الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخوف الاجتماعي: المرض الذي تعاني منه الفريدا يلنيك الفائزة بجائزة نوبل للآداب

حميد الهاشمي
مختص بعلم الاجتماع

(Hamied Hashimi)

2004 / 10 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


صرحت الاديبة النمساوية الفريدا يلنيك الفائزة بجائزة نوبل للآداب لعام 2004، انها سوف لن تستطيع الحضور الى ستوكهولم حيث الحفلة التقليدية التي سوف تقيمها لها لجنة منح الجائزة ويتم تسليمها غياها. والسبب في عدم حضورها هو معاناتها من مرض يدعى (الخوف الاجتماعي Social Phobia).
وتقول الكاتبة النمساوية انها كانت تعاني لوقت طويل من مرض الخوف الاجتماعي الذي شخصه الاطباء لها بوضوح. وقد طلبت يلنيك من ناشرها ان يذهب الى ستوكهولم لينوب عنها في استلام الجائزة، علما انها كانت عاجزة عن التعبير عن شعورها بالفوز بالجائزة، كما افصحت عن انها لم تكن تتصور في سنيها المبكرة من انها سوف تفوز بهذه الجائزة لتكون "ريشة في قبعة النمسا" وان مرضها هو السبب في تعذر مجيئها وليس سبب آخر.
وقد علقت يلنيك على مرضها بان اي انسان معرض ان يصاب بهذا المرض، وقالت "ابدو فارغة" لكنني قادرة على الكتابة، وانها كانت لسنوات غير قادرة على الظهور امام جمهور واسع، لكن يمكنها ذلك امام اعداد قليلة. وانها كانت قادرة للسفر الى ميونخ لزيارة زوجها.

ومن اجل تسليط الضوء على هذا المرض النفسي- الاجتماعي، كانت هذه المادة التي تقرأونها:

الخوف الاجتماعي:
هو نوع من الخوف يتمثل في صعوبة مواجهة جمهور او الافراد المقابلين، حيث يتملك الشخص شعور بان الاخرين لديهم انطباع او حكم أو تقييم مسبق ضده. ونسميه في العادة عدم امتلاك الشخص للجرأة الادبية.
وهو مرض نفسي – اجتماعي.
او ان عيون الآخرين جميعهم مركزة عليهم وانهم عاجزون امام ذلك.
وفي بعض الحالات يخشى مرضى هذا النوع من الفوبيا من الخروج ومواجهة العامة ويتملكهم شعور بالخجل المفرط واحمرار الوجه والارتجاف وجفاف الفم والدوخة ايحيانا.
وهناك أمثلة لمواقف عديدة يحصل فيها هذا الشعور تتمثل في :
- حضور الحفلات.
- الكتابة او الأكل او الشرب تحت مراقبة او ملاحظة الآخرين.
- التحدث في المناسبات العامة كالاجتماعات مثلا.
- استقبال الضيوف.
- التحدث الى الآخرين.
- الخوف والتردد من تأدية طقس او شعيرة دينية او تقليدية معينة امام العامة مثل الوضوء او الصلاة او غير ذلك.
- الاكل والشرب في حضور جمهور او مشاركتهم.

وآخرها "استلام جائزة نوبل" الذي تعاني منه الكاتبة المبدعة.
ومثل هذا النوع من الامراض هو وهمي باعتباره فوبيا (phobia) اي انه غير مبرر وليس له داع حقيقي في الواقع طالما يؤديه اغلبية الناس باعتيادية. ومن المرجح انه عائد الى مكون التنشئة الاجتماعية ومراحل الطفولة الاولى على الاغلب واثر التجارب الشخصية على حياة المريض به.
فمعروف ان بعض الثقافات كالثقافة العربية مثلا تنشئ الطفل وخاصة الاناث على الحياء والحشمة وتحاشي مواجهة الحشود والظهور في الاماكن العامة رغم ان ذلك لم يكن شائعا في ثقافة الاسلام في مراحله الاولى.
اما في حالة مريضتنا هذه الاديبة الفريدا يلنيك فان الامر قطعا عائد الى تجاربها الشخصية في مراحل حياتها المختلفة وخاصة الطفولة منها.
ان نسبة الاصابة بهذا المرض تصل الى 13 % تقريبا في العالم، وتكاد تخص الاشخاص الذين هم في موقع المسؤلية، او المشاهير والمتميزين، ذلك لما يتطلبه موقعهم من الظهور امام الملأ او حشود من الناس وهو في الحقيقة اختبار لاكتشاف هذا المرض، على العكس من الناس البسطاء الذين قد لا يتعرضون لمثل هذا الاختبار وبالتالي لا يكشفون.
ان علاج هذا المرض (الخوف الاجتماعي social phobia) هو اقحام هؤلاء المرضى في مزيد من المواقف الاختبارية والاصرار على تجاوزهم لهذه المواقف بسلام وتشجيعهم من جانب او تجاهل احراجهم في مواقف اخرى حتى لا يشعرون بمراقبة الآخر لهم في المواقف التي لا تحتاج الى تسليط الضوء. كما ان هناك وسيلة اخرى وهي اداءهم لبروفات تدريبية مثلما يستعد الممثلون لاداء ادوار معينة، ويتم هذا من قبل مدربين متخصصين او ان يتدرب هؤلاء المرضى لوحدهم امام مرآة مثلا.

* انثروبولوجي عراقي مقيم في هولندا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكسيوس: الولايات المتحدة علّقت شحنة ذخيرة موجهة لإسرائيل


.. مواجهات بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين أثناء اقتحامهم بيت




.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال تقوم بتجريف البنية التحتية في م


.. إدارة جامعة تورنتو الكندية تبلغ المعتصمين بأن المخيم بحرم ال




.. بطول 140.53 مترًا.. خبازون فرنسيون يعدّون أطول رغيف خبز في ا