الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عروض مسرحية عربية - قراءة نقدية -

أبو الحسن سلام

2011 / 4 / 9
الادب والفن


العروض المسرحية العربية من منظور التحكيم
د. أبو الحسن سلام
باستعراض ما عرض علينا من تسجيلات لعروض مسرحية في إحدى مسابقات نيل جوائز تعمل بعض الأنظمة في بلادنا على تقديمها حضا على النهوض بفنونها
وجدنا عروضاً لا ترقى ، وعروضاً ترقى ولكنها عروض أنتجت من نحو عشر سنوات ، بعضها اتخذ منحى رومنتيكياً مثل (شهقة الطين) مركزاً على جماليات الحركة على اعتبار أنه يتعرض لأسطورة الخلق. وبعضها اتخذ منحى الكباريه السياسي من حيث المغزى مغلفاً بعرض درامي موسيقي مثل (مسرحية رمزية جداً جداً) ، وبعضها اتخذ منحى التعبير الجسدي الصامت أو منحى تعليميا استند إلى أسطورة شعبية للأطفال غير أن هناك ثلاثة عروض جديرة بالالتفات لمنظورها الحداثي من ناحية ، ولطوافها غير المباشر حول قضايانا الوطنية والقومية ، دون أن تفقد حرارة الفن أو دفقة إيقاع العصر أو رعشة موسيقى الأحاسيس التي تنسرب عبر وجدان المتلقي ، فضلاً عن بساطة التعبير الأدائي تمثيلاً وحركة تعبيرية بلغة الجسد وغناء درامياً في تساوق يسرى في منظومة العرض وصولاً إلى اكتماله الفني درامياً وجمالياً وهي دون ترتيب :
• عرض (البيادق) – عراقي
• عرض (المهمش) – أردني
• عرض (القناع) – أردني
فإذا خيرت بين أحدها ليفوز بالجائزة الأولى فإني أرشح عرض المهمش لتوظيفه لعناصر مشتركة ما بين فن المسرح وفن السينما ، ولقدرته على صوغ مفرداته التي تصب في إطار المسرح التسجيلي دون مباشرة أو علو نبر محققاً جمالياته المتفردة.

لمحة تأملية حول العروض الأربعة

ومع أنها ربت على خمس وعشرين عرضا إلاّ أنني توقفت عند أربعة عروض شبابية لأربعة مخرجين واعدين ، مع أن من بين العروض المجتمعة عروضا عالية القيمة فكريا وفنيا لمسرحيين كبار من جيل سابق أخذ حظه وحفر اسمه في سجل المسرحيين العرب ، ولذا فقد آثرت أن أكتب عن أربعة عروض لثلاثة مخرجين من جيل الشباب ، أحدهم عراقي والآخران أردنيان .

* العرض الأول :
(البيادق) – عرض عراقي لعماد محمد-

عرض قائم على التجريد ، تتداخل فيه فنون التعبير الحركي الدرامي بلغة الجسد والصورة السينمائية والتكوينات الأدائية. والعرض مقصور على ممثلين شاملين مدربين على فنون الأداء المسرحي تدريباً عال المستوى.
والعرض يشخص طبيعة الصراع السياسي والعرقي في ظل دعم الاحتلال العسكري الأمريكي البريطاني وسياسة الفوضى الخلاقة. على أن العرض لا مباشرة فيه ، كما يتميز ببلاغة التعبير المسرحي ببساطة فضلاً عن تمتعه بجمالياته الخاصة ، التي تلعب فيها الإضاءة المسرحية بديلاً للديكور ، الذي خلا منه هذا العرض تلعب دوراً بالغ التأثير بما يخلق للعرض هويته التجريبية الخاصة.


العرض الثاني
(المهمش) – عرض أردني لمحمد خير –

تتمحور مقولة هذا العرض الأساسية حول فكرة الاحباط القومي على مر العصور؛ وفي سبيل تحقيق تلك المقولة ينطلق العرض من مشهد ثابت في داخل إطار كبير في خلفية فضاء المنصة المسرحية يتشكل فيه على هيئة تكوين جمالي بعض شخوص مسرحية تتخذ هيئة تماثيل تمثل شخصيات من عصور أو عهود مختلفة ؛ وتضفر هذه المقدمة الدرامية بخلفية سينمائية مصورة لشخص وامرأة يقودان حماراً يخترقان به الصحراء ، يقابل تلك الصورة صورة تشخص الصورة السينمائية السابقة تشخيصاً حياً ، حيث يقفز خارج الإطار الخلفي تمثالي رجل وفتاة وبينهما هيكل حمار. وهو ما يخلق حالة تماثل جمالي ودرامي تكشف عن روعة استهلال يمسك بها العرض طرف الخيط الدرامي لرحلة الإحباطات التي عاشها عالمنا العربي مؤكداً على تلك الفكرة بما يشبه وضع خط أحمر أسفل عبارة مسجلة مصاحبة للصورة الحركية المعروضة على شاشة خلفية:
"ص.الأب: أي بني .. إن والدك ووالد والدك قد أحبطوا جميعاًَ ،
لأنهم أساؤا استخدام معاركهم ،
وإني أوصيك أن تحسن استخدام معاركك " .
ينسج العرض منظومة درامية مسرحانية بانورامية بجماليات فيها من الإدهاش ما يبتعد بالعرض عما يعرف بالفرجة النائمة.

العرض الثالث
(قبعتان في رأس واحدة) - عرض أردني لحسين نافع -

تتعرض لازدواجية أنظمة الحكم في المجتمعات الشمولية فللحاكم وجهان كلاهما يتظاهر بما يناقض الآخر . فشخصية الحاكم منفصمة ؛ حيث تسود فكرة التآمر ، تآمر الحاكم نفسه على نفسه.
الشخص أو الصوت المسلح ناعم الحديث ، يتشدق بشعارات الديمقراطية ويتمتع بعبارات لينة بينما الشخص المتزي بالزي المدني عالي الصوت ، حاد اللهجة متناقض (يحب بيتهوفن ويحب نانسي عجرم في آن واحد) .

العرض الرابع
(القناع) - عرض أردني لمجد القص –
هياكل معدنية ذات خطوط هندسية وأشكال مركبة متعددة بحيث يتشكل كل هيكل منها منه شبه منحرف ومثلثات ومستطيل صغير ومستطيل أطول يتم توظيفها كعناصر مرئية لتعبر عن قفص لحيوان إذا ما ركعت فيه إحدى النساء أو حيز تسجن فيه المرأة واقفة أو مسكن أو إطار لها . كما يتشكل من جمع هيكلين منهما حرف (W) في وسط تكوين معدني طرفه من يمين ومن يسار يتشكل في حرف (M) . وبوجود امرأة ورجل بداخله تصبح الدلالة إلتحام أو تقيد حرف M وهو من Man رجل ، وحرف W وهو من Woman ليحصل المتلقي على دلالة أشمل هي قيد أو سجن الذكر والأنثى ، فعلاقتهما معاً هي نوع من الجبر الوجودي. فالمرأة مقيدة إلى نوعها والرجل مقيد إلى نوعه ، وعلاقة الذكر بالأنثى تشكل قيداً جبرياً أكثر تركيباً أو تعقيداً. وبتكرار تشخيص تلك العلاقة بينهما داخل أطر معدنية متفاوتة الأشكال والأحجام تتنوع علاقة الرجل بالمرأة مع اختلاف العصور والأجواء التي تلعب الإضاءة المسرحية دوراً بارزاً في تجسيدها ، كما تلعب الأقفاص الهندسية المعدنية دوراً في تأكيد برودة العلاقة بين الرجل والمرأة على اختلاف الروابط التي تربط بينهما . والعرض قدم من قبل ضمن فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي 2007.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟


.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د




.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل


.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف




.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس