الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة ( الدوائر )

شاكر الخياط
كاتب ناقد وشاعر

(Shakir Al Khaiatt)

2011 / 4 / 9
الادب والفن


كنا نقف سوية عند قمة احد الجبال العالية..بعد ان غادرتني واسطة النقل التي اقلتنا قبل ساعات ،لم يكن الجو بتلك الدرجة من البرد الذي بدا يترجم لنا معنى القارس او الزمهرير .. لم اكن من قبل اعرف لهذا المعنى ملمسا في حياتي ..كنت اسمع الناس يقولونها وكنت لا اعير لهذا التعبير اي اهتمام، الان وانا ابن اللحظة واية لحظة..ماذا عسانا ان نفعل؟! تتسابق الريح اخذة دورها ودورتها وفعلتها التي خلقت من اجلها ..ليس هناك من شيء تتمسك به سوى بعض الامتعة البسيطة التي هي الاخرى تريد من يحفظها من الضياع او الطمر في وسط هذا الهيجان الغريب للجو وانقلاب درجة الحرارة ووصولها الى درجات اعتقد ان المحرار ليست له القدرة على قراءتها تلك الدرجات التي تنحدر بعيدة عن الصفر بعشرات المرات..مابال الدم هنا وما بال الاعصاب..هناك حيث الملامح تغيرت وانقلبت الاشكال وعرفت ماهو الدم البارد والدم الحار..وعرفت كذلك ماذا يعني ذوات الدم الثابت وذوات الدم المتغير..في تلك اللحظات لم اكن اتمنى ما انا فيه لاعدى اعدائي على الاطلاق..ماذا عسانا ان نفعل..العاصفة الثلجية بدأت تغطي اجزاء من اجسادنا.. الكل متسمر في مكانه ينظر صوب الاخر من دون ان ينبس ببنت شفة..وعلام يتحدث الواحد منا للاخر، وبماذا يتحدث؟ وما نفع الكلام؟..
بين تلك الارهاصات والاسئلة وما يجول في خاطر كل منا لا بد من التفكير بطريقة ما نستطيع من خلالها العودة الى حيث اتينا.. كنت اراقب نفسي واراقب من حولي..وبادرت بالقول اننا في انتظار امل واحد فقط وهو وصول من يقلنا وينقذنا من هذا الموقف المرير..
اقترحت على الجميع ان يرسم كل منا دائرة حتى وان كانت وهمية ويضع لها تسمية وعنوانا يبقيه سرا لا يعلنه لاحد..وبين تلك الدوائر ستدور كل الافكار ومايختلج الدواخل من افكار وتمنيات ربما لم تخطر ببال احد على وجه البسيطة، لان الظرف العصيب هو الذي حددها وعصيب الموقف هو الذي انتجها ولم يكن لاحدنا ان يفكر في نفس قوة التفكير تلك اللحظة ومن اين تاتي بالموقف هذا لكي تجبر خواطرك ان تبدع مالم يتوقعه الاخرون على سجية طبعهم وبساطة افكارهم..
الكل رسم لنفسه دائرة وهمية هلامية الابعاد واعطاها عنوانا مميزا عن العناوين الاخرى..لحظات تفكير حقيقية وواقعية لاينتابها ادنى زيف..هنا تكمن حقيقة كل انسان بل تتضح جلية لانه اقرب ما يكون الى حقائق الامور ..وما ان اكتملت الدوائر تلك لاح في الافق من كان قد اوصلنا، عائدا لينقلنا ثانية الى المكان الذي انطلقنا منه بعد ان اعلن كل منا حقيقة مايدور وما يتمنى ..لم يكن امام احد منا انه يستطيع ان يكذب او يخدع نفسه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي


.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية




.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي


.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب




.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?