الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب الامريكي اولى بالثورة على نظامه

ماهر علي دسوقي

2011 / 4 / 6
مواضيع وابحاث سياسية




عمدت الولايات المتحدة الامريكية الى التدخل في شؤون دول العالم قاطبة.. تحت ذرائع وحجج ومسميات مختلفة .. فتارة يأتي التدخل لمنع انتشار الاسلحة النووية او غير التقليدية.. واخرى يكون لتحرير التجارة الدولية.. او لمنع نظم "الارهاب" من السيطرة على منابع النفط.. واحياناً تحت يافطة تنفيذ قرارات الامم المتحدة .. وغالباً "لنشر الديمقراطية وحقوق الانسان" والمجتمع المدني في دول تعتبرها معادية لها .. او ربما صديقة حين تشيخ كلاب حراساتها..

ولطالما اصدر النظام السياسي فيها وعبر اداراته المتعاقبة تقارير دورية او شبه دورية تتحدث عن مستويات الفقر والقمع والاضطهاد والتمييز الديني والعنصري في العديد من دول العالم وتحديداً دول ما يسمى "محور الشر"..

وسَخَر هذا النظام من اجل نشر "افكاره ومبادئه"مؤسسات ومراكز ابحاث واجهزة رصد وتعقب وتجسس وعملاء . ومؤسسات رسمية وغير رسمية واموال طائلة لرعاية العملية برمتها ..

ومن نافل القول هنا، انا الوطن العربي حظي وما زال بمتابعة خاصة من قبل الولايات المتحدة.. ليس حرصاً عليه او على من يسكنه من اهله الأصليين.. بل من اجل احكام السيطرة على منابع البترول وحماية مصالحها في المقام الاول .. ولحماية الكيان العنصري الصهيوني المزروع عنوة فيه في المقام الثاني ..لذلك دأبت السياسة الامريكية وبالتعاون مع اعوانها في المنطقة على مدار العقود الستة الماضية على محاربة واجهاض اي فعل ثوري او تحرري عربي .. الا انها عادت وانقلبت مؤخراً على رموز نظمها الفاسدة مستغلة حالة الففر والجوع والبطالة والقمع التي يعيشها المواطن العربي الذي خرج من بياته الشتوي الطويل مارداً مفعماً بالحرية والكرامة ..

على ان الولايات المتحدة التي لا ترتضي التغيير الجذري تدخلت للحد من الطموح الجامح لفقراء العرب ومضطهديهم . . فحركة الاطلسي في حالة ليبيا .. ودرع الصحراء في حالة البحرين.. ومنعت حتى الآن اسقاط نظم في اليمن ومصر وتونس.. وابقت في المقابل على شعاراتها الممجوجة حول حرية الرأي والتعبير والديمقراطية، والانتخابات الدورية وحق التظاهر السلمي، ولربما توسع الحديث عن الحريات الشخصيه ايضاً..واتخذت الغطاء الديني عبر مفتي قطر (القرضاوي) ، والغطاء العربي عبر الجامعة العربية، عنوانان لتحركها، في حين نشطت المنظمات الامريكية على خلافها لدعم الحراك الامريكي الرسمي.

وفي غمرة هذه "الضجة" والنزاعات الدائرة في الوطن العربي، تطفو الى السطح اسئلة جوهرية متعددة.. فاذا كانت النظم العربية بالية وقمعية ودكتاتورية ولا تؤمن بالحريات العامة والديمقراطية..فما هو حال النظام الامريكي ذاته؟!وكيف هو واقع الحريات العامة.. والحقوق المدنية والاجتماعية والاقتصادية والفقر والبطالة والتشرد.. في الولايات المتحدة.. ولماذا تغدق اموال امريكا على "شعوب" اخرى في حين تئن الملايين تحت طائل الفقر والجوع والجريمة والبطالة والتشرد فيها؟! ولماذا لا يثور فقراء امريكا على نظامهم المستبد داخلياً والارهابي كونياً؟! وهل هناك آفاق لثورة حقيقية قادمة في الولايات المتحدة ؟!

ان نظرة سريعة على الحالة الداخلية في الـ “USA” والتي يبلغ تعداد سكانها حسب احصائيات العام 2010، ما يقارب من (309) مليون نسمة.. تشير الى معطيات بالغة في الحساسية والخطورة .. ولربما تكون بمثابة المقومات الموضوعية لأي حراك شعبي او ثورة اجتماعية قادمة .. ولا عجب في ذلك اطلاقاً ..خاصة اذا نظرنا الى المعطيات التالية ..وهي بالمناسبة صادرة عن هيئات رسمية او شبه رسمية امريكية وليست من صنع "ادوات" خارجية ..

فحسب دراسة صدرت لوزارة العدل الامريكية في ايلول 2009، حول عدد ونسب الجرائم للعام 2008 نرى ما يلي:

1- هناك 9ر4 مليون جريمة عنف
2- 3 ر16 مليون جريمة ممتلكات.
3- 837 الف سرقة شخصية.
4- بلغ معدل جرائم العنف ..20 جريمه تقريبا/ لكل (1000) شخص من سن (12) عاما فما فوق.
5- نفذت 14 مليون عملية اعتقال باستثناء قضايا المرور.
6- التوقيف على خلفية جرائم العنف حوالي (200) شخص/ لكل 100 الف مواطن.
7- جرائم الممتلكات 2ر565/ لكل 100 الف مواطن.
8- في حين وقعت ( 550) جريمة محلية في فيلادلفيا بين شهر كانون ثاني – ايلول / 2009.
9- في نيويورك فوقعت (4610) عملية قتل لذات الفترة.
10- اما سان انطونيو/ تكساس – وهي الاخطر بين (25) ولاية فوقعت فيها (2538) جريمة قتل.
11- في حين ارتفع معدل القتل 5ر5 % في مدن عدد سكانها (00ر10) او اقل في العام 2008 .
واوضحت تقارير فيدرالية ان (30) الف شخص يقتلون في الاسلحة النارية سنوياً، وان 3ر11% من طلاب واشنطن تعرضوا لتهديدات او اصابات بسلاح اثناء وجودهم في المدرسة عام 2008 .
محاصرة الحريات/ التنصت والمراقبة والتضييق:
وتحت ذرائع ما يسمى مكافحة الارهاب، اعطيت صلاحيات واسعة من قبل الادارات الامريكية للاجهزة الاستخباراتيه المختلفة للتنصت على مكالمات المواطنين من بعض الاقليات العرقية والعرب .. منذ مطلع العام 2000 ، لتتسع لاحقاً وتشمل ملايين من الامريكيين.

وقد شمل ذلك التنصت على المكالمات الهاتفية، ومراقبة الانترنت وفحص السجلات المالية ، والطبية، والمراسلات البريدية المختلفة ..
واشارت صحيفة "نيويورك تايمز" نيسان / 2009 .. ان وكالة الامن القومي ، "تنصت واعترضت مكالمات هاتفية ومراسلات شخصية.. الخ يمنعها القانون المقر من قبل الكونغرس الامريكي بهذا الصدد في العام 2008 .
فيما يشير المدير القانوني لاتحاد الحريات المدنية الامريكي في ولاية بنسلفانيا انه في ايلول 2009 "وقعت مصادمات بين محتجين يستخدمون موقع الشبكة الاجتماعية تويتر والرسائل النصية لتنسيق المظاهرات والشرطة عدة مرات في بيتسبيرغ حيث عقدت قمة العشرين .. ويضيف ، لو حدث ذلك خارج الولايات المتحدة لاعتبر انتهاكاً لحقوق الانسان، اما داخل الولايات المتحده فيعتبر من السلطات المسؤولة ، "اجراء ضروري لمكافحة الجريمة".
و حول حرية الصحافه .. اكدت تقارير امريكية لمنظمات اهلية مختلفه .. ان حرية التعبيربلا شك مزورة .. وان الاعلام موجه وخاضع تماماً للمصالح السياسية الامريكية .. واكثر من ذلك فقد اتهمت الادارات الامريكية المختلفة بانها عينت عددا كبير من ضباط الجيش السابقين ليصبحوا اصحاب برامج تلفزيونية واذاعية .. لترويج السياسة الامريكية في البلاد وخارجها .. خاصة فيما يتعلق بالحروب العدوانية التي تشنها الولايات المتحدة في العراق، افغانستان ، ومناطق اخرى في العالم .. وللمساهمة في حملات التحريض على كوبا وكوريا الشمالية وفنزويلا .. وكذلك لمناصرة اسرائيل في عدائها للفلسطينيين والعرب .. واستضافة اشخاص كمحللين سياسيين او اقتصاديين ممن لهم ارتباطات بالدوائر الأمنية والاستخباراتية الامريكية!!
الحقوق الاقتصادية والاجتماعية:
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" نهاية العام 2009 ، ان معدلات البطالة والفقر وصلت الى مستويات هي الاعلى بالقياس الى الـ 26 عاماً التي مضت.. وان ما يقارب من اربعين مليون امريكي يعيشون الفقر باشكاله المختلفة ، في حين يعيش الفقر الشديد اكثر من 22مليون شخص بين الفئة العمرية 18-64 عاما ،وان هناك (90) الف اسرة فقيرة في كاليفورنيا عانت من انقطاع الغاز والطاقة.. وذكرت تقارير اخرى ان هناك من تجمد موتاً في ولايات اخرى .
- زادت نسبة الانتحار على خلفية الفقر الى 32 الف شخص سنوياً في العام 2010 .
- تم حرق (712) جثة في لوس انجلوس لوحدها لعدم تمكن اهلها من دفع تكاليف الجنازة والدفن .. في العام 2009 ، وذلك بزيادة 36% عن العام 2008 .
في الوقت الذي اشارت اليه تقارير رسمية الى ان النسبة الاكبر من العمالة ذات الاصول اللاتينية لا تحظى باية حقوق ويسهل التخلص منها في اية لحظة.. وذات الامر ينسحب على العمالة الاسيوية من الباكستان والهند والعرب ..
وتعتبر قضايا الفقر والجوع والبطالة وتدني مستويات الاجور والتشرد من المشكلات الخطيرة والكبيرة في الولايات المتحدة .. الامر الذي ينعكس على الامن الغذائي للمواطنين .
وقد اشارت وزارة الزراعة الامريكية في 16/11/2009 الى ان ما يزيد عن 5ر49 مليون امريكي يفتقدون الى الوصول للغداء الملائم واحياناً للغذاء .. واظهرت الاحصائيات ان (5ر36) مليون امريكي او حوالي ثمن اجمالي السكان شاركوا في برنامج الكوبونات الغذائية في العام 2009 ، بزيادة (1ر7) مليون شخص عن العام 2008 .في الوقت الذي يفتقد فيها (3ر46) مليون مواطن التأمين الصحي اي 4ر15% من اجمالي السكان .. وان عدد المشردين في العام 2010 وصل في ادنى تقديراته الى (5ر3) مليون شخص . وان 5ر18 مليون طفل في العام 2010 لم يكن لديهم طعام كاف .
التمييز والاضطهاد وفقدان الامن المالي :
لطالما اظهرت دراسات امريكية ان الاقليات العرقية والنساء والزنوج لا يشغلون مناصب عليا في الجمعيات الاهلية والخيرية او غير الربحية الامريكية الكبرى وذلك على خلفية التمييز العنصري او الطبقي ..
وان نسبة الاغتصاب التي تطال النساء في امريكا هي الاعلى في العالم وتصل الى 13 مرة اعلى من انجلترا و 20 مرة اعلى من اليابان .
فيما يزيد عدد الاطفال الذين يعملون في المزارع وبظروف غايه في الصعوبة عن 500 الف طفل .. ويشكلون ما نسبتة 20% من وفيات المزارع. . . حسب وزارة الزراعة الامريكية ..
علما بان اكثر من 7 ملايين امريكي من اصل 8 ملايين لهم مشاكل في تسديد اقساط السكن .
وذكرت صحيفة بيزنس ويك "ان ملايين الامريكيين كانوا يعقدون الامل على تسوية مشاكل السكن عام 2009 ، الا ان هذا الامل لم يتحقق".

تضارب الارقام والاحصائيات ..
رغم تضارب الارقام والاحصائيات الا انه في المجمل هناك ملايين من البشر في الولايات المتحدة لا يحصلون على الغذاء او الدواء المناسب او انهم يفترشون الارصفة ويعانون من انواع شتى من الاضطهاد ..
- عدد ال Homeless ما بين 000ر800ر2 – 000ر600ر3 .
- الفقراء 5ر36 مليون – 7ر48 مليون.
- بلا رعاية صحية 8ر44 مليون – 5ر48 مليون.
- تحت خط الفقر 35 مليون – 38 مليون.
- الفقر المدقع 14 مليون – 18 مليون
- اصبحوا فقراء عام 2010
- بين 5 مليون – 7 مليون.
- وهناك 3 من كل 7 اشخاص يعيشون الفقر .
عدد الاطفال المشردين
5ر1 مليون – 3 مليون.
وبعد ..
هذه عينة بسيطة جداً من مجمل المصائب والانتهاكات التي يعيشها الملايين في الولايات المتحدة الامريكية التي باتت تضطهد ايضاً في سياساتها العدوانية والارهابية الخارجية ملايين آخرين في بقاع المعمورة ....
وعليه من يكون اولى بالمساعدات يا أهل ال (USAID) ولماذا لا تصرف اموال الشعب الامريكي على الامريكيين ؟! ام ان ما وراء الأكمة ما وراء؟!
ويبقى السؤال الجوهري .. متى "سينتفض" الشعب الامريكي على نظامه الاستبدادي الفاسد الذي تتحكم من خلاله طغمة مالية بمقدراته وثرواته .. وهل ستنتظر شعوب العالم طويلا ؟! ام ان الثوره اقرب مما نظن ؟!
وعلى اية حال...فان الملايين المشردة والفقيرة والجائعة والمضطهدة من الشعب الامريكي.. حقا أولى بالثورة على مضطهديه من سائر شعوب العالم .. فظروفها الموضوعية باتت مختمرة ..

لننتظر ونرى ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا لم ننتبه لذلك
جميله الجزائريه ( 2011 / 4 / 6 - 20:25 )
صحيح اخ ماهر لكن العرب لا تريد الكتابه عن هذا الموضوع لغايات معروفه
شكرا للحوار المتمدن الذي يتيح الكتابه عن مواضيع شائكه


2 - ثورة جياع امريكا
ناصر الاسيوطي ( 2011 / 4 / 6 - 20:45 )
لربما تكون ثورة جياع امريكاقادمه فهم بالملايين
الولايات المتحده بلطجة مستمره في العالم وقهر للملايين داخلها وخارجها
هي ليست استثناء عن قوانين التغيير
شكرا اخ ماهر


3 - ثورة المشردين والفقراء الامريكيه
احمد الزير ( 2011 / 4 / 7 - 06:07 )
قانون الشعوب لا بد ان ياخذ مداه في امريكا ايضا فهذه سنة العالم وحراك المقهورين قادم
الولايات المتحده ظلمت الملايين وكما حصل لامبراطوريات اندثرت ستندثر هذه ايضا
تحيه لك اخ ماهر على هذا المقال
وتحيه للحوار المتمدن


4 - الامبرياليه عدوة الشعوب
علي المدرسي ( 2011 / 4 / 7 - 16:42 )
الامبرياليه عدوة الشعوب وعدوة الشعب الخاضع لها
لقد سقطت الامبراطوريه الرومانيه والعثمانيه واليابانيه وامبراطوريات اوروبا الاستعماريه وحتما ستسقط امبراطورية الشر الامريكيه
تحيه للاخ الكاتب

اخر الافلام

.. فيديو: الكوفية الفلسطينية تتحول لرمز دولي للتضامن مع المدنيي


.. مراسلنا يكشف تفاصيل المرحلة الرابعة من تصعيد الحوثيين ضد الس




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. برز ما ورد في الصحف والمواقع العالمية بشأن الحرب الإسرائيلية




.. غارات إسرائيلية على حي الجنينة في مدينة رفح