الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طابا تواجد إسرائيلي أم كوردي

مسعود عكو

2004 / 10 / 22
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


قد يأتي الحديث الآن عن تفجيرات طابا التي طالت سلسلة من الفنادق والمطاعم السياحية في مصر والتي حدثت قبل عدة أسابيع متأخراً نوعاً ما ولكن الحديث المتكرر حول التواجد الإسرائيلي والمتمثل بمخابراته الموساد في كوردستان العراق وأخره السؤال الذي وجهته جزيل الخوري المذيعة في قناة "العربية" الفضائية في برنامجها "بالعربي" للزعيم الكوردي مسعود البرزاني وعن حقيقة هذا التواجد الذي نفاه البرزاني نفياً تاماً وقاطعاً.

لكن حقيقة هذا التواجد لا يستطيع أحد مهما كانت صفته الرسمية أن ينفيه أو يؤكده لأنه طالما يقال أن التواجد هو على مستوى مخابراتي فهو تواجد سري للغاية ولكن السؤال:
لماذا يطرح مثل هذا الجدل؟
لماذا تطرح أسئلة من هذا النمط؟
هل حقق القومجيون العرب كل أهداف الأمة العربية ولم يبق أهداف سوى تطهير كوردستان العراق من التواجد الإسرائيلي المزمع وجوده هناك؟
هل طهرت جميع أراضي العرب من الخليج إلى المحيط من هذا التواجد ولم تبق بقعة مدنسة بالإسرائيليين سوى كوردستان العراق؟؟؟؟؟...ربما...!!!!

لطالما أردت من الكثير من المثقفين العرب أن يقفوا ولوا لمرة واحد في عمرهم موقفاً منطقياً تجاه الأكراد وعدم اتهامهم تارة بالعمالة لإسرائيل وإقامة علاقات سرية معهم وتارة تجريمهم بكل المشاكل التي تنهال على رأس الأمة العربية حيث دائماً نراهم يولولون على تفاهات لا قيمة لها ويغمضون أعينهم عن حقائق باتت ظاهرة للعيان ووقائع تجسد الحياة اليومية للإنسان العربي والتي تأتي بالرغم من أنف كل من يقبل ولا يقبل ولكن لماذا لا نطرح أفكار تخدم مصلحة القومية العربية وكل القوميات التي تعيش معهم منذ ولادة الخليقة وإلى هذا التاريخ أفكار تنزع من بيننا كأكراد وعرب نوعاً من التفاهم والود والصراحة بعيداً عن التشكيك والاتهامات التي لا طائل منها سوى زرع الحقد والكراهية والحساسية التي لا فائدة منها.

قد تكون تفجيرات طابا نوعاً من التبرئة الربانية التي أرادها الله عز وجل أن يريدها لتبرئة الأكراد من تلك الاتهامات وتعزيز الحقيقة التي بات كل الدنيا تعرفها بأن التواجد الإسرائيلي في كوردستان العراق كان وهماً كذباً والكورد براء من هذا الاتهام براءة الذئب من دم يوسف.

إذا كانت في طابا وحدها عشرات الآلاف من الإسرائيليين ففي مصر بأكملها يوجد كم إسرائيلي؟
أيعقل أن تتهم دولة متعاونة مع إسرائيل غيرها بوجود إسرائيليين على أراضيها ولا أستبعد وجود إسرائيليين في كل العراق لأن الحالة الأمنية الفلتة في العراق تبيح لأي واحد كائناً من كان أن يتواجد على أراضيها.

التواجد الإسرائيلي في مصر لا يحتاج برهاناً ولا أدلة وتكفي السفارة الإسرائيلية الموجودة في القاهرة ويرفرف عليها العلم الإسرائيلي هذا العلم الذي يقتل تحت لوائه يومياً عشرات الفلسطينيين ويعتقل المئات وتخرب آلاف البيوت والمنازل والمزارع.
هذا العلم الذي ارتكبت تحت رايته مجازر صبرا وشاتيلا وقانا.
هذا العلم الذي لا زالت قواته تحتل فلسطين ومرتفعات الجولان ومزارع شبعا....
ماذا أيضاً يريده القارئ العربي أن أوضح له أكثر جرائم هذا العلم الذي تعترف به مصر منذ اتفاقية السلام التي وقعتها مع إسرائيل إبان حرب أكتوبر عام 1973 والتي أسفرت عن أول اعتراف رسمي عربي بحقيقة وجود كيان يهودي على أرض فلسطين والذي سمي باسم الدولة العبرية العظمى "إسرائيل".

حقيقة اتهامات الأكراد بإقامة علاقات مع إسرائيل ليست حديثة العهد بل هذه الاتهامات قديمة ولكن ألم يعر هؤلاء الذين يقفون في محل المدعي العام ويوجهون التهم جزافاً هنا وهناك لا يرون المسلة التي في عيونهم بل يرون الإبرة التي في عيون الغير ولكن أن الأوان لهذه الاتهامات أن تبطل وتنتهي ببدء صفحات جديدة بين العرب والكورد وباقي القوميات التي تعيش معهم وتكفي هذه التصريحات التي يخجل طفل في السياسة أن يطلقها كما أطلقها العديد من السياسيين العرب حول حقيقة الوجود الإسرائيلي والذين لا يخجلون من الوجود الإسرائيلي في بلادهم وبشكل علني وعلى أساس علاقات وثيقة بروتوكولية وصداقة واتفاقيات حسن الجوار كمصر والأردن والكثير من دول الخليج والمغرب العربيين حتى ولو كانت تلك العلاقات قائمة على أساس تجاري أو غيرها من العلاقات المهم هناك علاقات صريحة وواضحة لا تحتاج الحكومات إلى كتمها عن شعوبها لأن تلك الحكومات لا تستطيع أصلاً أن تخبأها وتكتمها.

من حق كل دولة عربية أن تتساءل عن حقيقة الوجود الإسرائيلي ولا يحق لمصر والأردن حتى الحديث عن ذلك الوجود لأنهم دول لها علاقات دبلوماسية وسياسية وثقافية وحتى دينية مع إسرائيل والكل عرف بزيارة كبير حاخامات إسرائيل "لاو" إلى الأزهر الشريف واستقبله الدكتور محمد سيد طنطاوي والذي يطلق الآن مجموعة من التصريحات والبيانات ويرى نفسه المتمثل بالأزهر بأنهم ممثلون عن الإسلام في كل بقاع العالم وهنا نقطة هامة أحببت أن أوردها في مقالتي حول الإشكالية التي حصلت بينهم كمركز ديني وبين إحدى أهم المراكز للدراسات الإنمائية في مصر وهو مركز ابن خلدون.
حيث تصاعدت الأزمة بين الأزهر وبين مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية في أعقاب تصريحات شيخ الأزهرالدكتورمحمد سيد طنطاوي التي وصف بها مركز ابن خلدون بأنه يقوم بدور تخريبي في المجتمع المصري مطالباً بإيقافه ومحاكمة القائمين عليه. وقال طنطاوي أن مطالبة المركز بتنقية التراث الديني، لاسيما ما يتعلق بالحديث النبوي واعتماد النص القرآني مرجعية حاكمة وحيدة لبقية المصادر التراثية الدينية في الإسلام تمثل دعوة صريحة بإغفال مصدر رئيسي من مصادر التشريع في الإسلام وهي السنة النبوية وهذا ما يطالب به بعض الأعداء الخارجيين.
وزاد: أن هؤلاء جماعة خارجون وسبق أن اتهم احدهم بخيانة البلاد، ولذلك لا يجب الالتفات إليهم واعتبارهم نكرة في المجتمع، مؤكداً أن مشاركة مراكز غربية في مؤتمر مركز ابن خلدون لتتحدث عن الإسلام ومصادر التشريع وصمة عار ونكسة يجب أن يتداركها الجميع خاصة وان المركز يدعو صراحة إلى إنكار السنة النبوية. وفى إطار رده على تصريحات شيخ الأزهر أصدر مركز ابن خلدون بيانا وصف فيه شيخ الأزهر بأنه أحد دعاة التكفير وان مشيخة الأزهر كانت سببا مباشرا لاغتيال الكاتب فرج فودة ومحاولة اغتيال نجيب محفوظ في حين أن القائمين على المركز دعاة اجتهاد وان الاجتهاد فريضة إسلامية وان باب الاجتهاد مفتوح أمام الجميع ولا يملك أحد حق احتكاره أو إغلاقه لأنه لا توجد كنيسة أو كهنوت في الإسلام.
ينبغي علينا كشعوب متعايشة مع بعضها البعض أن نلتفت إلى خلق وإيجاد طرق عيش مع بعضنا البعض ولا داعي لخلق نعرات بين الشعوب لا يستفيد منها أحد سوى أعداء العرب والكورد وما كانت هذه المقالة سوى توضيح بعض المغالطات التي تسرد على ألسنة مسئولين لهم وزنهم وقيمتهم السياسية والاجتماعية والدينية ولا داعي لأن نبدأ المشي في طريق ليست له نهاية ولا فائدة سوى خلق الفتن والكراهية بين الشعوب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معركة ساخنة بين بايدن وترامب؟ | المسائية


.. الإصلاحي بيزشكيان والمحافظ جليلي يتأهلان للدور الثاني من الا




.. ميقاتي: لبنان سيتجاوز هذه المرحلة والتهديدات التي نتعرض لها


.. حماس تدعو الأردن للتحرك من أجل مواجهة مشروع ضمّ الضفة الغربي




.. أبرز التحديات التي تواجه الديمقراطيين في حال أرادوا استبدال