الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقود الحكومة

علي شايع

2011 / 4 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


بين النقود(الآراء) والنقود (الأموال)، مسافة ما بين حرية هذه الآراء، ورنين المعدن النفيس أو خشخشة الورق الثمين. النقود الأولى في أكثر الأحوال هي نتاج التعارض، أما النقود الثانية فتملكها السلطة صاحبة النفوذ، وبالطبع هذا المثال لا ينطبق على الدول المدنية راسخة الديموقراطية، بل على البلدان الديكتاتورية أو المتلبسة في حالتها. فالعلاقة بين الرأي وبين المال علاقة مراقبة من قبل الدولة المحصّنة بالقانون، والمُنظمة لأصول التعاملات والتداولات بقوانين واضحة ومعلنة، لا تحمل أي تأويل.
ورب سائل يسأل: ترى هل تلتقي النقودُ بالنقودِ، فالناقد رافض في الغالب، ولكن، هل كل رافض بزاهد، مثلما كل زاهد رافض بالضرورة؟..ربما للإجابة عن استفهام مثل هذا سيرشح لنا من تجربة التاريخ مئات الوجوه المشتراة وحكايات انتهت بآراء وضمائر مشتراة بكوبونات النفط، في حكاية معلومة، لمجاميع أسموهم في السابق "أيتام صدام"، وكانت التسمية ظلماً ومغالطة، فاليتم لا يستحق أن يلتصق باسمه وصف لمجموعة مرتزقة إعتاشوا على مسلوب الأيتام والمعوزين أصلاً، من أموال فرّط بها "القائد" في مهدور بذخه الفادح.. والنموذج يتكرّر الآن وبصور شتى في بلدان مثل (ليبيا واليمن وسوريا).. ف"خاسرو العقيد"..وهكذا يمكن تسميتهم أفضل في الحديث عن مرتزقة ليبيا، وأمثالهم في اليمن وفي سوريا، ممن يعيدون تجربة نهب أموال الشعوب تحت رعاية السلطة الحاكمة. وهاهي تلك الشعوب تستصرخ الأرض، فنسمعهم عن بعد، مثلما استصرخناهم ولم يسمعونا عن قرب!.
صديق مصري حادثته قبل أيام عن الأوضاع العربية، وتناقشنا بقضايا حصلت في العراق على يد النظام الغاشم، وجد صديقي المنصف إنها تكرّرت في بلدان الطغيان، دون أن ينتبه هؤلاء الضحايا الجدد إلى ما حصل وجرى لضحايا سالفين. قال مبتسماّ وبألم:"من يقرعون الطبول الآن..نقول عنهم بالشعبي المصري (يطبّل بالمتطبّل) وهي حكاية مثل عن مسحراتي (صاحب الطبل في رمضان) استعان مرّة بأحد إخوانه، لكنه تفاجأ بأن أخيه كان يطبّل في الأماكن التي طبّل فيها الأخ الأكبر سابقا، وهذا مما لا لزم له، ومضيعة للوقت أصلا. هكذا قال صديقي،مبتسما وهو يضيف:" لو إن الجميع استمعوا إلى حكاية المظلومية في العراق ووعوها، وأنصفت أقلامهم هذا الشعب، لتحرّرنا مجتمعين. ولما ضاعت النقود والنقود!".
كان الطاغية المدان يفرّط بالأموال في مكارم خاصة، هدرا بخزين مليارات دولة نفطية ضخّت منتجها لثلاثة عقود، وفي أوج ما كانت عليه الأسعار؟.. فهل وجد من تلك الأموال ما يستحق الذكر، وهل ثمة ما يمكن ان يشفع له أمام لعنة التاريخ؟.
عراقيا وفي ميدان التجربة الجديدة ربما لا تتكرّر محنة الطغيان والهدر المالي الهائل السابقة، ولكن ربما يحصل أكثر وأخطر وأشد منها، فالهدر والعبث المالي تحت شرعية الديموقراطية أشد فتكاً وأكثر وبالاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال