الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-بالروح بالدم- – مرة أخرى عن ثقافة القطيع! في سوريا

ميشيل الشركسي

2011 / 4 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


حين يصير الناس في مدينة
ضفادعاً مفقوءة العينين،
فلا يثورون ولا يشكون،
ولا يغنون ولا يبكون،
ولا يموتون ولا يحبون،
تحترق الثمار،
ويصبح الإنسان في موطنه،
"أذل من صرصار"!!!..
نزار قباني – قصيدة (الممثلون)

يشنّ التلفزيون ووسائل الإعلام الرسمية السورية اثرالمظاهرات والاحتجاجات الشعبية الدامية في البلاد التي طالبت بالحرية والديمقراطية، حملة تجييش هائلة ليس لها نظير ضد المتظاهرين والمؤيدين لمطالبهم العادلة، وضد المعارضة غير المدجّنة متهمة الجميع بالعمالة والاندساس والتآمر.
في "سوريا- الأسد" لا خروج عن سكة القطيع، فالجميع يجب أن يكون لهم صوت واحد وقائد ملهم واحد وحزب واحد! وفي سوريا حتى الأطفال في رياضهم يرددون شعار: (بالروح بالدم.. نفديك يا بشار) حسب ما تبجحت به احدى الفنانات من على شاشة التلفزيون السوري الرسمي (في تفنن بالنفاق!). أي أنهم يُلقنون ثقافة الصوت الواحد، "ثقافة القطيع" من المهد إلى أن يكبروا ويشاركوا في مسيرات التأييد المليونية، ويصرخوا لـ "الأخ الأكبر"، القائد الملهم: (- مطرح ما الأسد بيدوس. نحن بنركع وبنبوس! – يا بشار لا تهتم. بدنا نعبي الساحة دم!).
على ما يزيد عن أربعين عاماً يعيش الشعب السوري تحت حكم نظام ديكتاتوري دموي يتحكم عبر أجهزته الأمنية العديدة بكل مناحي الحياة في البلاد تماماً.
هذا القمع للناس والفكر المعارض بكافة أطيافه يمتد بجذوره جزئياً إلى مبدأ كان أقرّه منذ عهد سحيق مؤسس الدولة الأموية معاوية بن أبي سفيان: "نحن لا نحول بين الناس وألسنتهم ما لم يحولوا بيننا وبين السلطان". ومع أن الدستور السوري مثله مثل الكثير من دساتير العالم يضمن نظرياً حق المواطنين السوريين في المعارضة: (لكل مواطن الحق في أن يعرب عن رأيه بحرية وعلنية، بالقول والكتابة وكافة وسائل التعبير الأخرى). مع ذلك فإن حالة الطوارىء والأحكام الاستثنائية قادرة على إبقاء أي مواطن رهن الاعتقال من المهد إلى اللحد، بدون توجيه أية تهمة محددة!..
جبل الجليد المتجمد منذ عقود بدأ بالتحلحل، وأغلبية الشعب السوري (الأغلبية الصامتة) وهي التي أُخرجت من السياسة قسرياً، ولم يكن لها أي صوت، بدأ صوتها الآن يظهر. ربما ضعيفاً ولكنه يكبر ويعلو. لقد علا صوتها مع انتفاضة أهل درعا الشجعان الأحرار الذين كانوا يصرخون في الساحات وصدورهم عارية تواجه البنادق والرصاص الحي:
(- سلمية سلمية. لا لا للطائفية – يا بثينة يا شعبان شعب درعا مش جوعان – لا سنية ولا علوية، وحدة وحدة وطنية – خاين يللي بيقتل شعبه – الشعب السوري ما بينذل – وينك يا حرية وينك، أمن وعسكر بيني وبينك..).
هل تظن السلطة الحاكمة في سوريا أن هذا الوضع يمكن أن يظل على ما عليه، وأن يصبر الشعب السوري على الذل والهوان ومصادرة حرياته الأساسية إلى الأبد!.. بعد أن أحس برياح الديمقراطية والحرية التي تهبّ على المنطقة من تونس مروراً بمصر وتعصف بأنظمتها الشمولية المستبدة والجائرة.
يجب على النظام السوري أن يفهم أن تغيير الشكل السياسي الشمولي للحكم يجب أن يتم دون تأجيل. يجب تفكيك الديكتاتورية وإطلاق الحريات السياسية للشعب مع إخلاء سبيل كل معتقلي الرأي وإغلاق ملفات المفقودين في سنوات الثمانينات والمجردين من حقوقهم المدنية والممنوعين من السفر، ردّ المظالم إلى أهلها. مع التأسيس لنظام قضائي مستقل ونزيه وإنهاء الفساد والمحسوبية وحكم العائلة وفلتان الأجهزة الأمنية. أقول ذلك مع قناعتي شبه التامة (وأرجو أن أكون مخطئاً) أنّ النظام الذي أنشأه حافظ الأسد في سوريا وأورثه لإبنه من بعده هو نظام غير قابل للإصلاح!..
إنّ العار يتلبس الذين ينظمون للنظام مسيراته (القطيعية) للتأييد والتهليل، فغالبية الشعب (الأغلبية الصامتة) يتحينون لحظة الفرح ليعبروا عن الابتهاج بزوال الليل البهيم الذي يقبع على صدورهم ويكتم أنفاسهم ويدفن أحلامهم..
لن ينفع الإرجاء والانتظار..
لن ينفع التجميل والترقيع..
إنّ أرض سوريا لم تعد تتسع للجثث..
إنّ رائحة الياسمين وصلت.. وتنتشــر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا لإسقاط النظام ... ونعم لإنهاء النظام (1)1
آرام السوري ( 2011 / 4 / 7 - 23:39 )
تحية ود
عنوان تعليقي آت من قناعتي بأن هذا النظام المجرم الفاسد لا يمكن إصلاحه , أما عن - لا لإسقاط النظام ونعم لإنهاء النظام - ليقيني ويقين الكثيرين بأن هذا النظام في الدرك الأسفل من السقاطة و الوضاعة .. فإلى أين سنسقطه ؟ نحن نريد إنهاء النظام و غسل عار حقبة العبودية , نريد استبدال رائحته العفنة النتنة برائحة الثورةالعطرة ..أنظروا إلى الأسماء التي أطلقها الشباب الاحرار على ثوراتهم , تونس ثورة الياسمين , مصر ثورة الفل , سورية ثورة الجوري ... كلها أسماء ورود عطرة تدل على مدى القرف من رائحة الانظمة العفنة ومدى الشوق والرغبة الى عطرالحرية و عطرالحب والحياة وحتى عطر الورود ,بعد أن صحَرت هذه الأنظمة الحدائق كما صحرت النفوس ... - وهذا ليس تجني فلدي مجموعة من الصورة كنت التقطها في سوريا للتندر والمفارقة ومنها مجموعة لحدائق ليس فيها شجرة واحدة ... ليس فيها غير السور القبيح ولوحة تدعي بأن هذه حديقة -
أعود لوهم الإصلاح , وهو وهم أعتدت على تسميته كذلك منذ قدوم الأسد الأبن وممارسته لخدعة الإصلاح والوعود الكاذبة ... منذ ربيع دمشق كنت أقول للاصدقاء وللنشطاء إن الإصلاح مستحيل والمنطق البسيط يؤكد


2 - لا لإسقاط النظام .... نعم لإنهاء النظام (2)1
آرام السوري ( 2011 / 4 / 8 - 00:10 )
منذ ربيع دمشق كنت أقول للاصدقاء وللنشطاء إن الإصلاح مستحيل والمنطق البسيط يؤكد هذه الإستحالة , هؤلاء مجموعة من اللصوص والمجرمين , هل سمعتم بلص او مجرم قدم نفسه بنفسه للعدالة واصلح حاله بحاله ... وهل هؤلاء المجرمين القتلة الفاسدين الخونة أغبياء ليقوموا بإصلاح سينجم عنه حتما أنهاء سلطتهم الفاسدة ...عن أي إصلاح نتحدث , الإصلاح بالنسبة لهم هو بمثابة تقديم نفسهم للعدالة وعادتا المجرم يفر من العدالة .. فلا أمل إلا بثورة تنهي كل هذا العفن ... بحياتي العملية تواجهني أحيانا مباني تتطلب التقييم الفني وتحديد مدى صلاحيتها للصيانة والإصلاح ,في المباني المتهالكة يصبح الإصلاح ضرب من الحماقة وهدر للوقت والمال وأي عملية تجميل شكلية خارجية تعني اخفاء للعيوب الحقيقية وزيادة نسبة المخاطر واستدعاء لكارثة محتملة .. فلا حل إلا بالهدم وإعادة البناء على أسس ومعايير صحيحة وهذا بالضبط هو الحل الأمثل الذي يوفر الوقت والمال و يقينا المخاطر والكوراث ويضمن لنا بناء متماسكا نورثه لأولادنا ونحن مطمئنون على حياتهم وحريتهم وكرامتهم ....- الشعب يريد إنهاء النظام - ....معا حتى الحرية


3 - لقد بدأ الإصلاح !!!.... بطريقة أطرش بالزفة
آرام السوري ( 2011 / 4 / 8 - 00:24 )
اخر ما حرر بشأن الإصلاح في سوريا ... أنتفض العشب السوري في أقصى جنوب غرب سوريا ينادي بالحرية والكرامة بالديمقراطية ومحاربة الفاسد ... فرد السيد الرئيس بمنح الجنسية السورية للأجانب المقيمين في أقصى شمال شرق سوريا ..... هل هذا يعبر عن شيء ؟!!!!!؟ بالتأكيد أي سوري يمكنه تفسير ذلك ببساطة ... فعلا كما تحدث السيد الرئيس بشار الأسد قائدة مسيرة التحديث والتطوير والإصلاح وكما وعد سيكون هناك إصلاح لكن بالتدريج .... بدأ بتلبية رغبات وطلبات الأجانب بالخارج ثم الان أنتقل الى مرحلة تلبية مطالب الأجانب في داخل سوريا , وماذا عنا نحن السوريون الأقحاح , هل سيطالنا الدور مع سيادتكم ؟ أم أنا أحفادنا سينتظرون الأصلاح وتحقيق المطالب على يد الأسد السادس عشر .... أحلم يا سيادة الرئيس كما يحلو لك ودعنا نعمل معا ...حتى الحرية


4 - إلى الصديق آرام
ميشيل الشركسي ( 2011 / 4 / 8 - 08:23 )
تحيــة وود! أنا أيضاص أشاركك الرأي نفسه في أن النظام السوري غير قابل للإصلاح وذكرت ذلك في المقال أعلاه، ولكني أتمنى أن أكون مخطئاً. النظام برأيي غير قابل للإصلاح لأن أية خطوات حقيقية باتجاه اصلاح حقيقي ستؤدي إلى انهياره وسقوطه، بالإضافة إلى أنه نظام أسروي (أشبه بالمافيا) ولا أعتقد أنهم سيتخلون عن مصالحهم في سبيل أي اصلاح غير ترقيعي.. والحياة سترينا.. مودتي وتقديري لك


5 - رأي
نارت اسماعيل ( 2011 / 4 / 9 - 11:13 )

(حد بيقتل شعبو؟ لك حد بيقتل شعبو؟)
لن أنسى ما حييت تلك الكلمات التي أطلقها رجل في درعا وهو مذهول من رؤية
 الشباب يتساقطون مضرجين بدمهم في بداية الثورة
نعم هناك رئيس بلد يقتل شعبه، وكل يوم يسقط شباب جدد عزل لم يحملوا حتى خشبة
 حتى حجرآ
أنا ليست عندي أية أوهام ، من يقتل شباب بلده فقط لأنهم طالبوا بأبسط حقوقهم
 لن ينفع معه أي اصلاح
تجياتي لك أخ ميشيل

اخر الافلام

.. داعمو غزة يغيرون ا?سماء شوارع في فرنسا برموز فلسطينية


.. رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب




.. مراسل الجزيرة هشام زقوت يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع


.. القسام تستهدف ثكنة للاحتلال في محور نتساريم




.. واشنطن تطالب قطر بطرد قيادة حماس حال رفضها وقف إطلاق النار