الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وهكذا اشتريت الشوكولاطة!

حوا بطواش
كاتبة

(Hawa Batwash)

2011 / 4 / 6
الادب والفن


كلما تساقط المطر تخطر في بالي الشوكولاطة. وهل هناك أجمل من أكل الشوكولاطة على خلفية عزف المطر؟
هل أحمد الله على الأمطار التي لم تعد تزورنا كثيرا؟ لا ادري.

ولكنني ارتكبت غلطة حمقاء اليوم. نسيت احضار الشمسية معي. وكيف يبقى للشمسية مكان في ذاكرتي خلال معركة الصباح اليومية التي تكاد تقضي على أعصابي، وأنا اصارع فيها دقات الساعة حتى أجهز أربعتنا، فأجهز لكل واحد فطوره، وزوادته، وملابسه، وشعراته، وجواربه و.. و.. حتى أوزع كل واحد الى غايته وأبقى وحدي في السيارة لأنطلق بها الى العمل... فأتنفس الصعداء... ولا يمر يوم واحد دون ان أتأخر عن العمل ربع ساعة على الأقل!

المهم... دون وجود الشمسية كان عليّ الإسراع في الذهاب لشراء الشوكولاطة، قبل ان تعود الأمطار للهطول من جديد. وفي طريقي الى هناك، عندما كنت أمر من موقف السيارات، اصطدمت عيناي بذلك الرجل الذي أراه هناك كل يوم، في نفس ذلك المكان، في كل الأوقات، وهو يتحدث على جواله، اما واقفا، او سائرا ذهابا وايابا، او متكئا على احدى السيارات، او على حائط البناية القريبة... ولا أدري ما عمله في هذا المكان بالضبط، وماذا يقول، ومع من يتحدث كل هذا الوقت، ومن يكون هذا الرجل اصلا؟؟! فأنا لا اعرفه ولم اكلمه مرة واحدة، ولكنني لاحظت ان عيني بدأتا تبحثان عنه، دون استئذان مني، كل مرة أمر فيها من ذلك المكان، حيث ان وجوده بات يضحكني!

وصلت الى البريد. وحين دخلت... لم يكن هناك احد... الا... كلب... او كلبة؟؟؟ لست ادري، فأنا لا اميزّ بينهما كثيرا. المهم، أخذت بريدنا وأردت الخروج. ولكن الكلب سبقني الى الباب. وانا لم أشأ ان ادعه يخرج كي يبقي كل شيء على ما كان عليه في غياب الجميع هناك. حاولت ابعاد الكلب عن الباب وأسرعت لفتح الباب... وعندما خرجت... رأيت الكلب أمامي، خرج معي وقد أسرع الى مبتغاه، كلب اخر، او كلبة (فأنا ما زلت لا أميز بينهما)، فأخذا يتعانقان ويتراقصان واختفيا من امام عيني بسرعة البرق.

المهم... بعد ذلك، ذهبت الى الدكانة القريبة لشراء الشوكولاطة. لوهلة، ظننت أن المطر قد عاود الهطول، اذ رأيت قطرات الماء المتساقطة على الطريق المرصف بالحجارة، ولكن سرعان ما اكتشفت انها قطرات الماء العالقة على اطراف الأشجار العالية التي تنبت على طول الرصيف.

دخلت الدكانة واشتريت ما اردت، وعندما عدت الى مكان عملي... رأيت يورام بنانوت، يعني يورام المسؤول عن الموز، ولكن هكذا نحن نكتب اسمه على فواتيره، أي فواتير الكيبوتس الذي نعمل فيه، مثله ومثل: غال تماريم (يعني تمر)، وزالي افوكادو، ويعقوف داغيم (يعني اسماك) والخ...
وكالعادة، كانت صرخات يورام تملأ المكان. عمر!! خالد!! سعيد!!

"يا الله! شو بصيح هاد!" قال لي مديري في الأيام الأولى من بدء عملي، اذ كنا في المكتب نسمع صيحاته المتعالية التي تنذر بمجيئه!
"مين؟" سألته.
"هذا... يورام بنانوت."

لم اكن اعرفه بعد في ذلك اليوم. ولكنني تعرفت عليه جيدا بعد ذلك.
قلت له وانا اشير الى ملابسه القصيرة: "ألم تلاحظ ان اليوم قد عاد الشتاء؟"
"لا، لم الاحظ. من قال ذلك؟"
"ستمرض هكذا."
"لا يهم. ولكن، قولي لي، الا يوجد لديك عمل هناك سوى ان تتصلي بي في الثامنة صباحا لتقولي لي: تعال امض؟!"
"لماذا؟ هل كنت نائما؟ احسست من صوتك انك كنت نائما. وما ذنبي انا ان كنت نائما؟ ظننت ان الكل هنا يبدأ عمله من الفجر."
"كل الإحترام لك. لا تضيعين دقيقة واحدة. ما ان يأتي الأول من الشهر، في الثامنة صباحا، ترفعين الهاتف ويلا امض!"

تركته وعدت الى مكتبي، بعد ان اخفقت في اقناعه ان الساعة كانت قد تجاوزت الثامنة والنصف حين اتصلت به، ولكن لا يهم...
المهم... وهكذا اشتريت الشوكولاطة.

كفر كما
5.4.11








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي


.. الفنان السعودي -حقروص- في صباح العربية




.. محمد عبيدات.. تعيين مغني الراب -ميستر آب- متحدثا لمطار الجزا


.. كيف تحول من لاعب كرة قدم إلى فنان؟.. الفنان سلطان خليفة يوضح




.. الفنان السعودي -حقروص- يتحدث عن كواليس أحدث أغانيه في صباح ا