الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقت الملالي الضائع وزمن الثورات المدنية

جهاد الرنتيسي

2011 / 4 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


سواء في آليات تفكيرها ، او ادائها السياسي ، او لغتها الملتبسة ، تصر القيادة الايرانية على فرض نموذجها ، دون اعطاء الاخر الحق في التفرد والاختلاف ، وكانه زائد عن الحاجة ، لا مكان له في خيالاتها .

والاخر في التفكير الرسمي الايراني ، لا يقتصر على المنتمي لحضارة اخرى ، او ثقافات واديان مختلفة ، او مذهب اخر .

الحالة الرسمية الايرانية عبارة عن مركب تناقضات ، ينطوي على نقيض ، لكل ما يحيط بها ، او بعيد عنها .

مصطلح " اللعب بالنار " الذي تفتقت عنه ذهنية لجنة الامن القومي في مجلس الشورى الايراني مثلا احد تقليعات الخطاب السياسي الذي تفرزه البنية الذهنية المتقوقعة في خصوصيتها .

ولكونه تقليعة يتطلب الوصف اكثر من رد عابر لمسؤول عربي ، او محاولة سريعة لقراءة تطور الخطاب السياسي الايراني ، او وقفة ارتجالية لتفكيك لغز ، تطال افرازاته عصب الحياة السياسية العربية .

فقد جرت العادة خلال العقد المنصرم على التعامل مع ايران باعتبارها المتحكم الاول في مفاتيح ازمات المنطقة بدء من العراق ومرورا بدول الخليج العربي ولبنان وفلسطين .

هذا الفهم الذي تشترك فيه عواصم المنطقة مع مختلف اطراف المجتمع الدولي جاء من خلال تراكمات حولت ايران الى لاعب اقليمي في المنطقة .

ولضمان دور فاعل في اشعال بؤر توتر رئيسية واخرى موسمية حرص ملالي ايران على بناء منظومة علاقات يغلب عليها الطابع الخدمي وان كانت تأخذ شكل التحالفات المبنية على التقاء الرؤى والقناعات .

لكن طهران لا ترى في حروب تشعلها لمساومة المجتمع الدولي على مشروعها النووي لعبا بالنار حتى لو سقط الاف القتلى والجرحى نتيجة لهذه المغامرات .

فهي مستعدة للقتال بآخر لبناني او فلسطيني وتعريض حياة ملايين العراقيين والخليجيين للخطر دون ان ترى في هذه الممارسة لعبا بالنار .

الشعب الايراني ايضا نال نصيبه من آفة الاستهانة بحياة البشر التي اعطبت البعد الانساني في تفكير الملالي فالقعمع الذي يمارسه حكام ايران ضد المتظاهرين في شوارع طهران وغيرها من المدن الايرانية لا يختلف عن ممارسات الانظمة العربية الفاسدة التي سقط بعضها ويلوح ما بقي منها بمناديل الوداع .

يحاول نظام الملالي الظهور بصورة حامي اتباع المذهب الشيعي في المنطقة الا انه يستبيح دماء المسلمين الشيعة حين يستشعر الخطر .

وعند الضرورة يرتد الى شوفينيته مخاطبا الشعور القومي الفارسي لتهدئة الاوضاع الداخلية والاستقواء على خطر خارجي يتهدده.

لكنه لا يجد في غمرة ارتداداته ما يفسر به ضيق صدره برباعيات الخيام واشعار جلال الدين الرومي حين شن حربه الشعواء على الجامعات رافعا شعار الثورة الثقافية لاحكام سيطرته على مستقبل الشعب الايراني .

تتجلى تناقضاته في رفضه التعامل مع الانظمة العربية متآكلة البنى ومنتهية الصلاحية باعتبارها مراياه ، وطموحه للظهور في صورة صانع الثورات ، فهو يعيش وهم صلاحية نموذج الثورة البائسة التي فشل في تصديرها الى دول المنطقة ، وفي ظل الثورات المدنية التي تشهدها دول الاقليم سقط ما تبقى من اوراق توت كانت تخفي عورته ، وبات عاريا الى الحد الذي يصعب على العالم الحر النظر اليه خارج دائرة قوى الارتداد على حركة الزمن .

زاوج ملالي ايران لعبهم بنيران المنطقة خلال العقود الماضية باللعب على حبال المصالح مع الغرب الا ان امكانية الاستمرار في هذه المزاوجة قاربت على نهاياتها وقد يكون ذلك واحدا من اسباب تفاقم تناقضاته التي لا يستطيع رؤيتها مهما حاول ذلك لانه يفتقد معايير الرؤية الواضحة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من يتحمل مسؤولية تأخر التهدئة.. حماس أم نتنياهو؟ | #التاسعة


.. الجيش السوداني: قواتنا كثفت عملياتها لقطع الإمداد عن الدعم ا




.. نشرة إيجاز - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة


.. -تجربة زواجي الفاشلة جعلتني أفكر في الانتحار-




.. عادات وشعوب | مدينة في الصين تدفع ثمن سياسة -الطفل الواحد-