الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجلس الشعب السوري وتعليق حالة الطوارئ

بدرالدين حسن قربي

2011 / 4 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


تحت الأغطية وخلف الأسوار الحديدية لقوانين طوارئ ومراسيم تشريعية مكملة لها وقوانين بمقاسات خاصة، عاش السورييون ومازالوا قرابة نصف قرن في غابة من القمع والرعب وكبت الحريات، تجلّت بتصفية المعارضين للنظام مما نتج عنه عشرات الآلاف، فقيداً تحت التعذيب أو قتيلاً في مواجهات مفروضة أو إعدامات في محاكم صورية، ممن مازالت أسماؤهم تمور تحت جدر التعتيم والصمت. وكذلك أيضاً عشرات الآلاف من المنفيين قسراً وطوعاً، وأضعاف أمثالهم من الأبناء والأحفاد ممن ولدوا في المنافي ويمتنع عليهم العودة، وماتبع ذلك من مشاكل اجتماعية أخلاقية إنسانية ووطنية عالقة على الطرف الآخر داخل الوطن لعشرات الآلاف من الناس، تجلياتها آلام مستمرة وأوجاع وقهر مما لايعقل تصوره لأمهات وآباء وأزواج وشباب وصبايا، ومشاكل شرعية عالقة من عقود، لم تستطع كل المطالبات المستمرة عبر السنين تجاوز هذه الكوارث ومعالجتها بالحسنى، لأنها كانت تواجه من قبل النظام بالصلف والكبر على طريقة بلطوا البحر، وأنه لن يقدر عليه أحد. وللمرة الأولى في تاريخ مجالس الشعب جاء اقتراح العضو عبدالكريم السيد في 23 شباط/فبراير الماضي للنظر برفع قانون الطوارئ ولو جزئياً، فقوبل بالرفض. وعليه، فباستدعاء ماقالته السيدة بثينة شعبان مستشارة الرئيس بعد شهر من الرفض السابق، وهي تبشرنا بخطاب قادم خلال أيام للرئيس بشار يتحدث فيه عن إصلاحات تنوي الحكومة اتخاذها، وأن هناك قراراً بإيقاف قانون الطوارئ ولكن لم يحدّد موعده، وباستدعاء ماقاله بعدها الشيخ والنائب محمد حبش إلى قناة الجزيرة بأن ماينتظره الناس من خطاب الرئيس الأسد حسب قوله هو إعلان رفع قانون الطوارئ الذي أعاق الحياة في البلد، وبالرجوع إلى خطاب الرئيس أمام مجلس الشعب فلسوف نجده خلواً مما بُشّرت به الجماهير، وإنما جاء قرار رئاسي عقبه بتشكيل لجنة لإعداد قانون لمكافحة الإرهاب ليحل محل قانون الطوارئ خلال فترة قريبة جداً، وهو مالم يُرد الرئيس قوله في خطابه خشية أن يبدو بمظهر من يقدم تنازلات لمعارضيه أو أن يظن بعضهم والعياذ بالله أنه أصابه الوهن.
مجلس شعب فيه عضو واحد بصير كان صاحب اقتراح ضرورة التعليق، وهو اقتراح أكدت صوابيته ثورة شعبية سلمية عارمة، لم يرها الناس من قبل تغني للحرية بعد ثلاثة أسابيع ليس أكثر، وأول مطالبها إلغاء حالة الطوارئ، في وقت رأى الآخرون فيه ضرر التعليق فرفضوه بالإجماع، وحجتهم استمرار حالة الحرب مع العدو الصهيوني رغم أنهم يعلمون علم اليقين أن لا أحد أطلق طلقة واحدة باتجاه العدو الإسرائيلي منذ قرابة أربعين عاماً، كما أكّد رجاحة عقل وبعد نظر صاحب الاقتراح، أنه بعد شهر تقريباً صدر قرار جمهوري بتشكيل لجنة لتعليق قانون الطوارئ واستبداله بقانون لمكافحة الإرهاب.
إن مجلس شعب عدده مئتان وخمسون عضواً، فيه واحد فقط لاغير أحسّ ببصيرته وباعتباره ممثلاً لشعب يعاني مرارات حالة الطوارئ ويقاسي آلامها فاقترح مااقترح، ولو استمِع إليه في وقتها لكان الحال غير الحال، يجعلنا نتفهم بالغ حماس أعضائه بالتصفيق قبل وأثناء وبعد خطاب الرئيس السوري، بأنهم قوم يتقنون التصفيق ولاصلة لهم بهموم الناس وحريتهم وكرامتهم ومعاناتهم. وعليه، فإن الشعب يريد حلّ مجلس المصفقين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يطلق النار على سكان قرية لبنانية حدودية


.. دعوات الحجاج ورجال الأمن تحت زخات المطر




.. الخارجية الأمريكية: هناك إطار دبلوماسي قد يحقق الحل بين حزب


.. روسيا تنتهك المجال الجوي لسويدا وفنلندا




.. الحجاج يواصلون رمي الجمرات في ثاني أيام التشريق