالبة بكشف ملابسات و ظروف قتلهم؟!

ثالثا ً: أشار البيان إلى مطالب مشروعة للجماهير و المواطنين دون تسميتها , و أشار إلى ضرورة القيام باصلاحات جوهرية دون تسميتها و تعينها كذلك, و هذا هو جوهر القضية و مربط الفرس, فقط اكتفى البيان بعبارات عامة لا تقول شيئاً. بالتأكيد ليس المطلوب من اتحاد كتاب أن يضع خطة إنقاذ سياسي ,فهذا شأن السياسيين , و لكنه كشخصية اعتبارية عليه أن يشير إلى بوصلة الرأي العام و ضمير الشعب السوري , و يدافع عن قيم فطرة الحياة كالحرية و العدل و الشفافية و حرمة الدم . ماذا بشأن حالة الطوارئ- مبدأ الحزب القائد و احتكار الحياة السياسية - تجنيس السوريين الأكراد - تفعيل آليات مكافحة الفساد و أهمها : برلمان ديمقراطي فاعل , إعلام حر ذو مصداقية , تدعيم استقلالية القضاء-..الخ.

من المفترض لاتحاد كتاب أن يكون مبادرا ً و سبّاقاً لطرح الرؤى الإصلاحية لا متخلّفا عن اللحاق بركبها؟!

رابعا ً: لا أعتقد أنه ثمّة خلاف بين السوريين " جماهير شعبنا العظيم" على ما طرحه بيان الاتحاد حول : الوحدة الوطنية – خطورة إثارة النعرات الطائفية و المتاجرة بها - ووحدة التراب السوري- و تحريم التدخل الأجنبي – و مقاومة المشروع الصهيوني. فهذه النقاط محط إجماع وطني.

و أخيرا سأثبت للإطلاع نص "بيان اتحاد الكتاب العرب"

أتساءل هل هو بيان " اتحاد الكتاب العرب" :لعموم كتاب العالم العربي و المهجر.

أم "بيان اتحاد الكتاب العرب – فرع سوريا؟!

أم "بيان اتحاد كتّاب عرب "بدون ألف التعريف؟!

5-4-2011

*

لندعكم مع نص البيان:

نص بيان اتحاد الكتاب العرب

أيها المبدعون في كل مكان

تعرضت سورية في الآونة الأخيرة لهجمة منظمة مكشوفة الغايات والمرامي تستهدف تقاليدها الوطنية والاجتماعية ومواقفها السياسية القائمة على مواقف مبدئية ثابتة في الدفاع عن كرامة العرب وعزتهم وفي الدعم المشروع لقوى الحرية والمقاومة والكفاح في الأرض العربية كلها

إن اتحاد الكتاب العرب في سورية ، وهو الذي يدرك أبعاد وبواعث هذه الهجمة ،مثلما يدرك غايات القوى المحركة لها على الصعيدين الدولي و الإقليمي الخفية منها والمعلنة، يؤكد لجماهير أمتنا ومثقفيها ومبدعيها أن منجزات الشعب السوري مصونة بوعية ،الذي يستند إلى إرث من التآخي المجبول بتراب الأرض ومائها وتاريخها وتضحيات أبنائها ، الأمر الذي لن تجدي معه نفعاً المحاولات اليائسة للنيل من وحدته الوطنية وتقاليده القومية والتاريخية ،وسيظل متمسكاً بمشروع الإصلاح ومحاربة الفساد ،والدفاع عن وحدته الوطنية ،ضد أولئك الذين يجيرون بعض المطالب المشروعة ،لصالح غايات بعيدة المرامي وفق الحملات الإعلامية المحمولة الكاذبة والملفقة ، وهي التي يحركها وهم يصر على تبديد طاقة سورية القومية في أمور خارجة عن هموم الجماهير وتطلعاتها في مشروع الإصلاح والتطوير

إن اتحاد الكتاب العرب إذ يرى في المطالب الشعبية المشروعة أمراً يدل على حيوية الحوار بين المواطن وقيادته يرى ضرورة القيام بإصلاحات جوهرية وسريعة على جميع المستويات لاستئصال كل أنماط الفساد والانحراف ، والعجز والتقصير والتشويه ..وهو الهدف الذي أعلنت عنه مسيرة التطوير والتحديث بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد،وأكدت أمر تحقيقه ،كعادتها ،مستجيبة لمتطلبات المرحلة الراهنة والالتزام بثوابت الدفاع عن الحقوق العربية المشروعة ، وعن المقاومة العربية الأصيلة في مواجهة العدو الصهيوني ومخططات الهيمنة على المنطقة.

إن الوحدة الوطنية هي الركيزة الأساسية لشعبنا ومصدر قوته الأولى في تصديه لكل المؤامرات وكل أشكال الاستلاب والفتنة والطائفية البغيضة

يا جماهير شعبنا العظيم

إن التسلح بالوعي ومواجهة تلك الهجمات تحتاج إلى تكاتف جميع أبناء سورية على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم للحفاظ على وحدة العيش المشترك ،إفشال المخططات التي تدبر لكسر إرادتهم ووحدتهم وحريتهم

ستظل سورية موئلاً للحرية والتآخي وسندحر إلى الأبد جحافل أعدائها المسعورة"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حسام زملط لشبكتنا عن هجوم رفح: نتنياهو تعلّم أن بإمكانه تجاو


.. من غزة إلى رفح إلى دير البلح.. نازحون ينصبون خيامهم الممزقة




.. -الحمدلله عالسلامة-.. مواساة لمراسل الجزيرة أنس الشريف بعد ق


.. حرب غزة.. استقالة المسؤول عن رسم الشؤون الاستراتيجية في مجلس




.. دكتور كويتي يحكي عن منشورات للاحتلال يهدد عبرها بتوسيع العدو