الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرصة اخيرة ..في عالم متغير..

جمال الهنداوي

2011 / 4 / 8
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


اقرب للدهر كانت هي السنوات الطوال التي عاشها حكامنا متموضعين متكلسين على تخت السلطان..والاطول منها كات ليل القهر والاستبداد الذي تدثرت بحلكته الاوطان في ظلهم الممدود.. عقود وعقود من الطغيان والاستئثار والاستحواذ والتسلط على مصائر وخيرات الاوطان .. اعمار واجيال وجدت عاشت وعانت وقضت وهي لم تتذوق طعم البنفسج على اصابعها المغلولة ..ولم تعلم سوى السلطان رباً معبوداً..
ولكن كل ذلك ..وكل تلك الخبرة المتطاولة في كسر ارادة الشعوب .. وكل تلك السياسة المنظمة الاقرب الى الروتين من تنمية الولاءات واقصاء الخصوم وتجنيد احزاب السلطة كميليشيات وعسس لخدمة عوائل حاكمة..كل ذلك..وكل الاستعارات الزائفة لشعارات التنمية والتطوير والتنوير والوعود بالاعتدال وسلطة الجماهير..كل ذلك لم يكن كافيا لاسعاف الانظمة في الصمود امام أمواج طوفان الثورات الشعبية العربية التي اقتلعتهم من عروشهم واطاحت بهم خارج الحكم والتاريخ.. وتركتهم مع نظرات مصدومة ذاهلة لغضبة ظنوا انها لن تأتي ابدا..وان الشعوب التي لطالما اذلتها الانظمة واستعبدتها لن تقوى على اخذ زمام المبادرة لاسترداد حريتها واستقلالها وكرامتها الوطنية..
ما لم يفهمه الحكم العربي ان العالم قد تغير والى الابد..تغير وتغيرت معه الآليات التي تحكم العلاقة ما بين الحاكم والمحكوم..وان وصاية السلطان على عقول وضمائر الشعب قد ثلمت الى غير رجعة.. لقد تغير العالم وتغيرت معه أدوات الحكم وديمومة الأنظمة نتيجة ثورة المعلومات والتكنولوجيا والانترنت، التي مكنت جميع شعوب العالم من النفاذ لعالم المعرفة والاطلاع على المعلومة والخبر دون وصاية أو وساطة وقلصت من احتكار الحكم لتداول المعلومات داخلها، واضاءت بكاشفاتها الباهرة معاقل القمع وترويض المعارضين، والتي طالما استخدمتها لسحق كل الأصوات المطالبة بالتغيير وبحياة أفضل.
إن تباطؤ الأنظمة العربية في فهم ما يجري في المنطقة من تحولات كبرى، ستؤسس لمرحلة جديدة في علاقة الحكام العرب مع شعوبهم ولوضع مغاير لعلاقة الغرب الذي بدأ يتبرأ بالتدريج من رعايته لتلك الانظمة .. وأن عالما عربيا يولد من جديد على انقاض الأنظمة المتهالكة بفعل غياب الرؤية الإستراتيجية وعدم إدراك لحقيقة الأرض التي تقف عليها.مما يجعل من "فوبيا التغيير" مشكلة جدية أصبحت تطارد أنظمة الاستبداد والإقصاء من الخليج إلى المحيط..المطالبة بتسديد عقود من التغييب كامل لإرادة الشعوب عن المشاركة الحقيقية والفاعلة في صناعة القرار السياسي.
الشعوب العربية ما زالت تمنح الفرصة لبعض الأنظمة التي لم تعرفها الشعوب إلا من خلال استبدال بعض الوجوه باخرى اوالحديث عن إصلاحات سياسية واقتصادية كاذبة لا يعرف لماذا لم تتنبه اليها الانظمة كل هذه السنوات والتي لا تشكل سوى نفاق اقرب الى النكتة السمجة وابر التخدير الزائفة ..
كل الأنظمة العربية المتبقية مطالبة اليوم باعتماد إصلاحات جدية في مواجهة مد الثورة والغضب الشعبي، أولها هو السماح بالمشاركة السياسية وتحقيق تنمية شاملة وثانيها هو التوقف نهائيا عن المزاوجة بين السلطة والمال، من خلال استغلال المواقع السياسية المتقدمة للاستحواذ على ثروات الشعوب واستغلالها للتحكم فيها.
إصلاحات ما زالت ممكنة في ظل وعي تام بما تمليه متطلبات هذه المرحلة الدقيقة من تسلح بإرادة التغيير وتجاوز مجرد الشعارات وتوظيفها السياسي إلى عمل وطني يشكل قطيعة مع سلبيات الماضي ويؤسس لمرحلة مختلفة تماما، أساسها احترام مؤسسات الدولة و حقوق المواطنة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأسبوع وما بعد | فوز ساحق لحزب العمال ينهي 14 عاما من حكم


.. بعد 14 عاما.. انتصار ساحق لحزب العمال البريطاني




.. انقسام آراء الفرنسيين من أصول مغاربية بين اليمين واليسار | ا


.. زعيم حزب العمال كير ستارمر يصبح رئيس وزراء بريطانيا الجديد |




.. بريطانيا.. حزب العمال ينتزع فوزاً تاريخياً في البرلمان | #را