الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امكانية عودة العراقيين اليهود

محمد خضير عباس

2011 / 4 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


طرحت في الاونة الاخيرة بعض الاراء من قبل بعض الكتاب حول عدم امكانية عودة العراقيين اليهود المسفرين قسرا الى اسرائيل بعد عام 1950 الى بلدهم الام بحجة انقراض ذلك الجيل الذي عاصر تلك الفترة العصيبة عليهم وان ابنائهم الذين ولدوا وتربوا وتعلموا في اسرائيل قد انقطعت جذورهم التي تربطهم ببلد ابائهم ونسوا اصلهم العراقي بحكم الثقافة التي اكتسبوها من مجتمعهم الحالي ولكون الجيل الجديد لا يوجد لديه الحافز والحماس الذي يدفعه بالتفكير في العودة الى بلد ابائه واجداده وخاصتا وان العراق لم يهدء ولم ينعم بالامن والسلام منذ تاريخ تهجيرهم عام 1950 ولحد الان وبالرغم من كل ذلك فأن الحنين والشوق الذي يكنه العراقيين اليهود الى بلدهم لا يمكن وصفه وانه حالة نادرة جدا قلما نجدها في شعوب الارض قاطبتا والدليل على ذلك ما اعلنته وسائل الاعلام الاسرائيلية وتناقلته الوكالات العالمية مؤخرا من ان اسرائيل حذرت مواطنيها من السفر الى العراق باعتبار ان هذه الزيارات غير قانونية وتعتبر مخالفة جنائية مشيرة الى انها ظاهرة اخذة بالاتساع وذكر بيان صادر عن ( طاقم محاربة الارهاب ) التابع الى مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي جاء فيه على ضوء اتساع ظاهرة الاسرائليين الذين يزورون العراق فأنه بموجب قانون منع التسلل الذي سنه الكنيست الاسرائيلي عام 1954 فأن السفر الى العراق باعتباره دولة معادية من دون تصريح صادر من وزارة الداخلية يشكل مخالفة جنائية وشدد الطاقم على تحذير المواطنيين من السفر الى العراق كما طالب الاسرائليين المتواجدين في العراق بمغادرته فورا . لو نأتي لمناقشه وتحليل هذا البيان الذي يخص هذه الظاهرة رغم انه لم يتطرق الى عراقيتهم لتوصلنا الى عدة احتمالات حول اسباب هذه الزيارات اهمها ان هؤلاء الاسرائيليين ليسوا جواسيس او يعملون لصالح جهاز الموساد الاسرائيلي فأذا كانوا كذلك فمن غير المعقول مناداتهم عبر وسائل الاعلام بالعودة الى ديارهم واذا كان سفرهم بقصد السياحة فهذا احتمال بعيد ايضا لكون العراق في الوقت الحاضر لا يملك أي مقوم من مقومات السياحة ولا يمتلك بنية تحتية سياحية جاذبة للافواج السياحية ناهيك عن الوضع الامني المتردي الذي يعيق هكذا نشاط اذن بقى سبب اخر ومهم قد يدفعهم المخاطرة بالسفر الى العراق وهو الاحتمال الارجح المتمثل بالجانب الاقتصادي فلو فرضنا ان هؤلاء هم اصحاب الشركات والمستثمرين ورجال الاعمال على اختلاف اختصاصاتهم وجاءوا لكي يستثمروا اموالهم في المشاريع الاقتصادية الكثيرة المعروضة للاستثمار في كافة انحاء العراق فالسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم يأتي اصحاب الشركات ورجال الاعمال الاوربيين او الامريكيين او الاسيووين رغم الدعوات الكثيرة التي وجهت اليهم بشكل رسمي عبر المؤتمرات الاقتصادية التي نظمتها هيئة الاستثمار العراقية او المعارض والمنتديات الاقتصادية التي نظمتها الحكومة العراقية في مختلف العواصم الاوربية والعربية رغم التسهيلات الكبيرة التي منحت اليهم من قبل الجانب العراقي والجواب على ذلك هو الحنين الجارف والعميق الذي يتملك روح هؤلاء النجباء واعتزازهم بعراقيتهم وهم يعلمون سلفا مدى الخطورة المركبة التي تواجههم بزيارتهم هذه من حيث كون العراق بيئة خصبة للارهاب والمشاعر البغيضة المحتملة التي يكنها مواطنيه اليهم بحكم ترسبات سياسة انظمة الحكم الفردية التي تعاقبت على ادارة دفة الحكم في العراق طيلة الحقبة الزمنية الممتدة لاكثر من نصف قرن والتي وسخت في ذهن المواطن نظرية المؤامرة الخارجية والتي مصدرها دائما اسرائيل كوسيلة لبقائها في الحكم مما انعكس سلبا على العراقيين اليهود هذا من ناحية ومن ناحية اخرى العقوبات الجنائية التي يفرضها القانون الاسرائيلي الصارم بحقهم ولكن رغم كل ذلك اثروا ان يتحدوا الصعاب والحج الى بلد انبيائهم واجدادهم وحضارتهم التي ما تزال شاخصة في الكثير من محافظات العراق . كل هذه الاوضاع والعراق لا يقيم أي نوع من انواع العلاقة مع اسرائيل فكيف لو كان المناخ العربي ملائم بعودة هذه العلاقة اكيد سوف نشاهد الكثير من احفاد العراقيين اليهود اصحابي رؤس الاموال من امثال نعيم دنغور وخضوري زلخا وساسون حسقيل وغيرهم وهم يساهمون في اعمار العراق وتبدأ مرحلة جديدة تعيش فيها جميع مكونات الشعب العراقي سويتا كما كانوا في السابق خاصتا وان املاكهم وحقوقهم محفوظة كلها لحد الان . ان هذا الخبر هو الرد العملي على كل المشككين والقائلين بعدم امكانية عودة العراقيين اليهود الى بلدهم خاصتا في حالة تهيئة البيئة المناسبة لهذه العودة باصدار جملة من القوانين التي تعيد اليهم حقوقهم واولها ارجاع حق الجنسية العراقية لهم الذي سلب منهم عند ذلك سوف يكون لكل حادث حديث .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد يطالب عضو مجلس الحرب ب


.. عالم الزلزال الهولندي يثير الجدل بتصريحات جديدة عن بناء #أهر




.. واشنطن والرياض وتل أبيب.. أي فرص للصفقة الثلاثية؟


.. أكسيوس: إدارة بايدن تحمل السنوار مسؤولية توقف مفاوضات التهدئ




.. غانتس يضع خطة من 6 نقاط في غزة.. مهلة 20 يوما أو الاستقالة