الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سورية : انها ساعة الحقيقة

غياث نعيسة

2011 / 4 / 9
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


سورية: إنها ساعة الحقيقة
دعوة للانحياز الواضح لمطالب جماهير الشعب العادلة

يجيء ارتكاب النظام الحاكم في دمشق لأبشع المجازر التي تقشعر لها الأبدان ضد أبناء شعبنا المسالم والأعزل المطالب بالحرية والعدالة و الكرامة منذ ثلاثة أسابيع ليثبت، ومن جديد، أنه نظام استبدادي شرس معزول عن هموم و مصالح جماهير شعبنا بخلاف ما تحاول ان تصوره ديماغوجيته الفارغة. يمارس هذا النظام القتل هواية بدون رادع أخلاقي أو سياسي، حيث يستهتر هذا النظام الطاغي بأرواح أبناء الشعب السوري ويسترخص دماءهم، فقد وصل عدد شهداء أبناء شعبنا إلى ما يقارب المائتين خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، فضلاً عن مئات أخرى من الجرحى والمفقودين والمعتقلين. كما وتقوم هذه السلطة الجائرة بمحاصرة المدن وترويع سكانها وتفتح نيرانها لتوبل المواطنين بالرصاص الحي وبشكل يتنافى مع أدنى القيم السياسية والأعراف الإنسانية أوالأخلاقية وبشكل يتنافى كلياً مع ما تزعمه السلطة أنها تقوم على توفير العدالة والحرية والأمان للشعب . فأين هي مزاعم هذه السلطة مما تقترفه أيديها على أرض الواقع!؟ سؤال نطرحه على الجميع وبتأكيد واضح على أن للشعب السوري مطالب واحتياجات عادلة ومحقة ليس تفرضها فقط كل القيم الإنسانية والسياسية وتكفلها كل شرائع الأرض، بعد نصف قرن من قانون الطوارئ والاحكام العرفية و سياسات اقتصادية و اجتماعية دفعت بثلث الشعب السوري الى تحت حافة الفقر ، بل و أيضاً كشرط لنمو المجتمع السوري باطار من الحرية والعدالة الاجتماعية يسمح له بالاندراج في عالم اليوم! انطلاقاً من شرعية مطالب الشعب السوري فإننا نسارع لتذكير الجميع بضرورة الاضطلاع بالمسؤولية التاريخية في اتخاذ الموقف الصحيح والابتعاد عن السلبية أيا كان مظهرها مذكرين بأن الساكت عن الحق إنما هو شيطان أخرس....
فالجرائم التي ترتكبها الطغمة الحاكمة تعلن باسم هذا النظام ككل و ليس فقط الآلة القمعية الواضحة المتمثلة بقوات الأمن بمختلف فروعها بل يشمل حزبه الحاكم وجبهته الوطنية التقدمية ونقاباته ومنظماته المهنية وإعلاميه وصحفيه ومثقفيه المبخرين او المبررين او الصامتين عن جرائمه البشعة. بينما يشكل المستفيدون منهم حقا من النظام القائم قلة ضيقة فاسدة فحسب.
إننا ندعو الجميع –ليس المذكورين اعلاه فقط بل ايضا بعض المثقفين و المعارضين-الى وقفة مع ضمائرهم فيما يتعرض له شعبنا من قمع وقتل وقهر في مطالبته السلمية و المشروعة بالحرية والعدالة والمساواة، واتخاذ موقفاً واضحاً يسجل لصاحبه لأن الصامت عن الجرائم اتي يرتكبها النظام السوري اليوم يصبح أخلاقياً وسياسياً شريكا في ارتكابها .إنها ساعة الحقيقة فاثبتوا صدق انتمائكم لجماهير شعبنا المفقرة و المهمشة الثائرة و شبابها النبيل .

9 نيسان 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نظام يشار نسخة طبق الأصل من نظام صدام
حامد الحمداني ( 2011 / 4 / 9 - 22:42 )
نظام البعث الفاشي في سوريا الذي يقوده بشار لا يختلف شيئاً عن نظام البعث العراقي الذي كان يقوده الجلاد صدام ، فكلا النظامين حكما بلديهما بأشد اساليب القوة والعنف والسجون والتغييب والقتل ، ومن أجل السلطة والثروة لا يتوانَ بشار الأسد عن اقتراف اشد الجرائم بحق شعبه ، تماماً كما فعل صدام، ولا احد يستطيع احصاء عدد ضحايا هذين النظامين الفاشيين. إن الشعب السوري سيدفع تضحيات لاحدود لها من أجل الحرية والديمقراطية ، فليس من السهولة أن يستسلم نظام بشار لإرادة الشعب ، بل سيظل يتشبث بالبقاء على سدة الحكم. لكن إرادة الشعوب تبقى اقوى من إرادة الحكام الدكتاتوريين القتلة ، ولا شك ان الدعم الذي يتلقاه الشعب السوري المناضل عربياً وعالمياً سيكون عوناً له لتحقيق النصر في نهاية الأمر ، فالبقاء للشعوب أبداً والنهاية المخزية لكل الدكتاتوريين


2 - تحية للأستاذ حامد حمداني
علي السوري ( 2011 / 4 / 10 - 11:31 )
قرأت العديد من كتبك القيمة عن تاريخ العراق المعاصر وحقبة البعث السوداء، واستمتعت بما في هذه الكتب من فكر مستنير ولغة جزلة وتحليل دقيق. واحييك الان بمناسبة موقفك الأصيل من الثورة السورية. ويؤسفني أن اخوتنا العراقيين من المثقفين، والذين عانوا كثيرا من شقيق النظام السوري، لم يكن لهم هذا الموقف ونادرا ما قرأنا مقالا لأحدهم يدعم فيه ثورة أخوانهم السوريين؟؟ تحية لك


3 - تحية إلى : غياث نعيسة
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 4 / 11 - 11:55 )
كلمة واضحة صحيحة كاملة. لا تحتاج لأية إضافة. سوى التحية والتقدير.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة


4 - طلب خاص
أسامة الدمشقي ( 2011 / 4 / 12 - 00:34 )
إن كان لديك اتصال بنضال نعيسة، فالرجاء إبلاغه قلقنا الشديد عليه حيث لم نعد نرى مقالاته هنا في حين كان مصاباً بإسهال مقالاتي عجيب يحسده عليه العدو والصديق، وكان من أنصار التحضر وعدواً لدوداً للبدونة والعهر، ونحن مشغول بالنا عليه وعسى المانع خيراً

مع التحية


5 - للتنويه
عمار عاشور ( 2011 / 4 / 12 - 10:45 )
ان السيد غياث نعيسة لايمت باي صله قربى للسيد نضال نعيسه ومايجمعهما هو الاسم فقط

اخر الافلام

.. بعد الهجوم على إسرائيل: كيف ستتعامل ألمانيا مع إيران؟


.. زيلينسكي مستاء من الدعم الغربي المحدود لأوكرانيا بعد صدّ اله




.. العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية: توتر وانفراج ثم توتر؟


.. خالد جرادة: ماالذي تعنيه حرية الحركة عندما تكون من غزة؟ • فر




.. موقف الدول العربية بين إيران وإسرائيل | #ملف_اليوم