الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نص حوار بين على الدين هلال وطالب دكتوراه بعد الثورة!!

صالح سليمان عبدالعظيم

2011 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


من بين ما سمعناه خلال الأيام الماضية رفض الدكتور على الدين هلال رئاسة الحزب الوطني معللا ذلك بتفرغه لأبحاثه الأكاديمية وإشرافه على طلاب الدراسات العليا في الأيام القادمة. بصراحة صعقني التبرير وكان السؤال الملح هنا يتعلق بما سوف يقدمه هلال لطلبة الدراسات العليا في ضوء ما قدمه من تنازلات هائلة على المستوى الأكاديمي والفكري والسياسي خلال فترة ارتمائه في أحضان الحزب الوطني وعلى رأسهم جمال مبارك. وعلينا هنا أن نتخيل نص حوار بين أحد طلبة الدرسات العليا، وليكن طالب دكتوراة، وبين السيد هلال.
- مكان المقابلة: مكتب السيد هلال في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.
- الزمان: أي وقت بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير.
- الموضوع: مناقشة مقترح للدكتوراة بعنوان "الأدوار الجديدة لمثقفي السلطة المصريين بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير".
- نص الحوار:
هلال: ما الذي دفعك لاختيار هذا الموضوع؟
الطالب: الأحداث الهائلة التي تواجهها مصر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير دفعتني لكى أحدد الكيفية التي سوف يواجه من خلالها مثقفوا السلطة الأحداث والتحولات الجديدة في مصر بعد الثورة.
هلال: وهل من الضروري أن يغير المثقف أدواره بديلا عن أدواره القديمة؟
الطالب: هذا أقل ما يجب على المثقف القيام به الآن، على الأقل دفعا لاتهامه بالرجعية والتخلف عن المسار العام.
هلال: حتى لو لم يتم ذلك عن قناعة؟
الطالب: وهل يوجد من لا يقتنع بأهمية الثورة المصرية وما يحدث الآن من تغيير للمناخ السياسي في مصر؟
هلال: علينا ألا نعمم تصوراتنا الفردية في بحوثنا العلمية.
الطالب: نعم، ولكننا لا يجب ألا نكون أسرى لتصوراتنا الأكاديمية ومكاسبنا الضيقة التي تقيد تحولات الواقع وآفاقه المستقبلية.
هلال: على كل حال، هل سوف تستخدم عينة تحليلية من المثقفين؟
الطالب: نعم، وسيادتكم سوف تكون على رأسها.
هلال: أنا!!
الطالب: نعم.
هلال: ولماذا؟
الطالب: بصفتكم أحد المثقفين الكبار الذين مارستم الفكر والتدريس والسياسة، كما أنك تنتمي لعصر ما قبل الثورة وما بعدها، فأنت ملم بشكل كبير بالتحولات التي مرت وتمر بها مصر بدرجة كبيرة. صحيح أن الكثير يتهمونك بتجريد تاريخك الأكاديمي خدمة للحزب الوطني، لكنني أرى بأهمية وجودك ضمن عينة الدراسة.
هلال: "ينظر للطالب بنظرته التي تشي بالبلاهة، لكنها بلاهة المتربصين العارفين من أين تؤكل الكتف"، وماذا ترى أنت في حقيقة تلك الاتهامات؟
الطالب: ليس لي رأى قاطع الآن، لكنني أرى أن هناك جزء صحيح بدرجة كبيرة فيما يكال لك من اتهامات، معذرة سيدي الدكتور.
هلال: في تصورك ما هو أنسب إطار نظري يمكن أن تستخدمه في دراستك؟
الطالب: بصراحة لم أجد أي إطار نظري أستطيع تطبيقه على الكثير من المثقفين المصريين، وبشكل خاص هؤلاء الذين يشبهونك، فلا مدخل المثقف العضوي ينفع هنا، ولا الماركسية ولا الليبرالية ولا غيرها من أطر التحليل النفسي والنسوي تنفع في هذا السياق، لكنني ابتكرت مدخلا نظريا جديدا وجدته ملائما لحالة المثقف المصري المتحول وأطلقت عليه "نظرية المثقف اللولبي/اللولبية".
هلال: "يمد شفتيه بشكل يبرز من خلاله معالم ذلك الوجه الطيب المستوعب لكل الأشياء والمفاهيم والتوجهات!!"، وما هي مفاهيم وأسس ومعالم هذا التوجه النظري؟
الطالب: بصراحة كلمة لولبي ترتبط بالأساس بوضعية الراقصة، وهو ما يقوم به المثقف المصري الأقرب لحالتكم. الفارق فيما بينكما، أن الراقصة تحقق الاتساق مع ما تقوم به، بينما المثقف يقوم بفعل اللولبة متعارضا مع الأدوار الفعلية المطلوبة منه. وبينما تحقق الراقصة لولبة ممتعة، فإن ما يقوم به المثقف هنا وللأسف نوع من اللولبة المشوهة التي ترضي فئة قليلة جدا وتغضب الكثيرين. خذ مثلا ما قمت به أنت من لولبة شائهة إرضاء لجمال مبارك والمتنفذين في الحزب الوطني، مقابل إغضاب الملايين من أبناء الشعب المصري.
لكن رغم ذلك هناك العديد من أوجه الشبه بين لولبة الراقصة ولولبة المثقف "بالطبع الأقرب لحالتكم"، أولها حالة اللولبة التي تقوم بها الراقصة على المسرح أمام الجمهور سواء من خلال الجسد أو الحركة أو النظرات إرضاء لأكبر مساحة من المشاهدين، وهو ما يقوم به المثقف بالضبط مستخدما مقولاته وأحكامه وممالئاته من أجل إرضا السلطة والقائمين عليها والمراقبين له، بما فيها أجهزة أمن الدولة. وكما أن لولبة الراقصة تهدف رغم ذلك للفوز بكبير الجلسة حصولا على المنافع المادية والمعنوية المختلفة، فإن المثقف تكون عيناه على رأس السلطة سواء أكان على اتصال مباشر به أو من خلال وساطة الآخرين من أجل كسب الود والاستحسان. وفي هذه الحالة فهو يلولب ذاته ونفسه وحياته وأفكاره من أجل الوصول لأكبر قدر من الرضا من صاحب السلطة وطلعته البهية.
هلال: يقاطع الطالب قائلا، هل تقصد أننا راقصات؟
الطالب: عفوا لم أقل بذلك، ما يطرحه هذا الإطار النظري لهذه النوعية من المثقفين أنهم يقلدون الراقصات، فهم بالطبع ليسوا راقصات بالمعنى الحرفي، ولا حتى يملكون موهبتهن الخاصة بالمهنة. ما أقصده هو القيام بنوع من المماثلة بين ما تقدمه الراقصة وبين ما يقدمه المثقف، وبصراحة فإنني أستمتع بلولبة الراقصة لكنني لم أستمتع بأي حال من الأحوال بلولبة المثقف.
هلال: ألا ترى بتجاوزك لحدود الحديث مع واحد من أهم أساتذة العلوم السياسية في مصر إن لم يكن في العالم العربي؟
الطالب: ربما، لكن على الأقل فإن الثورة منحتني الجرأة على القيام بذلك، خصوصا أنك أيضا تجاوزت كل الأعراف والأخلاقيات الأكاديمية والسياسية في الاستهزاء بعقلية شعب كامل، من خلال لولبتك السخيفة في أحضان الحزب الوطني والمفسدين المرتبطين به، واحدة بواحدة!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الا ن عليكم مسئو لية كبر ى ( لمقا ر بة ا
ايمن سا لم ( 2012 / 2 / 4 - 12:19 )
هنا ك مسؤ لية كبر ى للمقا ر بة بين الثو ر ة والد ولة حتى نتمكن من بنا ء ثقا فة ثو ر ية حقا وانها لمهمة شا قة


2 - أدب الحوار
د. اسامة ( 2012 / 7 / 4 - 12:18 )
أدب الحوار مطلوب بين التلميذ والأستاذ، والبعض يعتبر الثورة حجة كي يسىء الأدب مع أساتذته لأنه مصلح وثوري!!

اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي