الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حركة 20 فبراير : حان الوقت لإعلان مبادئ التغيير

حسن طويل

2011 / 4 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


الحراك الذي فرضه شباب 20 فبراير في المغرب عبر خلخلة المشهد السياسي المغربي الراكد ، جعل لصوص " الثورات " و إنتهازيي الأحداث يسيلون لعابهم السام طمعا في جني النتائج . فهاهي الأ حزاب الكرتونية الفاقدة لأي حس مبدئي تلتقي بلجنة المخزن لتعديل الدستور و تقدم إقتراحاتها بكل وقاحة و في أغلب الأحيان ضد شعارات 20 فبراير من حرية و كرامة وديمقراطية ، فجلها طالبت ببقاء الفصل 19 من الدستور ( وهو في حد ذاته دستور داخل دستور ) المجسد للملكية المطلقة و المحافظ على الثالوث المعطل لكل إصلاح دستوري ( الملكية -الإسلام - الوحدة الترابية ).
النخب المخزنية الحزبية هي فعلا تجسيد لمزيج من التملق و الوصولية و الجبن ؛ إرتأت نتاج الشطط في وقاحتها أن تقدم نفسها مخاطبا للمخزن في الإصلاح المزعوم رغم أن جلها دعت إلى عدم الخروج في 20 فبراير، بل وأتهمت الشباب المنتفض بالعمالة و الإنحلال . هي و سيدها المخزن لم يستوعبا درس 20 فبراير ، الدي يحمل رسالة و اضحة وبدون تشفير مضمونها : النطام السياسي المغربي بمخزنه و أحزابه مفلس و فاسد و يجب أن يتغير و أن هناك فرق بين ممارسة السياسة و السمسرة السياسية . حركة الشباب أصبحت مرآة لهذه النخبة الفاسدة تعكس شيخوختها وعقمها و فسادها ، هي بمثابة صيحة غضب قوية وفاضحة لبشاعتها وإفلاسها .
فزيادة على إنتهازية هذه النخب الفاسدة التي تتكالب لإنقاد المخزن في كل مرحلة تعرف فيها البلاد إنتفاضات شعبية ( تاريخ طويل في المتاجرة بمصالح الشعب وإخماد الثورات ) هناك خطر على هذا الحراك من طرف لصوص الثورات خاصة من طرف الأصوليين وفي مقدمتها الجماعة السيكتية الأصولية العدل والإحسان . هذه الجماعة صاحبة مشروع مجتمعي جد متخلف و معادي لحقوق الإنسان ، فهي تنادي بتطبيق نمودج حكم أصولي مبني على رؤية متخلفة للدين نواته الصلبة إستبداد بإسم الله ، يقرر في مصير الناس و يتحكم في حياتهم بمنطق حق الوكالة من طرف الله . جماعة العدل و الإحسان هي بالتعريف ضد حقوق الإنسان و الحرية و العدالة الإجتماعية و الديمقراطية و هي شعارات إنتفاضة 20 فبراير . فالجماعة المشخصنة في شيخها عبد السلام ياسين ، فهو هي و هي هو ، عبر تداخل و حلول صوفي ؛ فهو منظرها و زعيمها و رأسمالها الرمزي والمادي ووسيلة للتبرك و التقرب لله ( ممارسات التبرك بلعاب الشيخ و كراماته معروفة في طقوس الجماعة ) . الماركة المسجلة للجماعة هي الإعتماد على الرؤيا و الأحلام في السياسة ( رؤى 2006) وبيع جلود الأغنام في أعياد الاضحى ربما لتمويل فيلات والعيش الرغد للشيخ و أسرته . أما نضالها فيتلخص في قتل الطلبة اليساريين في الجامعات ( المعطي -بنعيسى -الجيد ..) و القيام بمخيمات متخلفة في الشواطئ. أما خطابها السياسي فهو عبارة عن قرصنة مشوهة ووضيعة لخطاب اليسار مناقض في أغلب الأحيان لبرنامجها القروسطوي المسامي للتخلف معتبره حضارة و خصوصية.
إحدى التحديات الرئيسية لحركة 20 فبراير هو الإ نحراف عن شعاراتها و لصوص الثورات خاصة أصحاب اللحى ، و لهذا لابد من التفكير في إعلان مبادئ تشكل خارطة طريق لكل تغيير يمس المغرب و ليكون عائقا أمام هؤلاء اللصوص . هذا الإعلان يكون بمثابة توجيها للتغيير يحميه من كل إنزلاق سواء أصوليا أو مخزنيا ؛ وتكون أفكاره الكبرى حول مايلي :
1 -من أجل دولة مدنية ؛ دولة المواطنة التي تقطع مع دولة الرعية والدولة الأصولية ؛
2-من أجل سياسة قائمة على النسبية و الإختلاف و إبعادها عن مجال القداسة و الإطلاقية ،
3- من أجل دولة حامية للحقوق و الحريات الفردية والجماعية ،
4- من أجل دولة المؤسسات و سيادة القانون و ربط المسؤولية بالمحاسبة ؛ و بناء منظومة النزاهة لمحاربة الفساد
5- من أجل فصل حقيقي للسلطات ؛
6- من أجل دستور ديمقراطي يعطي للشعب الحق في حكم نفسه و توزيع عادل للسلطات ؛
7- من أجل إقتصاد تضامني عادل في توزيع الثروات ،إنتاجي يقطع مع الريع والفساد ؛ هو من أجل المواطن و بواسطة المواطن و بهدف المواطن ؛
8- من اجل هوية مركبة و متعددة ومفتوحة للمغربي بمختلف أبعادها : المتوسطي الإفريقي الأمازيغي العربي ، لاتلخص الهوية بمنطق شوفيني و لا تقزمها لإشكال لغوي بل تفتحها على التلاقح الحضاري المشجع للتطور و التقدم .( تلخيص الأمازيغية في دسترة اللغة هو تقزيم لهدا البعد في الهوية )
9-من أجل مشروع ثقافي حضاري يساهم فيه مختلف الفاعلين ( دولة - إعلام - مدرسة ...) لتقريب المواطنين من معرفة حقوقهم وواجباتهم و إندماجهم في الحداثة بمختلف أبعادها تقطع مع منطق التجهيل و التعتيم المتبعة لتشكيل الإحتياطي اللازم للمخزن و الأصوليين ؛
10- من أجل حياة كريمة للمواطن : توزيع عادل للثروات - دخل يكفل له العيش الكريم - الضرائب التصاعدية على الثروات ( عدل ضريبي )- الحق في الخدمات الجيدة و المجانية من تعليم و صحة و إدارة - المساوات أمام القانون - محاربة أشكال الحكرة .
هذه خطوط عريضة بمثابة أرضية للتفكير ، لتكون بمثابة إعلان مبادئ لحركة 20 فبراير في المغرب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة