الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرة اخرى ضرورة الانتفاضة الشعبية الفلسطينية:

خالد عبد القادر احمد

2011 / 4 / 10
القضية الفلسطينية


لم يعد يجدي, ولم يعد وطنيا, لنا نحن الفلسطينيين ان نستمر في حال العجز وموقع رد الفعل, من الوقائع, والانهماك في محاولة قراءة بنك اهداف العدو الصهيوني ومراقبته وهو ينفذ مناوراته, حتى لقد اصبحت ثقافتنا اليا صهيونية وخارج ضرورة معرفتنا لذاتنا, فبتنا نعرف عن عدونا اكثر من الكثير جدا الذي نجهله عن انفسنا, ولم نعد مناضلين بمقدار ما اصبحنا طلاب علم.
إن الانهما في تحقيق مهمة اعرف عدوك حولنا الى مثقفين, الى درجة اننا بتنا نفتقد المبادرة الى اداء مهمة النضال العملي والى درجة ان اصبح اكثرنا كتاب راي خاصة في ظل توفر النت, وما اتى به من عزلة و وجمود حراك, ففقدنا القدرة على الاقلاع في الحياة فكيف بالنضال؟ ومع الاقرار بان هناك توجه معادي يدعونا للاحباط والجمود والموت المبكر, غير ان نجاح هذا الجهد المعادي لا يحصل بعيدا عن هذا الكسل الخادر الذي الم بنا, والذي وضعنا في حال انتظار وصول الاعتداء على اجسادنا مباشرة,
ربما هذا بعض ما حاول الرفيق ماجد الشيخ الاشارة اليه حين كتب عن الستاتيك وصعوبة الاقلاع الفلسطيني, ورغم انه اشار الى المسار السياسي بصورة اساسية, إلا ان ذلك لم يكن بعيدا ايضا عن ان يلم بوضع سوء التوجه الارادي والايديولوجي فينا وهو الموجه للنشاط النضالي العملي العام,
اننا ايديولوجيا واراديا وعمليا نتراجع نحو سؤال هل نريد ونسعى للتحرر فعلا ام لا؟ فشلل حركتنا عمليا يعكس اجابة تنفي وجود ارادة التحرر فينا, دون انكار وجود الرغبة, مما يخلق فينا حالة الكسل عن السعي لما نريد, ويحولنا الى حلام نهار, ولا يخلق فينا حالة التفاعل مع ما نريد حقا,
ان حالم النهار هو الذي يعكس الية الصلة بين النوم والحلم, فالعادة والطبيعي ان نغفوا كي نصل الى الحلم, اما ان نحلم من غير اغفاء فهذا هو الذي يدخلنا في حال ستاتيك نوم اليقظة. لذلك عجزنا حين محاولتنا تفجير انتفاضتنا الشعبية الخاصة بصورة برنامجية ارادية غير عفوية كما كان حال انطلاقتنا في انتفاضتين سابقتين,
ان الروح السماوي الفصائلي المقدس المسيطر على حياتنا السياسية له مصلحة فعلية في اعادتنا الى حال الستاتيك الذي ما زلنا عليه منذ اجتياح لبنان عام 1982 حين تم القضاء على اخر معاقل التواجد الوطني الفلسطيني المسلح, فقد كان التعب قد الم بالمستوى القيادي من مقارعة التامر السياسي الاقليمي والعالمي, وما كان يتطلبه ويفرضه من مهمات ومسئوليات تعبئة جماهيرية تتطلبها المهمة التضالية, فسارع للانحياز الى _نهج مرحلة_ النضال, فانشق حلمنا الواحد الى قسمين مصنفا اياهم على ان منه ما هو مثالي مستحيل غير قابل للتحقق ومنه هو واقعي ممكن احتماليا, وكانت تلك اسرع طريقة فض بها التفاف الجماهير حول مهمة النضال, وهو اصلا لم يكن قد عمل على تجذير صلة الجماهير بها, وكان الحجم الرئيسي لصلة الجماهيربالمهمة النضالية يعود الى المبادرة الجماهيرية, وكان المستوى القيادي يستفيد بصورة انتهازية من هذه المبادرة دون ان السماح لها بمشاركته قرار المناورة السياسية. بل كان يقرر اولا ومن ثم يعمل على اقناع الجماهير بقراراته, فهذه وحتى الان لا تزال امتيازا متعة استخدامه يبقى حكرا على المستوى القيادي فحسب.
ليست مهمة الشعب دفع الضرائب وفي نفس اللحظة العزل عن القرار, فهذا هو جوهر ممارسة الديكتاتورية في الحكم, لا يهم الصيغة الدستورية التي تحدد بها شكله, فالوراثي بتعددية اشكاله الدستورية وكذلك الجمهوري ممكن بل حتما ينطوي على مستوى من الديكتاتورية, وكذلك حكم الفصائل الميليشياتي ايضا والمرهون لوضع خاص من عدم استقرار الصيغة الاجتماعية, فهو ايضا ينطوي على بعد ديكتاتوري, بل ان ارقى الديموقراطيات في اكثر المجتمعات تفوقا في مستواها الحضاري تنطوي نظمها على مستوى من ديكتاتورية ممثليتها السياسية الحاكمة وان كانت في صورة الحزب او الادارة طالما انها تعكس الصلات الطبقية في المجتمع, والشوفينية القومية عالميا.
ان خصوصية الوضع الفلسطيني تطرح شكلا خاص من قبح الديكتاتورية المتحققة فيه, قوامها تزاوج ديكتاتورية المليشياتي مع السلطوي فكلاهما له مضامينه الطبقية المنقسمة على ذاتها المتصارعة فيما بينها, والتي مع انقسامها شقت مجتمعنا ثقافيا وسياسيا وديموغرافيا تبعا لحجم تعدديتها, كذلك شقت وحدة لائحة الاهداف الفلسطينية,
لذلك لم يكن غريبا عنها وفي مواجهة محاولة الانتفاض الشعبي ومحاولة التملص من مطلب انهاء الانقسام ان تلجأ فورا هذه الفصائل الى عزف المبادرات غير الصادقة المتبادلة لمحاولة انهاء الانقسام دون التخلي عن نفسها الديكتاتوري, وهو شرط ان يلغي الطرف الاخر استقلاليته الثقافية السياسية البرنامجية وان يتماهى مع الاخر, وكلاهما يعرف ان ذلك يعني ان المصالحة غير قابلة للتحقق في ظل التمسك بهذا الشرط. علما ان الشعب يرفض كلا الثقافتين السياسيتين وبرامجهما, بل انه بات يرفض الثقافة السياسية البرنامجية الفصائلية جميعا,
ولعل من اسوأ المناورات الفصائلية كانت مناورة التصعيد العسكري مع الكيان الصهيوني التي لعبتها حركة حماس في محاولة للتهرب من مبادرة عباس, فاخذها الكيان الصهيوني فرصة لتوسيع نطاق عدوانه التقليدي على شعبنا الفلسطيني, والان يدفع شعبنا في قطاع غزة ثمن ذلك من دمه ومقدراته المعدومة اصلا,
ان على شعبنا الان ان يدرك انه ومنذ وقت طويل فان كرة قرار النضال الفلسطيني لم تعد في مرمى الفصائل الفلسطينية, فهذه شباكها مخترقة تماما. بل هي ومنذ وقت طويل في مرمى الشعب نفسه, الذي بات عليه ان يغير مناورة النضال وشروطها في صورة انتفاضة شعبية قادرة على التصدي لسلبيات الصراع مع الكيان الصهيوني وسلبيات ادارة قرار النضال الفلسطيني نفسه,
ان تاكتيكنا لا يجب ان نستمر في حصره في اطار افشال مخططات العدو’ بل يجب ان ياخذ منحى مسار تحقيق ما نريد والذي وجهه الاخر احباط تحقيق ما يريد العدو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يتهرب من الإجابة عن سؤال حول إرسال قوات أمريكية للقتال


.. مهند مصطفى: إسرائيل بدأت تدرك صعوبة وتعقيد جبهة الشمال




.. غارة إسرائيلية على شقة سكنية في طرابلس شمال لبنان


.. غموض يحيط بمصير هاشم صفي الدين بعد غارة بيروت.. ما هو السينا




.. مصادر طبية: 29 شهيدا في يوم واحد جراء القصف الإسرائيلي على ق