الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكرى الاحتلال الربيعي

حافظ آل بشارة

2011 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


في هذه الايام من نيسان يتذكر العراقيون زحف الاحتلال الأمريكي الصديق قبل 8 سنوات ، ذروة الصراع بين واشنطن ونظام الحكم الذي صنعته بنفسها ، لكن من زاوية ثانية بدا ان العراق يسبق العراق العالم العربي كله في التغيير ، اليد الامريكية اخذت بعنق صدام في العلن واليوم تاخذ بأعناق اخوته الطواغيت العرب سرا ، في ذكرى الغزو نتحدث حكومة وشعبا عن انسحاب القوات الأمريكية من البلد في نهاية السنة ومدى قدرة قواتنا الوطنية على ادارة الملف الأمني ، امريكا دولة عظمى ذات مصالح تتصرف بخطط محسوبة ، وقد تغير مفهوم الاستعمار ومنطق التبعية في العالم ، وعندما يقول سكان البيت الابيض انهم يريدون في العراق حكومة قوية قادرة على ادارة بلدها بنجاح فهم صادقون ، يرفضون الوصاية علينا ليس لانهم اخيار بل لان الوصاية على بلد مثل العراق تكلفهم كثيرا من الجهد والمال ولا تجلب لهم الا اللعنة ، العراقيون يرحبون بالرؤية الامريكية ، لكن فيهم صفات غير ملائمة تؤخر الانسحاب ، يفكرون بعقلية المؤامرة فيعتقدون مثلا ان الولايات المتحدة تريد تدميرهم وتمزيق صفوفهم واهانة دينهم ومصادرة ثرواتهم ، لكنهم في الحقيقة محطمون سلفا فماذا تدمر منهم ؟ وصفوفهم منذ البداية ممزقة فماذا تمزق منهم ؟ بالعكس حاول الامريكيون دائما تقريب وجهات النظر بين العراقيين انفسهم وفشلوا احيانا ، نحن لا نحتاج الى الامبريالية كي تمزق صفوفنا لان صفوفنا غير موجودة ، ولا نحتاج الى من يوجه اهانات الى ديننا فنحن اول من يمارس هذه العملية ، كثير من العراقيين يقولون انهم مسلمون ويمارسون كل هذا الفساد والاهمال والانانية والطمع والكذب والمحسوبية فاين الاسلام ؟ النظام السابق اسس عددا من الأزمات المستدامة وقد ورثها العراقيون منه ، ترك لهم الفساد ، والبطالة ، والفشل الاقتصادي ، والبنية الاجتماعية المهدمة ، والتمييز الطائفي ، والامية والعزلة والتخلف والعلاقات المتوترة مع المحيط الاقليمي والدولي ، النظام الديمقراطي الجديد بدأ نشاطه بدون اي تمارين مسبقة وارتكب كثيرا من الأخطاء واثبت عجزه عن التعامل مع الموروث الصدامي بمشاكله الكارثية فتضاعفت وتراكمت ، وقد استغل اعداء التغيير هذه الظاهرة وبذلوا جهودا اعلامية كبيرة لغسل ذاكرة الشعب ومسح الوقائع والصاق جميع اشكال الفشل والتدهور بالنظام الجديد ، لم يعد الرأي العام قادرا على التمييز بين النظام السابق الذي صنع الازمات وبين النظام الجديد الذي ورثها واخفق في اصلاحها ، هناك من استغل الفشل ليقرع طبول العودة ، من يريد مواجهة تركات النظام السابق عليه ان يقاتل ويخوض مواجهة صعبة تحتاج الى شجاعة استثنائية ، ونزاهة وروح حسينية لا تسأل عن الغنائم ، أخطر ظاهرة في المشهد السياسي الراهن ان الصراع بين القوى التي تشترك في العملية السياسية يبلغ احيانا مرحلة تتطلب التحالف مع العدو لمواجهة شريك الامس ، واقصى بغية الاعداء ان يتحولوا الى بيضة قبان في صراع الاشقاء الذين افسدتهم السياسة ، وقس على ذلك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: فكرة وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة غير مطروحة ق


.. استقبال حجاج بيت الله الحرام في مكة المكرمة




.. أسرى غزة يقتلون في سجون الاحتلال وانتهاكات غير مسبوقة بحقهم


.. سرايا القدس تبث مشاهد لإعداد وتجهيز قذائف صاروخية




.. الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد يترشح لانتخابات الرئ