الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرجال تخلدهم المواقف

جابر السوداني

2011 / 4 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


الرجال تخلدهم المواقف أبو تحسين نموذجا
جابر السوداني

كانت صبيحة يوم التاسع من نيسان عام 2003 ليست كغيرها ولا تشبه بأي حال ما سبقها من صباحات العراق الذي تعود رئيسه المخلوع صدام حسين على أن يمر أمامه الجميع :
(وزراء وضباط ورجال سياسة ودين وعشائر وعلوم وقضاء وطب واقتصاد وحتى السحرة والسماسرة والمشعوذون والخ ...)
تعود صدام حسين أن يمر كل هؤلاء أمامه وهم مهطعين رؤوسهم إلى الأرض منكسفين عن بكرة أبيهم يتحاشون النظر إلى وجهه ولا يقوى احد منهم على النظر إليه إلا بإذنه وكان سيادته لا يأذن بذلك إلا لمن كان ذو حظ عظيم وكان أيضا لا يستغني عن ممارسة هذا الاستعلاء حتى على ضيوفه من الرؤساء والإعلاميين والأصدقاء الأجانب والعرب الذين يسوقهم حظهم العاثر لزيارة عراق القائد صدام حسين؟
لكن (أبو تحسين) ألغى هذه المعادلة الضرورية جدا في حياة صدام حسين وفُرض عليه بدلا منها معادلة جديدة ما كان صدام حسين يسمح لأحد من كل خلق الله بمجرد التفكير بها ومن يفكر بها سوف ويقطع العبثيون لسانه ورأسه ويعدمون كل أبناء عشيرته وأصدقائه وجيرانه ومن يرتبط بعلاقة معه من قريب أو بعيد ، وقد رأيناهم يفعلون ذلك بثوار انتفاضة آذار عام 1991 من خلال الوثائق المصورة التي تم عرضها أمام المحاكم
صدام حسين الذي كان يرى في نفسه واحدا أوحدا لم يخلق الله له نضيرا أو ندا على وجه الأرض ، جعلتْ له صبيحة يوم التاسع من نيسان 2003 ندا يتحداه بكل جرأة الرجال وأمام وسائل الإعلام المرئي العالمي والعربي
ففي الساعة العاشرة صباحا من ذلك اليوم توجه صدام حسين ومعه آخر ما تبقى له من أزلام ٍ إلى منطقة الاعظمية واعتلى هناك على سطح سيارة مرسيدس وهتفت من حوله الشلة المجرمة من أزلامه البعثيين وهو يحاول بذلك أن يبعث برسالة يقولون فيها للعراقيين إنني لازلت موجودا (فخسئوا في أماكنكم ولا تكلمون)
وفي نفس الوقت انطلق أبو تحسين من مدينة الثورة وهو يسابق الزمن متوجها إلى مقر اللجنة الاولمبية معقل المقبور عدي صدام حسين في شارع فلسطين
كان أبو تحسين (الكاسب الفقير الشيوعي اليساري من أهالي مدينة الثورة) يحاول أن يبعث برسالة عاجلة إلى العراقيين يبشرهم فيها بوصول نظام البعث إلى نهايته المحتومة ويقول لهم إن الذي تشاهدونه ألان على سطح سيارة المرسيدس في الاعظمية ليس أكثر من جسد فاطس فخرجو ولا تخافون
ولكون أبو تحسين كان اعزلا ليس معه إلا دشداشته ونعاله وإيمانه بضرورة التغيير من اجل الفقراء فقد اختار أن يكون نعاله هو السلاح والوسيلة التي يعلن للعالم بواسطتها سقوط اعتى طاغية عرفه التاريخ المعاصر وظل يصفع بنعاله صورة صدام حسين وعلى وجهه مباشرة أمام المصورين وكاميرات القنوات الفضائية العالمية والعربية حتى شاهده كل سكان الأرض وهو يحرض المارة من الناس على الثورة وإتمام عملية التغيير وبعد تسع ساعات استجابت الجماهير لنداء أبو تحسين وأزالت الصنم من ساحة الفردوس بمساعدة آلية أمريكية
تحية للمناضل الوطني (جواد كاظم عواد أبو تحسين ) وتحية لذاك السلاح الأعجوبة وهو مودع ألان في متحف مدينة حلبجة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حضر الفردة الثانية اخي
سيلوس العراقي ( 2011 / 4 / 9 - 22:53 )
سلمت يداك ابو تحسين الورد، بقي عليك ان تتهيأ لليوم القريب مجيئه وتحضر الفردة الثانية من نعالك المجيد حتى تضرب به صور الدكتاتورية الدينية الجديدة التي خانت الحلم العراقي بالقضاء على صدام لتكون اقبح منه، تحضر اخي ابو تحسين ، كلها كم شهر وتثور طهران على علي ونجاد وبعدها فلتة الحكومة تصير مثل شربة ماي، كل الخير للشرفاء العراقيين، من صبر 30 سنة على البعثيين يصبر كم شهر، بس يجي دورهم ليلوحهم نعالك الانظف منهم، وهيك تضمن الفردة الثانية بالمتحف مع اختها، تحياتي لكل الطيبين،

اخر الافلام

.. هل تحرك تصريحات بايدن جمود مفاوضات الهدنة في غزة؟| #غرفة_الأ


.. ممثلة كندية تتضامن مع غزة خلال تسلمها جائزة




.. كيف سترد حماس على بيان الوسطاء الذي يدعوها وإسرائيل لقبول ال


.. غزيون يستخدمون مخلفات جيش الاحتلال العسكرية بعد انقطاع الغاز




.. صحيفة الغارديان: خطاب بايدن كان مصمما للضغط على إسرائيل