الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جالدو نساء السودان .. يجلدون!

ماهر علي دسوقي

2011 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


جالدو النساء في السودان ..
يُجّلَدون!!
ماهر دسوقي

فيما تستبيح طائرات حلف شمال الأطلسي سماء وأجواء وارض ليبيا وتدمر ما يحلو لها من مبانٍ ومؤسسات وتقتل البشر وتنشر الخراب والملوثات الكيماوية تحت ذريعة ملاحقة " عدو محلي".. كانت الطائرات الحربية الصهيونية "تعربد" في اجواء شمال شرق السودان وتقصف "الهدف المنشود" المُعّد لها بالقرب من بورسودان تحت ذريعة منع "تهريب الاسلحة"الى غزة..

وما يلفت الانتباه حقاً ان العدوانين الأطلسي على ليبيا والصهيوني على السودان يأتيان مع الذكرى الثامنة لاحتلال العراق.. والتي تصادف السبت 9/4/2011، وكأن الحليفان الصهيوني والامريكي يقولان للعرب والمسلمين "هاتوا ما عندكم إن كنتم فاعلين"..

وعلىى ما يبدو فإن "بشير" السودان وحكومته قرروا "الفعل" باتجاهين .. الأول"التوجه الى مجلس الأمن لتقديم شكوى ضد اسرائيل، جراء ما اقدمت عليه من قصف واستهداف لسيارة مدنية اودت بحياة اثنين بولاية البحر الأحمر .. والثاني عبر الاعلان عن ان السودان "يحتفظ لنفسه بحق الرد كاملا""..

الا ان الناطق باسم الخارجية السودانية لم يخبرنا كيف ستأخذ بلاده حقها من اسرائيل في مجلس الامن، وما هي القوة الضاربة العالمية التي تمتلكها لكي تمرر "قرار الادانة" المفترض .. كما انه لم يفصح، وعلى ما يبدو، لضرورات امنية، كيف سيرد السودان، ومتى، وبأية وسيلة .. وهل سيكون ذلك عبر الصواريخ.. عابرة البحار والانهار والوديان، ام عبر طائراته الحربية التي تختفي بين السحب!!

انها لَعَمّرُك مهانة اكبر من مهانة القصف والاستباحة للاراضي السودانية.. خاصة اذا اضيفت لها تصريحات وزير الخارجية علي كرتي، التي وصف فيها القصف بالعدوان الاسرائيلي السافر .. "اسرائيل اعترفت بفعلتها وتريد افساد خطتنا مع واشنطن لرفع اسم السودان من "لوائح الارهاب الدولية"..

فوزير خارجية السودان هذا ، والذي تضع وسائل الاعلام السودانية الرسمية وشبه الرسمية امام اسمه كلمة "مولانا" يؤكد على ان نظامه قد تنازل عن جنوب البلاد، وانه في طور التنازل عن اقليم دارفور في غرب البلاد .. وكانوا وحليفهم السابق ، مطبق الشريعة الاسلامية في السودان، الشيخ حسن الترابي، قد سلموا المناضل الاممي كارلوس لفرنسا اواخر التسعينات.. في حين تسعى اسرائيل لارباك خططنا.. لمنعنا من نيل رضا امريكا!!

وتصل "الوقاحة" السياسية لدى مسؤول آخر يطلق عليه اسم "والي".. القول، "القصف لم يربك حركة المرور في المنطقة"، وان الاوامر اعطيت من قبل "البشير" لكي تسير الحياة بشكل طبيعي.. وعلى ما يظهر فهذا هو الانتصار بعينه على اسرائيل ..

ويبقى السؤال الأهم اين كان "الحاكم بأمر الله" في السودان .. واين هي استخباراته، وراداراته وجيوشه وعسسه.. ولماذا لم تعترض طائرات اسرائيل .. ولماذا لم تلاحقها .. وايضاً، أولم يكن من الأولى التصدي لها لمنعها من ارباك خطط النظام؟!

لكن من الواضح ان البشير وولاته، كانوا يخوضون غمار معارك اخرى .. فالرادارات مشغولة برصد ما ترتديه النساء تحت الجلابيب.. والعسس يبحث عن "الخبثاء" الذين ينادون بالديمقراطية وحقوق الانسان وحرية الرأي والتعبير .. والاستخبارات تلاحق الرعاة في مراعي الجنوب لتزرع الفتنة بين قبائل المسلمين والمسيحيين .. والجيش منهمك بقصف الفقراء .. وما تبقى من المخابرات وشرطة "الحسبة" والامر بالمعروف والنهي عن المنكر يلاحقون الخارجين على الشريعة الاسلامية.. بل ويجاهدوا بجلد النساء في الشوارع ..

وعلى ما يبدو فان البشير يسير على نهج "المقبور" النميري الذي سبق وان تحالف مع الترابي .. قبل ان ينقلب عليه كما انقلب على البشير نفسه .. حين طبقا الشريعة الاسلامية على البسطاء واخذوا بالاقتصاص من الفقراء على بعض "سرقاتهم" بسبب الجوع والفقر والبطالة .. في الوقت الذي كان فيه المجرم شارون يرحل الالاف من يهود الفلاشا من اثيوبيا الى جنوب السودان ومنه الى اسرائيل .

فجالد النساء في الشوارع غير معني "بجلد" ارض وطنه على يد طائرات الصهاينة او حتى قلبها راساً على عقب طالما انه يتربع على عرشه السلطاني.. وسبق له ان تغاضى عن المجزرة الصهيونية التي نفذت ضد قافلة سودانية في كانون ثاني 2009، وراح ضحيتها ما يزيد عن (180) مواطناً .. لتغييب وفق ذلك "شريعتهم" الامنية .. وشريعة مواجهة المنكر!!

فيا من "انتصرتم" على نساء وفقراء السودان .. ها انتم تهزمون امام "المنكر" اسرائيل.. وتجلدون كبعير اجرب .. وذلك هو الخزي العظيم ..
ألا فانتظروا ...
الا فانتظروا غضب الارض وزلزالها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جبناء السودان
علي المدرسي ( 2011 / 4 / 10 - 09:52 )
يستاسدون على النساء والفقراء وامام الصهاينه انذال
والله يا ماهر اتيت بها من الاخر
تحيات كثيره لك


2 - سيجلدون على يد شعوبهم
هدايه الابراهيمي ( 2011 / 4 / 10 - 15:26 )
سيجلد كل المتسلطين بسياط شعوبهم وسيحاكمون امام شعبهم
اين كان دعاة الشريعه عندما قصفت طائرات الصهاينه ارضهم .
اخ ماهر كل الاعجاب بما تفضلت به .

اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها