الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو جبهة مقاومة موحدة للتصدي للعدوان وإحباط أهدافه

وليد العوض

2011 / 4 / 9
القضية الفلسطينية


تشير كافة المعطيات الى أن العدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة آخذ في التصاعد، وتشير تلك المعطيات الى أن عدوان الاحتلال الذي استعمل خلاله كافة صنوف الاسلحة البرية والجوية والبحرية حصد حتى كتابة هذه السطور أرواح 20 مواطنا واصاب اكثر من سبعن جريحا، يختلف بطبيعته وآلياته عن العدوان الشامل الذي نفذته إسرائيل أواخر عام 2008 واستمرت لثلاثة اسابيع متصلة، فتلك العملية حددت نقطة بدايتها كما حددت نقطة نهايتها وغاياتها التي تكشفت فيما بعد، إما العدوان الحالي فمن الملاحظ انه عدوان مفتوح يتصاعد بشكل تدريجي يمكن الاحتلال من تمريره على شكل جرعات متتالية للمجتمع الدولي وهو ما يتحقق حتى هذه اللحظة ويلاحظ المراقب أن العالم يرقب بصمت مطبق مجريات العدوان الوحشي دون اي تدخل رغم كل المناشدات التي تنطلق من القطاع وسكانه الابرياء ، مؤشرات تصاعد العدوان تشير بوضوح لامكانية تصاعده قبيل عيد الفصح اليهودي الذي يصادف الخامس عشر من الشهر الجاري ، ولهذا الغرض يسارع قادة الاحتلال بالاصطفاف في جوقة واحدة تعزف على نغمة الحرب وتدق طبوله وكلها تنذر بتصاعد العدوان واستمراره ، فهذا وزير الحرب الاسرائيلي باراك يعلن عن الغاء زيارته المقرر ليلة الاحد الى واشنطن ليتابع عمليات قواته العدوانية على قطاع غزة عن كثب ، أما زعيمة المعارصة الصهيونية التي لم تجف يدها من دماء شعبنا بعد تسيفي ليفني فتقول اليوم السبت أن على إسرائيل ان تستعيد قوة الردع فورا ، أما وزير الامن الاسرائيلي فيصرح بشكل فج أن لا مأمن لأي فلسطيني في غزة ، وعلى رأس كل هؤلاء يلتقي رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو بقادة جيشه العدواني وأذرعته الامنية يدعوها لمواصلة العدوان وتشديده،إن مجمل هذه المؤشرات علاوة على رفض حكومة الاحتلال لمساعي التهدئة تشير بكل وضوح الى أن العدوان الدموي قادم ومتصاعد لامحالة ولابد لشعبنا من الاستعداد لذلك وتوفير مقومات الصمود والتصدي له، إن مايغذي هذه الاحتمالية المؤكدة هو سعي حكومة الاحتلال لإستغلال التطورات والتغييرات التي تحدث في المنطقة وإنشغال العالم بها لتنفذ مجزرتها المبيتة بحق شعبنا بعيدا عن وسائل الاعلام المنكفئة في تركيزها على تغطية الاحداث الدائرة في كل من ليبيا واليمن وسوريا وغيرها، بالاضافة لانشغال العالم كله بتداعيات التغيير الذي شهدته الشقيقة مصر لما لهذا البلد من أهمية كبرى في المنطقة والعالم.
إن التصعيد العدواني هذا تسعى اسرائيل لتحقيق من خلاله أهداف عدة أولها خلط الاوراق أمام المحافل الدولية ومحاولة قطع الطريق على النجاحات الدبلوماسية التي تحققها القيادة الفلسطينية لناحية حشد مزيد من الاعتراف بدولة فلسطين على الاراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس وعزم منظمة التحرير التوحه لمجلس الامن لتحقيق هذا الغرض مدعومة من معظم دول العالم صاحبة التأثير، وثانيا قطع الطريق على جهود المصالحة بعد أن لاحت في الافق آمال تحقيقها في ضوء مبادرتي الاخ إسماعيل هنية والرئيس ابو مازن وما يرافقها من حديث ايجابي واشارات طيبة خصوصا أثناء زيارة الرئيس محمود عباس الاخيرة لمصر، تلك الاشارات الايجابية التي تفيد بامكانية تحريك هذا الملف بعد طول انتظار، هذا الملف الذي تحرك فعليا نتيجة التحركات الشعبية التي شهدتها الاراضي الفلسطيني منتصف الشهر الماضي حيث قالت الجماهير بملىء فيها بأن كفى الشعب يريد إنهاء الانقسام ، وقد وضعت الجميع في دائرة ضرورة البحث عن سبل تحقيق ذلك منذرة بأن الشعب عرف طريقه للنزول الى الشارع لتحقيق هذا الغرض . علاوة على أن أحد أهداف العدوان على قطاع غزة يتمثل ايضا في إرباك القيادة المصرية الجديدة ووضعهافي موقف حرج وهي ما زالت منشغلة في ترتيبات الوضع الداخلي، وبالعودة لاحتمال تصاعد العدوان ومن اجل منعه من تحقيق أهدافه آنفة الذكر نرى أن المطلوب الان وقبل فوات الآوان الاسراع في الاتفاق على تشكيل جبهة موحدة للمقاومة تنخرط فيها كافة القدرات والطاقات وتوفر كل إمكانيات الصمود لشعبنا وتحدد أساليب وسبل التصدي للعدوان ومواجهته بشكل موحد على طريق مواصلة السعي لانهاء الانقسام واستعادة الوحدة الشاملة، هذا علاوة على ضرورة تنسيق الحركة السياسية والدبلوماسية مع الرئيس ابو مازن على كافة المستويات الاقليمية والدولية لمنع استمرار العدوان ووقفه فورا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل


.. رويترز: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة




.. هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب لن ترسل وفدها للقاهرة قبل أن


.. حرب غزة.. صفقة حركة حماس وإسرائيل تقترب




.. حرب غزة.. مزيد من الضغوط على حماس عبر قطر | #ملف_اليوم