الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثمانون عاما على رحيل جبران

جمال الخرسان

2011 / 4 / 10
الادب والفن


ثمانون عاما على رحيل جبران

بين زحمة السياسة وطغيان ملفاتها البركانية هذه الايام وانشغال الاعلام .. الشارع وحتى النخب بما يحصل من تغيّرات كبرى في المنطقة والعالم على وقع الثورات الشعبية التي أذلّت قوما وأعزّت آخرين في تلك الاجواء المشحونة والمندفعة ليس من السهولة ان يجد الحدث الثقافي والادبي نفسه في المشهد العام الا ما ندر. ولهذا ربما تمر الذكرى الثمانون على رحيل جبران مرورا العابرين، حتى لو كان الرجل ممن ارسوا الحداثة الادبية في العالم العربي ويسجل له المحاولات الجادة الاولى لكتابة الرواية العربية من خلال روايته الشهيرة ( الاجنحة المتكسرة ) التي صدرت عام 1912.
بين الارز ولد جبران في بلدة بشري اللبنانية في السادس من كانون الثاني 1883 وتوفي في العاشر من نيسان عام 1931 في أحد مستشفيات نيويورك بعد أصابته بمرض السرطان. وبين هذين التاريخين ثمانية واربعون عاما من المعاناة والسجن العثماني، ثم الترحال بين بوسطن، باريس، نيويورك ولبنان، اثمرت عن مسيرة جبرانية حافلة بالعطاء على صعيد الرسم والنحت او على صعيد الفنون الادبية الاخرى.

كان جبران نتاج ثقافة عربية امريكية فرنسية امتزجت فيه تلك المدارس المختلفة فتجلت في مساحات ابداعية فنية مثيرة للاعجاب والدهشة. الاديب الفيلسوف والشاعر النحات ظل وفيا لروحانية الشرق وصوفيته سواء من خلال محيطه اللبناني او خلال تاثره واعجابه بالجماعة الصوفية في مدينة بوسطن وخصوصا تيار "الحكمة الإلهية" الذي تتزعمه آنذاك الروسية هيلينا بتروفنا بلافاتسكي المطلعة مسبقا على الموروث الهندي.

بدى جبران في اسلوبه الادبي متمردا على الاعراف والتقاليد والانماط الاجتماعية الدينية ومن جهة اخرى كان يميل للجمال والحب والتعلق بالطبيعة كما هي عادة الانفس الشفافة المرهفة بالاحساس ومن هذا التنوع وفي هذه الاجواء ولدت مطولته الشهيرة ( مواكب ) والتي يتحدث فيها عن نزعة واضحة منحازة للغابة والطبيعة وحتى في بعض الاحيان يلمح بالتقاطات كثيرة الى ان تجربة الغابة الخضراء اكثر وافضل بكثير من ذلك المجتمع البشري الذي تطغى فيه الانتهازية، حيث يقول:
ليس في الغابات راعٍ.........لا...و لافيها القطيعْ
فالشتا يمشي و لكن............ لا...يُجاريهِ الربيعْ
خُلقَ الناس...عبيداً......... للذي يأْبى الخضوعْ
فإذا ما هبَّ... يوماً......... سائراً سار الجميعْ
وفي ذات المواكب التي تغنت بجزء منها فيروز يقول جبران:
فالأرض خمارةٌ و الدهر صاحبها - و ليس يرضى بها غير الألى سكروا
كانت قصيدة المواكب التي تحتوي على اكثر من مائتي بيت أحدى جنونيات جبران المتاثر كثيرا بنيتشه. رغم كلما عاناه من قسوة الحياة بقي جبران قلبا نبيلا ( لايمنعه حزنه ان ينشد اغنية مع القلوب الفرحة! رحل ( المجنون ) جبران وبقيت روحه ( اجنحة مكسرة ) قست عليها الحياة لكنها رغم جميع ما عانت من( عواصف) لازالت ذلك ( النبيّ ) الذي يعرف تماما ان الدنيا ليست الا ( دمعة وابتسامة) لرجل له ( قلبـان: قلـب يتألـم وقلـب يتأمل ).

جمال الخرسان
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الدورة الـ 77 من مهرجان كان السينمائي.. ما أبرز ملامحها وأهم


.. الموسيقي المصري محمد أبوذكري يصدر ألبومه الخامس -روح الفؤاد




.. بين المسرح والسياسة: المخرج وجدي معوض في عشرين 30 ??بعد اتها


.. بعد جولة عروض عربية وعالمية، مسرحية أي ميديا في باريس




.. صباح العربية | الفنانة السعودية سارة صالح تبدع في غناء أغنية