الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخطىء من يفرّط بامريكا بعد اليوم!

جمال الخرسان

2011 / 4 / 7
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


مخطىء من يفرّط بامريكا بعد اليوم!

في التاسع من نيسان الجاري تحل الذكرى الثامنة لحرب الخليج الثالثة التي ادّت الى اسقاط صدام وبداية عملية سياسية عراقية ان لم توصف بانها ديمقراطية فانها على الاقل تضمن التبادل السلمي للسلطة وهذا ما تشير اليه الاسماء العديدة التي توالت على ادارة العراق في الفترة الماضية. في هذا الصدد وكما هي العادة لابد من وقفة سنوية كلما حلت ذكرى الحرب التي احدثت تحولا سياسيا كبيرا في العراق ومنطقة الشرق الاوسط عموما.. لكن الذكرى الثامنة تتزامن وحصول متغيرات سياسية اقليمية وداخلية كبرى مما يضفي على الحدث اهمية خاصة جدا.
التاسع من نيسان في هذا العام يلوّح برحيل الجزء الاكبر من الترسانة العسكرية التي خاضت الحرب وهم الامريكان حيث بدا الانسحاب الامريكي منذ العام الماضي وفي نهاية هذا العام يستكمل انسحاب القطعات العسكرية الاخرى ولايبقى في العراق الا ما يحفظ للسفارة الامريكية الاكبر في العالم الامن والاستقرار. هذا من جانب ومن جانب آخر تقوم بعض الاطراف السياسية المشاركة في الحكومة ولها حضور في البرلمان تقوم بتجييش الجماهير بشكل غير مسبوق على ابواب بعض القواعد الامريكية المتبقية في العراق من اجل اجبارها على الرحيل! تجييش ربما يؤدي لسقوط ضحايا، ورحيل قد ينذر بحصول تطورات لايحمد عقباها في العراق خصوصا في ظل ما تعيشه المنطقة من فوران طائفي وانقسام اقليمي ودولي حاد لايبشر بالاستقرار.
انهم يريدون تحميل الوجود الامريكي كلما ما مر بالعراق من خطايا وفساد اداري وفوضى امنية بل يلقون كلما بجعبتهم من اخفاقات في رقبة الجانب الامريكي بذلك يصبحون في صدارة الصف الوطني!
في هذا العالم الكل يتوسل للولايات المتحدة الامريكية من اجل كسب ودها بما في ذلك بلدان عظمى فيما نحن في العراق ورغم اننا اضعف بلدان المنطقة عسكريا واداريا الا اننا مع ذلك نطالب برحيل القواعد الامريكية! حتى لو لم تكتمل بعد جاهزية القوات المسلحة العراقية ولم يكتمل تسليحها!
ان قطر دفعت ثمنا باهضا من اجل قاعدة السيليلة، كما انّ بلدان الخليج الاخرى تدفع سنويا اموالا طائلة كاستحقاق لمعاهدات الدفاع المشترك بينها وبين الجانب الامريكي فيما يود بعض ساسة العراق عبثا التفريط في ذلك! كل من حولنا من بلدان المنطقة فيها وجود امريكي بما في ذلك تركيا رغم كلما تحمل من هيبة على الصعيد الاقليمي والدولي فلماذا يتطير بعض العراقيين شرا من القواعد الامريكية في العراق؟!
المفارقة ان ما يسميه البعض احتلالا وغزوا امريكيا للعراق.. طالبت الجامعة العربية بتدخل مشابه له فيما يخص ازمات عربية اخرى وهكذا طالب به ايضا الثوار الليبيون الذين رفضوه في البداية لكنهم حينما احسوا خطورة الموقف وجبروت القذافي وبطشه استغاثوا بساركوزي وبحلف الناتو ولم تطفو الى السطح حينها شعارات للمقاومة ولا رفض لعار التدخل الاجنبي الذي طالما الصق بالتجربة العراقية.
بعد كلما حصل من ازمات وثورات وتدخلات عربية عربية سياسيا وعسكريا واعلاميا فان العراق بامس الحاجة اكثر من اي وقت مضى للجانب الامريكي على الصعيد السياسي، الامني، والعسكري. وان من يبحث له عن مزايدات وطنية فعليه قبل كل شيء ايجاد صيغة مناسبة لاستثمار هذا الوجود، بدل الانجرار وراء الشعارات العاطفية التي لم يجن منها العراق ثمرة طيلة تاريخه السياسي الحديث. على رجال الدين الذين يتعاطون السياسة في العراق ان يتّعظوا من اخطاء الماضي، فلقد اضاعوا من اجل استقرار العراق الفرصة تلو الاخرى في مطلع القرن العشرين.. وربما يفعلونها ايضا هذه المرة!!
جمال الخرسان
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيفعلوها يا استاذ جمــال
كنعـــان شماس ( 2011 / 4 / 7 - 16:47 )
عندما حرر الانكليز العراقيين من الاستعمار التركي المسلم حرم الشيعة التعامل معهم باعتبارهم نصارى كفرة فصار الحكم والثروة من نصيب السنة وبقية المعاناة معروفة ... قبل ايام رايت وزير عراقي يبرر لدعوة عصابات دينية سنية وشيعية للمصالحة بانها كانت تقتل الامريكان فقط فتصور يا استاذ جمال الخرسان درجة تكلس النفاق الديني في عظام هولاء وهو بالطبع منطلق من قاعدة ان المسلم لايجب ان يستعين بالكافر على اخية المسلم حتى ولو جلد ظهره والاغرب ان هذه القاعدة حلال على الخليفة وحرام على الشعب والقذافي مثل مــــدوي نراه ونسمعه بالصوت والصورة تحية لكل من يجاهر بالحقيقة


2 - كلام منطقي جدا
ياسر الحر ( 2011 / 4 / 8 - 19:31 )
اشاركك في في كل ما قلته انها الحقيقة التي لا يريد العرب سماعها او بالاحرى الانظمة ورجال الدين

اخر الافلام

.. علاج أكثر من 1000 عضو من حماس في تركيا.. تصريح متعمد من أردو


.. وزير خارجية بريطانيا: هجمات الإسرائيليين على قوافل المساعدات




.. غزة.. صحيفة -وول ستريت جورنال-: مصر تدرس خفض مستوى علاقاتها


.. فيزا واحدة تتجول بها في جميع دول الخليج #بزنس_مع_لبنى




.. إصابات عديدة بانفجار منطاد هوائي في #إندونيسيا #سوشال_سكاي