الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المالكي ملاكم بلاقفازات !

جمال الخرسان

2011 / 4 / 8
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


منذ الحكومة الاولى لنوري المالكي التي تشكلت في نيسان من عام 2006 كان الرجل يعاني من بعض الممارسات المتناقضة لشركائه في الحكومة.. اولئك الذين يستهويهم اكثر من اي دور آخر ذلك الدور الذي يجمع بين الحظوة بشرف المعارضة ومكاسب السلطة! بقي الحال على ماهو عليه بين اخوة اعداء لايجمعهم الا التخادم السياسي فيما يخص لملمة انتفاخات الفساد الاداري وتقسيم الكعكة. الامر ذاته ينطبق على حال الحكومة والمالكي والشركاء فهم معارضة وهم شركاء في الحكومة .. ذلك الفعل السياسي المتناقض وان كان سلبيا من وجهة نظر الكثيرين بما في ذلك المالكي نفسه الا ان هذا الاخير لايرى فيه نهاية المطاف ولذلك حاول ان يتكيف معه بشكل او بآخر، لكن ما يحصل حاليا في الحكومة الثانية للمالكي مختلف كثيرا عما كان الحال عليه في السابق لان القصة لم تقتصر على لعبة التصريحات الاعلامية التي تغمز من جهة الحكومة والمالكي بالتحديد وتشير الى سلبياته من قبل حتى المقربين منه بل تعدت ذلك لتحاول استثمار الهيجان الجماهيري العازف على وتر ما احدثه البو عزيزي من ثورات شعبية في الشرق الاوسط، وانتظار الفعل الجماهيري الغاضب من اجل افشال التشكيلة الحكومية الجديدة التي تعني بلاشك نهاية مرحلة المالكي كرئيس للوزراء في هذه الفترة الزمنية على الاقل مما يفسح المجال امام خصوم المالكي الذين قد يختلفون فيما بينهم لكنهم يرحبون جميعا بايّ محاولة تؤدي لقلب الطاولة على رأس المالكي.
المالكي احس بخطورة الموقف هذه المرة وهناك من المؤشرات التي طفت للاعلام ما يشير الى ذلك وما خفي كان اعظم! انسحاب عادل عبد المهدي من منصب نائب رئيس الجمهورية، ترتيبات التيار الصدري والقائمة العراقية، وقد يدخل على الخط المجلس الاعلى، كل ذلك لن يكون بعيدا عن عيون المالكي، كما ان المائة يوم والتي يتفق الجميع انها لن تؤدي الى احداث تحوّل في ملف الخدمات خصوصا وان نهاية المائة يوم التي حددها المالكي لنفسه مهلة لتقديم الخدمات سوف تكون على اعتاب صيف لايختلف عن الصيوف السابقة على صعيد الكهرباء!
انطلاقا من المعطيات المشار اليها سلفا جاءت تلويحات المالكي بسحب الثقة عن حكومته لعدم تعاون الشركاء او حتى ربما تآمرهم عليه. الرجل احس بخطورة الموقف فاطلق محاولات استباقية تمهد لاي خلطة تحاك هنا او هناك بين الشركاء من اجل تقديم المالكي ضحية لتهدئة الشارع سواء باسقاط الحكومة او باقامة انتخابات برلمانية جديدة تغير الخارطة السياسية في العراق. شركاؤه يريدون تقديمه كبش فداء كما فعل هو قبل ذلك وافتدى نفسه باستقالات بعض المحافظين!
ان المالكي أحس بمكر شركائه في الحكومة ورأى نفسه ملاكما بلا قفازات، في مواجهة الشارع المطالب بالخدمات وتوفير الامن وانهاء فوضى الفساد الاداري. انه يعرف قبل غيره بان حكومة بهذه الشاكلة مهما كانت عريضة تلك القاعدة التي تقف عليها فانها لن تكون اكثر من قطعة جليد تطفو على سطح البحر.. هشة وقد تتكسر في ايّة لحظة. عبثا سميت حكومة المالكي الثانية حكومة الشراكة الوطنية.. فلا ثمة شراكة فيها ولاثمة ... .
ما يحصل حاليا من تحولات استثنائية في المواقف السياسية المعلنة على الاقل يعكس قناعة الطبقة السياسية المشاركة في الحكومة نفسها بعدم الجدوى من مهلة المائة يوم. الكل يعد العدة لما بعد تلك المرحلة وغضبة الشارع في صيف العراق اللاهب. ايام العراق القادمة سوف تكون ساخنة بكل المقاييس .. الشركاء يريدون التصعيد فيما بينهم والملف الامني اول كبش فداء لتلك المنازلة، ثم قصة الخدمات والكهرباء واشياء اخرى .. وعلى امل المائة يوم لازال المالكي يلاكم ولكن بلا قفازات!


جمال الخرسان
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ذكرى النكبة.. -لماذا لا تستقيل الأنظمة العربية بعد فشلها


.. إردوغان: أكثر من 1000 عضو من حماس يتلقون العلاج في تركيا




.. مغامران يحلّقان لأول مرة عبر جسر البرج الشهير في لندن


.. شحادة: واشنطن أصبحت مقتنعة أنه لا حل لتهدئة الجبهة الشمالية




.. حشود عسكرية إسرائيلية على تخوم رفع استعدادا لهجوم واسع النطا