الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصيدة : الذي لا يجئ

مهدي بندق

2011 / 4 / 10
الادب والفن


الذي لا يجئ
شعر مهدي بندق


أنا في عيون الجدار المحدق نحوي
فراغ ٌ ،
فيعبره النمل والشاحناتُ التي تحمل النفط َ
مسرعة ً للحريق المغير

أنا والجدار المحدق ُ لا شيء حين تطل علينا
الشوارع ذات ُ التجاعيد ِ والشفة ِ المشمئزة ِ
من أول الليل حتى الهزيع الأخير

ونحن الثلاثة َ لا شيء حين المدينة ُ تزوَرُّ عنا
فنزحف مثل الطحالب ِ،
والموج ُ يطمس أسماءنا لاهيا ً،
والرمال ُ تطرز مفروط َ حبـّاتنا في لثام التخفي
اختفينا اختفينا
وتلك المدينة غارقة مثلنا في الخفاء ِ
وكل المدائن ِ ،
كل الصحارى البحار الجبال المنابع ِ
كل ُّ المصبات ِ لا شئ َ ،
ليست ُترى أو ترى ،
وهي تسلم ُ أشباحها للزمان الضرير


كفقـّاعة ٍ تتبرقش لا حضن فيها
ولا ُمدخلا في حجارتها ينفذ القلب منه
إلى مجلس للمؤانسة ِ المشتهاة ِ،
يظل الزمان ُ الجهول ٌ بما قبله ،
والجهول ٌ بما بعده ، يسأل " الليس َ " ماذا
يقول ُ.. وكيف لذاك المخاطـَـب أن يستجيب َ
وما من لسان بفيه
وما من رداء إذا مات يستر جثمانه ،
ولا ثوب يصلح في البعث كي يرتديه
وليس ينال البراءة َ أو يتلقى الإدانة َ .. ممن ؟!
ولا شيء ينفض ً عنه ولاشيء يأتي إليه
ولاشيء يسكن فيه

فمن أين جاء الوجود ُ يلف ُ بساقيه
حول الرقاب ِ ،
يعذب ألبابها بانتظار الذي لا يجئ ُ
وكيف أنا سيد َّ اليأس ِ
تخليت ُعن توأمي المترفع ِ هذا النبيل الوجيه
لألهث خلف الرجاء السفيه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - في انتظار جودو
أبو الحسن سلام ( 2011 / 4 / 9 - 22:17 )
لست وحدك يا سيدي اللاهث خلف الرجاء السفيه ، فمصر كلها تلهث خلف ذلك الرجاء السفيه منذ ستين عاما أو تزيد فماذا يفيد اللهاث وراء جودو ؟


2 - روعة
فتحي فرج ( 2011 / 4 / 10 - 10:26 )
هذه واحدة من روائع الشعر العربي وإن تمنيت لها أن تطول


3 - الأعماق
فرانسوا باسيلي ( 2011 / 4 / 10 - 10:37 )



شعر الأعماق الخبيئة الخبيثة التي ترعب الوجود والموجودين المتلطمين داخلها بلا منفذ سوى مثل هذا الشعر


4 - أتخيّل أنّنى أردّ عليك بالشعر
مأمون البسيوني ( 2011 / 4 / 10 - 16:31 )

أنا والمحدق فيّ ..جدار غامض فاتن

أراه دوما يتثغّر

أشاهد النمل وحاملات النفط تتغيّر

أكاد أفتن

أن تتغيّر الحياة،هذا أمر في حدّ ذاته مذهل

لكنّ التطوّر نفسه يتطوّر

يبتكر مابين الفينة والأخرى، سبيلا جديدا

الاّن النملة تتكلّم ، والشاحنات لاتحمل نفطا وتبدّل العالم فالشاحنات تحمل ضوءا
في آخر النفق


5 - انتبهوا
فريد غالي ( 2011 / 4 / 10 - 22:57 )
هذه القصيدة اشارة لواقع شديد الظلمة لا يريد أن يتغير ولا يريد أن يرحل ويترك المرء للعدم الرحيم . مهدي بندق شاعر قاس ولكنه صادق تماما

اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال