الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من هي أم الكبائر؟

أمير الحلو

2011 / 4 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


البعض أتهم الخمر بأنها ( أم الكبائر) ، وأنا أقول بأن الطائفية والمحاصصة بموجبها هي ( أم الكبائر) ، والمفارقة أن من أطلقوا تلك التهمة على الخمر هم الذين يتمسكون بالمحاصصة الطائفية التي فرقت البلاد وسببت بجميع النكبات التي أصابتها .
ولأني لست ضليعاً لا بالخمر ولا الطائفية ، فأنني أعتبر المحاصصة التي حصلت منذ تشكيل مجلس الحكم حتى الأن هي المدخل لكل الجرائم التي أرتكبت ، فقد جاءت الى كراسي الحكم والبرلمان بأناس لا علاقة لهم بالسياسة و( علم الاجتماع) بدليل أن بعضهم لا يحضر إجتماعات المجلس النيابي أو يجلس ساكتا ويضرب (دالغة) يفكر فيها بكيفية الحصول على أمتيازات أكثر ، وأنهم لم ( ينزلوا الى مستوى الشارع) الذي أنتخبهم ليعرفوا مشاكل الناس ويحاولوا المساعدة في حلها ، وحتى اذا استضافوا وزيراً خدمياً ما، نرى بأعيننا ( أعوجاج) وزارته فأنه يخرج بريئا ً بعد أن أعطى كل المبررات التي تجعل المستمعين يتعاطفون معه ويتألمون على حاله وهو يبذل كل هذه الجهود في وزارته و(العشه خبّاز) كما يقول العراقيون .
المحاصصة جاءت بمسؤولين الى أماكن يسمعون عن اختصاصها لأول مرة لسبب وحيد وهو أنتماءه الى طائفة أو كتلة معينة ، وبعد أن (يجتهد) ويحاول قراءة واجباته يسقط في الامتحان لأنه حصل على شهادته بالتزوير من حيث الأساس . والمحاصصة خلقت حالة لم نكن نعرفها سابقاً ، فمن منا كان يسأل عن طائفة الوزير أو الوكيل أو المدير العام أو موظف الاستعلامات ، فاذا بنا الأن نحسب على أصابعنا عدد المسؤولين من هذه الطائفة أو تلك ونرى من هي (المغبونة) في حصتها (الشرعية )!
المحاصصة وليدة الطائفية هي السبب في كل عمليات التهجير التي حصلت لكل الاطراف والفئات والطوائف ، وسبب جميع الجرائم التي حصلت بحق الأبرياء ، لذلك فأن سؤالي اللئيم هو لماذا لا نجد مسؤولاً يهاجم المحاصصة والطائفية ، لماذا لم تتخذ الاجراءات في الفرصة الاخيرة للمجيء بوزارة تكنوقراط تمثل المختصين والعلماء ، ولولا خوفي من القانون و(غيره) لذكرت أسماء الوزراء الذين لا علاقة لهم بوزارتهم ، ولو طبقنا معاييرهم لطالبت بأن أكون وزير العلوم والتكنولوجيا وأنا الذي لا أفقه فيهما شيئاً ؟
أقترح أن يجري التركيز في المطالبات الجماهيرية بمختلف وسائلها على ألغاء المحاصصة الطائفية والعرقية ، فذلك هو المفتاح الذي يمكن من خلاله فتح (أسرار) كل عمليات الغش والسرقة والاحتيال والتقاعس عن تقديم الخدمات للناس ، لذلك فأنني أعتبر أن الشعارات المرفوعة بمطالب محددة ناقصة أو لا تصب في الجوهر ، فهي نتيجة لحالة نعاني منها في جميع مجالات حياتنا ومنها (التنفس ) والبقاء أحياء ، فكم (ذهبوا ) نتيجة الفتنة الطائفية ، وكم (نجوا ) نتيجة المحاصصة الطائفية لأن كل طرف يتبنى ( جماعته ) مهما كانت ممارساتهم !
دعونا نوّحد جهودنا لمحاربة الطائفية وربيبتها المحاصصة ، وأن نطالب بمجيء وزراء ومسؤولين يحملون ولو شهادات أعدادية في اختصاص وزارتهم .. لعل وعسى يعرفون ما يدور حولهم من ممارسات ويدلوا بدلوهم في مجال عمل وزاراتهم ومؤسساتهم .
لقد كانت السنوات الماضية مريرة بنتائجها فلماذا نعيد (السيناريو) نفسه ولماذا نضحي بحاضر ومستقبل البلاد إرضاء للنزعات الطائفية والعرقية ، و(عبادة ) المحاصصة كأسلوب يقربنا الى الخير والفلاح .. وجنات الخلد ؟
فلنبدأ إذن برفض المحاصصة ولتكن كل الشعارات ضمن هذا المحور ، وأؤكد بأن كل (الفرعيات) الأخرى ستجد سببها الى الحل إذا ما جرى إلغاء السبب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الخمر والارهاب
عباس فاضل ( 2011 / 4 / 7 - 01:22 )
سيدي العزيز , انا قضيت عمري ارتاد البارات ولكنني لم اتعارك يوما مع احد ولم ارى معركة في بار ولم اسمع ان شارب خمر فجر نفسه او قتل شخصا لانه من غير دينه او مذهبه او قوميته . لا ادري هل لازال القانون الذي يعاقب مروجي الطائفية نافذا ام انه الغي لانه من تراث البعث التكفيري؟ قضيت سنوات مع اصدقاء ولم اسأل عن دينهم او مذهبهم او قوميتهم . الان من مرتكب الكبائر : الذي يجلس بهدوء ليمتع نفسه ويزيل هم وتعب العمل والبيت ويستمتع باغنية راقية ام الذي يزبد ويشتم ويحرض على قتل حتى من هم من دينه ؟ بأس الزمن الذي تسلط فيه حفنة من الجهلة على المجتمع . احترامي

اخر الافلام

.. انتخابات رئاسية في تشاد بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على الس


.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج




.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا


.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟




.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية