الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مئة يوم ضائعة كأخواتها الثمان سنوات

علي الشمري

2011 / 4 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ثمان عجاف مرت على العراقيين لم يرو فيها بالافق أي دلائل تنذر بأ نبلاج فجر الديمقراطيةبقدر ما أزادت تعاستهم ومعاناتهم اليومية ,ازمات متراكمة ومتلاحقة دون حلول,المياه ملوثة وغير صالحة للاستهلاك الحيواني,الارض مقفرة نتيجة الجفاف والتصحر الذي راح يزحف عليها من كل الاتجاهات ,حقول الالغام التي تنتشر فيها باعداد مخيفة لم تعالج,الاجواء مسممة من كثرة التلوثات نتيجة الاستخدام العشوائي للمحروقات ,الفقر والبطالة تغزوا الاوساط الشبابية دون حلول تذكر,السجون السرية والعلنية تغص بالمعتقلين,الفساد ينتشر كافة سرطانية لينخر الجسد العراقي في جميع مفاصله دون أستثناء,المعامل والمصانع العراقية معطلة نتيجة نقص الطاقة الكهربائية التي اصبحت معضلة دون حل,الطبقة الوسطى تنازلت عن دورها في المجتمع العراقي وأنظم القسم الاصغر منها الى الطبقة الاستقراطية الحاكمة المتمثلة بالحيتان ,والقسم الاعظم منها تم سحقه نتيجة لنظافته لينظم الى حجافل الفقراء المعدمين,الدستور الذي كتب على عجالة تم ركنه في الرفوف العالية واستعيض عنه بالموروث الديني والعشائري,السلطة التنفيذية تكيل بمكالين في التعامل مع المواطنين,السلطة القضائيةبدأ ت سيول الفسادالسياسي والاداري تجرف شواطئها,البرلمان العراقي أصبح شبه معطل من حيث عدم توافق أعضائه لاقرار قوانين تخدم الشعب,وزارة مترهلة لا تهش ولا تبش تحت تسمية حكومة الشراكة الوطنية,مفوضية الانتخابات ليست مستقلة وأنشات من الكتل الحزبية العراق بحاجة لمفوضية بمعايير دولية بعيدة عن التحزب ,وقانون الانتخابات قد فصل بالمقاس على الاحزاب السلطوية الحاكمة بقوائمه المغلقة ودوائره الانتخابية المتعددة(هذا ما اعلنه أسامه النجيفي ,رئيس البرلمان),أزدهار عصابات السطو المسلح ليلا ونهاراعلى البنوك ومحال الصاغة ومحلات الصيرفةفي مختلف مدن العراق نتيجة ضعف الاداء لقوى الامن وعدم مهنيتهم وحرفيتهم ,حيث أغلبهم تم زجهم في صفوف الاجهزة الامنية وفقا لنظام المحاصصة,المؤسسة الدينية تخلت عن الفقراء والمعدمين بعدما اثرت على حسابهم وأتجهت الى العمل التجاري المربح ,والتفكير في كيفية الحصول على الامتيازات واقامة الشركات الربحية ,والقسم الاكبر منها وضع احدى قدميه في السلطة والثانية في التجارة كي يوازن مصالحه ,أغلب شرائح المجتمع العراقي قد تم تغييب وعيها الاجتماعي والسياسي بعملية مبرمجة ومخطط لها من خلال تشجيعه على احياء المناسبات الدينية وأقامة الشعائر ,كي لا يلتفت الى حقوقه ويطالب بها,لا توجد معارضة برلمانية تقف بوجه الفساد والمفسدين وتطالب بحقوق الاخرين ,الشعب يتلظى الما ويتضور جوعا من جراء سرقة قوته(مواد البطاقة التموينية)ويريد الانتفاض على الفساد والمفسدين ,فتأتيه الحقن المخدرة بضرورة التحلي بالصبر ,والتقية واجبة,وعدم شرعية الخروج على الحاكم المسلم,والتلويح بامكانية فقدان السلطة من يد الشيعة وذهابها الى السنة عند التغيير(حقنة شحن طائفي) ,بعد تظاهرات 25 شباط والتي عمت جميع المدن العراقية وتم التصدي لها بوحشية بعيدة عن كل القيم الديمقراطية التي كفلها الدستور,كانت بمثابة دق ناقوس الخطر على كل من المؤسسة الدينية المتحالفة مع السلطة السياسية ,عندها تعالت الاصوات ومن الطرفين على ضرورة تنفيذ مطالب المتظاهرين بأسرع وقت وألا فالجمل بما حمل سوف يهرب من أيديهم مهما حاولوا تشديد وثاقه,فالبرلمان تعهد باقرار القوانين ونوري المالكي تعهد بتحسين الاوضاع المعيشية والخدمات للمواطنين خلال 100 يوم ؟الان بقي منها 60 يوما ,ولم تظهر نتائج الوعود على الارض,فالحكومة لحد الان لم تكتمل وزاراتها الامنية بعد ,الفساد لم يزاح عنه الستار ليرى المواطن من يقف ورائه وأين ذهبت امواله ؟ المواطن يسمع التصريحات الرنانة فقط,نسمع عن وجود 20 ألف شهادة مزورة ,لكن لا أحد أعلنوا عن شهادته المزورة وأبعد عن موقعه الوظيفي؟مجلس الوزراء الذي اتهم البرلمان بتعطيل أقرار القوانين ,هو من يطلب من البرلمان اليوم تأجيل أقرار خمسة من القوانين المهمة(قانون هيئة النزاهة,ديوان الرقابة المالية,مجلس القضاء الاعلى,المحكمة الاتحادية,المفتشين العموميين)ودولة القانون تريد الابقاء على المادة 136 والتي بموجبها يحق للوزير التستر على موظفيه وعدم محاسبتهم من قبل هيئة النزاهةألا بموافقته ,فكيف يتم مكافحة الفساد أذن:؟؟
الكتل السياسية أخذت تكيل الاتهامات المتبادلة فيما بينها بحجة أن الطرف الفلاني هو الذي يعرقل عمل الحكومة لتقديم الخدمات الى الشعب ,
اليوم يريدون ان يدخلوا مجلس النواب في دوامة من التجاذبات والصراعات التي لا طائل منها سوى عرقلة اعمال مجلس النواب بقضية الفلوجة ,وهل تعتبر أبادة جماعية أرتكبها أياد علاوي أم لا ؟ محمود عثمان القيادي في التحالف الكردستاني أكثر واقعية من كل السياسيين العراقيين ,حيث توقع أن تنهار الحكومة في المستقبل القريب وأن جميع السياسيين قد فشلوا في أدارة البلاد ’وعلى الجميع تحمل المسوؤلية,ولوح ألى أنه لا يمكن لحكومة ان تستمر دون معارضة برلمانية؟ويجب أن تتشكل حكومة أغلبية برلمانية ,وهذا ما يرجح ما ذهب اليه رئيس ا لبرلمان العراقي من أمكانية أعادة الانتخابات مبكرا أذا وصلت الامور الى طريق مسدود
السيناريوا المتوقع لرئيس الوزراء ,أن الايام الستون المتبقية سوف تنتهي دون فعل شئ ملموس,يطلب من البرلمان تمديد المهلة له كي ينجز ما وعد به ,فهل يعقل أن الذي لم يقدم شئ خلال خمس سنوات ,سيقدمه في 100 يوم ؟؟؟وهو القائل انها حكومة لا تلبي الطموح ولكن هذا هو الموجود؟؟أم انها مهلة له ولجماعته لترتيب أوضاعهم المادية والعقارية في الخارج وتهئية عدة الرحيل الى الجحور التي اتو منها ؟فالمهلة اوشكت على النفاذ وهو من أحكم على نفسه بنفسه,والصيف قادم بلهيبه المعروف ومشكلة الكهرباء الاساسية لم تحل بعد,والجموع مهيئة للزحف نحو ساحات التغيير ,وشعارات أصلاح النظام قد استبدلت بشعارات أسقاط النظام .وأن غدا ليس لناضره ببعيد...........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا لا نريد ان نفهم
فيصل حرسان ( 2011 / 4 / 8 - 16:19 )
عندما اراد الرسول صلى الله عليه وسلم ان يشرح للمسلمين قيمة المرأة وقدسية الأم
قال . الجنة بين افخ...الامهات فلم يفهمها العربان , فاضطر الرسول العظيم ان يقولها بشكل آخر , فقال الجنة تحت اقدام الامهات.
والحكم بالقياس ...احرق العربان العراق ودمروه , فأراد السيد المالكي ان يقول لهم واعدا ب 1000 يوم , ولكنهم لايريدون فهمها ,
لانهم السبب في دمار العراق...فوعدهم المالكي ب100 يوما

اخر الافلام

.. محمد الصمادي: كمين جباليا سيتم تدريسه في معاهد التدريب والكل


.. متظاهرون يطالبون با?لغاء مباراة للمنتخب الا?سراي?يلي للسيدات




.. ناشطة بيئية تضع ملصقاً أحمر على لوحة لـ-مونيه- في باريس


.. متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يهتفون -عار عليك- لبايدن أثناء م




.. متظاهرون يفاجئون ماثيو ميلر: كم طفلاً قتلت اليوم؟