الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إرادة الشعوب أقوى من جبروت الأنظمة المستبدة

سلمان بارودو

2011 / 4 / 8
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


إن شرارة التغيير التي أصابت المنطقة كانت من دولة عربية صغيرة ( تونس )، ومن المواطن التونسي الشهيد: ( البوعزيزي )، الذي أحرق نفسه إحباطاً من الظروف والواقع الذي كان لعقود سيئاً.... لكن هذه الشرارة سرعان ما قادت إلى احتجاجات جماهيرية متضامنة تدعو إلى إسقاط نظام زين العابدين بن علي الذي كان يمارس القمع والتنكيل والفساد بحق مواطنه.
يبدو أن ما جرى لتونس كان تحضيراً وتمهيداً لإشعال لهيب الثورة في مصر وليبيا واليمن على غرار ما جرى في أوربا الشرقية للتحرر من سيطرة ووصايا الحزب الواحد والأنظمة الشمولية والدكتاتورية.
ويبدو جلياً للعيان أن الجماهير المنتفضة والمسيطرة على المشهد والواقع الحالي هم الشباب من دون تأطير أو تجمع سياسي منظم ومسبق الصنع، بل شباب اتخذ من " الفيسبوك والتويتر واليوتوب" أداة رئيسية للتغيير والتواصل من دون أن يعرفوا بالضرورة بعضهم بعضاً إلا بالكلمة والصورة والصوت من بعيد، تلاقوا في ثورة عفوية يرتقي فيها الوعي إلى درجة عالية من المسؤولية في طبيعة التحرك السلمي، وفي نوع الشعارات والمطالب التي تحدد بدقة الهدف المبتغى من التحرك، وهذا الارتقاء في الوعي هو الذي استطاع أن يحبط كل المحاولات التي لجأ إليها المستبدين والقمعيين.
كما يبدو من المشهد في كل من مصر وتونس وليبيا أن المعارضة مجرد مكون عادي تطالب بالتغيير دون أن تكون هي القوى المحركة والمسيطرة في تلك البلدان، بل أن تلك المعارضة قدمت استعدادها لإنجاح التغيير المنشود وعدم الالتفاف على ثورة الشباب وهذا ما بدا واضحاً من تصريحات الغنوشي بعدم ترشيحه للرئاسة، وأيضاً إعلان جماعة الإخوان المسلمين في مصر بعدم شغل أي مسؤولية أو منصب في الحكومة الانتقالية.
وإن مطالب هذه التظاهرات والاحتجاجات جميعها كان يركز على الحرية ومحاربة الفساد والبطالة وإرساء المؤسسات الديمقراطية وإصلاحها، أي أنها كانت تخلو من الشعارات الدينية والقومية, لكن طريقة التعامل مع تلك التظاهرات مورست من قبل أنظمتها بالقمع وسقوط قتلى وجرحى لتتصاعد المظاهرات وتتمسك المتظاهرين في مطالبهم.
فعندما كتب صموئيل هانتغنتون في كتابه الشهير " الموجة الثالثة" كان منتقداً بشكل لاذع للمنطقة العربية، حيث اعتبرها بأنها أكثر المناطق جموداً وعدم قبول التغيير ويصعب تحولها للديمقراطية، إلا أن الحقائق التي كشفتها لنا الأحداث والتداعيات بأن المنطقة العربية ليست كما قيل عنها في نظر المراقبين والمحللين والمتابعين وحتى مراكز الأبحاث والدراسات الإستراتيجية، أنها عصية على التغيير والإصلاح السياسي، بل أنها تواقة للحرية والديمقراطية.
وأثبتت هذه الأحداث للقاصي والداني بأن الشعوب ليست ضعيفة أمام أنظمتها، بل أن الأنظمة هي ضعيفة أمام إرادة شعوبها، وسوف يحاسب تلك الأنظمة من قبل شعوبها ويتحول المسؤولين بين عشية وضحاها إلى لاجئين ومطاردين قضائياً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تطبيق يتيح خدمة -أبناء بديلون- لكبار السن الوحيدين ! | كليك


.. تزايد الحديث عن النووي الإيراني بعد التصعيد الإسرائيلي-الإير




.. منظمة -فاو-: الحرب تهدد الموسم الزراعي في السودان و توسع رقع


.. أ ف ب: حماس ستسلم الإثنين في القاهرة ردها على مقترح الهدنة ا




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يلاحقون ضيوف حفل عشاء مراسلي البيت ا