الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هوامش ثلاثه عن انطفاء الرجل الذي غادر

ماجد المذحجي

2004 / 10 / 22
الادب والفن


إلى إبراهيم قعدوني...
صدقني يا عزيزي لقد تعودت أن ادفن أصدقائي قبل الرحيل.. ربما لهذا أضعت كفي في المطار تلك الليلة....

*منفذ باتجاه ارتباك ناقص:
ماذا عن الأشياء التي تضيئك في وحدتك حين تتناولها وأنت ممسوس ومرتبك؟!. ماذا حين تصفف تشوشك تجاهها بانفعال حار يجعلك تشبه فضيحة منشوره في ضوء ثخين؟؟. وحين تصير هذه الأشياء حائطاً تربى في ظله الوسوسة وتسوغ لدماغك أن يمتلئ بتأويل بارد يُعلق علامات للاستفهام على أغصانها ويصب زيتها على خشيةٍ تلتهب بين ضلوعك اليابسة كحطب قديم؟؟!!
يبدو هذا الارتباك المتكاثر عليك كالكلام السيء مدخلاً جيداً لإشعال حروب بائسة مع مخاوف تركتها طريه قرب نسيان لم تستطع أن تكمله، ويبدو جيداً أيضاً للتشاغل بأعضائك وشهواتك حين لا تستطيع التماسك أمام استثناءات يوميه تنغرس بين خطاك فجأة وتحيلك إلى ضعفك وتأكلك ايضاً بسرعة سخيفه. إذاً لابد من أن هذا الارتباك هو ما يجعل الأخريين يفترضون دائماً إن ظهرك واسع كفاية لملئه بثقوب النميمة ومزادات الفائدة التي يستطيعون جنيها بينما أنت تهرشه بأصابع لا تكفي...

عن أصابع خسرتها على وجه صديق أغمضت قلبي عليه:*
كيف يمكن تبرير ارتكابك لخيانةٍ لم تكن مضاءه جيداً .. وهل سيكفي توسلك حين تُصبح مهملاً بقربها في صباح أنت لوحدك من سيشعر فيه بالصقيع يملاء القلب!!. ويا ترى هل سيكفي الشجر الواقف في ظمئك لكي تتنفس هواءً لم تثقله الأساطير ولا الغبار....
ليست الخيانات سوى شهوة متكبرة تنبت عالياً في طين أناني، والندم عليها يتحول إلى فم نهمه تقضم امانك المشوش حين تركن إلى تعطيل نفسك عن اللامبالاة.
هذا قاسي تماماً. و يشبه عزلة الكائن الذي ترك حكايةً عن حنينه وخذلانه قرب امرأة يحبها وائطفىء في وسط الليل والبرد والمكابدة المضنية لأشواق تنغرس كالشوك في أطراف القلب...

بخصوص وحده تركل الليل وحنين استبقى رماده في عظامي:*
لاشيء سوى المدينة تتعرق في هذا الليل العالق في دهني.. تفتح شباكاً على خيباتٍ أهملها النوم وأعراس تركها الغرباء على بابك قبل أن يغادرو مثقلين بما لم تقله عن حنينك ووحدتك...
لاشيء سوى اعصابك تتفرع كالثعابين في الشوارع والعتمه.. تتحرش بالتواريخ التي أضعتها تحت الإضاءات الشاحبة وقرب البياض الذي خبأته من برد المكان وضعفه وشراسته. تأكل قلبك أغنيات مصابه بالوحدة، وأفراح أعطبتها بتهورك، ووجوه تركتها تكابد حسرتها على غيابك وانطفاء روحك منذ ازدحمت بالصراخ والمواعيد والبهرجة والضوء الكاذب. لا تفيق إلا حين تلسعك في الصدر رغبه بقرض نفسك من الأطراف إلى الاطراف والبكاء وحيداً وبحرارة على ما خلفته كوابيس ملائكة تركوا حكاياتهم معلقه في الهواء لتشير نحو الأحزان التي تجعل المدن تشيخ والغصة التي يحملها العابرون في حقائبهم.. إلى ابواب الخذلان المفتوحة والدروب التي انتحرت فيها عاشقات صغيرات لم يشبعن من الحب والغيره والأشواق .
هو الحنين بالتأكيد ذلك الذي يزرع ضجيجه تحت الإسفلت وفي الجلد وبين العينين. هو الذي يجعل فراشات الضوء تعود دوماً نحو الضوء. وهو ذلك الذي يغمض عينيك على دمعه ويطلق اشتهائك لامرأة أوشكت أن تُحبها وأوشكت على أن تصلبك حاراً في دمها قبل أن يسرقها انحدارك نحو التخاذل والغياب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا


.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07




.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب


.. فيلم سينمائي عن قصة القرصان الجزائري حمزة بن دلاج




.. هدف عالمي من رضا سليم وجمهور الأهلي لا يتوقف عن الغناء وصمت